شبكة ذي قار
عـاجـل










• 95% من الشعب اليمني مع النظام الوطني في اليمن.
• و 5% متظاهرين .
• مطالب الإصلاح السياسي والاجتماعي .. مشروعة .
• وبعضها القليل .. على حساب الوطن والشعب .


حين خرجت جموع المتظاهرين إلى شوارع صنعاء العاصمة تطالب بالإصلاح السياسي والاجتماعي، ومعالجة إشكاليات البطالة والمحسوبية وسوء الأحوال المعيشية .. إلخ ، كانت وما زالت هذه المطالب مشروعة، وكان يتوجب على سلطات الدولة اليمنية معالجتها بصورة عاجلة لا تفسح مجالاً للثغرات والتناقضات أن تكبر وتتسع إلى درجة الاستغلال البشع من لدن الجهات الأجنبية، فيما يتوجب عليها أيضاً أن ترصد كيف ركبت القوى المتخفية للإستخبارات الأمريكية الموجة النظيفة لجماهير الشعب وهي تمارس أحقيتها في الحراك الديمقراطي وتطالب بحقوقها المشروعة ، كما كان عليها أن لا تُستَفَز وأن تدرك وتفرق بين حالتين متداخلتين هما جماهير الشعب من جهة وبعض عناصر وقيادات مهيأة سلفاً لركوب الموجة وفرض أجندتها عليها.


اليمن وموقعه الجيو- سياسي إذا ما تفكك حسبما هو مرسوم، فأن جواره السياسي- الجغرافي سيؤثر عليه، وخاصة السعودية، التي كان فعلها العسكري في البحرين قد وضع حداً لفتيل إيراني كاد أن يشتعل، ولكن إذا كان هذا الفعل قد جاء تحت خيمة مجلس التعاون الخليجي، فأن اليمن لوحده وهو في أطراف الجزيرة مشرفاً على مضيق باب المندب، يعاني من عدد من الملفات أو بالأحرى إشكالية ( صعده ) ، التي تتلاعب فيها أيادي إيرانية، وإشكالية ( عدن- الجنوب ) والتي تثيرها عناصر غير قومية ولا وطنية طالما خالفت إرادة الشعب اليمني التي تؤكد وحدة اليمن شعباً وأرضا ، فهل تقف السعودية موقفاً يمنع بروز فقاعة ( صعده ) ، لتشكل تهديداً لأمن الخليج العربي ؟!


إن معيار السقوط والنهوض في اليمن عاملان مهمان يحددان طبيعة الحركة الوطنية، التي يبديها المواطن أو المجموعة المهنية أو الأحزاب اليمنية، وهما :


أولاً- وحدة الشعب اليمني .
ثانياً- ووحدة ترابه الوطني .


هذان العاملان تستقر عليهما الوطنية، وكل حديث خارج هذين العاملين يعتبر مساراً غير وطني ومشكوك فيه، كما هو حاصل في العراق ، طالما ضحى الشعب اليمني بأرواح أبنائه لإنقاذ البلاد من التقسيم ( شمال جنوب ) ، الذي ترتب عليه تقسيم الشعب، وتقسيم القبيلة العربية، وتقسيم العائلة ، وإضعاف القدرات بالتقسيم وهي قدرات سياسية واقتصادية ( زراعية وصناعية وتجارية ومالية وعسكرية .. إلخ ) ، لأن التقسيم، وبأي صفة كانت أو صيغة هو إضعاف لعناصر القوة وإضعاف لوحدة التكامل الاقتصادي والاجتماعي وغيرها على قاعدة بناء الدولة الوطنية الموحدة .


دعونا نقف على ما جاء في وثيقة تسمى ( وثيقة شباب الثورة ) اليمنية على الانترنت، وهو الأمر الذي أثار الانتباه .. ففي الوقت الذي تتوحد فيه الكتل الصغيرة لتشكل اندماجاً نحو القوة والمنعة، هناك دعوة ( للفيدرالية ) في اليمن، كما هي الدعوة إلى ( الفيدرالية ) في العراق، التي وضعه ( جوزيف بايدن ) نائب الرئيس الأمريكي وهو يهودي صهيوني .. والدعوة إلى الفيدرالية تأتي في شكل فيدرالية ( صعده ) للحوثيين، وهنا يعشش الإيرانيون في إطاره .. وفيدرالية ( عدن ) ، وهنا يعشش الانفصاليون في نطاقه .. وفيدرالية ( صنعاء ) تظل مشلولة كمركز غير قادر على تصريف شؤون الدولة في أجواء من ( الفوضى الأمريكية الصهيونية المخربة ) !!
والمهم أكثر في الأمر، أن ما تطرحه وثيقة ما يسمى ( ثورة الشباب ) وما تحويه من ألغام :


1- تخالف بالجملة إرادة الشعب اليمني .
2- وتضعف عناصر قوة الدولة اليمنية .
3- وتفكك كيان المجتمع اليمني الذي يُعْرًفْ بأنه قبلي خالص .


فهل إن مثل هذه الدعوة نزيهة إذا ما قيست بالإرادة الجمعية الرائدة، التي تؤكد على وحدة اليمن شعباً وأرضا ؟!
المرصود في هذا الأمر .. إن 95% من الشعب اليمني لا يريد التقسيم ويعتز بوحدته وبأرضه الموحدة، ويقاوم أنماط التفكيك والتشرذم ولا ينساق وراء 5% من الذين يخلطون بين مطالب الإصلاح المشروعة وبين مطالب التفكيك غير المشروعة . والخطر كل الخطر هو الانسياق وراء الشعارات غير الواقعية التي من شأنها ظاهرياً أن تستهوي الشباب ببريقها، ولكن وراء الأكمة ما ورائها من تشظي اجتماعي وتفكك في كيان الدولة وإجهاض لعناصر القوة فيها، والسكوت على التدخل السياسي والأمني والعسكري الأجنبي تحت أغطية مختلفة للتدخل .


والغريب في الأمر أيض .. أن السفير الأمريكي في صنعاء، وهو معتمد سياسي رسمي من لدن الإدارة الأمريكية، يطرح نفسه ( وسيط ) بين سلطة النظام السياسي الوطنية في اليمن وبين ما يسمى بقيادة المتظاهرين، وهو الأمر الذي يرتب الآتي:


أولاً- تعد هذه الوساطة المعلنة أمريكياً، تدخلاً فجاً في الشأن الداخلي اليمني .
ثانياً- إن هذه الوساطة غير مرحب فيها ، لأنها لم تأت لوجه الله إنما لغايات توفيقية مغرضة تضفي اعترافاً ضمنياً بطرف آخر لا يمثل الشعب اليمني بأي حال .
ثالثاً- كما أن هذه الوساطة ليست من واجبات عمل السفير ولا تشكل عنصراً في العمل الدبلوماسي، الذي يتجنب الدخول في أمور من شأنها أن تعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للدولة المضيفة .


رابعاً- الأمر الذي يعني أن هذه ( الوساطة ) هي لذر الرماد في العيون، رغم غرابتها الظاهرية، إلا أنها إذا ما تم السكوت عليها رسمياً، ستعطي مسوغاً لعناصر الأمن والمخابرات الأمريكية التحرك العلني وعلى راحتهم في توجيه بعض قيادات التظاهرات صوب أهداف لا تنسجم مع الحالة الوطنية اليمنية، فيما تكرس ( البدائل ) في حالة التصعيد والإخفاق في الموقف !!


الجيش اليمني الوطني ينبغي أن يشكل وحدة وطنية واحدة متماسكة يضع أما عينية هدفان، الأول وحدة الشعب اليمني، والثاني وحدة اليمن فوق أي اعتبار .. وعليه أن لا ينساق وراء متغيرات الشارع، لسبب واحد هو الوطنية اليمنية الجامعة المُوَحِدهَ، وغير ذلك فهو ضرب على طبول التشظي والتفكيك والتمزق، التي تريد اليمن أن يتفكك ويتمزق سياسياً واجتماعي .. فهل أن المطالبة بالحقوق الشعبية المشروعة، ترتضي أو تقبل بأن تسير الأمور خلافاً لإرادة الشعب اليمني، الذي لا يتساهل مع من يعرض وحدته الاجتماعية ووحدة ترابه الوطني إلى الخطر ؟!

 

 





الجمعة٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / نيسان/ ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة