شبكة ذي قار
عـاجـل










أعيد نشر هذه المقالة التي كانت من اولى ما كتبته باسم (عشتار العراقية) ونشرت في مواقع عدة منها (كتابات) و(شبكة البصرة ) وغيرهما في نهاية 2007، ولم اضمنها في هذه المدونة ربما لأنها أصلا كانت ردا على مقالة (د. سعد العبيدي) بعنوان ( تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي)، أهديها اليوم للديمقراطيين العرب الذين يموتون عشقا في ديمقراطية لا يفهمونها ولا يعرفونها ولا يؤمنون بها (مثالا ديمقراطيو العراق وديمقراطيو  ليبيا) . في وقت كتابة ردي لم أكن أعرف العبيدي، ولكني اليوم وأنا أبحث عن مقالتي على الانترنيت وجدت موقعا له نشر فيه سيرته الذاتية (هنا)، ولو كنت قد قرأت سيرته في حينها لكان ردي أكثر قسوة عليه بشكل شخصي (حيث انه درس وتبوأ المناصب ووصل الى رتبة فريق في الجيش في العهد الدكتاتوري، ولكن علاقته بالجيش (وكان آخر مناصبه محاضرا في كلية الأركان) انتهت في 1991 حيث سجن لمدة سنة لأسباب سياسية وأحيل على التقاعد ثم بقي بعدها في العراق يدرس في جامعاته حتى 1996، بعدها خرج الى ليبيا وعاد مع الاحتلال ليعمل في وزارة الداخلية ثم ليصبح ملحقا عسكريا في باريس، ثم يحال ايضا على التقاعد) . المهم انه جرب الدكتاتورية وكتب مقالته في 2001 ثم جرب الديمقراطية التي ساهم في إرسائها ولكنه مع ذلك أعاد نشر مقالته في 2007. وكان ردي عليه دفاعا عن الدكتاتورية. لن أقول كما يقول البعض استحياء حين يريدون قولة حق "ليس دفاعا عن فلان او كذا ولكن ..) أقول لكم هنا بأعلى صوتي: نعم . نعم دفاعا عن الدكتاتورية.

 

ردا على سعد العبيدي: دفاعا عن الدكتاتورية

 

نشرت في 2007

بقلم : عشتار العراقية

 

استطعت بصعوبة انهاء قراءة مقالتك "تقييد الوعي العراقي في حكم صدام حسين وأثره على العمل السياسي" وهي مقالة اردت بها تطبيق آليات علم النفس على أساليب فترة تاريخية مهمة من تاريخ العراق المعاصر. وكان يمكن للتحليل الذي قدمته ان يكون فعالا، لولا انه استند على التهويل والتضخيم وعلى شوية الاساطير والخرافات محور الدعاية التي كانت حصان طروادة التي بناه "المعارضون" لقوات الغزو والاحتلال. ولولا انه نشر في التوقيت الخطأ، حيث يدير العراقي رأسه فيما حوله ويترحم على ايام صدام حسين.

 

ولهذا اقول: ليس هناك توقيت اسوأ من هذا، لنشر مقالة بائتة!
فمن عاش في العراق في تلك الحقبة يعرف ان الكثير مما سردته لم يكن صحيحا، فكثير منا لم يكن له علاقة بالحزب الحاكم، ومع ذلك تعلمنا واشتغلنا في مناصب حكومية ونلنا امتيازات كثيرة دون ان نكون حزبيين او قريبين كما تزعم من القيادة العراقية آنذاك. وليس كل من ذهب في بعثات دراسية كان بعثيا.

 

نعم.. لم يكن هناك حرية كبيرة للرأي الاخر، ولكن كل العراقيين الذين اعرفهم كان لديهم اجهزة راديو يستمعون فيها للاذاعات الاجنبية منها صوت امريكا او البي بي سي. ولم يكن كما تقول السفر ممنوعا، فقد كانت الكثير من العوائل تسافر في كل اجازة وكل صيف الى الخارج. ولم يكن كل كاتب او اديب مطالبا بالتملق للنظام، وهناك الكثير من الادباء الذين عاشوا في العراق ولم يكتبوا كلمة مديح واحدة وكانوا مكرمين معززين. من يتملق يفعل ذلك من نفسه طلبا للقرب، وهذا يحدث في كل بلاد العالم. حتى في ما تعتبره ديمقراطيات وعالم حر. دائما هناك من يتقرب من السلطة بكل الاشكال ويجعل من نفسه بوقا لها (وكما هو متوقع اصبحت تلك الابواق الان صوتا للاحتلال وعملائه). نعم كان هناك عدد قليل من الصحف، ومحطات التلفزيون والاذاعات حكومية، ولكن ألم يكن ذلك حال اغلب الدول العربية قبل الطفرة الاخيرة في استحداث الاذاعات والقنوات الخاصة؟

 

ولكن مع كل ذلك، كانت هناك مجلات ثقافية محترمة تغطي كل مجالات الثقافة، كان الكتاب العراقي يباع برخص التراب في العراق وخارجه حتى ان الكثير ممن نصادفهم الان في الدول العربية يعزون الفضل في ثقافتهم وتعلمهم الى الكتاب العراقي. وكان هناك –رغم كل التقييد الذي تذكره – فيض من الابداع في كل المجالات : الادبية – الموسيقية – المسرح وحتى السينما. فهل هناك مثل ذلك الان؟ مع (الحرية والديمقراطية)؟

 

كان هناك علم وعلماء وقاعدة صناعية وزراعية واقتصادية. كان الدينار العراقي يساوي اكثر من 3 دولارات (كل هذا قبل الحصار الذي فرض على العراق فرضا بتشجيع من تسميهم المعارضين).

 

ليس صحيحا ان رسائل الماجستير والدكتوراه لم تكن تناقش الا بعد ان تجتاز عتبة الخبير البعثي.


اما حكاية التدقيق في المنتسبين الى الكليات العسكرية، فهذا اجراء يحدث في كل بلاد العالم اذا اردت ان تنشيء جيشا محترما، الا في امريكا اليوم حيث صارت تقبل حتى المجرمين لقلة المتطوعين وقد رأيت نتائج هذه السياسة سواء في الجيش العراقي (الجديد) او الجيش الامريكي نفسه.


أما ان تصف نظام صدام حسين بالطائفية، فهذا افتراء لأننا لم نعرف ما ذا تعني هذه الكلمة، ولم نشعر يوما اننا سنة او شيعة او مسيحيين او صابئة او غير ذلك الا مع قدومكم.

يمكنك ان تقول اي شيء وكل شيء عن نظام لا تشعر بالانتماء اليه، ولكن يجب ان (تضع الله بين عيونك) كما نقول، وتعترف بالحقائق الى جانب الاساطير التي بنيت عليها دراستك. فأنت لم تذكر حسنة واحدة خلال السنوات الثلاثين التي شملتها في دراستك. ولا حسنة واحدة؟ هل كانت كلها مساويء؟
ألم يكن هناك في العراق :


- نهضة علمية؟
- نهضة تعليمية؟
- نهضة ثقافية؟
- نهضة نسائية؟ ألم تكن المرأة على قدم المساواة مع الرجل في الحقوق والوظائف والاجور؟
- نهضة عسكرية؟ حيث الثروة لا بد ان تحميها قوة تناسبها؟
- رعاية صحية متكاملة للجميع ومظلة تأمين صحي مجانا؟
- التعليم المجاني؟ ومحو الامية الالزامي؟
- بناء واعادة التعمير؟
- شوارع نظيفة ومنضبطة؟
- امن وامان للجميع؟
- اهم من ذلك الم يكن العراق قويا يحسب له الجميع كل حساب؟


ان مشكلة مقالتك انك كتبتها في 2001 وبالتأكيد كتبتها وانت خارج العراق، اي انها كانت جزءا من الحملة لتدمير العراق. الحملة التي تذكر مساويء "الانضباط الامني والاستخباراتي"، في حين اننا نعلم الان انه كان من اهم محاسن حكم صدام حسين، لأنه بدون ذلك الانضباط انظر ماذا فعلتم بالعراق وقد حولتموه الى غابة تتصارع فيها الوحوش.


اقول ان مشكلة مقالتك انها كتبت في 2001 ونشرت هنا في 2007، حيث انتفى الغرض منها وتحول مضمونها الى عكسها، بل تحولت الان الى نكتة تثير الضحك اليائس مثل قولك:
 "لقد شوه الضغط الأمني المستمر كل شئ حتى الضربات التي تصيب في الصميم إذ يتداعى لها الخيال سريعا لينتج فقط دفاعات لحماية الذات على شكل تفسيرات خاطئة لهذا الواقع المحبط فيقول البعض مع نفسه أو مع الآخرين أقاويل بينها مثلا: رموز المعارضة العراقية عملاء للأجنبي. "

اذا كانت مجرد اقاويل فقد اثبت (رموز المعارضة العراقية) انهم عملاء للاجنبي بامتياز. لا داعي للشرح فالكل يرى ويحكم.


كل ما ذكرته في مقالتك.. كل "سيئة" نسبتها الى تلك الحقبة، تحدث الان بعشرات الاضعاف وبشكل خرافي لا مثيل له في تاريخ العالم حتى تبوأ العراق قائمة اسوأ الدول في الفساد والفقر والجريمة وانتهاك القوانين.

اجهزة الامن الوطنية العديدة التي ذكرتها؟ يقابلها اجهزة امن طائفية واجنبية وعدائية يمور بها العراق الان. واذا كان البعض في تلك الحقبة يخاف من جهة واحدة، فيحتاط لها، اصبح الان لا يدري من اي جهة يتلقى الضربة.

فرض السيطرة والقمع؟
القهر والتعذيب والاضطهاد؟
الكره والبغض والحقد والعدوان على الاجهزة الامنية؟
الهواجس واليأس والمخاوف في نفوس العراقيين؟
التوجيه الاعلامي المقنن؟
افقار الوعي العراقي
وسائل تعليمية موجهة في المدارس والجامعات؟
التدقيق على اساس الانتماء الحزبي والاصول الطائفية والاقليمية... ؟
تحريم انتقاد مفاصل السلطة والحزب؟
منع التعبير عن الرأي المخالف لتلك التوجهات؟
القتل بلا محاكمة؟
الاخفاء العمدي في السجون؟
معاناة واستنزاف عصبي وقلق لشريحة واسعة من ابناء المجتمع العراقي؟
اضطراب التوقعات؟ والخوف من المجهول؟
الشعور بالحزن والاكتئاب؟
الاحساب بخيبة الامل؟
انعدام الاستقرار والتوازن؟
امتهان الكرامة؟
تعرض المصلين في صلاة الفجر للقتل؟
يتعرض للقتل طفل او امرأة تصادف وجودهما قرب ابطال تظاهروا احتجاجا على الظلم؟
قصف قرية او مدينة بمدفعية لا يفرق بين هذا وذاك؟
تقاطع المصالح بين الفرد والدولة؟
اضطراب المعايير الوطنية؟
عدم المحافظة على املاك الدولة والمال العام والسعي لاتلافه وتبذيره، وتحليل الاستحواذ عليه شرعيا؟ انظر حولك اين يقيم رموز المعارضة الذين امتطوا الدبابات، اليس في بيوت استحلوها لانفسهم؟ اين يقيم السفير الامريكي؟ اليس في القصر الجمهوري رمز سيادة العراق؟

التقصير المتعمد في تأدية الواجبات؟
استشراء الرشوة؟
انتشار التزوير؟
العراق مثل سفينة وسط بحر متلاطم الموج؟
ضعف الارادة الوطنية؟

كأنك ايها الرجل كنت تستشرف المستقبل. أليس هذه صفة واحوال اهل العراق (الجديد)؟

 

الحسنة الاكبر في نظام صدام حسين انه كان نظاما يسعى لتطوير العراق وتحديثه، وقد نجح في ذلك ولهذا استوجب تحجيمه وارجاعه كما اقسم الاعداء الى العصور الحجرية، ومن مستلزمات تلك العصور، العمائم التي تحكمنا الان والتي ساهمت في سحق كل ما حققه العراقي على مدى 80 عاما من الحداثة. فالمرأة تغطى مثل عورة مشينة بالسواد من اعلى رأسها الى اخمص اقدامها، والجامعات يرأسها ويتحكم فيها من لم يحصل على الابتدائية وكل مؤهله عمامة سوداء، ويمنع دخول السافرات اليها، والحلاقون يقتلون، وثروات البلاد – بعد ان جرى تأميمها – يعاد تسليمها للاجنبي. والمجتمع يمزق الى اشلاء، وينقض التمدن، فيعود العراق الى لبنته الاولى قبل تشكيل الدولة، فيتحول الى عشائر وطوائف. ويحرم التداوي والدواء وتدمر المستشفيات، فلا يجد العراقي سوى الاعشاب والخزعبلات بعد ان كان افضل بلاد الشرق الاوسط في العلوم الطبية. وتعاود امراض انقرضت منذ 30 عاما ظهورها مثل الكوليرا والجدري، ويستفحل الايدز، وفي حين كان العراق خاليا تماما من المخدرات، اصبح يزرعها بدلا من الرز. ويعود الاطفال الى الشوارع بدلا من المدارس، وتنتشر الامية بعد ان جاء لنا صدام حسين بجائزة اليونسكو لمحوها في الثمانينات. واعجب العجب ان يكون لدينا نفط وكان سعر الدينار يساوي ثلاثة دولارات، فإذا بنا شعب مدين لصندوق النقد الدولي مثل اي شعب فقير من شعوب الواق واق.

 

في النهاية، اعتقد ان العراقيين الان يفضلون دكتاتورية مع تحديث وتطوير ونهضة في كل المجالات وامان في بيوتهم وشوارعهم، و3 وجبات طعام يشبعون بها، وماء نظيف وكهرباء دائمة، ومدارس قائمة، ومستشفيات عامرة وتأمين صحي وادوية مجانية أو باسعار رمزية، وعلاقات ود ومحبة مع الجيران وجيران الجيران، وشوارع نظيفة خالية من دبابات المحتل، وأمن وأمان، ووطن موحد مستقل، يفضلون ذلك على ديمقراطية الاحتلال والتقسيم والظلام والجوع والقتل والدمار والمرض والجهل والفقر والتسول والتشرد والخوف الدائم من جارك او حتى اخيك.

 

كان الكتاب الذين يزعمون (المعارضة) يتشكون من (صور) صدام حسين التي تنتشر في كل مكان حتى قيلت فيها نكات كثيرة. والان لا احد منهم يكتب او يتحدث او ينكت عن الصور التي حلت محل تلك الصور وبشكل افظع.. صور آيات الله الايرانيين التي لم تنج منها جدران الدوائر او نوافذ السيارات او مقدمات القطارات. وصارت السلعة الرائجة التي يبيعها الصبيان الفقراء على ارصفة الشوارع. بل صار لزاما على اثبات (البراءة) ان يعلقها العراقي في بيته، او يلصقها على سيارته اذا اراد ان يمر بمنطقة من مقلدي هؤلاء. على الاقل صدام حسين كان عراقيا وكان اكثر وسامة. وغالبا كانوا – ومازالوا - يتحدثون عن (الصنم) والان يصمتون عن الاصنام التي ذكرت حتى في الدستور!! وفي الوقت الذي كانوا يستهجنون (الاغاني الوطنية الحماسية) تعالوا استمعوا الى اللطميات التي حلت محلها والتي صارت شعارا للمرحلة. السجون التي اشتكى منها (المعارضون) زادت وازدهرت واينعت في عراقهم الجديد. التعذيب؟ اتخذ اشكالا اكثر (ديمقراطية وحرية) مثلما رأيتم في ابي غريب والمخفي اعظم. كانوا يملأون صحف الغرب شكوى عن اعدامات تجريها اجهزة صدام حسين ويزعمون ان الجثة توضع امام بيت اهله مع رسالة تطالبهم بثمن الرصاصة. وكأن الحكومة كانت عاجزة عن دفع ثمن رصاصة، هذا كان اقصى ما وصل اليه خيالهم لتصوير (فظاعة النظام). وحتى بالمقارنة مع ما يحدث الان، على الاقل كان اهل ذلك القتيل يتسلمون جثته امام بيتهم، في حين الان يخرج المرء من بيته ويختفي ويظل اهله يبحثون عنه في المزابل وقد يعثرون عليه مقطوع الرأس مع آثار التعذيب، وتطلق عليه اجهزة الحكومة وصف (مجهول الهوية) وكأنه لم يكن عراقيا يوما ما وليس لديه عائلة. هل كان من عادة العراقيين آنذاك العثور كل يوم على الاف الجثث في مياه دجلة او الفرات او في المزابل والازقة؟ هل كانت قوات النظام تحط على البيوت بالمروحيات أو تقصفها من الاعالي؟ او تضرب ابوابها بارجلها او تفجرها وتعتقل كل من هو في عمر حمل السلاح من الرجال؟


بل هل رأيتم في يوم من الايام دبابات عراقية في الشوارع تصعد على الارصفة وتدهس السيارات الخاصة التي امامها وتطلق النار على من يقترب منها في حدود 50 متر؟ هل كان يتم اطلاق النار على من يتخطى نقاط التفتيش؟

 

اذا كان هناك رشى خاصة في ايام الحصار، فهي لا تتعدى الثلاثة اصفار من الدنانير العراقية يتسلمها فقراء الشرطة او حراس الحدود، او الموظفون محدودو الدخل الذين طحنهم الحصار. ولكن في العهد الجديد اصبحت بالمليارات من الدولارات ويسرقها كبار رجال الدولة الذين تبلغ رواتبهم ارقاما خيالية.
كل سيئة تضخمت الى مديات لا يصدقها العقل! كل ماكان محل شكوى واستهجان صار شعارا للحكام الجدد، مع اختلاف بسيط : كان في زمن الدكتاتورية منجزات حقيقية في صالح الشعب الى جانب (المساويء) الان ليس هناك سوى المساويء!


كنا في زمن الدكتاتورية نفخر بان هويتنا "عراقية "، اما الان فيجب علينا ان نلتزم هوية "سنية " او "شيعية" او "كردية " او "تركمانية" او "مسيحية". ونحيط انفسنا بجدار من كونكريت يمنع اصحاب الهويات الاخرى من اختراق الجيتو الذي نعيش فيه.


ومشكلة اخرى خاصة بي اريد منك يا سيدي ان تدرسها حسب آليات علم النفس التي يبدو انك ضليع بها : انا عراقية عربية مسلمة، لا سنية ولا شيعية (لأني لا امارس شعائر هؤلاء ولا اولئك)، واخشى ما اخشاه انه اذا قسم العراق الى فدراليات حسب هذه التنويعة العجيبة (سني – شيعي – كردي) الا اجد مكانا لي في هذا العراق. على اي اساس سوف يحشروني في الجيتو المناسب؟ وهل وضعوا في اعتبارهم مثلا اقامة فدرالية (عربية) حتى انتمي اليها؟ او فدرالية (علمانية) حتى ينحشر فيها امثالي؟ ثم اذا كان لي بيت في بقعة من الوطن صارت الان حصرا على طائفة معينة لاانتمي اليها، فهل استطيع العودة الى (بيتي – وطني) الذي نشأت في مرابعه وقضيت احلى ايام طفولتي وشبابي وكان لي فيه احلام وذكريات؟ وكان لي في شارعنا من الصديقات وداد السنية وزينب الشيعية وليلى التركمانية ونرمين الكردية، أم ينتزع (بيتي- وطني) ويسلم لغريب واجبر على العيش في مكان جديد؟


اعتقد ان عليك ان تدرس الان هذه المعضلة التي لم نصادفها ايام الدكتاتورية.

نعم هذه المقالة دفاع عن الدكتاتورية . لأني جربت الديمقراطية ولم تعجبني.

 

 





الجمعة٠١ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عشتار العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة