شبكة ذي قار
عـاجـل










 

اليوم ذكرى الأكرم منا جميعاً، شهداء العراق الأبطال، الذين تصدّوا للخمينية المجرمة وقبروها على حدود الوطن العربي الشرقية، دعونا نستذكرهم في هذا اليوم بقراءة سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، ومشاهدة هذا الفيلم، الذي عُرِض مرة واحدة قبل 25 عاماً، ولم يره أحد بعد ذلك على الإطلاق، والذي يوثق جريمة إيرانية بشعة حدثت في الأول من ديسمبر/ كانون أول عام 1981، وتم إعلان يوم الشهيد في ذكرى حدوثها.


 

 

 

 

وإليكم قصة الفيلم وكيفية وروده إلى العراق.

 

في سبتمبر/ أيلول من عام 1985، كان وفد عراقي، برئاسة الأستاذ المرحوم سعد قاسم حمودي، يحضر مؤتمراً في العاصمة الإيطالية، عن الاثار الدولية للحرب العراقية الإيرانية تقيمه منظمة أوروبية.

وبينما كان الوفد يتجول في أحد شوارع روما، لفت نظر الأستاذ حمودي ملصقاً لفيلم يُعرض حينها في دور السينما بعنوان ( حلو ووحشي Dolce e selvaggio  ) وهو فيلم إيطالي وثائقي مدته 93 دقيقة من إخراج أنطونيو كليماتي وماريو موررا.

 

ويتضمن ذلك الملصق مشاهد من أبشع ماورد في ذلك الفيلم، كعامل جذب للمشاهدين الذي يرغبون برؤية هذا النمط من الافلام.


 

ملصق الفيلم كما عرض في إيطاليا


 

لكن مالفت نظر الأستاذ حمودي ان الملصق يعرض صور جندي عراقي تنزع يده بطريقة وحشية، وهنا قرر الحصول على نسخة من ذلك الفيلم، بعد أن شاهده في السينما بروما.

طلب الاستاذ حمودي، من الصحفي العراقي المرحوم غازي العياش الي كان مقيماً في ألمانيا حينها، الحصول على نسخة من ذلك الفيلم، نظراً للعلاقة التي تربط بين الراحلين حمودي والعياش، حيث كان المرحوم العياش يورِّد بعض الافلام الاجنبية لتلفزيون العراق، حينما كان السيد حمودي وزيراً للاعلام للفترة من 1977 حتى 1979.

 

ومن منطلق وطني وحرص عال، بذل المرحوم العياش جهوداً استثنائية، دامت أشهراً عدة، للحصول على نسخة من الفيلم، لكن كل جهوده باءت بالفشل، نظراً لأن المخابرات الإيرانية استطاعت شراء جميع نسخ ذلك الفيلم حرصاً منها على عدم انتشار الفضيحة دولياً.

 

لكن مشيئة الله كانت أقوى من مكر عملاء المخابرات الإيرانية، إذ تمكن المرحوم غازي العياش من شراء نسخة من الفيلم كانت موجودة لدى دار عرض سينمائية فرنسية، بوسيلة تقترب من عمل أجهزة المخابرات ولاعلاقة لها بالعمل التجاري الذي كان المرحوم العيّاش يزاوله في ألمانيا.

 

تم الحصول فعلاً على نسخة الفيلم هذه، وتم إيصالها إلى الاستاذ حمودي الذي أوصلها إلى القيادة العراقية ليتم عرض الفيلم على شاشة تلفزيون العراق لاحقاً.

بعد ذلك انجز فنان عراقي جدارية الأسرى الشهداء في ساحة المستنصرية ببغداد، وهي تعرض مشاهد نحتية لما ورد في هذا الفيلم من جريمة حقيقية.
لكن الغزاة الأميركان الذين أطلقوا رعاعهم لتدمير كل ماهو حضاري وتاريخي في العراق، دمَّروا هذه الجدارية التي تذكِّر بواحدة من أبشع جرائم الخمينيين المجرمين، وذلك في أعقاب الغزو الأميركي المجرم للعراق عام 2003.

 

ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان هذه الفاجعة حدثت في أعقاب معركة البسيتين الشهيرة عام 1981، التي قتل المجرمون الفرس فيها نحو 250 من أسرى العراق، وتسربت معلوماتها حين ذاك الا انه لم يتم الحصول على أي وثيقة بصددها الا في بداية العام 1986، وبالطريقة التي أوردتها في أعلاه.

 

ملاحظة :

تم استقاء المعلومات الواردة في أعلاه من المرحومين الأستاذين سعد قاسم حمودي وغازي العياش، مباشرة وبشكل شخصي.


أما كيف وصل هذا الفيلم إلى (
وجهات نظر ) فلذلك قصة أخرى، حيث تفضل أخ كريم وقارئ عزيز لم أتشرف بمعرفته من قبل، ولا يعرفني الا من خلال ما أكتب وأنشر هنا، تفضل وبادرني برسالة يخبرني فيها رغبته بإرسال هذا الفيلم، وهو غير موجود في أي موقع على الإطلاق، هدية منه إلى موقعنا المتواضع، لنشره بمناسبة يوم الشهيد.


وحين رجوته وضع اسمه على الفيلم او الإشارة إلى ذلك رفض بشدة، مكتفياً بذكر انه صديق، بل انه تفضل بوضع اسم (
وجهات نظر ) عليه محبة منه وكرماً.


فإلى هذا الصديق الكريم، كل المحبة والتقدير والعرفان والوفاء.

 

 





الجمعة ١٦ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب موقع وجهات نظر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة