شبكة ذي قار
عـاجـل










ان ما سيجري على الساحة الدولية يشير وبوضوح ان العالم مقبل على كوارث سياسة وتجاذبات اقليميه متعددة الأغراض والمسببات قد تقود العالم الى حافة الهاويه في حرب كونيه تحرق الساكن والمتحرك على وجه الارض دون تمييز .لقد دأبت الساحه الدوليه وعايشت منذ عدة سنوات التفرد الأمريكي بالقرارات الدوليه وفرض منطق الغاب على آلية صنع هذه القرارات في المحافل الدولية وتدخلها السافر بشؤون العديد من دول العالم مما انعكس سلبا على مصالح حيوية لكثير من الدول الكبيرة منها والصغير ة رغم ان حجم الدول واحد في القانون الدولي والتي بقيت تتفرج على مايجري في العالم دون ان تحرك ساكنا حتى تضررت مصالحها الكبرى بالدور السلبي الذي تقوم به الدولة الأكبر في العالم ولما كان عالم اليوم قائم على المصالح المشتركة والحيوية للدول حيث لا أخلاف في السياسة وان احترق العالم كله .لكن تأثير الأحداث وانعكاسها على المصالح الحيوية للدول الكبرى قد يقودها الى مواقف متشددة ومتشنجه ازاء ما تلعبه الولايات المتحدة الأمركية من ادوار سلبية تلقي بظلالها على واقع العلاقات الدولية وتسيء الى علاقات هذه الدول مع الولايات المتحدة وقد يدفعها الى اتخاذ قرارات مهمة في مجلس الأمن الدولي تدعم توجهاتها وتحافظ على مصالحها الحيوية في أي مكان وان رأت ان السياسة لا تجدي نفعا فأنها قد تلجأ الى التهديد بأستخدام القوة ان أقتضت الضرورة ذلك .


ان الأستغلال الأمريكي للشعوب وتفردها بحكم العالم دون مراعاة لحقوق ومصالح الدول الأخرى ربما يقود العالم الى حروب مستقبلية في مواقع متعدده من العالم ويبدو أن الولايات المتحده تدرك قبل غيرها ان استمرار تسيدها على العالم وتحكمها بقرارت المجتمع الدولي يقود دول اخرى ويدفعها للحد من التحكم الأمريكي بمقدرات الشعوب وبدا ذلك واضح بمواقف خجولة من بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي كأستخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) عند مناقشة القضية السوريه في مجلس الأمن . ان هذه المواقف وان جائت متأخرة لكن ظهورها قد ينبىء بمواقف أخرى مشابهه في قضايا اخرى مختلفه أن عدم أتخاذ القرار المناسب في حينه قاد الولايات المتحده الأمريكية الى التمادي في ممارسات غير أخلاقية وغير مسؤوله في قضايا الشعوب عند مناقشتها في المحافل الدوليه دون ان تحسب حساب لمصالح الدول الأخرى والتي قد تكون لها مصالح وأهداف وسياسات في هذه الدول وربما تملك ثقلا كبيرا في المنظمة الدوليه .


ان هذا العهر والأستهتار بمقدرات الشعوب يستوجب ان يقف العالم وقفه شجاعة ومسؤوله امام الظلم الواقع على الأرض لتحفظ للدول الضغرى حقوقها وسبادتها على اراضيها وثرواتها.


في لقاء مع هنري كيسنجر وهو أحد صناع القرار السياسي في الولايات المتحده الأمريكية ووزير خارجيتها ومدير الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون أجرته معه صحيفة ( ديل سكيب ) الأمريكية كشف عما يجري في الشرق الأوسط والعالم حيث قال (ما يجري هو تمهيد للحرب الكونيه الثالثة والتي سيكون طرفاها روسيا والصين من جهه والولايات المتحده من جهه أخرى }وستكون هذه الحرب قاسية بالطبع لأنها تنطلق من القدرة العسكرية الهائلة للطرفين المتنازعين وما يتبع ذلك من اصطفاف دولي بين هذا وذاك .


يعتقد كيسنجر ان المنتصر الوحيد في هذه الحرب هي الولايات المتحده الأمريكيه ولا ادري ان قرأ كيسنجر ام لا قول ماوسي تونغ ( لو أرادت الولايات المتحده الأمريكيه خوض الحرب مع الصين فعليها ان تخوض قي بحر من الدماء ).


ويقول كيسنجر (ان الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت السيطرة على سبع دول شرق أوسطية من أجل استغلال مواردها الطبيعيه وخاصة النفط والغاز ) ان السيطرة على النفط سيكون دائما في مقدمة الأهداف الأستراتيجيه التي تسعى الدول الكبرى للسيطرة عليه في اي حرب كونيه لأنه الوقود الرئيسي للمعركة .ولدينا نحن العرب الحصة الأكبر منه في العالم ولو أستخدمناه في معاركنا لكان سلاحا مهما في خدمة قضايانا المصيرية وسيبقى كذلك ما دامت الأيام .


لقد ركز كيسنجر في حديثه هذا على أهمية السيطرة على الغذاء فهو السبيل للسيطرة على الشعوب وقال (لقد حقق جنودنا هذا الهدف تقريبا أو في سبيلهم لتحقيقه وبقى لنا حجر واحد حتى يتم التوازن ) وقال ايضا (ان كل من الدب الروسي والتنين الصيني لن يقفا موقف المتفرج ونحن نمهد الطريق أمامنا خصوصا بعد ان تشن اسرائيل حربا لقتل أكبر عدد من العرب وهنا سيستيقظ الدب الروسي والتنين الصيني وقتها يكون نصف الشرق الآوسط بيد اسرائيل .


ماذا يقول العرب وماهو موقفهم من هذه التصريحات وهل أعدوا العدة لذلك ام سيكونون دائما هم الضحايا سواء انتصر حليفهم او خسر المعركة أم يكون لهم موقف موحد واجراءات هادفة تحفظ كرامتهم وحقوقهم المشروعة وتمكن بالتالي الشعوب العربية من العيش بحرية وأمان ويستخلصون العبر والدروس من مواقف سابقة سمحت للولايات المتحدة الأمريكية والقوات الغربية لغزو أكثر من دولة عربية وتدمير المشروع النهضوي العربي عندما فتحت ابوابهاواراضيها وطائراتها للغزاة الطامعين وهجرت الملايين منهم وقتلت وشردت مئات الألأف منهم دون نازع ضمير حتى انعكس واقع الأحتلال سلبا على اوضاعهم الداخليه فبدت مهدده وغير مستقرة وهذه نتيجه ساطعه لمواقف العهر والنفاق السياسي الذي باع فيه بعض الحكام العرب الأرض العربية وشعوبها بأبخس الأثمان للأحتلالين الأمريكي والأيراني فما عسانا ان نفعل للقادم من الأيام عبدما تنطلق الشرارة الأولى لحرب كونية محتملة وقريبة من الأرض العربية ولربما تكون ساحات القتال لهذه الحرب ملاعب اطفالنا ومدارسهم .


عسى ان يناقش العرب في قممهم القادمة ما يجري حولهم من أحداث وما يخبئه لهم المستقبل القريب .


ان ما نراه على الأرض العربية ونسمعه من احداث جارية تحتاج الى دراسات معمقة ومناقشات مستفيضه لتأشير حالة الخلل بشكل دقيق وواقعي فقد نكون أول الخاسرين في اي مواجهات دوليه محتملة وقد يكون ما يجري بيننا اليوم هو خط الشروع للمعارك القادمة ولن تكون الولايات المتحده الأمريكية والدول الغربيه هي ضمانة وجودنا وحامية لحقوقنا والراعية لمصالحنا وهي أول من أحبط ولا يزال كل القرارات الدوليه الصادرة من مجلس الأمن الدولي والتي تناصر موقف عربي او قضيه عربية بل كانت هي المصد الأول لأي قرار دولي لصالح المنطقه العربيه وشعوبها بل الأعتماد على الذات وعلى الأمكانيات وان نتصالح مع خصومنا ونستقرأ الواقع بوضوح ونضع الحلول المناسبة لمعالجة أي طارىء محتمل ونعد العدة لكل صغيرة وكبيرة ولدينا امكانيات كبيرة وحبانا الله من فضله بخيرات لو استغلت بشكل صحيح وواقعي لما احتجنا لأحد يحمينا فنحن أحق من غيرنا لحماية مصالحنا وأهدافنا الحيوية والقادرين على ادخال الفرحه الى نفوس الجميع .

 

 





الخميس١٦ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة