شبكة ذي قار
عـاجـل










الأمن العام .. منفلت منذ عام 2003 .
والوضع العام .. مزري إلى حدٍ لا يطاق .
الاختراق .. حجة واهية بيد أطراف " العملية السياسية " .
والتصعيد يستهدف .. إبقاء القوات الأمريكية على أرض العراق .


1- يجمع الشعب العراقي وقواه الوطنية بمختلف انتماءاتها ، على أن لا أمن في العراق ولا أمان منذ عام 2003 ، وإن الوضع العام في كل مرافقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية قد بلغ مستوى لا أحد يستطيع أن يسكت عليه ، وإن حالة الإذلال والانحطاط الأخلاقي قد استشرت بصورة يتعذر احتمالها .


2- فيما تشير الدلائل والمؤشرات إلى أن أطراف ما يسمى بالعملية السياسية وتحت خيمة الاحتلال يمارسون أبشع أساليب الخداع والتظليل وامتهان كرامة الشعب وإذلاله تحت مسميات مخادعة روج لها الأمريكيون الغزاة وهي ( الديمقراطية، والشفافية، والأعمار، والنزاهة ) ، والكل يعلم من أبناء الشعب أن لا ديمقراطية قائمة ولا شفافية سائدة ولا أعمار قائم ولا نزاهة مادام هدف الفرقاء المعنيون بـ(العملية السياسية) هو النهب والسلب بمختلف الوسائل، والغنى السريع وتهريب ما يمكن تهريبه من أرصدة النفط إلى خارج العراق .. فمن يستهدف النهب هل يستطيع أن يبني ويعمر؟! والدليل على ذلك ، ومنذ ثمان سنوات لم تبنى جامعه ولا مدرسة ولم يتأسس مشروع خدمي أو إنتاجي ولم يبنى جسر أو مصنع ولم تعالج معضلة الكهرباء ولا الماء ولا إشكاليات الصرف الصحي ولا تلوث البيئة وفوق كل هذا وذاك لا أحد يضمن حقوق الإنسان في العراق !!


3- هنالك جملة من الأمور والحقائق يمكن التذكير بها وعلى النحو الآتي :


- برلمان المنطقة الخضراء وحكومته العميلة وقعا على ما يسمى بالاتفاقية الأمنية لصالح الاحتلال ولصالح حكومة طهران في آن واحد، وقاما بتمرير اتفاقية النفط والغاز لصالح الاحتلال، يقابله الصمت الأمريكي على تكريس العلاقات العراقية-الإيرانية على أساس أنماط التعامل التجاري والمالي والسياسي والأمني.. إلخ لصالح تغلغل النفوذ الإيراني دون اكتراث للعديد من الحقائق المخيفة التي برزت جراء هذه العلاقة .


- توريد بضاعة إيرانية فاسدة، واستيراد مواد إيرانية غير صالحة للاستخدامات البشرية ،


- الإمعان في تدفق مياه المبازل الإيرانية مما زادها من ملوحة الأراضي العراقية ، فضلاً عن تدفق مواد كيميائية ناجمة عن تصريف المصانع الإيرانية صوب المياه والأراضي العراقية، الأمر الذي أدى إلى كارثة بيئية تتحمل نتائجها أمريكا وإيران بصفتهما محتلان للعراق .


- قطع مياه بعض الأنهر التي يعتمد عليها المزارعون العراقيون، مما أدى إلى خسائر فادحة في الزراعة والثروة الحيوانية والسكان .


- تصدير المخدرات الإيرانية إلى العراق وخاصة إلى جنوبه .. والحرص على إغراق الجنوب بعملة (التومان) الإيرانية ومحاولة إضفاء قيمة على طبيعة التعاملات وكأن المحافظات الجنوبية مهيأة للتأقلم في مسائل التعاملات النقدية والتجارية، فيما تستشري استخدامات اللغة الفارسية في تلك التعاملات وإشاعة أنماط العادات والتقاليد الفارسية بصورة باتت تخل بتركيبة السكان في تلك المحافظات الأمر الذي يهدد الموروث العشائري العربي في الصميم، ومنها عادة إشعال النيران في ( الأربعاء الأولى من كل سنة ) وهي عادة مجوسية لا تمت للعرب ولا للمسلمين بصلة، ما زال الفرس الصفويون يعتزون بممارستها سنوياً .


- تشتري إيران نفط العراق من حقوله الجنوبية من خلال ما تسرقه المليشياة التابعة لها بسعر بخس وتقوم بإعادة تصديره إلى العراق بأسعار خيالية بعد تحويله إلى زيوت مختلفة وبمقاييس غير نظامية !!


- توزيع عناصر مكتب ولاية الفقيه على مختلف التشكيلات المليشية والأمنية ووحدات الجيش والمراكز القيادية في الوزارات والدوائر التابعة لها، فيما يتولى مستشارون أمريكيون المشاركة في تسيير سياسات تلك الوزارات- ولا حاجة لذكر أسماء هؤلاء المستشارين، فهم معروفون تماماً- وكذا الذين يتعاملون معهم من العراقيين في كل مرفق .


- حقول الألغام التي زرعها الإيرانيون منذ أكثر من عقدين من الزمن، يتهرب الإيرانيون من نزعها ، بينما تعد هياكل السفن الغارقة في شط العرب كارثة بيئية وملاحية يصعب تجاهلها. أما الأراضي العراقية التي ما زالت في حوزة الإيرانيين وحسب اعترافهم في اتفاقية الجزائر لعام 1975 والتي ألغاها الإيرانيون حتى عدت ملغاة من الجانب العراقي نتيجة لعدم التزام الجانب الإيراني بتنفيذها، ومع ذلك فلم يكترث الإيرانيون بإعادتها إلى العراق فضلاً عن العسكريين الأسرى القابعون حالياً في السجون الإيرانية وهم من ضباط الجيش العراقي العظيم خلافاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1989، وكذا الأمر حيال الطائرات العراقية التي أأتمنها العراق لدى الإيرانيين قبيل العدوان على العراق عام 2003 باتفاق ثنائي أنكره الإيرانيون لحد الآن !!


4- المتعلقات هذه التي جاءت في صيغة تذكير، تشكل حقوقاً للعراق والعراقيين لن تسقط بتقادم الزمن، تتجنب الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء إثارتها بحكم عمالتها المزدوجة، حتى أن أحد أتباعها (الحكيم) يطالب الشعب العراقي بدفع تعويضات الحرب الإيرانية- العراقية إلى الحكومة الإيرانية وكأن العراق هو الذي بدأ الحرب على إيران وليس العكس، الأمر الذي يكشف عمق الروابط بين أحزاب السلطة العميلة وإيران تحت ثنائية العمل الأمريكي الإيراني المشترك على أرض العراق !!


5- الوقائع بكل معطياتها تؤكد أن مصلحة أمريكية - إيرانية مشتركة تكرس على أرض الواقع .. فالأمريكيون وتحت ضغط مصالحهم غير المشروعة لا يريدون الانسحاب .. والإيرانيون وتحت ضغط مصالحهم غير المشروعة أيضاً ونفوذهم لا يريدون انسحاب الأمريكيين خوفاً من مواجهة مكشوفة مع الشعب العراقي الثائر، الأمر الذي يجعل الجانبان الأمريكي والإيراني كل بطريقته الخاصة يعمل على إبقاء حالة الأمر الواقع كما هي وإخراج سيناريو من شأنه أن يعيد العراق إلى المربع الأول بدعوى (انفلات) الأمن، الذي يستوجب بقاء القوات الأمريكية، وكأن الأمن لم ينفلت منذ أن حلت أقدام الغزاة على أرض العراق في عام 2003 !!


6- واقع العمل الأمريكي – الإيراني المشترك قد اشترط سيناريو أسموه (الخرق) ليجنوا منه هدفين :


الأول- الإمعان في تصفية القوى الوطنية والقومية والإسلامية المناهضة للاحتلال وملاحقتها بالقتل والتشريد والمطاردة تحت اسم (البعثيين، والصداميين، والقاعدة)، حتى أن مثل هذه الذرائع باتت محط سخرية الشعب العراقي والعالم كله .


الثاني- إيجاد ذريعة لبقاء القوات الأمريكية الغازية في العراق لعقود قادمة!!


7- بينما تعطي الأمم المتحدة بشخص ممثل أمينها العام في العراق (آد ميلكرت) شهادة الديمقراطية لـ(بلطجية) الحكومة العميلة في ساحة التحرير وأمام أنظار العالم ، وكأن مثل هذه الشهادة الزور إنجاز عظيم في الوقت الذي يتجاهل فيه مأساة العراق والعراقيين، التي لا حدود لتصورها عبر التاريخ لبشاعتها ( قتل وتدمير وسجون واعتقالات وملاحقات ونهب وسلب واغتصاب وتزوير وتشريد ومحو هوية التاريخ والحضارة العربية والإسلامية والإنسانية) .. ولا مجال لذكر الأرقام التي تقشعر لهولها الأبدان، ويكفي أن نسبة الإصابات في (الفلوجة) وحدها نتيجة استخدام القوات الأمريكية الذخيرة المحرمة دولياً – حسب مصادر الصحافة الأمريكية- بلغت 37% ضعف ما حصل من تأثيرات جراء استخدام أمريكا لقنبلتها الذرية في (هوريشيما وناكزاكي)!!


كل ذلك، وطيلة ثمان سنوات بات في كفة يتجاهلها ممثل الأمم المتحدة، في الوقت الذي يشير فيه الواقع بأن (العملية السياسية) فاشلة وعاجزة وفاسدة ولن تقوم لها قائمة لا الآن ولا في المستقبل !!


8- لم يكن موقف الأمين العام للأمم المتحدة وممثله مستغرباً، لأنه موظف أمريكي يتلقى الأوامر والتوجيهات من البيت الأبيض وليس من ضميره ،ولأن الأمم المتحدة باتت دائرة حكومية تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، فليس بمستغرب أن تطلب من تابعها الإشادة بديمقراطية اللصوص والقتلة لأسباب تمرير بقاء القوات الأمريكية في العراق إلى أجل غير مسمى من جهة وتقديم ذرائع التفجيرات هنا وهناك ، بهذا الشكل أو ذاك، تفجيرات واغتيالات بأسلحة كاتمة ومفخخات وأخرى لاصقة فضلاً عن استمرار المداهمات والاعتقالات بالجملة وأسلوب " البلطجية " الفاضح !!


هل ترون ، كيف يكون عليه معنى الخرق الذي يتحدثون عنه وأهدافه؟
شعبنا العراقي العظيم يعلم تماماً اللعبة الأمريكية الإيرانية المشتركة !!

 

 





الاحد١٧ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة