شبكة ذي قار
عـاجـل










كما أن هناك ظروف خادمة لذلك منها:

 

  طبيعة الجوار العراقي، فتقريبا كل دول الجوار لا تعارض العدوان على العراق، إن لم تكن مستعدة للمشاركة في العدوان، وتتحين الفرص للثأر منه كما هو نظام إيران.

 

  الصورة المشوهة التي صنعها الإعلام الأمريكي الصهيوني، والإعلام الغربي والعربي المجند والممول أمريكيا عن العراق وقيادته، تضمن لأمريكا عدم تدخل الدول الكبرى لدعم العراق. فقد روج الإعلام المعادي أكاذيب لاقت تصديقا عند الكثير من الحكومات والمنظمات وحتى نسب عالية من الرأي العام العالمي تتمثل بالآتي:

 

۞  إمتلاك العراق لأسلحة دمار شامل تشكل تهديدا للسلم والأمن الدولي.

۞  إدعاء إدارة أمريكا بلير المجرمون بوجود علاقات خطيرة بين النظام الوطني العراقي والمنظمات الإرهابية الدولية وخصوصا تنظيم القاعدة، وإتهام العراق بتمويل الإرهاب.

۞  عدم إحترام النظام العراقي لحقوق الإنسان والحريات العامة.

۞  إن العراق يشكل تهديدا لدول الجوار الإقلبيمي.

 

  الحصار اللاقانوني واللا شرعي والمنافي لكل قيم السماء والبشرية وآثاره، ذلك الحصار الجريمة الذي مورس بقرار أممي وبإرادة أمريكية، أضعف القدرات العراقية خصوصا العسكرية والمالية لحد توقع كثيرون أنهياره بسرعة، وإن قاوم العراقيون المدركين لحقيقة الغزو وهدفه فلن يشكلوا عبئا كبيرا في مواجهة الحشد الهائل الشرير المتحالف عليه، وإن المقاومين بحكم الظرف الذاتي والموضوعي سيكونون شبه عزل تسليحا، ولا إسناد سياسي لهم، ولا تمويل ودعم مالي.

 

   تعهد العملاء المجندين مع القوات الأمريكية بقدرتهم على تحويل موقف الشعب إلى مرحب ومؤازر لقوات الإحتلال، خصوصا بتأثير الكتل التي تدعي التدين كحزب الدعوة والمجلس الأعلى ومنظمة بدر والحزب الإسلامي (إخوان المسلمين)، ومن خلال فتاوي بعض المجندين ممن يدعون أنهم رجال دين ومرجعيات دينية، وكذلك موقف رجال النظام الإيراني الذين يعتبرون مرجعيات عند البسطاء من العراقيين الشيعة، ومفتي النظام السعودي من المجندين مع الإحتلال ولخدمته والذين يعتبرهم البسطاء من العراقيين السنة.

 

  إن الدول العربية المحاددة للعراق لن تعارض تدميره، بل هي صاحبة الدعوة للقوات الأمريكية، لغزو العراق وتدميره، بعد الذي حدث في الأزمة العراقية الكويتية عام 1990، وإن أنظمتها ستدفع فاتورة الحرب طوعا أو كرها، كونها خانعة وتحت الوصاية والحماية الأمريكية، وبالتالي فإن فاتورة العدوان لن تكلف الموازنة الأمريكية كثيرا.

 

  تركيا رغم عدم موافقتها على إستخدام أراضيها كقواعد إنطلاق لجيوش الإحتلال الأمريكي، لكنها لا تعارضه ولا يحتمل أن تواجهه، لأسباب معروفة، أبرزها كونها عضو في حلف النيتو.

 

  تأكُد الإدارة الأمريكية بأن موقف النظام الإيراني سيكون مع العدوان، ولو بالقلب، لأنها تتحين الفرض للإنتقام والثأر من العراق، الذي جرع مرشدهم وإمامهم خميني السم في حرب السنوات الثمان، لمواجهة العدوان الخميني على العراق والأمة العربية.

 

  تأكُد أمريكا من خلو العراق من كل أنواع الأسلحة التدميرية، وبالتالي عدم الخشية من قدرات العراق في تدمير قواتها الغازية في معسكراتها أو أثناء تنقلها في المناطق العراقية الخالية من السكان أو حتى قليلة الكثافة السكانية.

 

  وجود قواعد تحشد وإنطلاق للقوات الأمريكية مثالية لبدأ الغزو والعدوان، هما الأراضي الكويتية في الجنوب والمحاذية للبحر ، وهذا يعد عامل قوة وتفوق لقوات الغزو، حيث يكون التنسيق مباشرا وكبيرا بين القوات البرية والبحرية، وشمال العراق المسيطر عليه أمريكيا.

 

  تأكُد أمريكا بأن مليشيا إيران وأحزابها، وكذلك مليشا الحزبين الكرديين الوطني والكردستاني العميلين ستكون أدوات بيدها، وجزء من قوات ومليشيا محلية للعمل مع قواتها وحلفاء فاعلين لها، وأن يكون فعلهم وحركتهم خادمة لخطة قواتها، ووهذه المليشيا ستؤدي واجبين مهمين هما: العمل كادلاء للقوات المتقدمة ومجسات لتزويد القوات الجوية والصاروخية المعادية بالإحداثيات، وتحديد الأهداف المهمة والمؤثرة، والآخر ضرب أي نشاط شعبي مقاوم وقتل قياداته، وهذان العاملان كان لهما دور في المعارك والحرب.

 

في حين الدولتين الأخريين المعانتين في محور الشر، أي أيران وكوريا الشمالية، لم تأخذان الأسبقية نفسها، في الخطة الأمريكية للحرب، لعدة أسباب سنتناولها في الجزء اللاحق، أن شاء الله.

 

 





الجمعة ٢ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / حـزيران / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة