شبكة ذي قار
عـاجـل










إن الأخبار المتعددة المصادر التي تواردت من العراق والتي تشير إلى أن حكومة المالكي هي بصدد الإقدام على نقل رفاة القائد الشهيد صدام حسين إلى مكان مجهول، بحجة أن ضريحه أصبح محجة للعراقيين، هي خطوة تنطوي على درجة من الخطورة، لأنها تشكل انتهاكاً ليس فقط لحقوق الإنسان وحرمة الإنسان في حياته ومماته، بل أيضاً تعدٍ صارخ على القيم الأخلاقية والإنسانية والدينية والتي هي من مكونات الشخصية الوطنية العراقية والعربية والإسلامية.


وإذا كنا، لم نفاجأ بخطوة حكومة المالكي، لأن من يقدم على نسف تمثال أبو جعفر المنصور، ويجرف ضريح القائد المؤسس ميشيل عفلق، وقبله ضريح الصحابي الجليل طلحه بن الزبير، ويرتكب كل الموبقات السياسية بحق العراق وشعبه لا يتورع عن الإقدام على خطوة تجهيل مكان ضريح الرئيس صدام حسين.


لكن إذا ما ظن المالكي ومن لف لفه، بأن خطوته هذه ستغيّب صورة صدام حسين، من ذاكرة العراقيين وأبناء الأمة، فهو مخطئ، لأن قائد العراق الذي استشهد وهو يقاوم المحتل وعملاءه ولم يستسلم، هو الحاضر الأكبر في الذاكرة الجماعية لشعب العراق، وهو كما كان في حياته وبعد النطق بالشهادتين سيبقى، رمزاً وطنياً خالداً، لأن ضريحه، وان كان استقر مكانياً في مسقط رأسه، إلا أن حضوره هو في كل العراق، وأينما استقرت رفاته، وهو سيبقى قبلة سياسية للعراقيين ولكل الشرفاء من هذه الأمة.


إننا، ونحن ندين بشدة هذا الإجراء الذي تسعى حكومة المالكي لتنفيذه، وما تقوم به من اجراءات لمنع زيارة ضريحه، فإننا ندعو كل أبناء العراق وفي الطليعة منهم مقاومته الوطنية، لوضع هذا التصرف في سياق استمرار العدوانية على شعب العراق الصامد، المقاوم، وعلى رموزه الوطنية وبما يشكل ذلك من انتهاك خطير لكل القيم التي دعت القوانين الوضعية والشرائع السماوية لاحترامها.


كما أننا، في الوقت نفسه، ندعو كل الهيئات الدولية والعربية ذات الصلة بحقوق الإنسان، أن تتخذ الموقف الذي يتلاءم وهذا الانتهاك الخطير لحقوق الإنسان، والذي يرتقي إلى مستوى الجريمة ضد حرمة الإنسان والتي تقع تحت مساءلة أحكام القانون الدولي الإنساني.


إننا إذ نشد على أيدي عائلة القائد الشهيد صدام حسين وأبناء العراق، فإننا لعلى ثقة، بأن شهيد العراق والأمة سيبقى دائماً وأبداً حاضراً في كل تفاصيل حياة العراقيين والأمة العربية، ولن تتمكن كل إجراءات التعسف، وأنماط السلوك السادي أن تنال من رمزيته. وإذا كان صدام حسين قد أخاف الأعداء والعملاء المرتبطين بهم في حياته، وما يزال يخيفهم في مماته ، ففي هذا دلالة على قوة حضوره ورمزيته المعنوية، وعليهم أن يدركوا حقيقة أن العراق ما أسلس قيادته إلا لمن كان متجذراً في وطنيته وعروبته ، والتي جسدها صدام حسين ورفاقه في مسيرتهم النضالية.

 


الدكتور عبد المجيد الرافعي
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ٠٢ / نيسان / ٢٠١٢

 

 





الاثنين١٠ جمادي الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / نيسان / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد المجيد الرافعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة