شبكة ذي قار
عـاجـل










• لا لتقسيم ليبيا .. لا لتقسيم اليمن .
• لا لتقسيم السودان .. لا لتقسيم العراق .
• لا لتقسيم الأمة .. نعم لانتفاضات الجماهير الوطنية .
• الإمبريالية والصهيونية .. تنازع ، وتتراجع .. والمستقبل للأمة .


لا أحد من شعبنا العربي يقبل بالتقسيم، لا في ليبيا ولا في اليمن ولا في السودان ولا في العراق ولا في أي ساحة من ساحات وطننا العربي الكبير، وهو وطني .. ولا أحد يقبل بالتدخل الأجنبي، مهما كان شكله ومهما كانت طبيعته، غير العميل .. والشعب العربي في أي ساحة مهما اختلف مع نظامه، لا يقبل بأن يستدعي الخارج الأجنبي .. وإن الأفراد والجماعات حتى والأحزاب حين تتعارض مع أنظمتها السياسية، لا يجوز لها أن تتعامل أو أن تستقوي بالأجنبي وجيوشه على حساب الوطن، كما حصل في العراق، ويحصل في ليبيا .


فالمقاسات المبدئية، هي التي تفصَل للوطنية مساراتها ومواقفها، ومن غير ذلك تبقى الحالة سائبة يعبث فيها العملاء واللصوص، كما يعبث فيها الرعاع والجهلاء وغيرهم، من الذين يتحلقون حول الجواسيس في أجواء الاضطرابات وفراغات الأمن ولا يدرك بعضهم معنى حركته، التي تكرس الفوضى والتدخل الخارجي .


فحركة الشعب العربي في ليبيا بدأت بصورة تفاعل عوامل داخلية مشروعة اتخذت مساراً يرمي إلى تحسين الأوضاع العامة، انتهت إلى العنف والتدمير بفعل استغلال الخارج المتربص لهذه الحركة والدفع بها نحو اتجاهات لم تكن في حسبان الشارع الليبي، وهو التدخل الأجنبي الخارجي المتسلسل، حيث تتربص أمريكا وأوربا وعملائها في النظام العربي الرسمي، الذي تقود سياسته الإعلامية فضائية الجزيرة وحاضنتها المالية والسياسية بصورة محكمة وغير مسبوقة من حيث ثقلها وزخمها وإمكاناتها التي وظفتها في كل الاتجاهات ، ليل نهار ، دون كلل أو ملل من أجل وضع مخطط التقسيم في ليبيا موضع التطبيق، وإذا ما نجح، فأن اليمن الذي يضعونه على نار هادئة ، ستتحرك على ساحته عناصر العمالة لاختراق الجماهير وتحريف مسارها، من أجل وضع مخطط التقسيم الأجنبي بين "شمال وجنوب" موضع التطبيق . والحالة هنا متسلسلة وحسب طبيعة الساحات العربية غير المتماثلة من حيث مكونات المجتمع وطبيعة علاقات القوى فيه وعناصر الصراع والتناقض الكائنة في أحشاءه .


ما الذي يجري في إطار الحدث المضطرب الخطير على الساحة الليبية ؟!


- تحركات سفن حربية أجنبية في البحر الأبيض المتوسط، أمريكية وفرنسية وبريطانية وغيرها .
- تحفز عسكري عند مضيق جبل طارق .
- ضغوط عسكرية أجنبية عند المياه الإقليمية الوطنية الليبية يشكل خرقاً للقانون الدولي ولشرعة تنظيم الأمم المتحدة .


- تسليح عناصر القاعدة في الداخل الليبي، الذين تم إطلاق سراحهم من معسكر "غوانتانامو" الأمريكي، سيء الصيت، بعد تجنيدهم من لدن المخابرات المركزية والإستخبارات العسكرية الأمريكية .


- تدفق السلاح من البواخر العسكرية الأجنبية إلى ما يسمى بالثوار الذين يتعاطف معهم الغرب وتتعامل معهم أمريكا .


- دفع القوى العميلة في الداخل الليبي إلى ضرب مرتكزات النظام الوطني، وخلق بديل مؤسسي عميل وفرضه من خلال التدخل الأجنبي باسم" المجلس" !!


- نداءات غربية متوافقة مع هذا الاتجاه تدعو إلى تجريد النظام الوطني الليبي من شرعيته الدستورية .


- فيما تعمل الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن على تصعيد الموقف الدولي بصورة متدرجة / تجميد الأرصدة – فرض عقوبات – فرض حظر طيران – تشريع مدخل لإعلان الحرب وتوجيه ضربات عسكرية – دفع الجامعة العربية لتهيئة غطاء للتدخل العسكري – دفع مجلس التعاون الخليجي لتهيئة غطاء للتدخل العسكري – تشديد الخناق على النظام الوطني الليبي وتشجيع ودعم ما يسمى بالثورة المضادة، وإشاعة مفردات (ثورة الشباب) و (قيادات الشباب) وكأن العقل الثوري لا يوجد إلا في عقول الشباب، وتلك مغالطة محسوبة تنبع من التوصيف المفروض، الذي يؤسس فجوة بين الأجيال ويزرع الشكوك في إمكانات الفهم والتشخيص والتحليل والقيادة !!


أنماط التعامل الغربي مع الحالة في ليبيا، التي تقودها أمريكا بوسائل وأدوات إستخبارية وإعلامية عربية على وجه الخصوص ما تزال تواكب فعلها القذر، لا تقتصر على الساحة الليبية إنما باتت تشبك معها ساحات عربية أخرى، وتوسع من دائرة الصراع .. وتلك حالة مرصودة تحمل مؤشراً للترابط، فيما يتم تجنيد عملاء ومرتزقة من دول أفريقية مجاورة مدربين على السلاح لقيادة ما يسمى بـ (نواة عسكرية للثورة الليبية) .. وتلك حالة أخرى مرصودة تعد من المغالطات الكبرى وليس للشعب الليبي من موقع في هذه النواة المزعومة، التي ما تزال فضائية الجزيرة العميلة وطاقمها المرتزق على حساب الشرف والكرامة الإنسانية، تركز على تلك السيارات والآليات العسكرية المسروقة لتعطي الانطباع المتضخم لهذه النواة العميلة .


فتوصيف الثورة في ليبيا من هذا النوع توصيف مخادع ومضلل يستهدف خلط الأوراق :


- الثورة والثوار لا يقتلون المواطنين ولا يسرقون ممتلكاتهم بل يحمونهم .
- والثورة والثوار لا يقتلون الأسرى والجرحى .
- الثورة والثوار لا يخربون الممتلكات العامة ولا يسرقونها ولا يسرقون أموال الناس وممتلكاتهم .


- الثورة والثوار لا يلغمون مجاري المياه من أجل تفجيرها ولا يملئون (التانكرات) بالبنزين ويعمدون على إحراقها في المناطق السكنية أو بالقرب منها .


- الثورة والثوار لا يحرقون القتلى ويرقصون حول جثثهم أو يمثلون فيها .
- الثورة والثوار لا يقبلون بالتدخل الأجنبي في الشأن الداخلي لا لبلدهم ولا لبلدان أخرى مهما كانت المبررات والذرائع والأوضاع المضطربة .
- الثورة والثوار لا يتقبلون دعماً أجنبياً سياسياً أو عسكرياً له ما يقابله بالضد من السيادة والسلامة الوطنية .
- الثورة والثوار يدركون أن الأجنبي لا يقدم خدماته ومواقفه (لوجه الله تعالى).


- الثورة والثوار العرب يؤمنون بأن عمقهم القومي هو الشعب العربي كله من أقصاه إلى أقصاه، ولا يفرطون بشبر واحد من هذا الوطن مهما طال الزمن.


- الثورة والثوار العرب لا يتخلون عن أهدافهم الوطنية والقومية في التكامل السياسي والاقتصادي والثقافي .. إلخ


- الثورة والثوار العرب لا ينسون أهدافهم القومية النبيلة مهما غدت المشاريع الاستعمارية والصهيونية على مشارف أقطارهم أبداً، بل يحاربونها بكل الوسائل المتاحة والممكنة .


هذا هو معنى الثورة والثوار .. وعدا ذلك ، مجاميع وعناصر تدور في فلك عناصر (مجندة) أو (مؤدلجة) طائفياً عنصرياً أو (نفعية) تتحلق هنا وهناك كأداة للهدم والتخريب. والحالة هذه حصلت عند احتلال العراق، وتحصل في ليبيا وربما ستحصل في ساحات أخرى عربية .. الأمر الذي يستدعي القوى الوطنية والقومية والإسلامية، اليقظة التامة والتثقيف والتوعية من جهة ، وتشخيص العناصر التي ستركب موجة الانتفاضات الجماهيرية المشروعة، ورصد ما يدور في الخارج من اتصالات وتصريحات وتحركات وتحولات في المواقف لكي تبقى الساحة وقواها الوطنية على اطلاع كامل ويقظة تامة، لفضح أساليب ومخططات الخارج السياسية والأمنية والإعلامية، وتفويت الفرصة وسد الثغرات، التي يتسلل منها الأجنبي التفافاً واختراقاً وتصعيداً مدروسا .. وما أراه ، فأن المستقبل للشعب العربي وقواه الوطنية والقومية والإسلامية النبيلة .

 

 





الاحد٠٨ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة