شبكة ذي قار
عـاجـل










• منذ الاحتلال .. والسلطة العميلة تعلن إنها "ديمقراطية" .
• التظاهرات السلمية .. كشفت زيف إدعاء السلطة العميلة .
• المرجعية أفتت بعدم مقاومة الاحتلال الأمريكي .
• وهي ذاتها أفتت بعدم خروج الجماهير للمطالبة بحقوقها !!


منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بنيت مؤسسات النظام على أسس طائفية تَشَكَلَتْ من أحزاب معروفة بارتباطاتها وامتداداتها العقيدية الطائفية بالنظام الصفوي في إيران .. والأحزاب الطائفية هذه التي تحكم العراق في ظل الاحتلال قد صدَعَتْ رؤوس العالم بأنها " ديمقراطية " و تعددية تعتمد على صناديق الاقتراع ، حتى أن الاحتلال ومن خلال لعبة " الديمقراطية " التي أدخلت البلاد في دوامة الفوضى السياسية، قد صدَعَ هو الآخر العالم بالديمقراطية المزعومة واتهم أي نظام سياسي لا تنسجم سياسته مع سياسة البيت الأبيض بأنه نظام غير ديمقراطي !!


أولاً- من المفارقات الفاضحة التي باتت مكشوفة للعراقيين وللعالم تماماً :


1- إن " ديمقراطية " الحكومة العميلة تمنع تظاهرات سلمية تطالب بحقوقها الطبيعية وترفض واقع الفساد والنهب والسلب والاغتصاب، كما ترفض انعدام العدالة الاجتماعية وأشكال الطائفية المقيتة، وتعلن عن حاجتها لمتطلبات الحياة الطبيعية " كالماء والكهرباء والدواء والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي ..إلخ .. وهذه المطالب تشكل هدفاً أساسياً للشعب وفي مقدمتها الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية، التي يتوجب على أي حكومة أن تقدم الغذاء والدواء والأمن للشعب في ظل حياة حرة كريمة، وإذا ما أخفقت فأن عليها أن تتخلى عن الحكم وإذا أصرت فأن من حق الشعب أن ينحيها جانباً أو يسقطها بوسائله المعروفة .. لأن الحكم هو تكليف وليس تشريف !! .. إذن، وكما نرى، فأن سلطة المنطقة الخضراء تمارس " ديمقراطيتها " بمنع تظاهرات شعبية سلمية !!


2- ولم تكتف هذه السلطة العميلة بمنع تظاهرات سلمية مشروعة، بل قامت أجهزتها بفتح النار على المتظاهرين، أسفر عن سقوط عدد كبير بين قتيل وجريح، وتلك هي "ديمقراطية" من نوع آخر، رافقتها استفزازات طيران السلطة العميلة وإلقاء غازات سامة ومسيلة للدموع على المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى اختناق بعضهم وغياب البعض من المتظاهرين عن الوعي .


3- " ديمقراطية " سلطة الاحتلال سدت كل الطرقات المؤدية إلى ساحات التجمع بجدران سمنت عالية، حتى الجسور سدت بأعمدة كونكريتية مرتفعة، اعتقاداً من هذه " الديمقراطية " أنها تستطيع أن تسكت صوت الشعب وتحجب الحقيقة الموضوعية الصارخة عن العالم، حيث تسلق شباب العراق وحطم هذه الحواجز بيديه وتدفق ليواجه سياجاً بوليسياً مدججاً بالسلاح من توع آخر، بل أن بعض قيادات الحزب الحاكم (حزب الدعوة) العميل، قد اتخذت من بعض الأماكن العالية مقراً قيادياً لها تراقب تحركات الحشود وتصدر الأوامر إلى وحداتها الخاصة المحتشدة في الخلف بلباس عسكري، وهي وحدات تابعة لهذا الحزب، بفتح النار، وفتح خراطيم المياه، وقذف القنابل المسيلة للدموع، وتفجير القنابل الصوتية المفزعة !!


4- وتتخذ " ديمقراطية " الاحتلال في المنطقة الخضراء شكلاً آخر حين وزع (المالكي) رئيس الحكومة ملايين الدنانير لمنع المواطنين من التظاهر، فضلاً عن دفع بعض المندسين من الإيرانيين الذين وصلوا عن طريق ديالى إلى بغداد قبل أيام من يوم الغضب، لتشويه دوافع التظاهرة وخلق التبريرات لاستخدام العنف المفرط حيال المواطنين المسالمين الذين يتظاهرون دون سلاح أو أي مظهر تخريبي أو أي تصدي لأجهزة السلطة العميلة رغم استفزازاتها واستخدامها للوسائل غير الإنسانية .


5- أما " ديمقراطية " المرجعية الطائفية، وهي تتسلم الملايين من الدنانير فقد استقبلت مبعوثين من كل من (علي خامنئي) و ( كاظم الحائري ) ، عندها تحرك السيستاني، وتحرك مقتدى الصدر صوب أتباعهما مسلوبي الإرادة لمنعهم من المشاركة في التظاهرة الوطنية العملاقة . وبالقدر الذي تبدي فيه طهران وصايتها على هاتين المرجعيتين، تبدي تدخلها الوقح في الشأن العراقي، الذي تتحكم فيه الفئتان الطائفيتان المؤتلفتان في " ديمقراطية " اللعبة السياسية التي جاء بها الاحتلال الغاشم .


6- " ديمقراطية " الاحتلال تفتح النار بغزارة ، تقتل وتجرح متظاهرين عزل يطالبون بحقوقهم الطبيعية العادلة .


7- فيما أعربت هذه "الديمقراطية" عن استيائها بشأن غياب معظم نواب (البرلمان) وهروبهم وعائلاتهم خارج العراق، أما محافظ بغداد والبصرة فقد تركا مقرهما وهربا بعد أن قدما استقالتهما !!


8- " الديمقراطية " الكردية في شمال العراق، والتي يتغنى بها جلال ومسعود باتت تأخذ شكل قتل المواطنين الأكراد في السليمانية وحلبجة وأربيل ودهوك، وتعتقل المتظاهرين منهم. فيما باتت جماهير الشعب الكردي لا تطيق تسلط الحزبين العميلين اللذين يتحكمان بمصير الشعب الكردي، الذي يحترم وحدة العراق أرضاً وشعباً، فأحرقت مقرات أحزابها في المحافظات الشمالية الثلاث، وطالبت باستقالة الحكومة الفاسدة في الشمال، وأكدت على إرجاع الأراضي التي استولى عليها مسعود وجلال وأتباعهما، وهي أراضي تعتبر ملكية عامة، فضلاَ عن اكتنازهما المليارات من الدولارات، التي تُذكِرْ بما اكتنزه حسني مبارك (40-70) مليار دولار، وبن علي ( 140) مليار دولار، ومعمر القذافي أكثر من (214) مليار دولار!!


9- " ديمقراطية " أحزاب السلطة الطائفية وأفرادها لم تتردد في تهريب النفط والأموال وكنوز الآثار التي لا تقدر بثمن إلى خارج العراق : نفط الشمال إلى تركيا، ونفط الوسط والجنوب إلى إيران، وصهاريج النفط والغاز إلى الكيان الصهيوني عبر "ديمقراطية" الأردن !!


10- كما أن " ديمقراطية " مرجعية (على السيستاني) المعروفة بالإفتاء لصالح أمريكا والإفتاء لصالح إيران ، قد تسلم من (رامسفيلد) وزير الدفاع الأمريكي الأسبق (200) مليون دولار قبل الاحتلال وباعتراف الأخير حيث كان التنسيق جار على قدم وساق بين ديمقراطيتين، "ديمقراطية" المرجعية الطائفية السستانية ، "وديمقراطية" البيت الأبيض !!


ثانياً- وهناك مفارقات " ديمقراطية " أخرى حول العراق وثورته العارمة :


1- " ديمقراطية " النظام الصفوي تمثلت حيال الأحداث المتصاعدة في المنطقة بوجه عام في محاولة حشر (أنفها) في انتفاضتي تونس ومصر، أما تجاه انتفاضة العراق فقد أرسلت هذه "الديمقراطية" إلى العراقيين (( المخدرات، والرذيلة - المتعه - ، والايدز ، والإرهاب - في شكل حرس دموي، وعناصر إرهابية من المخابرات الإيرانية، وأمدت القاعدة بالسلاح والمعلومات ، وآوت عناصرها ,, كما أمدت أحزابها في سلطة الاحتلال - المجلس ، والدعوة ، والصدر - بالسلاح والعتاد والأموال وقامت بتدريبهم ودعمهم )) .. بقدر كون " الديمقراطية " الصفوية دموية في داخل إيران صدرت دمويتها إلى العراق، وصدرت طائفيتها إليه وإلى مختلف أقطار الوطن العربي !!


2- " ديمقراطية " أمريكا كانت ( لينه ومتعاطفة ) مع الثورة التونسية، كما كانت ( مهتمة وحريصة ) على الجماهير المصرية الثائرة، وحقيقة الأمر ـ أن خوفها وقلقها - كان منصباً على مصير معاهدة كامب ديفيد، وضياع مشتركات العمل في مناورات " النجم الساطع "، واختلال التوازن الإستراتيجي في المنطقة، وبالتالي وضع الكيان الصهيوني على مشارف العزلة والعجز والتراجع، فيما أيدت أمريكا، على لسان هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية بكل وضوح انحيازها إلى الثوار الليبيين، بالرغم من أنها كانت تناصر النظام الليبي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة .


3- " ديمقراطية أمريكا ألتزمت جانب الصمت حيال ما يحدث في العراق، الذي تجتاح مدنه وقراه وشوارعه وساحاته جماهير الشعب الغفيرة في أروع تحرك جامع شامل يطالب بالحرية والكرامة والحقوق المشروعة، ويتحدى سلطات القمع، ويتحدى الطائفية، ويتحدى الفساد والمفسدين، ويتحدى مخططات التقسيم والتفتيت، والنهب والسلب .. ولم تحرك


" ديمقراطية " أمريكا ساكناً حيال الشباب العراقي الثائر الذي سقط برصاص " ديمقراطية " سلطة الاحتلال .. ولم تبدِ أي رأي بشأن السلوك المنحرف للسلطة العميلة ورجالاتها الطائفيين .. ولم توجه إعلامها وسياسييها صوب ما يحدث في العراق .. والسبب هو : إن أمريكا تريد العراق (( .. ضعيفاً ، ومفككاً ، ومتناحراً ، ومنهكاً ، يفتقر إلى جيش وطني قوي ، ويفتقر إلى إقتصاد قوي ومتكامل ، ويفتقر إلى ما يؤسس وضعاً وطنياً يكفل الوحدة الوطنية ، ويفتقر إلى عمقه القومي .. )) ، وهذا أيضاً ما تريده الصهيونية، وما تريده إيران !! .


يالمهزلة القدر ,, ربما يظن أصحاب الديمقراطيات البائسة والفاضحة بأنهم قادرون على إخفاء قبح ديمقراطياتهم عن عيون شعب العراق العظيم، الذي عَلَمَ البشرية حروف الكلام والمنطق والقانون والعدالة والديمقراطية قبل أن تظهر أمريكا إلى الوجود !!

 

 

 





الثلاثاء٢٦ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة