انتباه أيها الأصدقاء. طالما تدخل الغرب في ليبيا، وطالما تحركت جيوشهم وأساطيلهم وبوارجهم ومقاتلاتهم، فلابد لهم من تبرير صرف تلك الأرواح والأموال لشعوبهم، ولهذا توقعوا الا تسمعوا منذ أمس سوى الأخبار الكاذبة عن ليبيا. لن تجدوا خبرا واحدا صادقا على طول وعرض القنوات الأمريكية والعربية والعربية . 

يكفي أن تتفرجوا على الجزيرة كمثال: كما حدث مع العراق ، لا ترون سوى قوة وجهوزية الجيوش الغربية، وعظمة الطيارين وهم طالعين نازلين من طياراتهم المقاتلة من أحدث طراز. لا ترون الجانب الآخر من الحرب.

لن تسمعوا عن (مدنيين) يقتلهم القصف الجوي الغربي لأن السماسرة سوف يفسرون لكم انه تدخل جراحي دقيق لا يقتل مدنيين. اذا ذكرت قنوات ليبيا الرسمية سقوط اعداد من المدنيين جراء القصف. لا تصدقوها لأنها (تكذب) . صدقوا فقط الجزيرة وسي إن إن وبي بي سي والقناة الفرنسية والايطالية.

لن تسمعوا عن قتلى مدنيين الا في الجانب المعارض للقذافي، وسيقال لكم انه مازال يقتل المدنيين .

كيف لنا الآن أن نتابع بحيادية؟ وكيف لنا أن ندعو للثورة الشعبية ان تنتصر؟ معنى هذا أن ندعو للأمريكي القبيح المعتدي، بالنصر . أليس كذلك ؟ أعتقد أن الكرة الآن في ملعب (الثوار) . إذا كانوا فعلا ثوارا وطنيين عليهم أن يشجبوا التدخل الأجنبي بكل قوة . احتلال السماء مثل احتلال الأرض: احتلال أجنبي، وليس له أي مسمى آخر، وإذا كانوا يريدون التشبه بالثورة المصرية، فعليهم أن يسلكوا مسلك الثوار المصريين: حين خطب خامنئي مشجعا لهم وحين خطب نصر الله مشجعا لهم ، وحين خطبت هيلاري كلنتون مشجعة لهم ، ادانوا ذلك التدخل (الكلامي) بكل قوة، وحين زارتهم هيلاري مؤخرا رفضوا مقابلتها.