شبكة ذي قار
عـاجـل










هو ذاك الرجل التاريخ الذي تجسدت في معالم شخصيته كل اوصاف الرجولة والبطولة التي جبلت بطهارة ارض الجنوب وعنفوان الكبرياء وصلابة الجذور التي اليها انتمى.


هو قمر الجنوب والعاشق من الطراز الاول للحلم العربي والوحدة العربية التي حملها بكل حنان في انسجة القلب وتغنى بها بأجمل ما كتب من أشعار وما نزفت به شرايينه من عرق ودم، وطرز بها شوقه الحسي اللامتناهي في اعماق الصحارى وفوق قمم الجبال حيث تحيا النسور والصقور التي تأبى حياة الحفر والقهر...


موسى شعيب الشاعر التحريضي، المناضل والفارس العاشق، وصفات ترحل في عمق الارض لتزهر بساتين الشوق والحب بكلمات كانت تمسح عن وجوهنا كل الهموم وتبشرنا ان الفجر لا بد من ان ينبلج ولو بعد اسفار من الزمن.


هو العاشق الراحل في شرايين الوطن العربي يطرز وجه الامة بقصائد الحب الغاضب التي عشقها كل من وصلت إلى اذنيه ولم تغادرها ...

كان شعره معجوناً بنار الغضب ونور الايمان والحب ...
هو شاعر الجنوب والمقاومة والثورة والعنفوان ...


رجل تجمعت في مجامعه مواصفات الرجولة والبطولة في زمن عزت الرجولة على الكثير من الذكور والادعياء بالوطنية والثورية الذين يتشدقون بالشعارات الكبيرة على احجامهم، ويتغنون بها فقط في الخطابات التي تكتب لهم من الاخرين وبالاهداف التي كانت تحتقرهم لعلمها بانتهازيتهم ووصوليتهم.


كنت ولا زلت رجلا من طراز آخر. تعرفت اليك وانا ما زلت اتدرج في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في مقتبل العمر ...


عرفتك أستاذا للغة العربية الام لغة القرآن الكريم، وشاعرا ثوريا محرضا ضد الظلم والطغيان والاقطاع، وثائراً.


كانت فلسطين كل هواك وقبلتك وعاشقا لا تدري وانت تقرأ الاشعار ونحن نترنم بسماعها، وتذكر فيها الارض فنشعر بأهمية الانثى الام والاخت والزوجة والبنت التي لولاها لما كان للكون قائمه ...

قصائد لا تحصى بعدد الارقام بل بأثرها الذي تشعه علينا نحن الذين كنا نتهافت على اختطاف القصاصات لكي تكتحل عيوننا بقرائتها، او حتى كنا نتسابق لتوزيع أي قصيدة تصل إلى ايادينا ...

نعم اذكر قصة قصيدة "رسالة إلى رغيف" اثناء ازمة الخبز في لبنان، واتذكر كيف وقفت أنا في ساحة النجمة في صيدا اتلذذ بتوزيعها، يا لهذا الشرف الذي كنت تمنحنا اياه...


نعم انه الفخر الذي لا بعده ولا قبله فخر وبعظمة كلماتك لم تنتبه إلى اصدار ديوان لك على شاكلة البعض الذين لا يصدقون انهم انجزوا ما يسمى بقصيدة حتى يبدأوا بالفرقعة والضجيج والادعاء بانهم شعراء، ورغم انك كنت ترى المستقبل القاني الذي لا مفر منه وهو لرؤيه الشهادة التي لا ينالها الا العظماء وليس المتهافتون على فتات الحياة ويدعون البطولة التي تجعلهم يهربون عند سماع اول رصاصة ليعيشوا حياة الرخاء والرغد واصدار البيانات والتصريحات الجوفاء، او الذين تسكنهم الجحور خوفا على ارواحهم البائسه ......


أبا زياد
الم تكتب قصيدة "قتلوني" وانت تستقرئ الحياة الابدية لذاتك ؟


يا ايها النسر، وكم اذكر جيدا آخر قصيدة القيتها في قيظ العراق في شعر رمضان المبارك امام السيد عزت الدوري " وآية الله قد خصت بها العرب"، وبها كنت قد رسمت معالم خلودك وبريق اسطورتك التي يحسدك عليها الكثير الكثير لانك بقيت حيا رغم استشهادك وهم الاموات الذين ما يزالون احياء.


اعذرني ابا زياد
قد يقرا البعض ما اكتب لو قدر لهذه الكلمات ان تنشر، ويقول كلمات ناتجة عن ضعف النفس والحقد والحمد لله بأنك شهيد كي لا يقال بأني من هذا الكلام اسعى إلى موقع في مكان ما هم الاكثر ادراكا لما اعنيه...


أبا زياد هل تدرك ما حل بنا بعدك؟
لا بد انك ترى اكثر مما نرى، وتعرف اكثر مما نعرف، وتدرك ما اصبحنا عليه ...


هل تعرف ان العمالة ( العمالة لاسرائيل طبعا ) اصبحت وساما تتزين بها صدور العملاء الذين قال البعض ان عليهم ان يعدموا، واذا بهم يتم التحقيق معهم بأسرع ما يمكن وان حكم العميل لا يزيد عن عامين بدون ضريبة القيمة المضافه اي ( 18 عشر شهرا ) ويخرج العميل منتصرا على ما انجز محمولا على الاكتاف مورد الوجه، وتصدح الاهازيج لنصره المبين وبطولاته وكؤوس الشمبانيا توزع بلا حساب ... العملة لاسرائيل عقوبتها الاعدام هكذا سمعت يوما من شخص ما ..... عقوبة العمالة اقل من عقوبة سرقة كيلو واحد من البندوره يا بلاش ..


الم يخبروك يا سيدي اننا في لبنان اصبحنا نتناول الاطعمة الملوثه لانها اكثر صحية، والتي لا نعرف من استوردها ولا كيف تم استيرادها ومن وراء من استوردها... وكنا دائما نقول (حاميها حراميها) .. والاجمل في لبنان قدرتنا على النسيان لاننا شعب ينسى.


واعتقد اننا تأقلمنا على هذا، وان اجسادنا اصبحت ترفض الاطعمه الصحية لانها لا تحتوي على عوامل الصمود والممانعة.

اتعلم يا ابا زياد ان الكهرباء في بلاد الماوماو تاتي اكثر مما تأتي في لبنان الاخضر المنور. واننا عاجزون عن وضع الطعام في البرادات والثلاجات بفضل وزير العتمة او امير الظلام،...


أبا زياد
لا اريد ان اصيبك بالاحباط فعندك ما يكفي، بل اريد ان اثلج صدري بكلمات دائما كنت اسمعها منك واقرأها لك وأردد ما قراته لك يوما علني اتذكر اني مواطن بوطن يحترم فيه الانسان. ألم تقل عن هكذا حال وانت تحرك فينا كل مشاعرنا:


"علقوا الشمس بحبل واشنقوها لنرى أيحترق الحبل أم الشمس تموت/ واقتلوا النسمة والريح اسجنوها / يقرع الريح شبابيك البيوت"
الم تكن محرضا على ربيع عربي نحيا في ظلاله الآن ؟؟...
نعم لا بد ان الفجر سينبلج من عيون طفل تتوهج لتحرق تماثيل الآلهة البشر، وتكنس كل آثارهم التي عاثت فسادا وافسادا.


عذري يا ابا زياد اني احبك وانت حي وشهيد،
وعذري انك اول من لقنني مباديء الحب والثوره
فهل هذا يشفع لي وانا أزعج مقامك؟........

من لا ولن ينساك

 


د. مصطفى توفيق الصباغ
لبنان
Dr.Mostafaelsabag@windowslive.com

 

 





الجمعة ١٦ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مصطفى توفيق الصباغ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة