شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كشف العدوان الباغي الإرهابي الهمجي على العراق، قواعد الإستراتيجية الإستعمارية الجديدة، التي تعتمدها أمريكا وحليفتها الصهيونية العالمية في الحرب الكونية الثالثة، ضد البشرية، والتي سمتها أمريكا تضليلا وزورا وكذبا الحرب على الإرهاب، وحقيقتها أنها حرب إستعمارية فاشية، تعتمد الإرهاب والبغي وكل وسائل القذارة السياسية والإجتماعية، وتستند للفكر الصهيوني العنصري القائم على العدوان وبث الفتن وتحريف الحقائق، وجواز الكذب والتزوير والتضليل، وتبيح وتجيز إستخدام أقذر الوسائل لتنفيذ مآربها الشريرة، كإعتماد الجريمة والفتن بكل أشكالها وأنواعها، والقتل على مجرد الضن والشك في النوايا، ومحاربة الفضيلة وتدمير القيم الإنسانية، لكون تلك القيم تتنافى مع مخططاتها الشيطانية ومشروعها الفاشي العنصري، عملا بالمبدأ الميكافيلي الغاية تبرر الواسطة، ولو أن الأمر لا تبرير له ، كون الغاية والوسيلة قذرتان وغير مشروعتان، ولأجل تبرير عملها القذر واللاشرعي، وظِف الإعلام الإمبريالي الصهيوني الضخم الموجه لخدمة تلك الحرب، وجنِد إعلام محلي ومول، وربط بمراكز عالية القدرة والكفاءة والإمكانات لتوجيهه، ليكون خادما فعلا لمخططاتهم، ومعاونا لإمبراطورية الإعلام الأمريكي الصهيوني، وللأسف وللظروف الدولية التي أشرت اليها في دراسة أخرى، كانت بعنوان البعث والإمبريالية حقائق عن المشروع الأمبريالي والمشروع العربي، صمتت دولا وحكومات وحركات سياسية، عن مواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الإرهابي الشرير، خشية أو عدم تقديرا لأبعاده ونواياه، وإنخرطت دولا وحكومات وجماعات فيه، وصارت جزءا مهما من أدوات تنفيذه وتمويله ودعمه، كما هي اليابان وتركيا وباكستان وإيران، وبعض الدول أوربا الشرقية، التي إستقلت بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، ودول عربية معروفة خصوصا مصر في عهد مبارك والأردن ودول الخليج العربي، زاد ذلك الصمت بعد أحداث التاسع من أيلول 2001 في نيويورك، وإعلان المجرم الدولي بوش دبل يو الصغير أن أمريكا ستقود تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، تحت شعار الحرب العالمية على الإرهاب، وأطلق مقولته العنجهية (من لا يكون معنا فهو ضدنا)، أي مساند وداعم للإرهاب.  

 

يتحدث العالم الآن عن حروب إبادة مورست ضد شعوب في زمن مضى، ويطالب بالإعتراف بها، وتقديم إعتذارات وتعويضات عنها، كالحروب بين الأتراك والأرمن، والصين واليابان، ودول الإستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا وبين دول القارتين آسيا وأفريقيا وغيرها، ولم تكن هناك قوانين تدين حروب الإبادة الجماعية في حينها، وأنا كعراقي إذ أدين كل جرائم العدوان والقتل الجماعي وحروب الإبادة، التي مورست ضد الشعوب في كل الازمان وفي كل مكان، أطالب كل قوى السلام ومناهضة الحروب والعدوان والقتل الجماعي، والمجتمع الدولي بكافة هيئاته ومنظماته أن يدين ويجرم العدوان الباغي على بلدي وشعبي، وأثبت حقنا كشعب بأن لا يغمض العالم عينية عن جريمة الإبادة البشرية القائمة حاليا في بلدي، والتي قامت بها أمريكا وبريطانيا ومن تحالف معهما، فكل أدلة حرب الإبادة وقرائنها متوفرة في جريمة الحرب والغزو والاحتلال على العراق من قبل أمريكا وحلفائها في الحرب على العراق، وأتسائل لماذا يصمت العالم عن هذه الجريمة القائمة؟؟؟ وتذهب دولا وحكومات ومنظمات لإدانة جرائم سابقة؟؟؟ في قرون لم يكن هناك قوانين ولا أعراف ولا معاهدات للحرب، ولم تكن في حينها منظات دولية تتابع مدى الإلتزام بحماية المدنين أثناء الحروب، ولم تكن إعلانات حقوق الإنسان قد صدرت، وغير ذلك مما أستطاع المجتمع الدولي أن يضيفه لزيادة حماية حياة الإنسان وحقوقه، وتشريع قوانين دولية وإنسانية بشأن إحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.

 

وأنا كمثقف مناهض للإستعمار والإرهاب بكل أشكاله، ومحلل متابع للسياسة الدولية، ومن خلال ما عشته في العراق، وما أضافت لمعلوماتي سياسة وإستراتيجيات أمريكا وحلفائها مما يجري في الوطن العربي حاليا، ومواقفها مما سمي إعلاميا بالربيع العربي، توصلت الى جملة من الحقائق، تمثل قواعد وبنود الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية في الحرب الحالية، والتي تهدف الى الهيمنة والسيطرة على العالم، وتنفيذ الرؤيا العنصرية التلمودية بإستعباد الشعوب كافة من قبل شعب الله المختار، وفق الفهم المنحرف للدين عند الصهاينة، ولذا فأنا أنشر هذه الدراسة لترى كل شعوب العالم الحقيقة واضحة، وخاصة مفكري ومخططي وخبراء العالم والدول المحبة للسلام، وقد يغنوها ويضيفوا لها ويعتمدوا ماجاء فيها ضمن خطط بلدانهم لمواجهتها، فأنا أرى أن ما يراه المؤمن من شر عليه أن ينبه الناس عليه، ليواجهوه ويتجنبوه، لأن الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وديني الذي أومن به يحتم عليّ ذلك، فقد قال لنا الرب تعالى: (أنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وقال لنا رسولنا الكريم (لدين النصيحة)، فأدعوا ربي أن يجزيني عن جهدي خيرا.

 

وإليكم القواعد التي تعتمدها تلك الإستراتيجية الإرهابية الشريرة في الحرب الحالية، والتي أصنفها أنها حرب عالمية ثالثة، لكن بإستراتيجية جديدة، قائمة على الحرب الإعلامية، وتخويل نفسها حق العدوان على الشعوب والدول عبر إستراتيجية الضربات الإستباقية والإجهاضية، والتي تقوم على جواز شن الحرب بلا مبرر، بمجرد الشك في أن هناك خطر محتمل على أمنها، وهذا مبدأ تلموذي عنصري فاشي، وإعتماد جيوش من المرتزقة لحروبها، تعتمد التعاقد مع المرتزقة الدوليين،وتجميع المجرمين والمفسدين من حاملي جنسيات تلك البلدان والمحسوبين على شعوبها وتسميتهم معارضة، سواءا كانوا سياسيين يدعون أنهم معارضين، أو أصحاب سوابق ومجرمين ولصوص، أو هاربين لإرتكابهم جرائم يحاسب عليها القانون، كالخيانة العظمى والتواصل مع مخابرات وأجهزة دول معادية لبلدهم، أو الهروب من الجيش أثناء خوض بلدانهم حروب دفاعية ضد عدو خارجي، أو أولئك الواجب محاربتهم عالميا من منتسبي مافيا التجارة القذرة، كالمخدرات والسلاح وغسيل الأموال والدعارة والمتاجرة بأعضاء جسم الإنسان، فأول أمر يتم تكثيف الإعلام العدواني، من خلال إمبراطورية الإعلام الإمبريالي الصهيوني الضخم لتشوية النظام السياسي لنظام الدولة المراد شن العدوان عليها، عبر التزوير والإفتراء والكذب، ويأتي دور محطات البث المتعددة الناطقة بلغة الشعوب المستهدفة، والتي يديرها عملاء مجندين في مخابراتهم، وتمولها أنظمة تابعة لهم، ثم تبدأ خطوات لاحقة تمثل في قناعتي قواعد وأسس الإستراتيجية الإمبريالية الجديدة لشن العدوان، والتي شخصت منها الآتي:

 

القاعدة الأولى:

 

فرض الحصار.

بدأت أمريكا الحصار الشامل على العراق بحجة إضعاف نظام الحكم في الدولة المستهدفة. وهذا ما جرى على العراق، فقد بدأت أمريكا بفرض الحصار على العراق من قبل إجتياح العراق للكويت، فقد فرضت أمريكا حصارا على العراق في 4/2/1990، بحجج غير معقولة، ولا يؤيدها العلم والخبرات الصناعية، كترويجها إفتراءا وكذبا مفضوحا سعي العراق لتصنيع مدفع عملاق، قادر على توجيه ضربات لأوربا والكيان الصهيوني، وسعي العراق لتصنيع الأسلحة الذرية، وغير ذلك من الحجج المضللة والمفبركة، وكان الحصار أحد وسائل وأدوات أمريكا والصهيونية بشن حرب إبادة جماعية على العراقيين بفرض الحصار الشامل على العراق منذ عام 1990 لغاية عام 2003، حتى قبل بدأ العدوان العسكري في 17/1/ 1991، شاملا ذلك الحصار اللاشرعي والباغي والمعادي للإنسانية والحياة، الغذاء والدواء والمتطلبات الأساسية لإدامة وإستمرار الحياة، ومستلزمات الأمومة والطفولة واللقاحات للموليد الجدد والأطفال دون سن الخامسة مثل لقاح الثلاثي والحصبة وشلل لأطفال والسل والكوليرا، وشمل ذلك الحصار (الجريمة) مستلزمات التعليم كالأقلام والورق والمطابع والكتب المنهجية والمصادر العلمية، والعالم بأجمعه يعرف كم تسبب ذلك الحصار من تضحيات بشرية، وموت جماعي خصوصا بين الأطفال والمرضى وكبار السن، وهناك إحصائيات دقيقة بهذا في العراق قبل الإحتلال، وإن قامت قوات الإحتلال الأمريكي بتدمير السجلات، فإن الخارجية العراقية ومنظمات المجتمع العراقي وحقوق الإنسان لديها نسخ من تلك الإحصائيات، ولا أتصور إن أنسانا سويا ينسى الرد الفاشي والوحشية في لغة وزيرة الخارجية الأمريكية في إدارة المجرم الدولي جورج بوش الأب المجرمة أولبرايت، عندما سؤلت عن ذلك: هل هدف العدوان والحصار يستحق كل هذا العدد من الضحايا؟ وقال لها السائل إن نصف مليون طفل عراقي قتلوا جراء الحصار لحد الآن، وإن هناك أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية، وما يسببه من أمراض وتداعيات على الطفولة والحياة، فهل غاياتكم تستحق كل هذا؟ أجابت وزيرة الخارجية الأمريكية: نعم يستحق، وللعلم فإن عدد قتلى الحصار الجائر تجاوز المليون ونصف إنسان عراقي، يضاف لها ما ترتب على الحياة الإنسانية للمواطن العراقي، من تعطيل في جوانب متعلقة بحياة الإنسان وولادته ونشأئه، كالزواج والتعليم والعمل والنمو السكاني والإقتصادي للبلد .

 

هنا لابد من التسائل ألم يكن فرض الحصار بذلك الشكل العدواني على شعب العراق حرب إبادة وقتل جماعي لعموم الشعب؟

ألم يكن ذلك الحصار حربا على الحياة عموما؟ وإمتهانا للإنسان وحقوقه؟

ألم يكن إستهتارا بالقوانين والمعاهدات الدولية ذات العلاقة بذلك؟

أكان الحصار العدواني وتلك الجريمة القذرة ضد الإنسانية التي أرتكبها الغرب بزعامة أمريكا المتفردة بالعالم يستهدف النظام!!! بل هو حرب شاملة ضد العراقيين عموما لقتلهم جوعا؟

أهكذا تحرر البلدان والشعوب في قاموس الإمبريالية وزعيمتها أمريكا الباغية والغرب الدمقراطي؟

 

القاعدة الثانية:

 

تحشيد العملاء في الخارج والداخل وتحريكهم:

أحد وسائل الحرب الأمريكية الصهيونية الحالية على الشعوب والأوطان حشد أي عدد من عملاء مخابراتهم ليبدأو بتوريط الناس في ذلك البلد تحت شعارات براقة، كالديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وحرية الفكر والتعددية الحزبية والعدالة، هذه الشعارات تناغمت مع حقائق تتوق لها الشعوب، ولكنها صابرة محتسبة تنتظر الخلاص من معاناتها مع حكام لا ينتمون للشعب حقا بل أنهم تحولوا لمجرد أصنام، فكان الشعب العربي في كثير من أقطار الوطن الممزق يعاني الجوع والحرمان والبطالة والجهل وقلة الموارد وكبت تفرضه أجهزة أمنية يخدم الحكام المتشبثين بكرسي الحكم رغم عدم عدالتهم، ومحاباتهم لذويهم والمقربين منهم، وإتخاذهم المناصب مغنما، وعدم تصديهم للفساد السياسي والمالي والإداري، الذي ينخر أجهزة حكمهم ودولهم، بل وخيانتهم لقضايا الأمة المصيرية، والمساومة عليها مقابل إستمرارهم بالحكم والسلطة، وعدم تحقيق الحدود الدنيا من متطلبات المعيشة البسيطة لأبناء الشعب، فوظف ذلك الرفض الشعبي والإنتفاض على الحكام المستبدين على الشعب، والخانعين لإرادة أعدائه، وفي مقدمتهم أمريكا والصهيونية العالمية وكيانها العدواني في أرض العرب، وأستغل ليركب أمواجه المتلاطمة الهائجة أولئك العملاء المعدين سلفا لمثل هذا الموقف، وبدأ تشكيل ما يسمى بالمجالس الوطنية كالمجلس الليبي والمجلس السوري على غرار المؤتمر الوطني العراقي ووفق نفس الأسس والمعايير المذهبية والطائفية والمناطقية،  فلا رابط فكري ولانضالي ولا وطني مشترك بينهم ولا يحمل أولئك العملاء مشروعيا وطنيا ولو بالحدود الدنيا للقاء والعمل، وإنما الرابط الوحيد الذي يجمعهم هو العمالة والإرتباط بدوائر المخابرات الإمبريالية والموساد الصهيوني، وإستعدادهم للتخلي عن قضايا الأمة المصيرية، ورهن إرادة بلدانهم وشعوبهم وثرواتها لأمريكا وحلفائها مقابل دعمهم ماديا وسياسيا وعسكريا للوصول الى الحكم وإستثمار مغانمه لمصالحهم الخاصة، هذا التعديل في أساليب العدوان والحرب على الشعوب إعتمدته أمريكا بعد ما لاقته من تصدي بطولي في العراق، فقد كانت خسائر أمريكا وحلفائها البشرية والمالية والسياسية كبيرة، كادت أن تكون سببا في دمار وإنهيار أمبراطورية الشر الإمبريالية، وما الكارثة الإقتصادية التي تعانيها أمريكا ودول الغرب الإمبريالية إلا أحد نتائج تلك البطولة النادرة من شعب مؤمن بربه ومتمسك بالتصدي للمعتدين مهما غلت التضحيات وقل النصير، فلا تردد ولا مهادنة بعد التوكل على الله والتصديق بوعده، فكان فعل المقاومة العراقية وأختها الأفغانية فعل رجال أمنوا بربهم وزاتدهم هدى وثباتا، فأدموا الغول الشرير وأوهنوه وخارت قواه، ولكنه لا يقبل الإستسلام فلجأ لتغيير أساليبه، فبدأ بإستراتيجية التجنيد لمحلى للمرتزقة ودعمهم ماليا وعسكريا بما يحقق غاية مشروعه الشرير بأقل الخسائر البشرية والمالية، خاصة بعد أن ألزم الدول العربية الغنية بدفع فواتير الحرب، بحكم تبعية حكامها له، وإستعدادهم لتنفيذ أي أمر لأسيادهم، حماة عروشهم والمتفضلين ببقائهم بالسلطة، وهذا ما تؤكده كل وقائع الأرض بأن أمريكا والصهيونية العالمية وراء الأزمات في كل من السودان واليمن وليبيا وسوريا، فكما قلنا في أكثر من مقال إن الثورة الشعبية في تونس ومصر كانت مفاجئة لأمريكا ومخابراتها، ولو أن أمريكا والكيان الصهيوني لن ترضخا لإرادة الشعب، ولن ترك الثورتين والشعب في كلا القطرين يستكمل أهداف ثورته بسهولة، وستعمل بكل جهدها ومكرها وتليلها الإعلامي على إثارة الفتن الدينية والطائفية والمناطقية والعرقية لزعزعة الثورة وحرفها عن مسارها، في حين أن الأنتفاضة الشعبية في المغرب والأردن ودول الخليج العربي حجمت ولم يسندها الغرب، ولا أنظمة العمالة الحاكمة في بعض دول الوطن العربي، ولا تجار الدين ممن يدعون أنهم أحزابا وتيارات دينية، ولا ثوار الغرب من العرب المغتربين هناك، ألم يعي ابناء الأمة هذا؟ ولماذا؟ ويفكروا الناقمون على الأنظمة بضرورة مراجعة أنفسهم ورفض الإرتماء في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني، وحلف الشر الإرهابي الكافر الذي تقوده أمريكا لتحتل بلدانهم وتنهب ثرواتهم وتستبيح دمائهم وثرواتهم، بواسطة عملائها الذين يروج اإعلام الغربي وصنائعه من الإهلام المحلي لجعلهم قادة للإنتفاضة الشعبية المشروعة والمطلوبة من قبل كل مواطن مؤمن غيور شريف. ما الذي فعله أولئك العملاء الذين تعتبرهم أمريكا والغرب الإمبريالي رموزا وقادة للثورات؟ ومتى دخلوا لبلدانهم؟ وأين كانوا هؤلاء القادة!! الثوريون عندما كان الشعب يدفع دما لأجل الخلاص وتبديل الحكام بأناس وطنيين؟ ويواجه الفقراء والمناضلون والمفكرون الحقيقيون الرصاص بصدور عارية ولكنها مليئة بالأيمان بنصر الله وقدرات أبناء الأمة، كانوا يفاوضون أمريكا، ويقدمون التعهدات لدوائر مخابراتها وللموساد الصهيوني، بأنهم لن يكونوا إلا حراسا أمناء على تنفيذ الرؤية الأمريكية الصهيونية في تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة على أرض العرب ومقدسات عموم المؤمنين مسلمين ومسيحيين، وأن لا يتعرضوا للمصالح الإمبريالية بسوء وأن يتقاسموا غنيمة الفضل الأمريكي تحت مسميات التعددية السياسية والديمقراطية الزائفة والفارغة والمحددة بالإنتخابات وتبادل السلطة بينهم، وأن تكون محصورة بالقادمين من الغرب الذين هم في الحقيقة لا يرتقوا عن كونهم عملاء مأجورين، ولتكون الثورات وبالا على الشعوب، لأنها لم تنتج سوى تبديل حكام مستبدين بآخرين عملاء فاسدين.

 

القاعدة الثالثة:

       

إستخدام أسلحة القنل الجماعي وإبادة الشعب.

أمريكا والصهيونية وحلفائها إستخدمت أسلحة الإبادة الشاملة والقتل الجماعي ضد الشعب العراق في الحرب الطويلة، التي إمتدت ثلاثة عشر عاما متواصلة، مثل اليورانيوم المنضب حيث تؤكد البيانات والإحصاءات أن ما أستخدم من هذا السلاح يساوي عشرة أضعاف قنبلتي هوروشيما وناكازاكي اليابانيتان، وهو ما تسبب في إنتشار أمراض السرطان والأمراض القاتلة بين أبناء العراق، وشملت التشوهات الخلقية القاتلة حتى المواليد في العراق، وهذا دليل على أن الهدف هو قتل وإبادة العراقيين بغض النطر عن معتقدهم الديني أو انتمائهم الفكري والسياسي والقومي، كما أن تلك الأسلحة المحرمة دوليا تسببت بتلوث بيئة الحياة البشرية في العراق، وجعلت كل كائن حي عرضة لآثار تلك الإشعاعات، حيث شمل التلوث الحياة بمجملها، حيوان وشجر وماء وحجر، واستمر تعرض شعب العراق لتلك الضربات النووية الاشعاعية طيلة 13عاما، وسيستمر تأثيرها قرونا طويلة، وكان نشر تلك المواد المشعة بحجم أكبر سعة وأكثر إنتشارا في العراق عما جرى في اليابان، والتي بان تأثيرها يتضح بشكل كبير في مناطق عديدة في العراق والفلوجة وكربلاء وذي قار والمثنى وأم قصر نموذجا، كما إستخدمت أمريكا والصهيونية العالمية قنابل الفسفور بكل أنواعه وأشكاله، وما يظهر اليوم من تشوهات خلقية في المواليد العراقية شاهد على الجريمة القائمة والمستمرة، وكذلك قنابل النابالم والقنابل الحارقة، وكل تلك الأسلحة محرمة دوليا، وتصنف ضمن أسلحة القتل الشامل والإبادة الجماعية، كما إستخدمت القنابل العنقودية حيث تشير البيانات والإحصائيات اليوم بوجود أكثر من خمسة وخمسون مليون قنبلة عنقودية غير منفلقة في العراق، وهذا يعني إستمرار القتل والموت في العراق لأجيال عديدة، وهذا شاهد بارز وجرم ثابت على القتل الشامل والإبادة الجماعية لشعب العراق.

 

ولاتقل عن تلك الأسلحة التدميرية آفات صحية وإجتماعية خطيرة، كالإدمان على المخدرات ونشر فايروس مرض فقدان المناعة (الأيدز) في قتل وتدمير البشر أفرادا والمجتمعات عموما، لذلك رأينا أمريكا ومافياتها التي دخلت معها وعملائها المزدوجين مع إيران يسعون بأشكال عديدة وحثيثة لنشر تلك الآفات في المجتمع العراقي.

 

 

القاعدة الرابعة:

 

نشر الفتن وتمويلها وتغذيتها لتدمير بنية المجتمع.

الفتن الطائفية والعرقية والقبلية والدينية سلاح إستخدمته دول الغزو والاحتلال في العراق، خاصة أمريكا وبريطانيا، وبالعودة لأسس وقواعد علم الإجتماع فإن واحدة من مهددات الحياة الإجتماعة للجماعات البشرية عموما هي الغلو والتعصب الأعمى والتزمت والعنصرية بين الجماعات البشرية، التي تبنى على أساس العرق والدين والمال، وأن تبني تلك الأسس هو معيار لتصنيف أي حركة وحزب ونظام بأنها حركة فاشية وعنصرية، وأمريكا وحليفتها الصهيونية العالمية إعتمدت كل ذلك، وهذا إثبات أنها دولة إرهابية فاشية عنصرية.

 

فقد إعتمدت أمريكا ومن معها كل تلك الفتن وغذتها ومولتها، وشكلت ودعمت أحزابا وجماعات طائفية ومذهبية متطرفة، لتنمية الفتنة في العراق، عموديا وأفقيا*(تفسير هذه العبارة يحتاج لموضوع منفرد سأتناوله مستقبلا إنشاء الله)، من أجل تدمير البيئة الاجتماعية والوحدة الوطنية لشعب العراق، فركزت في العملية السياسية التي تبنتها لبناء الحكم في العراق، على المحاصصة العرقية والمذهبية والسياسية، وروجت وأوجدت (نعم أوجدت حيث سمحت بعودة الإيرانيين المبعدين من العراق لعملهم المعادي للعراق ومنحت الكثير من الإيرانين الجنسية العراقية مباشرة عند دخولهم العراق بعد اإحتلال ولغاية الآن، وصنفوا قوميا بأنهم الأكراد الفيليين) لما أسمته بالآقليات العرقية، واستهدفت العراقيين من الديانتين اليزيدية والصابئة، بواسطة عملاء مجندون للمخابرات الأمريكية والموساد، وسسبت بهجرة معظمهم من وطنهم، وسهلت عملية إعادة توطينهم في أمريكا والدول المتحالفة معها، وهذا منهج عدواني لا فعل إنساني، وهذا الذي يؤشر أن ممثليات الأمم المتحدة تعمل بأمر وإشراف المخابرات المعادية لشعب العراق، وأعتمدت التفرقة ضمن الطائفة والمذهب الواحد وهذا يعني إعتماد صيغ متخلفة لا تمت بصلة الى التطور الإنساني عموما بل هي صيغ من صيغ مجتمعات القرون الوسطى، وأحد أسباب الصراغات البشرية في تلك الفترة من عمر البشرية، فهل هذا كان خطأَ سياسيا أم منهجا شيطانيا إعتمدته الدول الديـــــــــمقراطية أمريكا وبريطانيا كإستراتيج لجريمتها في العراق؟ ولم يكن ذلك عملا وفعلا تكتيكيا بل هو إستراتيجية ومنهج لتفكيك دول وشعوب العالم، والدليل تضمين ذلك في مواد الدستور الذي أصدره المحتلون للعراق.

 

أنا شخصيا وعمري الآن تجاوز الستين عاما لم أسمع ولو مجرد سماع أن عراقي قد قتل لمعتقده الديني أو المذهبي، ولم يحدثني والداي وأعمامي عن مثل ذلك، ولا أجدادي وجداتي، أي لم تحدث مثل هذه الحوادث خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، كشيء أكيد، فمن الذي أوجد وروج وأشعل فتيل الفتنة غير الأمريكيين والموساد الصهيوني وخلفائهما؟ ولماذا؟

 

 

القاعدة الخامسة:

 

إستباحة المقدسات:

إن منهج متطرفي أمريكا والصهيونية انتهاك مقدسات غيرهم، وعدم إحترام الأديان، على أساس أنها دون ماعندهم، كما يحاولون أن يروجون بالإعلام، والله سبحانه وتعالى يبلغ عباده أنهم لكاذبون، بل هم يعرفون الحق والكتاب ولكن الله غضب عليهم فجعلهم في غيهم يعمهون.

 

إن الصهيونية العالمية وأتباعها قد خرجوا من رحمة الله بكفرهم، وتحريفهم التوراة، وحتى أنهم خرقوا مدارس واحبار المسيحية في أوربا بشكل خاص، وحرفوا الإنجيل والكتاب المقدس، وأدخلوا فيه ما هو ليس من الله سبحانه، ولم يقل به أنبياء الله موسى وعيسى عليهما السلام، ومن هم بينهما من الانبياء عليهم السلام، وكل مثقف وخاصة المختصين بعلوم الدين والتاريخ وعلم الإجتماع والسياسين، يعرفون كم من أحبار اليهود إظهروا تغير ديانتهم من اليهودية الى المسيحية، نفاقا وتآمرا وكذبا على الناس، وعملت الصهيونية والمتطرفين من اليهود والماسونية، لحصولهم على أعلى درجات المعرفة باللاهوة وعلم الأديان، كي يتبوؤا مواقع في المجمع الكنيسي العالمي الفاعل في بيان وشرح الإنجيل، ومن خلال هؤلاء تم تحريف الإنجيل المقدس، وتحريف ما بعث به نبي الله وكلمته الى مريم العذراء، روح الله ورسوله عيسى المسيح عليه السلام، ليصار الى تمزيق المؤمنين من المسيحين، وتفريقهم وتضليلهم، بتعدد الأناجيل والمذاهب والملل.

 

ولمعرفة أحبار اليهود التامة بأن القرآن الكريم يفضحهم، ويكشف مكرهم الخبيث، ويخبر الناس عموما وليس المسلمين فقط ، بأن أحبار اليهود حرفوا كتابي الله المقدسين المنزلين الى بني إسرائيل (التوراة والإنجيل)، وإن هذه الحقيقة ستنكشف للناس عموما ويدركها العالمون، فهم يعملوا على تدنيس القرآن، ولم تتوقف محاولاتهم لتحريفه، كافرين بعهد الله تعالى ووعده الحق: (إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).

لقد دنس جنود ومرتزقة الإحتلال القرآن الكريم وأحرقوه، وإعتبروه هدف للرماية وأطلقوا عليه الرصاص، تعبيرا عن حقدهم وغلهم على الإسلام والمسلمين، وإستهدفت مراقد الأئمة الأطهار والصحابة والصالحين، وما حادث تفجير قبة الإمامين العسكريين عليهما السلام إلا شاهدا على حقدهم، ونظرتهم العنصرية المتطرفة للمسلمين، وإستهانتهم بكلام الله وعباده، ودليلا على منهجهم في السعي لإحداث فتنة طائفية ومذهبية، بين أبناء الشعب، لغرض تفتيت لحمة المجتمع وتصعيد الإحتقان الطائفي، الذي أوجدوه هم، وعملوا على نموه، بواسطة عملائهم ومرتزقتهم، ممن يدعون أنهم أحزابا دينية، سواءا التي تعمل وفق الأجندة الخمينة، بإتباعهم نظرية ولاية الفقيه، المناقضة لهدي القرآن والسنة ومنهج آل البيت الأطهار، أو تلك التي التيارات والكتل التي تتبني الفكر التكفيري المناقض لنصوص القرآن والسنة، والتي تعتبر قتل الناس مشروعا إن هم أختلفوا مع إجتهادهم المبتدع، وتفسيرهم اللاديني ولا عقلاني لآيات القرآن، وكلاهما في رأيي كمؤمن ناقضوا ماجاء من الله ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فضلوا ضلالا كبيرا، وكلا الطرفين تنظيمات سياسية ديماغوجية متطرفة، تحترف النفاق والدجل والتضليل، وتوظيف الدين توظيفا مصلحيا، لتجعله يخدم أجندات هم ملتزمون بتنفيذها، هذه التيارات والأحزاب كانت أداة المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني لولادة التطرف الديني والمذهبي ونموه.

 

كما دنس جنود الإحتلال والجنود الصهاينة الأديرة والكنائس، ومراقد الصالحين من أهلنا مسيحيوا العراق، كدير متى في نينوى، ودير الكلدان في بغداد، وإتخذوها مقرات، وصاروا يترددون عليها، لغرض الإيحاء للمتطرفين بأن أبناء شعبنا من المسيحيين يتعاطفون مع الإحتلال، خسأ المحتلون وتنزه العراقيون جميعا عن الخيانة ومهادنة الغزاة، هذا العمل الكافر الشرير القذر تسبب بتوسيع الفتنة، فهو إيحاء للمتطرفين لإستهداف العراقيين المسيحيين ودور عبادتهم، وقد تم فعلا إستهداف القوى المتطرفة والتي لا ترعى الله عز وجل ذمة، ولا ترعوي من مناقضة عهد رسول الله للمؤمنين من المسيحيين بعهده لنصارى نجران الذي نشرناه سابقا، وهذا عمل لزيادة مساحة الفتن الدينية والطائفية والمذهبية، وزيادة حدة البغضاء والإحتقان بين أوسع مكونات شعب العراق، مما سبب زيادة في القتل والتهجير للعراقيين، وتصاعد ليصل لحافة الحرب الأهلية.

 

القاعدة السادسة:

 

نهب وتدمير ثروات الشعوب.

كان أحد أسباب العدوان على العراق، يمثل ثأرا جاهليا، فأمريكا بلد الإحتكار، ووليدة الجشعين والأشرار الذين دخلوها باحثين عن الثروة والمال، وهم كل عنصريو اليهود الصهاينة وأشرار دول أوربا، يعتبروا قرار العراق الجريء بتأميم شركات النفط عدوانا عليهم، وتجرءا على هيبتهم وطغيانهم، وإن إستمراره لغاية تحقيق كل أهدافه يعني أن الشعوب كلها ستتخذ العراق قدوة ونموذجا وتنحو ذات النحو، فلابد من إلغاء تأميم النفط والإلتفاف على نتائجه، وتدمير ما تحقق من جرائه، ليكون سبة ولعنة ومغامرة خطرة تجلب الويلات، لقد كان قرار تحرير الثروة الوطنية وتأميم النفط أكثر عملا ثوريا أقدمت عليه قيادة وطنية شجاعة، لم يسبقه عملا ثوريا مثل تحريرا كاملا للإنسان والأوطان والشعوب تكلل بالنجاح قبله، على مستوى دول وشعوب العالم الثالث، فكان ثورة الحق ضد الباطل، ثورة الكرامة ضد العبودية، ثورة الشعب لوضع أسس البناء والنهوض الحقيقية، فتحرير الثروات الوطنية، وإستثمارها إستثمارا وطنيا مباشرا، وإعداد كفاءات ومهارات بشرية محلية لإدارتها، وبناء مؤسسات وطنية كفوءة وعالية التقنيات لإنجاز العمل المتخصص به، بدءا من مراحل الإستكشاف وصولا الى الأنتاج والتصنيع والتصدير، وتوظيف عائدتها في بناء الإنسان والوطن معا للشعوب والأمم المالكة لتلك الثروات ومنها الأمة العربية ودول أفريقيا وآسيا، هو الطريق الصحيح في التوجه للرقي والبناء والخلاص، وسيكون سببا لنقل البلد من خانة الدول المتخلفة الى مرحلة الدول النامية والناهضة، في كل المجالات الإقتصادية، هذ الحق المشروع شرعيا وقانونيا تعتبره الإمبريالية وأمريكا معادات لها، وتهديدا لمصالحها، وتعتبره إعتداءا وتجرءا على حقوقها الحصرية، ومصالحها الإستراتيجية، وتقويضا لإحتكار شركاتها لذلك، وإن هذا القرار والفعل العراقي أدى لضياع مصدر من أكبر مصادر دخلها، ومصدرا مهما من مصادر الناتج القومي الأمريكي، وفق تفسيرهم لمشروعية إستباحتم لحقوق الشعوب ونهب ثرواتها، كما إنه سيكون عاملا بارزا في نشوء تكتلات إقتصادية دولية لاسلطة لها عليها، وهذا يعني تعدد مراكز القرار السياسي في العالم، وإستقلال القرار عن هيمنتها، مما سيكون بابا لعالم متفاعل متحرر متكامل خال من الهيمنة والإحتكار والإستعمار.

 

القاعدة السابعة:

 

تدمير الحضارة وسرقة الآثار.

بعد ساعات من دخول القوات الأمريكية بغداد الحبيبة أستبيح المتحف العراقي!! وآثار العراق التي تؤرخ وتمثل البدايات التاريخية للحضارة الإنسانية جمعاء، فالتاريخ ومؤرخون العالم كله يعرفون أين بدأت الحضارة، ومن هم رواد المدنية في حياة البشرية، وينظرون بإجلال وإحترام وإعتزاز للآثار العراقية آثار بلاد الرافدين، سومر وبابل وأور ونينوى وأكد والوركاء وبيدراية والنجمي وسومو وسومر والأخيضر وعكركوف ودهوك وأربيل، ومواقع كثيرة غيرها لا مجال لتعدادها كلها، فهي عنوان للمؤرخين والكتاب والروائيين في مختلف العلوم والفنون والآداب، فما من متعلم لا يسأل إن لم يكن يعلم أين رسم أول حرف؟ ومن علم البشر الكتابة؟ فيأتي الجواب إنسان بلاد الرافدين، وما من قانوني وسياسي وناشط بحقوق الإنسان وباحث وعالم في علم الإجتماع لايعلم أين وضع أول تشريع بشري وإنساني؟ فيكون الجواب إنها مسلة حمورابي، وما من مؤمن لا يسأل أين قبر أبونا أدم؟ فيكون الجواب في نجف العراق، وأين ولد أبو الآنبياء إبراهيم وأين بعث؟ والجواب في أور عاصمة العالم في عهد النمرود، ومتى بدأت صناعة السفن وأول سفينة مخرت عباب البحر وأين رست سفينة ؟ والجواب على الجودي في العراق وهي سفينة نوح التي صنعت بعناية الله تعالى، وأول ملحمة كتبت في تاريخ الأدب؟ فيأتي الجواب إنها ملحمة كلكامش في العراق، وأول قوم عرفوا الزراعة ودجنوا الحيوان؟ والجواب العراقيون، وأول من إكتشف النار؟ وأين صنعت أول آنية للطعام ؟ وأي آله موسيقى هي الأقدم في تاريخ البشرية ومن صنعها، فيأتي الجواب بلا تردد آلة العود صنعها العراقييون، وكل ما بدأت به الحياة البشرية من مدنية، وأراد الرب سبحانه تعليمه للبشرية من خير بدأ من العراق، وهذا يغضب أعداء الحضارة والتاريخ والذين نشأوا هم وبلدانهم على الجريمة والشر، وتاريخ نشوء أمريكا معروف عند كل العالم، وقتل شعبها الأصلي من قبل الغزاة الطامعين بالثروة والمال معلوم عند الجميع، لذلك تعمل على تدمير العراق، لتدمير تاريخ الحضارة ورائد وحاضرية التمدن البشري، أيعلم العالم وخصوصا المنظمات الدولية المختصة والمفكرون والمختصون في علم الآثار ودراسة تاريخ التطور البشري أن كل تلك المواقع التي يقدسها المهتمون بالتاريخ والآثار والديانات أن أمريكا إتخذت تلك المواقع العظيمة معسكرات لجيوشها الغازية ومرتزقتها للحفاظ عليها وحمايتها، بل لسرقتها ونبش آثارها وكنوزها دون علم وبلا خبرة، وتهريبها عبر مافيا متخصصة بتجارة السوق السوداء والتجارة القذرة، وكان جنرلات الجيش الأمريكي وأركان إدارات العدوان أبطال وزعماء تلك الجريمة؟ وشركاء في تسويقها المنافي للقوانين الدولية.

 

ولم يكن هدف تهريب الآثار وسرقتها وتدمير المواقع الآثرية والعبث الكبير بها كسب المال، لكون أثمانها في أسواق التجارة السوداء بملايين الدولارات، ولجهل هؤلاء بقيمتها الحقيقية مدنيا وتاريخيا يتصورون أن ما يحصلون عليها كبيرا، فثمن تلك اللقي والنصب والتماثيل أعلى وأكبر من أي ثمن وقيمة مادية، لأنها تمثل هوية الإنسان وتكتب حضارة البشرية وتطورها، لكن الهدف الأكبر هو عمل عدواني إرهابي قذر يستهدف محو هوية الإنسان العراقي، الذي يشعر بالفخر والإعتزاز بأنه قاد البشرية للخير والمدنيبة، مما ينعكس بعمق إيجابي على تكوينة النفسي والإجتماعي والأخلاقي والعلمي، ويدفعه بعزم كبير على إستعادة رياديته ودوره في مسيرة البشرية نحو الخير والسمو، هذا هو المستهدف الأول من ذلك الفعل الوحشي القذر، فالعدوان لا يستهدف البناء المادي والمال بل يستهدف البناء النفسي والأخلاقي للمجتمع العربي والعراقي، والعمل على تدمير النفوس والقيم والمقدسات. ولا يسعنى إلا أن أتمثل بقول الشاعر العربي:

 

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت           فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

فأخلاق وقيم الفرد والمجتمع تتقدم على العلوم والصناعة والمال، وكل تلك تكون عديمة النفع أو قد تكون ضارة ومسخرة للظلم والشر إن كانت بلا أخلاق ومثل وقيم سامية.

 

 

القاعدة الثامنة:

 

نشر الفساد وتنصيب الفاسدين واللصوص حكاما.

الفساد آفة خطيرة على مستقبل أي كيان إجتماعي أو مؤسسي ينمو فيها، في كل مجالات الحياة القانونية والإقتصادية والإدارية والخدمية والتنموية والصناعية، وهو ذا أثر سلبي على كل شيء، حتى على الإستثمار الخارجي في البلد، لهذا فكل دول وحكومات ومؤسسات العالم في كل المجالات تضع في أولويات مهامها مراقبة الفساد، خاصة الفساد المالي والإداري، لأن في ذلك ضمان نجاحها وتقدمها وتطورها في عملها، وتعتبر مكافحة الفساد عملية معقدة وشائكة، ونظرا لتفشي الفساد في كثير من دول وأنظمة وحكومات العالم، وبالأخص في العالم الثالث، فقد شكلت هيئات وأكاديميات وصدرت قوانين وشكلت محاكم ومراكز مركزية للرقابة لمكافحة الفساد، وعقدت مؤتمرات دولية ومحلية لتدارس أفضل صيغ التصدي لهذه الآفة الخطيرة، وتبادلت الوزارات والمؤسسات الوطنية الخبرات فيما بينها في هذا المجال، وكذلك بين الدول لنقل التجارب الناجحة والأستفادة من خبرات الغير في المجال نفسه، وصدرت إتفاقية دولية لمكافحة الفساد، وتبقى عملية الحفاظ على المال العام وكشف الفساد ومحاربته هي الأصعب في العمل الإداري، وخصوصا للمسؤولين الحكومين وزراء ومديرين وأجهزة إختصاصية، وأحد أهم تشكيلات أي وزارة ومؤسسة أو شركة أو دائرة عند تشكيلها أو مباشرة عملها هي هيئة الرقابة، وهيئة الرقابة ليست مالية فقط، بل هي رقابة لكل أنواع الفساد المالي والوظيفي والإداري فيها، هذا في دول العالم وحكوماتها التي تم تشكيلها على أساس المسؤولية الوطنية وشرف المواطنة والأمانة الوظيفية، فما بالكم في نظام حكم أنشأ وقام على الفساد أساسا؟ وشجع كل الذين تولوا مناصب فيه على ذلك، هذا ما تم في العراق الجديد، فالفساد ليس حالة شاذة في حكومات العراق، بل كل مفاصل البناء الحكومي والسياسي لعراق ما بعد الإحتلال، حيث قامت كل العملية السياسية وما نتج عنها عليه، بإرادة وتعمد وقصد أمريكي، لدراية الأمريكان ومعرفتهم بنتائجه الكارثية على مستقبل العراق، ولأن أحد أبرز أهداف إحتلال العراق هو تدميره الشامل، فلا وسيلة أكثر فاعلية من نشر الفساد وتولية الفاسدين، وتشجيعهم على تعميق ذلك وترسيخه في مجال الدولة والمجتمع، ليكون منهجا دائميا، يهدد العراق شعبا ومؤسسات، ويدمر بنائه وإقتصاده، وينهي قيمه وأخلاقه التي قام عليها ونشأ، وهو سلاح التحالف الشرير الإمبريالي- الصهيوني ضد الشعب العراقي، ليقوض كل قيم المجتمع إجتماعيا ودينيا وإقتصاديا وحضاريا، فتصوروا كم وكيف سيكون حجم الفساد في العراق من خلال تنصيب أمريكا لأعتى الفاسدين والصوص كحكام للعراق؟؟؟ وكم قذارة الفكر الأمريكي عند تفكيرهم في إستخدام هذه الوسيلة الأكثر قذارة؟ وكم حجم العدوانية والشر والحقد على شعب العراق؟

 

القاعدة التاسعة:

 

نشر وتغذية وتمويل الإرهاب وتوسيعه.

لقد كانت إستراتيجية العدوان الأمريكي الإمبريالي الصهيوني على العراق مبنية على الصدمة والرعب، كما أعلنوا هم، خصوصا أمريكا زعيمة الإمبريالية وقائدة التحالف، وقد بينا في مقالنا بعض من الوحشية والسادية والحقد في نفوس إدارات دول العدوان، وجنرالتهم وطبيعة مجنديهم ومرتزقتهم على العراقيين، وهو يؤشر بشكل واضح مدى الإستهتار بالقوانين والأعراف والمعاهدات الدولية، والإستخفاف التام بحياة وحقوق الإنسان، وهذا يدل ويؤشر كذب وزور الإعلام الغربي وخادمه الإعلام المحلي (العربي) المجند كمرتزق معه، في إن أمريكا وحلفها الشرير يحاربوا الإرهاب، وإن عدوانهم على الشعوب هو حربا عليه، أن أمريكا وحلفها الشرير هم الإرهاب بأبشع صوره وممارساته، ومع كل هذا فقد إعتمدت أمريكا وحلفائها على مجاميع كبيرة من المرتزقة محترفي الجريمة وقتل الناس مقابل أجر لقتل العراقيين، وما شركات الحماية الأمنية والحمايات الخاصة التي تجاوز عدد منتسبيها في أحيان عديدة النصف مليون مرتزق، إلا دليلا على تمويل وتغذية أمريكا للإرهاب، حيث كانت تدفع لهم رواتب مغرية تجاوز أجر المجند الواحد اثناعشر ألف دولار أمريكي شهريا، أدى الى سقوط أناس كثيرون في مستقنع إحتراف الجريمة مقابل المال، وهذا أيضا أدى لأن ينتقل هذا السقوط الى مواطنين عراقيين ولو بحجم محدود ولكنه موجود، وممكن أن يؤسس لنمو مافيا مجرمة تحترف القتل والجريمة في العراق أو غيره، نتيجة البطالة وإنعدام فرص الرزق، جراء تدمير الدولة، وتوقف كافة مشاريع التنمية والتي تفتح مجالات لتشغيل المواطنين، وتفجير المعامل والمصانع دون تميز بين المصانع ذات الإنتاج المدني أو العسكري، وحل وزارات ومؤسسات مهمة وكبيرة وإلغاء نشاطاتها، وهذا هو الهدف الرئيسي لأمريكا في حل الجيش والأجهزة الأمنية، وتدمير مؤسسات وشركات قطاعي الصناعة والتصنيع العسكري، وترك الزراعة وتدمير المشاريع الزراعة والحيوانية القائمة وإهمالها، وترك العراقيين الذين يعملون في تلك المؤسسات دون رواتب، يواجهون الموت جوعا ويعانون الفاقة والعوز والحرمان، من عدم القدرة على توفر أبسط مستلزمات الحياة البدائية لعوائلهم، والحصول على لقمة العيش، أضف الى ذلك إدخال أعداد غير قليلة من المليشيات التي تلقت تدريبا خاصا للقتل والجريمة في إيران ودول الغرب ودول عربية معروفة، سُلحت ومُولت بشكل كامل، وهيأت أمريكا لتلك المليشيات كل المستلزمات اللوجستية كسيارة التنقل (سيارات دوائر الدولة والقوات المسلحة التي تقصدت أمريكا في تركها وعدم تجميعها)، والأسلحة والأعتدة (كما إن ترك أسلحة الجيش والشرطة وجيش القدس والجيش الشعبي ومخازن السلاح والعتاد الغير ممكن إحصائها كان مصدر تسليح لكل تلك المليشيات المسعورة)، فاستخدمت تلك الأسلحة لقتل العراقيين دون تمييز)، وأتاحت لهم حرية الحركة وعدم المحاسبة أمام القانون بحجة عدم وجود أجهزة أمنية ولا مؤسسات قضائية، بعد حل أمريكا لكل دوائر الدولة العراقية.

 

وكما أشرنا في الجريمة الخامسة فقد أدخلت أمريكا للعراق مليشيات وأحزاب طائفية متطرفة، وبالتنسيق مع مخابراتها ووتحت إشرافها وتكفلت قواتهم بحمايتها، وأتاحت لتلك المليشيات الظروف المثالية للتسلح الممتاز، والحصول على أحدث معدات التنقل والحركة، حتى أن بعض تلك الأحزاب والمليشيات أعادة تصدير الفائض عن حاجتها من الأسلحة والمعدات إلى إيران، تحت مرأى وبعلم وتسهيل من قوات التحالف، حيث أن تلك الأحزاب والتيارات قد تجندت مع أمريكا، بإشراف ورعاية المخابرات المركزية قبل العدوان وبعده، وتعهدت بالعمل في خدمة قوات الغزو أثناء وبعد إحتلال العراق، وأمريكا هي التي أدخلتها للعراق، بعد أن تحالفت قياداتهم معها وأدوا قسم الولاء لها، وتعهدوا بعدم معارضة وجود الكيان الصهيوني والتعامل معه كدولة من دول المنطقة، فضمتهم أمريكا للجمع الشائن والخائن الهجين الذي سمته المعارضة العراقية، وأمريكا هي من سلحتهم ومولتهم ولا زالت، وأطلقت أياديهم القذرة لقتل العراقيين، بتوجيهها ودرايتها وحمايتها، لتنفيذ أجندة حليفيها الكيان الصهيوني والنظام الإيراني. أليس هذا دعما وتمويلا وتنمية للأرهاب وتوسيعا لنشاطه؟؟؟

 

القاعدة العاشرة:

 

قتل وتهجير المفكرين والكفاءات الوطنية.

لقد كان واحدا من الأمور الأساسية التي إهتمت بها القيادة العراقية بعد ثورة 17-30 تموز 1968 بناء الإنسان، لأن ذلك هو الأساس في إحداث التغير النوعي، وصمام الأمان في نجاح وتحقيق أهداف الثورة لتلبية تطلعات الشعب وتنفيذ طموحاته، فتوسعت في التعليم بشكل عام ولكل مراحله بدءا من التعليم الأساسي في رياض الأطفال والمدارس الإبتدائية ومحو الأمية والقضاء على الجهل المروع في أوساط الشعب وصولا للتعليم الثانوي وصعودا الى التعليم العالي والأكاديمي والتقني والمهني، ولابد من تهيئة الكوادر العلمية عالية التعليم من حملة الشهادات لعليا الماجستير والدكتوراه ليكونوا قادة تلك المهمة الوطنية الأسمى والأعلى شأنا في واجبات الدولة، والتي تمثل أعلى وأرقى أنواع الإستثمار الوطني لأي نظام وطني حقيقي، وكانت الدوائر الصهيونية والأمريكية تراقب ذلك بكل دقة، وتحصي أعداد الكفاءات العراقية، وتناميها السريع في الكم والكيف، حتى أُعتبر ذلك واحد من مهددات الأمن القومي الأمريكي والصهيوني والغربي عموما، لذا كان واحدا من أهداف العدوان التخلص من تلك الكفاءات، بكل الوسائل؟، وكان الطريق الأسرع والأنجع حسب رؤيتهم ومنهجهم لتحقيق ذلك هو تصفية كل العلماء والأكادميين والخبراء والمهندسين والأطباء والمهنيين جسديا، ولكون تلك الأعداد وصلت الى أعداد لا يمكن قتلها جميعا لكثرتها، فقد تجند الموساد الصهيوني وشركات المرتزقة والمليشيات التابعة لنظام الشر في إيران للقيام بذلك، وقتل أكبر عدد مع التركيز على الأكثر تأثيرا علميا وخبرة وكفاءة ووطنية، وكانت زيادة القتل وإستمراره وذلك  النوع من الإجرام الإرهابي، كالخطف والقتل أثناء التنقل بين السكن وأماكن العمل أو عند الخروج من الدار أيضا مدروسا، وذلك لخلق مناخ يدفع الغالبية العظمى منهم للهجرة واللجوء لدول الجوار، أو للدول التي تلقوا تعليمهم العالي فيها، ومعظمهم خريجوا الجامعات الأمريكية والغربية، ومن هناك يتم إحتوائهم ونقلهم عبر ما يسمى إعادة التوطين والحل الإنساني لمعاناتهم، لغرض سرقتهم لصالح تلك البلدان، وهذا عمل لصوصي مركب، فقد صرف العراق على هؤلاء المواطنين ليكونوا قادة التغير والبناء فيه، فصرف أموالا طائلة لتأهيلهم وتكوينهم علميا، وهم بعد أن تهيأت لهم تلك الفرص وإحتلوا مواقعهم في مجالات الحياة العراقية كافة، وصارو خبراء في العلوم والإدارة والصناعة والنفط وفي كل المجالات، أجبروا على ترك عملهم تحت التهديد بالقتل، وعايشوا تصفية كثير منهم فأضطروا للهجرة، وكان ذلك (أي اللجوء والتوطين البديل) قد قامت به ممثليات الأمم المتحدة، وهذا يؤشر الدور .. اللامقبول واللا معقول والمخالف لقوانين ومواثيق الأمم المتحدة، فخسر العراق مرة أخرى خبرتهم وكفائتهم وتجربتهم، فهل هناك جريمة سرقة وعمل لصوصي وسطو مسلح أبشع وأقذر من ذلك؟ كما أن العراق خسر شيء ثالث وهو توارث الخبرات بين الأجيال، فالخريجون الجدد لن يجدوا من ينقل لهم الخبرة التي إكتسبها من الجيل الأسبق، وهذا يعني العودة الى مرحلة التجريبية والتعلم من خلال الخطأ، وهذا يعني توقف أو تأخر النمو لثلاثين سنة كحد أدنى، بسبب إنقطاع التواصل بين أجيال البناء في العراق، وقتل توارث أو تواصل الخبرات بين الحريجون الجدد والكادر السابق.

 

القاعدة الحادية عشر:

تفتيت الدول الكبيرة والعمل على تجزئتها لربطها بالمشروع الإمبريالي والسيطرة عليها:

وهذا منهج وقاعدة إستعمارية قديمة، ولكن أمريكا ودهاقنة السياسة الإستعمارية الفاشية الجديدة طورته من التجزئة الى التفتيت، بحيث تطور بنود معاهدة سايكس بيكو وتوسع لتجزئة المجزء وتقسيم المقسم، والعمل على نشوء نزاعات وصراعات جديدة في المجتمعات، وكما قلنا إعتماد ونشر وتغذية أنواع جديدة من النزاعات المحلية، تقوم على أسس عرقية ودينية ومذهبية، ولا يوجد مجتمع وشعب خال من تلك الإختلافات في الكون،وموحد على عرق واحد أودين واحد أو مذهب إجتهادي واحد، سواء كانت ديانة ذلك المجتمع والشعب إسلامية أو مسيحية أو وضعية، لأنها سنة الحياة ومشيئة الله تعالى، وكما أسلفت فإن هذه القاعدة ليست جديدة، فقد إعتمدتها بريطانيا وفرنسا، دولتا الإستعمار القديم، في تقسيم دول أفريقيا وآسيا بعد الحرب العالمية الأولى، وجرى على أساسها تجزئة الوطن العربي، وشبه القارة الهندية، وغيرهما، في هذه الحرب وسعت مجالات الفتن وتركبت، فلمن يعد الدين كافي للتجزئة كما حدث في تقسيم شبه القارة الهندية الى الهند والباكستان، وإنما صار أحد أهم عوامل التقسيم والتجزئة المذهب الفقهي، فبرز مصطلح المسلمين السنة والمسلمين الشيعة، وصار ذلك الإحتلاف في الفقه لتوضيح وبيان الأحكام والمواريث دينا، وعمم ونمي التباين والتعدد العرقي في الشعب الواحد، لهذا ظهر مسطلح الأقليات العرقية أو القومية، ونمي التعصب العرقي وغذي من قبل منظمات متخصصة أمريكية وغربية، وبرز وغذي التعصب المذهبي بين المؤمنين في الدين الواحد، وحتى بين الطائفة الواحدة، فالشيعة ثلاث مذاهب هي الأثني عشرية والزيدية والإسماعيلية، والسنة أربعة مذاهب هي الشافعية والحنفية والمالكية والحمبلية، ودعمت أحزاب سياسية تتخذ المذهبية برنامجا لعملها كحزب الدعوة والمجلس الأعلى والتي تتبع نظرية ولاية الفقيه المتشددة والمتطرفة، وغيرها لا تتبع ولاية الفقيه، وأحزاب الإخوان المسلمين وتيارات السلفية وأحزاب وحركات تتبني العنف برنامجا لها والتي تتبع الوهابية السياسية المتطرفة، وغذيت الصوفية لتكون منهجا سياسيا آخر، كي تزداد عوامل التفتيت، وتتوسع الفتنة وتنمو بين المسلمين، وتكون هي أداة أمريكا والصهيونية لتفتيت المسلمين وتقويض اإيلام وتدوله، وكذلك وعلى نفس الإسلوب بين مذاهب الإحتهاد الديني عند مسيحي الشرق وخاصة في الوطن العربي. وقد مورست كل ذلك في العراق ليكون العراق حقل تجارب لمخططهم الشرير.

 

القاعدة الثانية عشر:

 

تدمير بنية الدولة ومقوماتها.

المتابع السياسي لما جرى في العراق، من إستهداف وحل لأهم ركائز الدولة، ومقومات وجودها ، كالجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الآمن العام والمخابرات والإستخبارات، ووزارات الخارجية والإعلام والتصنيع وغيرها من دوائر مهمة وأساسية، يلاحظ بدقة الهدف من ذلك، وهو تقوض بنية الدولة ومقومات إستمرارها، والعمل على إعادة تركيبها ولا أقول تشكيلها، لأن النظام الذي فرضوه بعد الإحتلال هو تركيب لقوالب جاهزة ومدروسة بعدوانية على العراق، بما يؤمن تدمير إرثه الوظيفي وقيم الإدارة التي تكونت نتيجة لعمر التجربة المتوارثة في الدولة العراقية، كما يؤمن لأمريكا والكيان الصهيوني زرع وكلاء ومخبرين في بنية الدولة العراقية وكادرها الأساسي. وعلى نفس المنهج والمنوال جرت محاولات تفكيك الجيوش الوطنية في الأقطار العربية، خلال هذه الفترة، وما يشهده الوطن الكبير من أزمة بين الأنظمة والشعب، فكان الأعلام يستخدم مصطلحات مقصودة بتسمية القوات الوطنية الليبية بكتائب القذافي نسبة للشهيد معمر القذافي، وتسمية الجيش اليمني بالحرس العائلي أو جيش الأسرة الحاكمة، وتسمى الفرق والقطعات المنشقة بالقوات الحامية والمساندة لما يسموه ثورات، وما يجري الآن في القطر العربي السوري، من دعم وتسليح وتمويل للمنشقين من الجيش العربي السوري، الذي سموه الجيش الحر، ليس هدفه دعم المطالب الشعبية المشروعة، التي أقرتها القيادة السورية، وباشرت بإصدار جملة من التشريعات والقرارات والقوانين والخطوات، أعلاها إصدار دستور جديد والاستفتاء الشعبي العام عليه، والدعوة الجادة للحوار مع كل الأطراف المعارضة، بل عموم منظمات ومكونات المحتمع، بل إن الهدف إضعاف الجيش السوري، وتقويض قدراته العسكرية، التي باتت مؤثرة في موازنة التفوق الصهيوني. وهذا منهج إمبريالي ومخطط مدروس، وليس تكتيكا مرحليا، وأنه سيعتمد في الحرب الأمريكية الصهيونية الحالية على العالم كله، حيث سيكون الكيان الصهيوني هو القوة الوحيدة في المنطقة العربية بل وفي العالم الإسلامي، وبالإمكان أن يقوم هو بدور القوى الإمبريالية بالعدوان مدعوما من قبل أمريكا وحلفها لإحتلال المنطقة والهيمنة على ثرواتها.

 

القاعدة الثالثة عشر:

 

تدمير المشروع الوطني والقومي الإنساني.

 إن قرار حل حزب البعث وإجتثاثة، بقدر ما يمثل أستهانة بحقوق الإنسان وخياراته الفكرية، فهو أمر مخزي للأمريكا، التي تدعي الديمقراطية وإحترام الرأي الأخر، ويوضح الإستبداد والعنجهية وإزدراء عقول الناس ومسخ إنسانيتهم، فإنتماء البعثيين لحزب البعث لم يكن بسبب وجود الحزب في السلطة، والحزب تأسس رسميا عام 1947 ، أي قبل إستلامه للسلطة في العراق وسوريا بخمسة عشر عاما (ثورتي 8 شباط في العراق و8 آذار في سوريا عام 1963)، وقبل ثورة 17-30 تموز القومية الإشتراكية بواحد وعشرين عاما، فهو ليس حزب سلطة، ولاحزب طالب حكم، إنما هو حزب ثوري قومي يستند الى قيم الأمة العظيمة في نظريته وينهل من مصادرها الأساسية الكتب المقدسة وسنن الأنبياء عليهم السلام، القائمة على الحق والعدل والإيمان والتسامح والتعاون والمحبة والمساوات بين البشر، ضمن الأمة ذاتها وبين شعوب العالم كافة.

 

ولكون حزب البعث العربي الإشتراكي يمثل جوهر الأمة وطليعتها، ويعتمد قيمها ومبادئها، التي رسختها الرسالات السماوية المقدسة في أعماق نفوس أبناء الأمة، فقد أصدرت الإدارة الأمريكية الفاشية المنفلتة قرار حل الجزب، وهي يدري بقناعة تامة أن القرار لا يستحق النظر والاهتمام به، ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، وأنه مجرد فرية وكذبة على النفس، ولكنها تأمل في أن يكون أحد أنواع ووسائل الإرهاب الفكري والردع عن التصدي الفكري والثقافي للمشروع الأمريكي الصهيوني.

 

 كما أنها بذلك القرار القذر في تقويم البشر وأفكارهم، ستنال من القوى الوطنية والقومية جمعاء، بوسائل الإرهاب والقهر المعتمدة والمعروفة في المنهج الإستعماري العدواني، كما أنها تعرف مخاطر أهداف حزب البعث لتي تعبر عن إرادة الأمة جمعاء، وتمثل الحل الحقيقي والناجع لتغير الواقع العربي ومعالجته، فالوحدة العربية والتكامل الإقتصادي والإجتماعي بين كل أجزاء ودول الوطن العربي أهم وأعلى وأبرز عوامل النهوض والبناء والخلاص لأبناء الأمة مما يعانون، ومشروعه التحرري والديمقراطي يمثل أرقى مشاريع تحرير الإنسان والفرد في الوطن العربي والعالم، لأنه مبني على أساس التعامل مع المواطن على أسس مواطنته وجهدهة وإبداعه لخدمة المجتمع وبناء الوطن، ومشروغه الإحتماعي قائن على المساواة بين المواطنين، والعمل على تهيئة فرص متساوية لغرض الحصول على حقوق الإنسان كاملة، عبر برامج الدولة وخططها، وأن تكون الدولة مسؤولة أمام الشعب والدستور عن ضرورة تلبية الحقوق الأساسية للإنسان الفرد، كالطعام والسكن والتعليم والعمل، وهذا كله يناقض المشروع الأمريكي الصهيوني الشرير، القائم على تكريس التجزئة للوطن العربي، وإغتصاب وإستباحة أرض  ومقدسات العرب، ونهب ثرواتهم.

 

لهذا فحزب البعث حزب إرهابي عنصري، جائز تصفيته فكريا وجسديا وفق التشريع الصهيوني، إن كل ما يشك في أنه يمثل تهديدا للصهيونية فهو هدف معادي، لابد من محاربته، وإجتثاث فكره وقتل أعضائه وأنصاره ومؤيديه.

 

القاعدة الرابعة عشر:

 

قتل المدنيين بالقصد وإعتبار كل أبناء الشعب هدف معادي.

لقد مارست القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها جرائم قتل جماعية ضد العراقيين، لاحصر لها، ولا أضن أنها باتت خفية على العالم رغم الإرهاب والبطش الأمريكي والتهديد لوسائل الإعلام في نقل ونشر معلومات عن ذلك، والأمثلة أكبر من أن تعد وتحصى، ولكن يظل ملجأ العامرية، وما حصل فيه من جريمة بشعة بقتل الأطفال والشيوخ والعوائل، وحرقهم بقنابل وصواريخ صنعت خصيصا لتنفيذ تلك الجريمة، شاهدا صارخا على بشاعة ووحشية وحقد الغزاة على شعب العراق، بغض النظر عن إنتمائهم الديني والقومي والمذهبي والفكري، ويوضح بشكل تام أن منهج الغزاة هو أن كل عراقي هدف مطلوب قتله، ولو لم يرتكب أي جناية، ولم يقاوم، فهو عراقي وهذا يجعلني أؤكد صحة ما قلته سابقا، إن الفكر التلموذي الصهيوني الذي يعرف من خلال الكتب المقدسة القرآن الكريم والتوراة أن بني إسرائيل موعودين من الله تعالى بالعراقيين، وهم يعملوا (أي الصهاينة) على تدمير العراق وقتل العراقيين، ليبدلوا وعد الله سبحانه، ولكن لا مبدل لوعد الله.

 

القاعدة الخامسة عشر:

 

إنتهاك حقوق الإنسان بل إستابحتها.

لقد كان إستهداف الإنسان وحياته ورزقة أحد مفردات الإستراتيجية الإمبريالية بزعامة أمريكا، ووسيلة من وسائلها الإرهابية، لإخضاض الشعوب عبر ترويعها، وكسر شوكة المقاومة المشروعة شرعا وعرفا وقانونا، ولا أتصور أني أحتاج للإسترسال في الكتابة عن حجم الإنتهاكات لحقوق الإنسان في العراق من قبل الغزاة، فالأدلة كثيرة وأكبر من أن تحصى وتعد، وما سمي بفضيحة سجن أبو غريب ومعسكرات الأسرى الأخرى بوكا وكوبر وغيرها، والسجون السرية التي تعرض فيها أسرى الحرب مدنيين وعسكري لشتى أنواع الإذلال والإمتهان والممارسات اللاأخلاقية، وسياسة التجويع وهدر الكرامة البشرية والآدمية للأسير، ما لا يمكن وصفه وتصويره، وهذا كله يعبر عن أمرين، إذلال الإنسان وكسر شموخه وتجريده من كرامته وكسر شوكت الرفض في نفسه، والثاني توجيه رسائل من خلال ذلك لكل الشعوب وبالأخص طلائعها المقاومة عن المصير الذي ينتظر من يناهض المشروع الأمريكي الصهيوني ويقاومه، وفضيحة أبو غريب ليست أكبر تلك الممارسات بل واحدة منها، وأمثلة أخرى كثيرة مجزرة حديثة وقرية الدويجات والزرقة وإغتصاب الطفلة عبير الجنابي وحرق دار إسرتها وهم فيه، والسجون السرية الأمريكية والبريطانية وما كان يجري فيها، وغيرها الكثير الكثير، وأنا شخصيا لا أتوقع أن ما تسرب عن بعض ماحدث في معتقل أبو غريب هو خرق إعلامي، بل هو رسالة تهديد للعالم كله ولقواه المناهضة للمشروع الإمبريالي، سرب بذكاء قذر ، ومكر خبيث، من قبل المخابرات المركزية الأمريكية.

 

القاعدة السادسة عشر:

 

تكتيم الأفواه وأستهداف الصحفيين والاعلاميين.

إستهداف الصحفيين وحياتهم كان واحدا من أبرز أدوات الإدارة الأمريكية وقواتها في  تضليل الرأي العام العالمي، وحجب المعلوات الحقيقية عن الناس لما يجري في العراق، من جرائم قتل وإنتهاك، فأستهدفت قوات الغزو والإحتلال وقوات المرتزقة التي أدخلوها للعراق الصحفيين والمراسلين، خاصة المحايدين منهم، والذين كشفوا للعالم بعض الحقيقة عما يجري في العراق من جرائم، من قبل أمريكا وقوتها وحلفائها وعملائها، بإسم الديمقراطية والتحريرّ!!!، وهو ليس كما تبرره أمريكا وإعلامها نتيجة أخطاء فردية، وعدم دقة في تشخيص الهدف، بل هو منهج رئيسي في الإستراتيجية الأمريكية العسكرية المطورة، وأحد الوسائل القذرة التي تعتمدها أمريكا والإمبريالية عموما في إستباحة القوانين الدولية، حتى أحتل العراق المرحلة الأولى في العالم على حياة الصحفيين والإعلاميين. وما جاء من تسريب معلومات عن الوضع في العراق لايتعدى قطرة في بحر، ومعظم المعلومات التي تسربت لإعلام لم تكن لتحسن الوضع فيه، وتراجع الإرهاب والتعتيم الأمريكي على الإعلام العالمي، بل كان عبارة عن رسائل أمريكية لتهديد الشعوب، أو نتيجة مغريات مادية كبيرة لجنود أمريكيين من قبل مؤسسات إعلامية عالمية.

 

القاعدة السابعة عشر:

 

التأسيس لنشوء مافيا شريرة في كل العالم.

أحد الأمور التي تثير إنتباه المحللين والمفكرين استراتيجين الواعين، إن أمريكا تعمدت أشياء كبيرة وخطيرة كالمال (البنوك) ومخازن الأسلحة الكبيرة المعروفة في العراق، والتي تعرف أمريكا ومخابراتها كم بها من أسلحة وأعتدة، كافية لتسليح جيوش كاملة، ولم تولي هذا الجانب أي إهتمام واضح، ولم تذكر كمياته ونوعيته، رغم أنه كما أعرف كعراقي مطلع أن كل تلك الأسلحة تقليدية وتحمل العراق مبالغ طائلة لتأمينها، لكونه كان يخوض حربا شرسة وغير معروفة النهاية مع النظام الإيراني، طيلة عقد الثمانينات من القرن العشرين، وقد قامت القيادة العراقية بتوزيع قسم كبير من تلك الأسلحة على الشعب، من خلال جيشين كبيرين، هما جيش الشعب الذي كان حصيلة تدريب الشعب عام 1997، وجيش القدس الذي شكل من المتطوعين العراقيين والعرب المقيمين فيه، للدفاع عن أرض ومقدسات العرب في فلسطين، وظلت مخازن الرميلة في البصرة، والخميسية في ذي قار والنعمانية في واسط وخان بني سعد في ديالى ومخازن كركوك في محافظة التأميم وتكريت في صلاح الدين والخالدية والحبانية في مجافظة الأنبار، وغيرها المنتشرة على عموم محافظات العراق، لتأمين إحتياجات القطعات وإختصار زمن وصول أسلحة وأعتدة تعويضية لها بدلا عما صرف، وكذلك التخلص من الحاجة لعجلات نقل تلك الإحتياجات والحد من الإزدحامات المرورية والإختناقات، التي قد تكون سببا في تأخير وصول ذلك بالوقت والكميات المطلوبة، كل تلك الكميات الكبيرة من الأسلحة والأعتدة تركتها أمريكا وحلفائها دون حماية ولا رقابة، وهي تعلم وكل محلل وخبير عسكري أيضا يقدر أن ذلك سيكون مصدرا مهما لحصول المقاومين على حاجتهم لمقاتلة المحتل، فهل أمريكا وخبرائها ومخابراتها واجهزة المخابرات الحليفة لها والموساد الصهيوني لم ينتبهوا لهذا الخطأ القاتل؟ سطحي وجاهل من يقول نعم، إن ذلك كان خطأ وغباءا أمريكيا، فأنا أقول أن ذلك كان فعلا مقصودا، لأنه سيؤدي لنتيجتين أساسيتان هما قاعدتان في الإستراتيجية العدوانية الجديدة، الأول: تأمين تسليح وتجهيز المليشيات الطائفية والعرقية التي تحالفت أمريكا معها وأوكلت لها تصفية قيادات العراق الشعبية، البعثيين عموما (بغض النظر عن كونهم كوادر متقدمة أو أعضاء قيادات وسطى وأعضاء قواعد)، ووجهاء القوم ورؤوساء القبائل والعشائر وحتى رجال الدين الذين سيواجهون الإحتلال ويقاوموه، وتصفية قيادات جيش العراق وصقوره، وقتل وتهجير الكفاءات العراقية كما ورد سابقا، ويكون ذلك مصدرا لنمو وتصعيد الفتنة الطائفية التي إعتمدتها أمريكا في عدوانها على العراق، وهذا سيكون تنفيذ مخططهم دون تحميل أمريكا كلفة ذلك العمل الإرهابي القذر والتي لو حسبت ستكون بالمليارات، والثاني سينشأ جراء وجود كميات كبيرة لا يمكن أن يحفظها أو يخزنها أفراد أو جماعات، فستدفع كميات تلك الأسلحة والأعتدة والأليات وأثمانها الكبيرة المغامرين واللصوص الى العمل لتهريبها وبيعها خارج العراق، خاصة وأن هناك طلبا عليها من منظمات وجماعات متطرفة، وهذا في حسابات أمريكا سيكون أساس لولادة ونمو مافيات عديدة، ستكون أدواتها لاحقا لتدمير المنطقة عموما، وهذا الذي طالما كتبته بأن أمريكا تنمي وتغذي وتوسع وتدعم وتسلح الإرهاب، وقد عزز ما جرى في ليبيا المحتلة قناعتي وصحة رؤيتي.

 

ولم تكن تنمية وتشجيع نمو مهربي السلاح لغاية أيصاله الى مستوى المافيا، هو وحده، بل شجعت أمريكا وحلفها الشرير التجارة القذرة في كل صورها في العراق والمنطقة، فبعد الإحتلال صار نقل وتهريب المخدرات من إيران وإفغانستان عبر العراق الى دول الخليج والأردن شبه علني، وكذلك سوق الدعارة، والمتاجرة بالإنسان كاملا، تجارة الجنس وتهريب الأطفال، أو بالأعضاء البشرية كقطع غيار، وقد شهدت مستشفيات الأردن ومحافل أعدت وطورت لتكون أماكن لاجراء عمليات لبيع الأجزاء البشرية وحفظها وبيعها، هذا العمل القذر كان مخطط له، وهو أحد قواعد تدمير البشرية في الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية الجديدة.

 

القاعدة الثامنة عشر:

 

إستهداف البنية القيمية للمجتمع.

لقد تأكد أن أحد الأمور المستهدفة في برنامج الغزو والإحتلال الأمريكي للعراق البنية القيمية والأخلاقية للمجتمع، فالمجتمع العراقي والعربي معروفا بقيم التوادد والتسامح والتعاون والألفة والتواصل بين الأقارب والجيران والأصدقاء، وكذلك العفة والأمانة والإنتعاد عن السرقة والسحت الحرام، كما أن العراقيين معروفون بتجنبهم المخدرات ورفض التعامل مع مروجيها، وكان العراق أنظف بلد في العالم من ناحية أمراض ضغف الناعو (الأيدز) وأمراض الجهاو التناسلي، وهذه القيم مستمدة من قيم ديننا، وتراثنا العريق، لذا عمدت أمريكا لإستهداف تلك القيم لأنها تشكل الأرضية الخصبة للوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي، وعملت أمور كثيرة لتسقيط الناس أخلاقيا وقيميا من خلال:

 

أوحت القوات الأمريكية ودوائر مخابراتها ومخابرات جميع الدول المشاركة في العدوان والموساد الصهيوني للعراقيين بجواز نهب المال العام بكل أشكاله، وبث في الأوساط الشعبية من المرتزقة والعملاء عراقيين وكويتيين لإشاعة فرية تبيح ذلك، بأن قالوا للناس أن القوات المعتدية ستفجر الدوائر، وهذا يعني تدمير كل موجودات الدوائر، فمن الأفضل أن يأخذها العراقيون وينتفعوا بها، أو يحتفظوا بها لحين جلاء الوضع ومن ثم يمكن إعادة الصالح منها للدولة، فنهبت الموجودات المالية في البنوك والوزارات والدوائر، وأثاث الدوائر وحتى أولياتها وأرشيفها ووثائقها، وكذلك المعدات والعجلات التابعة لدوائر الدولة ومنظمات المجتمع، وكل الموجودات في مخازن الوزارات والدوائرعموما، خاصة مخازن الدولة والخزين الإستراتيجي من المواد الغذائية والطبية والمواد الإحتياطية، ونهب كل موجودات الدوائر حتى المستشفيات، وأنا أقسم أن من بدأ ذلك مافيا أدخلتها قوات أمريكا معها، معظمهم ليسوا عراقيين، بل هم مرتزقة وعملاء كثير منهم كويتيون، مدربون ومعدون لذلك العمل القذر، وقد حدثني كثير من السجناء عندما كنت في معتقل بوكا لأسرى الحرب عن حوادث تثبت صحة قسمي وشرعيته، ولم تكتفي أمريكا بهذا العمل الشرير، بل أوعزت لوسائل الإعلام بنقل ذلك تشويها وتسقيطا للشعب وقيمه، فكان ذلك أرضية لتجرأ المواطن على سرقة المال العام، والتخلي عن قيم الدين والقبيلة والمجتمع، وتلطخت أيادي كثيرين إلا من خشي ربه فرحمه. وما تقصد السلطة الأمريكية العسكرية ثم الحاكم المدني المجرم بريمر في إيفاف صرف الرواتب وحل كثير من دوائر الدولة ووزاراتها إلا كي يكون دافعا لتفشي ظاهرة اللصوصية وإحتراف السرقة من قبل ضعفاء النفوس والإيمان، ونموها بحيث تتصاعد حتى تنشأ مافيا وعصابات سرقة وسطو وإختطاف مسلح.

 

والشيء الآخر الذي عملت عليه أمريكا والصهيونية هو قطع أواصر صلة الرحم والمودة بين الأقارب والجيران والأصدقاء والناس عموما، من خلال ممارسات متعددة، منها للمثال لا للحصر: الترويج عند مداهمة العوائل وإعتقال أفراد منها، بأن هناك معلومات من مخبرين محليين من سكان نفس الحي، أو نفس الشارع والزقاق عن العائلة، وهو ما سمي بمعلومات المخبر السري، وهذا كفيل بخلق الشك وعدم الثقة بين سكان المحلة والشارع والزقاق، وإنطواء الناس ومقاطعة الآخرين، وما قرار نشر العوازل الكونكريتية والجدران العازلة للشوارع والأحياء، وجعل كل محلة سجن له مدخل واحد ومخرج واحد، إلا لتنفيذ تلك الغاية القذرة، المنافية لمباديء الدين وقيم الإنسانية وطبع الإنسان، ولم يكن الهدف الحد من العمليات الإرهابية والتفجيرات كما روجت أمريكا وعملائها.

 

قامت القوات الأمريكية وحلفائها بعدم الإهتمام بقضية مكافحة المخدرات، وغض النظر عن الأشخاص والجماعات المراقبة نتيجة تشخيص ومتابعة دقيقة بتورطها وتعاملها بالمخدرات والمتجرة بها، تلك التي تزرع في إيران وأفغانسان، وتقوم جماعات نافذة في النظام الإيراني بإيصالها للحدود العراقية وتهريبها من الحدود العراقية الأيرانية الى دول الخليج العربي والأردن، تلك الجماعات والأشخاص كانوا تحت المراقبة والمتابعة دوما من قبل الأجهزة الأمنية، وكل العالم يعرف بأن عقوبة من يتعامل بالمخدرات بأي شكل هي الإعدام وفق القانون العراقي، سواءا كان ذلك نقلا أو متاجرة أوتعاطي أو معاونة للمهربين أو ترويج لها وإسناد المتعاملين بها عراقيين أو أجانب، لذا كان العراق خاليا من هذه الآفة الإجتماعية، ولم يكن أحد يفكر بالتعامل بها، ولكن بعد العدوان الثلاثيني عام 1991 ونتيجة الحصار والفاقة، وبإغواء من العصابات الممتهنة لتلك التجارة القذرة في إيران، والتي يحمي عملها شخصيات نافذة في النظام الإيراني، والمؤسسة الدينية فيها، وعن طريق العراقيين الهاربين لإيران والذين تم تجنيدهم هناك، لعدة مهام هذه واحدة منها، إنحدر بعض من العراقيين في تهريب المخدرات من إيران الى دول الخليج العربي، وبالأخص السعودية والكويت وكذلك للأردن، وتطور الأمر نتيجة أهمال مقصود من قبل القوات الأمريكية لهذا الجانب، وإنزلاق جنرالات كبار من القواة الأمريكية والحليفة بتلك التجارة، أدى الى بدأ تناول المخدرات وظهورها بين الشباب العراقي، وهذا ما أشارت له تقارير حكومية عراقية، في حكومات الإحتلال المتعاقبة، وهذا يؤشر سعي أمريكا لنشر وتفشي المخدرات بين وساط شعب العراق، وهو هدف موضوع من ضمن أهداف العدوان.

 

القاعدة التاسعة عشر:

 

إستهداف البنية الصحية للمجتمع:

أن واحد من أسس تطور الكجتمعات ورقيها يقاس بتطور مؤسساتها الصحية وتعددها وتنوع إختصاصات كادرها العلمي ودرجة تعليمهم ورصانته، وتكامل حلقاته من حيث الكادر فالأطباء الإختصاصين ومعاونيهم ومساعديهم وكادر الحلقات المكملة كالفنيين الصحيين والممرضيين والممرضات والمخدرين والمخدرات والمختصين بكل إختصاص من خدمات ما بعد العلاج سواءا كان جراحي أو وقائي أو خدمي هو مؤشر رقي البنية الصحية من ناحية الكادر، يضاف لذلك الأجهزة والأدوات والتأثيت العالي النوعية والتقنية سواءا كان ذلك في مستلزمات العملية الطبية والصحية أو أجهزة فحص القلب وباقي أجهزة جسد الإنسان ومستلزمات التشخيص والتصوير بالأشعة والصور المقطعية الى آخر متطلبات العمل الصحي، فلا يمكن لأي تعبير مهما كانت قدرتة الوصفية وبلاغة كاتبه أن يصل لوصف للوحشية التي تلقتها المؤسسات الصحية والمختبرات الطبية ومراكز البحوث العلمية المختصة في العراق على أيدي أعداء الإنسان وحياته، وما جاء في خطاب الأخ الدكتور عمر الكبيسي في خطابه أمام الإتحاد البرلماني الأوربي إلا أحد صوره البشعة والقذرة، حيث تعرض الدكتور الكبيسي لحالة من تلك الحالات الهائلة الكم والنوع عندما قامت الطائرات الأمريكية بضرب مستشفى إبن سينا لأمراض القلب بعد الإحتلال، ذلك المشهد الوحشي الإجرامي الذي أبكى كل منتسبي المستشفى.

 

ولو تابعنا فضائح السجون ومعتقلات الأسرى العراقيين لتبينا مقدار قذارة الأساليب الأمريكية الصهيونية مع العراقيين، فقد كانت واحدة من تلك الممارسات الدونية القذرة إغتصاب الأسرى جنسيا، بأن تقوم المجندات في الجيوش الأمريكية، والمجندات في شركات الحماية الأمنية من المرتزقة بنقل فايروس فقدان المناعة (الأيدز) للعراقيين، وعند التمعن في ذلك ظهر أن تلكن المجندات معظمهن من المصابات بالأمراض الجنسية وخاصة فقدان المناعة،  وهذا يكشف بشكل جلي السقوط الأخلاقي للإدارة الأمريكية وأركانها عبر العمل على  توسيع المصابين بتلك الأمراض، وتنمية وتوسيع إنتشار تلك الآفة الإجتماعية والأخلاقية والصحية في العراق، بعد أن كان العراق من أنظف البلدان منها، وهذا يوضح الغايات الشريرة التي تقطر عدوانية وحقدا على العراق.

 

القاعدة العشرون:

 

إستهداف البنية الثقافية والتعليمية:

أحد قواعد وبنود الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية في حربها الكونية الحالية ضد الشعوب والدول، هو إستهداف وتقويض التعليم والثقافة والفكر، وتدمير المجتمع البشري من خلال الجهل، ونشر الأمية بكل أشكالها وبالأخص الأمية الأبجدية، أي القراءة والكتابة، ولا أضن أن هناك من لم يعرف شيئا ولو قليلا عما تعرضت له البنية التعليمية والعلمية خاصة والثقافية عامة بعد الإحتلال في العراق، فقد أستهدفت كل مقومات العملية التعليمية والثقافية، فما تعرض له الأكادميين وكادر التعليم الأولي والعالي من مجازر طالت كل مستوياتهم من معلمي ومعلمات رياض الأطفال والمدارس بكل مستوياتها التعليمية أساسي وثانوي وحتى كوادر التعليم العالي بكل فروعه العلمية والإنسانية والمهنيبة والعسكرية يجعل عملية المقارنة بين ماتعرض له العلم والعلوم والثقافة في عهد الإحتلال المغولي التتري وعهد الإحتلال الأمريكي الصهيوني عملية غير عادلة، حيث أن ماتعرض له هذا القطاع الذي يمثل حالة الرقي بالإنسان في العهد المغولي أقل قسوة وأخف وطئا مما تلقته البنية العلمية والثقافية في العهد الأمريكي المتوحش.

 

فقد أتخذت جيوش الإحتلال وقياداتها حرم الجامعات و أبنيتها مقرات لها، وكل العالم يعرف ماذا يعني ذلك فعليا وفلسفيا، فبدل أن تكون تلك المؤسسات والكادر العامل فيها أساتذة وطلبة مصادر تنوير وتطوير ورقي بالمجتمع، صار مستوطنيها وشاغليها يمثلون القتلة والمجرمين والبغاة والمحتلون، وهذا وحده يمثل صورة حقيقية بشعة وقذرة لذلك الفعل القذر، سواءا كان الفعل غباءا أو إيحاءا مقصودا لمعنى فعلهم المعادي لأبسط مثل الحياة الأنسانية وحقوق الشعوب والأفراد، أما ما تعرضت له كل مكتبات لكليات والجامعات من حرق ونهب وتدمير فأمر أكبر من تعبر عنه كلمات وعبارات ولو إجتمعت لوصفه كل لغات العالم، ولم يتبقى شيء من معامل التدريب التعليمي ومختبرات الفحص والتجارب العلمية على مسويات التعليم كافة، فلا مختبرات ولا معامل الفيزياء والكيمياء والبايلوجي (الحيوان والنبات ولا مراكز الحاسبات والكومبيوتر ولا خرائط ووسائل التعليم الأخرى التي تخص العلوم العلمية والإنسانية كلها خرائط صور توضيحية هياكل ونماذج لمواقع آثارية وغيرها) كل ذلك تعرض للنهب والتدمير والتخريب والحرق، فهل هناك عدوانية للعلم والتعليم والثقافة أكبر من ذلك؟ أما ما تعرضت له دور الثقافة ومصادر البحث العلمي فلا أتوقع من وصف حالها في العهد المغولي، بأن مياه نهر دجلة كان لونه أزرق عندما ألقى المغول التتر مكتبات بغداد في حينها بالنهر، فقد تحولت سماء بغداد الى دخان أسود كاتم للأنفاس عندما قام الأمريكيون ومافياتهم ومليشياتهم بحرق مكتبات العلم والمعرفة، وسرقوا أثار العلم والفن والفكر العالمي ومخططوطاته النادرة وأرشيفه، الذي يوثق لحالات التحول والتطور الحضاري الإنساني للحياة البشرية، لم يكن ذلك ناتجا عرضيا غير مقصود، ولم يكن ناتجا عن جهل بمحتوى تلك المكتبات وفهارس أرشيفها، بل كان عملا عدوانيا مقصودا، وتعبير ناتج عند حقد وعدوانية مع سبق الإصرار والتعمد، هذه الصورة الحقيقة للعدوان الأمريكي الصهيوني على البشرية بكل شعوبها وأممها وبلدانها. كان فيه شعب العراق ومثقفية وكوادره وعلمائه وطلابه هم شخوص وكائنات التجارب والإختبارات في تطبيبق المنهج العدواني الإرهابي القذر بدلا من تجربة ذلك على الكائنات الأدنى كالفئران والقرود، هذه صورة واحدة ومثال عن الرؤية الأمريكية الصهيونية لنشر الدمقراطية وتحرير الشعوب وفق ما أعلنوه وإعلامهم وروجوه عملائهم عن أسباب إستهداف العراق.

 

أما عن مستوى تدهور العملية التعليمية والتربوية في العراق بعد الإحتلال فتقارير المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية تكشف عن ذلك، فمن عراق خالي من الأمية في نهاية العقدين السابع والثامن من القرن العشرين، بعد الحملة الوطنية الكبرى لمحو الأمية في العراق، والتي قامت بها مؤسسات التعليم في العراق إبان الحكم الوطني، وصدور قوانين متقدمة في مجال التعليم والتدريب والتأهيل العلمي والثقافي شملت كل العراقيين والدارسين فيه من المواطنين العرب أو الحاصلين على إقامة في العراق من الأجانب، مثل قانون التعليم الإلزامي للجميع، ومجانية التعليم بكل مراحله ومستوياته بدءا من رياض الأطفال حتى الشهادات العليا (الدكتوراه والماجستير) في جميع علوم المعرفة، فعاد العراق الى قائمة الدول الأعلى أمية في العالم، وإنحدر مستوى التعليم بكل مستوياته الى مستويات خطيرة مدمرة، فما يزيد على ستة ملايين أمي في العراق حاليا، وحوالي نصف مليون من حملة الشهادات العليا المزورة يمارسون التخريب والتدمير للتعليم في العراق بشقيه التعليم الأولي والتعليم العالي، ونموذج على مثل هؤلاء الأجراء من العملاء خضير الخزاعي الذي تولى وزارة التربية والتعليم في حكومة الأحتلال الرابعة، وعلي يزدي الأديب (إيراني الجنسية) الذي يشغل منصب وزير التعليم العالي في حكومة الإحتلال الخامسة (الحالية).

 

هؤلاء الوزيران خضير الخزاعي وعلي يزدي لم يسلما حقائب هاتين الوزارتين نتيجة توافقات كتل العملية السياسية، المعروفة التقويم ولا داعي للخوض في أسباب تولي هؤلاء للحكم من قبل قوات الإحتلال بكل أطرافها، بل إنهما أي خضير الخزاعي وعلي يزدي أختيرا كأقذر شخصين يمكن من خلالهما تدمير التعليم وتوظيفه لخدمة الفتن الدينية والقومية والمذهبية وتعميق آثارها في المجتمع، فبدل أن تكون مؤسسات العلم والمعرفو مراكز تطوير وتنوير للمجتمع صارت هي مرتعا خصبا لنشر الفتنة عبر تغير مناهج التعليم لتكون مغذية لتلك الفتن وناشرة لها ومروجة للأفكار الهدامة والمتطرفة، هذه صورة من صور العملية السياسية والديمقراطية الأمريكية في العراق.

 

القاعدة الحادية والعشرون:

 

العمل على تقسيم البلدان وتفتيتها.

 كان واحدا من أبرز أهداف العدوان على العراق منذ 1991، تقسيم العراق لثلاث دول كحد أدنى، وكانت مبررات أمريكا لذلك الإستراتيج القذر هو وجود مشاكل عرقية ودينية ومذهبية بين أبناء الشعب، هذا المخطط لا يعني العراق وحده، بل لعموم أقطار الوطن العربي المجزء أصلا والدول الإسلامية كما هو معلن، ولكني أؤكد جازما، وبقناعة مطلقة، إنه مخطط مكتوب بين أمريكا والصهيونية العالمية، لا يختلف عن معاهدة سايكس بيكو القذرة، التي جزء بموجبها الوطن العربي الى 22دولة وكيان، ولكن هذا البروتكول أو المعاهدة السرية بينهما لن تقف عند حدود الوطن العربي والدول الإسلامية، كما أعلنت المجرمة الدولية كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، بل ذلك يشمل كل دول العالم، كالهند والصين وحتى الإتحاد الروسي، ودول أسوية وأفريقية أخرى، وقد سربت المخابرات الأمريكية خريطة توضح المخطط المتفق عليه بشأن الوطن العربي، وهذه أيضا رسالة لكل الدول الواسعة المساحة، والتي تمتلك مقومات تؤهلها لأن تكون دولا ذات تأثير في السياسة والإقتصاد العالميين، ولتحقيق ذلك وبغية تهيئة أرضية نفسية وسياسية له، أعتمد مبدأ المحاصصة العرقية والدينية والمذهبية، في مخطط أمريكا عند حشدها أشرار وخونة العراق وسمتهم المجلس الوطني للمعارضة العراقية، وعملت على المضي في تنفيذ ذات المبدأ بعد الإحتلال، وكان هو السبب الأول في تغذية وتنمية النفس الطائفي، الذي جاء ودخل العراق مع دخول قوات الإحتلال، وهو ذات السبب المليء قذارة في تحالف أمريكا مع أحزاب سياسية تدعي إلتزامها بالدين، وتدعي أنها تعمل بموجب القرآن وبوحيه، ولكن قيادات تلك الأحزاب والتيارات كاذبة محرفة باطلة، مبني عملها السياسي على النفاق والمتاجرة بالدين، ويصح عليهم القول أنهم يتصارعون على مصالح الدنيا وملذاتها بإسم الدين، وبمشاركة المخابرات الأمريكية وتوجيهها كانت حوادث القتل على الهوية بسبب الإسم والمذهب، ولهذا مولت أمريكا ودعمت تلك الأحزاب المذهبية الطائفية لأنهم أقذر العملاء، وأكثرهم قدرة على تحقيق مخطط امريكا والصهيونية ونجاح إنجازه، ويؤدي الى تفتيت وشرذمة المسلمين على ذات الأسس التي قسمت الصهيونية المسيحيين الى كاثوليك وبروتستانت، وتجزئة بلدانهم وتفتيتها الى دويلات مجهرية متناحرة، ولهذا صدر قانون إجتثاث البعث الداعي للإيمان بالله والولاء للأمة والتمسك بوحدة الشعب وحقوقه على أساس المواطنة، وأطلقت يد هؤلاء الأنجاس في قتل البعثيين وتشويه صورتهم الرائعة، وقد كان جوبايدن هو عراب تقسيم العراق، ولهذا أختير نائبا لرئيس الإدارة الأمريكية الحالية، وعندما أفشل شعب العراق ذلك المخطط الشرير ورفضه كان تفجير المساجد والكنائس على رؤوس المؤمنين وهم يؤدون طقوسهم وفرائض ربهم، وعندما لم يجدي ذلك نفعا ولم يوصل الحال الى التقاتل البيني بين أبناء الشعب، قامت المخابراتالأمريكية والموساد الصهيوني بتفجير قبة مرقدي الأمامين العسكريين في سامراء، فتصاعد العنف الطائفي وكان زعمائه هم رؤساء الأحزاب والتيارات الحاكمة. أهناك أقذر من هذا؟؟؟ وهل هناك أكثر إجراما وبشاعة وسقوطا أخلاقيا وسياسيا منه؟

    

هذا يحتم على المجتمع الدولي ومنظماته أن يواصل ضغطه لعالم بلا تهديد بالابادة سواءا بالضربة النووية أو أسلحة القتل الجماعي والإبادة الشاملة، والكف عن إنتهاك حقوق الشعوب والإنسان، ومحاربة نشر وتنمية وتغذية الإرهاب، وإعتماد التنوع البشري دينيا وعرقيا ومذهبيا كأدوات في نشر الفتن وتوظيف هذه الأمور المقدسة توظيفا مشوها وشيطانيا، لتكون سببا للصراع والنزاعات بين البشر، والتصدي لكل أنواع التمييز العرقي والديني والطائفي الذي توظفه دول الشر والإرهاب لقتل وإبادة البشر، وإدانة إستخدام شعوب وبلدان العالم كحقول تجارب لإستراتيجيات إرهابية فاشية شريرة، كما حدث في العراق وفلسطين وليبيا وأفغانستان ونيجيريا، واليمن وسوريا، وحاليا مصر وتونس بما تقوم به الدوائر الأمريكية والصهيونيبة من أعمال بغية تمزيق المجتمعات والشعوب وتفتيتها وشرذمتها، وتدمير البلدان، من خلال نشر الفتن وتغذيتها وتمويل موقضيها، الذين لعنهم الله تعالى في كل الكتب المنزلة وعلى لسان أنبيائه.ودعم وإسناد المقاومة الشعبية البطلة في البلدان التي إحتلتها أمريكا وحلفها، لا لكونه واجبا شرعيا على المؤمنين، وواجبا أخلاقيا ومبدأيا على قوى الداعية للتحرر والعدل والسلام، وتلك الدول والأحزاب والمنظمات المناهضة للحرب والعدوان، بل يتعدى ذلك ليكون واجبا دفاعيا عن النفس، فالثوار والمجاهدين الذين يقارعون الحلف الصهيوني الأمريكي وحلفائه وخدمه يقاتلون نيابة عن البشرية عموما.

 

 





الاثنين٢٥ ربيع الثاني ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / أذار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة