شبكة ذي قار
عـاجـل










إرتحل فجر يوم الثلاثاء 13 /12/2011 المجاهد الوحدوي والمقاوم الوطني الرفيق العزيز عبدالجبار الكبيسي رئيس التحالف الوطني العراقي ، وبهذه المناسبة الاليمة أتقدم إلى أسرة الفقيد الغالي وإلى أصدقائه ورفاقه ومحبيه والى فصائل المقاومة العراقية .. بأحر التعازي وبأصدق آيات المواساة .. وليس لنا إلإ الصير الجميل .


ومن واجب كل قوى الحرية في الوطن العربي وفصائل المقاومة المناهضة للاحتلال الامريكي والصهيوني أن تستذكر مآثر واحد من رموز الامة وفرسانها لتقف على سيرته النضالية والانسانية على الصعيدين القومي والوطني ، فلقد كان الفقيد العزيز نموذجا أخلاقيا ومبدئيا صلبا في الالتزام الكلي بقضايا وهموم الامة مثلما كان قائدا قوميا في ميدان العمل مجاهدا من أجل الحرية الوحدة والنهضة ، ويشهد له دوره الشجاع في معركة التحرير الوطني وفي مقارعة الاحتلال الامريكي ، والموقف الصلب من تدخلات ولاية الفقيه وأحزابها ..


تحية إلى روح الرفيق العزيز عبد الجبار الكبيسي ، المجاهد المقدام الذي كرس حياته كلها منذ أن كان فتى في الخامسة عشرة من عمره ، عندما إنضم عام 1958 حزب الوحدة والحرية والاشتراكية ، وفي السادسة عشرة عام 1959 جرب المعتقل السياسي ، وتحمل صنوف التعذيب ، لإنتزاع إعتراف منه ، وكان جوابه القاطع ، هو صموده أمام جلاديه وهتافه بحياة المناضل جمال عبدالناصر ، وبالوحدة العربية .. هذا الطراز الفريد من الثوار .. والمعارض العنيد ، تسامى على كل مالحق به من أذى ذوي القربى ، واختار أن يناصر العراق في محنة الحصار الامريكي ، وهو الذي ضرب مثلا رفيعا في معنى الوطنية ، بين الدفاع عن الوطن وبين معارضته للنظام السياسي ، وحين أصبح العدوان الامريكي وشيكا توجه إلى بغداد عام 2002، ليقف المعارض عبدالجبار الكبيسي كتفا بكتف مع شعبه ، ويشد على أيدي المحاربين .. هذه شذرة صغيرة من السيرة الوضيئة لرجل عظيم ، تجاورنا معا ، في معتقل واحد ربيع 1959 .. ولم ألتقيه ، ومنذ ذلك التاريخ ، وبقي عبدالجبار الكبيسي ، صادقا وحرا وباسلا منذ أن بدء رحلته الاولى في درب النضال القومي عام 1958 ، وبقي محافظا على هويته الجهادية إلى آخرة أيامه و حتى لحظة رحيله .. لقد أدى واجبه من أجل وطنه وأمته العربية ، وكان على الدوام مجاهدا عنيدا ، ومقاوما مقداما ، إختار أن يكون في وجه العاصفة ، وفي الصفوف الامامية، وتحمل طوال رحلته من أجل العراق والعروبة مشاق السجون وإيلام المنافي وعذاب الإغتراب ، لم تأخذه في الحق لومة لائم ، وواجه كل التحديات بعزيمة راسخة وثبات مقيم..
سلام على أبي أحمد في العالمين .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .

 


الدكتور عبد الستار الراوي - البحرين

١٣ / كانون الاول / ٢٠١١

 

 





الثلاثاء١٧ محــرم ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد الستار الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة