شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

الذي يتتبع ما يدور حول انتفاضة الشعب العراقي الثائر ضد الاحتلال الامريكي الايرانصيوني للوطن سوف يدرك جيدا ان هناك تعتيم كامل على هذه الانتفاضة الثورية كما هناك رعبا في الادارات الامريكية والفارسية والصهيونية في واشنطن وطهران وقم وتل ابيب.

 

ففي امريكا تبث جميع محطات التلفزة والمسموعة والمقروءة اخبار خاطفة عن ما يدور في العالم بما فيه العالم العربي عدا العراق فالتعتيم على العصيان المدني للعراقيين ضد عملاء الاحتلال واقزامه كاملا ومدروسا وكأن الحياة في العراق تسير كما تسير الحياة في المدن الامريكية او بقية مدن العالم . اليس من الغريب ان يكون هذا التعتيم الاعلامي على العصيان المدني الشعبي العراقي بهذا الشكل البشع في حين كان الاعلام الامريكي بعجللاته الثلاثة قد صدع رؤوس الامريكيين ليلا نهارا بما كان يدور في ليبيا وسوريا ومصر العام الماضي ؟

 

ولماذا هذا التعتيم البشع ؟ هل لان الاحداث في مصر وليبيا وسوريا اهم من العراق؟ الجواب باختصار هو ان نقطة الارتكاز الثوري والتحرري للشعوب العربية واوطانها من الغزاة بشتى اشكالهم هو العراق. نعم العراق هو نقطة الارتكاز وهو بؤرة الطوفان والغضب الذي سيعصف بالاحتلال الامريكي الغربي الصهيوني وحلفهم الفارسي في الوطن العربي، لان الشعب العراقي وبعد الدمار والقتل والتشريد وسفك دمائه وانتهاك شرف نسائه ورجاله واطفاله على يد الغزاة واتباعهم المجرمين اصبح خبيرا بالاعيب القراصنة والمغول الجدد واحزابهم ابتداء من (الحزب الاسلامي ) الى ( حزب الله الصفوي). وكذالك ان العراقيين اليوم هم اكثر تنظيما وادراكا بان الثورة هي العمود الفقري لبناء العراق واسترجاع دوره الوطني والاقليمي وبناء الحضارة الثانية بعد ان هدم الغزاة المحتلين الحضارة التي بناها البعث في 35سنة وحاولوا اجتثاثه خائبين.

 

النقطة الاخرى التي تجعل الادارة الامريكية الحالية اكثر قلقا وتخبطا هي ان هذه الادارة مع تواصلها بادارة المعتوه بوش الابن بخصوص المشاركة بتهجير العراقيين الى الاراضي الامريكية وارهابهم او الضغط عليهم بشتى الطرق لكي ينسوا او يتناسوا وطنهم وما حصل له ولهم على ايدي قراصنة الحروب الامريكيين لم تستطيع هذه الادارة تحقيق هذا الامل حيث بقي معظم العراقيون الذين توافدوا على الاراضي الامريكية بالفيزات الامريكية مخلصين لوطنهم وداعمين لمقاومته الوطنية المسلحة الباسلة ولو بقلوبهم واحاديثهم وهكذا هو الحال مع معظم العراقيين الامريكيين الذين جاؤوا قبلهم واستوطنوا الاراضي الامريكية بكل فئاتهم واطيافهم ومعتقداتهم الدينية والسياسية، عدا الخونة والانذال الذين لا غيرة عندهم ولا اخلاق وهم قلة.

 

هؤلاء العراقيون الاوفياء هم على احر من الجمر للعودة الى وطنهم الام للمساهمة في بنائه بعد التحرير الشامل القريب بعون الله. وما حصل للمجرم بريمر في لندن على يد العراقي الابي الذي رشقه بحذائه خير دليل على وفاء العراقيين لوطنهم.

 

وهنا يمكن تلخيص رد الفعل الامريكي الفارسي الصهيوني حول ما يدور في العراق بما يلي :

اولا: التنسيق الكامل بين ادارة اوباما مع ملالي طهران وقم ومحاولة براك اوباما التوصل الى اتفاق مع نتنياهو بقبول الامر الواقع وهو دخول ايران الى حضيرة الدول النووية بالرغم من فتور العلاقة بينهما من خلال الزيارة المرتقبة لاوباما الى اسرائيل وهي اول زيارة له بعد تنصيبه للولاية الثانية . هذا التنسيق الذي سيكون على حساب العراق بل هو محاولة لاجهاض الثورة العراقية الوطنية التي تهدد مصير هذا المحور الثلاثي . ادارة اوباما بما فيها جنرالات البنتاغون يدركون جيدا ان مستقبل سياسة امريكا في المنطقة العربية والعالم اجمع يمر من خلال القضاء على الروح الوطنية للشعب العراقي وتقسيم العراق وتدمير مقاومته الوطنية التي تناضل من اجل التحرير الكامل وارجاع العراق الى ما كان عليه من قوة ومكانة قبل الاحتلال.

 

ان اوباما سوف يقدم المشروع التالي الى نتنياهو : ان تتعاون حكومة نتنياهو مع الولايات المتحدة الامريكية في توطيد علاقة خاصة وجيدة مع ايران مقابل تنسيق العمل في احتواء العراق بشكل كامل والقضاء على ثورته الوطنية مقابل السماح لايران في امتلاك السلاح النووي وهي فعلا اقد دخلت النادي النووي وهذا ما اكده احمدي نجاد في القاهرة الاسبوع الماضي. ومشروع اوباما ايضا ان يسهل مباحثات حكومة ناتنياهو مع الفلسطينيين كي تستفيد اسرائيل من عملية(السلام ) اقتصاديا كي تصبح (اسرائيل) الدولة الاقتصادية المهيمنه على منطقة الشرق الاوسط اي المنطقة العربية او تنتهي كدولة عبرية .

 

ثانيا : في محاضرة للاسرائيلي الصهيوني وزير الامن الاسرائيلي ديختر قبل اقل من شهر في احدى مراكز الابحاث الاستراتيجية في اسرائيل حيث قال" ان هدف اسرائيل الاستراتيجي هو عدم السماح للعراق ان يعود لدوره العربي والاقليمي" ...وذكر" لم يدر بخلدنا لحظة أن تتحقق دفعة واحدة مجموعة أهداف نتيجة للحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأسفرت عن احتلاله .. العراق الذي ظل في منظورنا الاستراتيجي التحدي الاستراتيجي الأخطر بعد أن تحول الى قوة عسكرية هائلة ، فجأة العراق يتلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد ، العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف.
إذا رصدنا الأوضاع في العراق منذ عام 2003 فإننا سنجد أنفسنا أمام أكثر من مشهد :


1. العراق منقسم على أرض الواقع الى ثلاثة كيانات أو أقاليم رغم وجود حكومة مركزية


2. العراق ما زال عرضة لإندلاع جولات جديدة من الحروب والإقتتال الداخلي بين الشيعة والسنة وبين العرب والأكراد .


3. العراق بأوضاعه الأمنية والسياسية والاقتصادية لن يسترد وضعه ما قبل 2003 .نحن لم نكن بعيدين عن التطورات فوق هذه المساحة منذ عام 2003، هدفنا الإستراتيجي مازال عدم السماح لهذا البلد أن يعود الى ممارسة دور عربي وإقليمي لأننا نحن أول المتضررين.


سيظل صراعنا على هذه الساحة فاعلا طالما بقيت القوات الأمريكية التي توفر لنا مظلة وفرصة لكي تحبط أية سياقات لعودة العراق الى سابق قوته ووحدته . نحن نستخدم كل الوسائل غير المرئية على الصعيد السياسي والأمني"

 

هذا التصريح ليس عابر وله دلالاته ويعني كما ذكرنا ان العراق هو نقطة الارتكاز في المحور الثلاثي الامريكي الفارسي الصهيوني . ومن خلال احتلال العراق اصبحت الارض العربية ومنطقة الشرق الاوسط خاصة مفتوحة للاستعمار الامريكي الفارسي الصهيوني .

 

ثالثا : امريكا لها جذور في ايران منذ الدور القذر الذي قامت به استخباراتها بانقلاب حكومة مصدق واعدامه وتنصيب شاه بهلوي بالقوة وتلك الجذور باقية ولم تموت وعلاقات معظم الملالي مع المخابرات الامريكية لم تقطع بل زادت رسوخا . اما الدويلة المسخ اسرائيل فعلاقاتها مع عمائم قم وطهران من نوع اخر، حيث هناك لا تزال جالية يهودية كبيرة في ايران وان اليهود الايرانيين في دويلة صهيون يملكون المناصب العليا في الدولة الصهيونية بما فيها الجيش والمخابرات. و هم متنفذين في دويلة صهيون ولذلك فان العلاقات الفارسية المجوسية وحاخمات صهيون لم تنقطع هي الاخرى بل زادت توطيدا بعد مجئ الخميني وعصابته.

 

و لم يخفى على احد الدور الفارسي بتسهيل الاحتلال الصهيو انكلو امريكي للعراق عام 2003 وما قدمه الملالي المجوس الى الغزاة من دعم مباشر لجيوش الغزو الهمجية، ثم تأمين دخول مليشياتهم الصفوية الى الاراضي العراقية منذ الايام الاولى للغزو و بعد فتح الحدود نتيجة الحرب الدموية القذرة ضد شعب العراق ودولته الوطنية وانشغال الجيش الوطني بالتصدي للغزاة . ثم جاء الغزو الفارسي للعراق كامتدادا للتنسيق الاستراتيجي الامريكي-الصهيوني وداعما رئيسيا للاحتلال الامريكي الصهيوني. وبعد ذلك تم تسليم العراق لايران بشكل كامل حيث ابقت امريكا قواعدها المنتشرة في انحاء البلاد وحولي 80,000 عسكري ومرتزق يشرفون على تلك القواعد و شؤون المنطقة الخضراء اضافة الى الاف الجنود والمارينز في الارض السليبة-الكويت.

 

رابعا : ان الادارة الامريكية الحالية المتمثلة بالهيمنة الصهيونية على سياساتها الخارجية والداخلية اعلنت مرارا عن طريق الرئيس اوباما وهليري كلينتون وجنرالات البنتاغون انهم لا ينوون المواجه العسكرية مع ايران . بل الابعد من ذلك اعطت ادارة اوباما المساعدات التقنية لحلفائها الفرس بتصنيع طائرات بدون طيار حيث ارسلت طائرتين استطلاع من نوع" دروون" على ارتفاع منخفض لكي تسقطها المدافع الرشاشة الايرانية !وكانت على متن هذين الطائرتين بعض الخرائط والارشادات بعملية التصنيع ، فماذا يعني ذلك ؟ وهل من المعقول ان البنتاغون وادارة اوباما لا يعلمون بذلك؟ وهل من المعقول ان البنتاغون وادارة اوباما لا يعلمون ان الايرانيين اسقطوا هاتين الطائرتين حينما اخذت الادارة ووزارة الحرب الامريكية -البنتاغون تنفي اسقاط الطائرتين حتى انكشفت اللعبة ؟ اذن ان هناك لعبة خطيرة وحقيرة وضعت تحت عناية استراتيجية مروعة للاطباق على الشعب العربي وتفتيته واستعماره وايران لها الدور الاعظم في هذه المؤامرة القذرة .... فلقد اطلقت جريدة "اسيا نيوز " على ايران ما يلي:" ايران تعتبر الدولة القوية في الشرق الاوسط بعد اسرائيل "؟ فمن الذي جعل ايران الخميني دولة قوية في هذا الزمن القصير بحيث تنافس اسرائيل ؟ ولماذا سكتت اسرائيل وامريكا طيلة هذه السنين على التقدم العسكري والنووي الايراني؟ واين تصنيف السياسة العسكرية للامبراطورية الامريكية من ايران حين صنفتها مع العراق وكوريا الشمالية بثالوث الشر !؟ لا بد ان نتذكر جيدا ان ادارة بوش الابن ومنذ عام 2003 اوعدنا بضرب ايران بعد احتلاله للعراق ومنذ ذلك الحين ونحن نسمع الاعلام السائر خلف السياسة الامريكية -الصهيونية يسمعنا بتواريخ ضرب القوة العسكرية الايرانية ويعطينا تواريخ و اسماء الاشهر لموعد الضربة ..هل تتذكرون ذلك ؟ هذه الاسئلة اليوم تجاوب عليها الاحداث وتصرفات المثلث الامريكي الفارسي الصهيوني المتمثل في الزيارة المرتقبة للرئيس براك اوباما لاسرائيل.

 

 





الثلاثاء ٨ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / شبــاط / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بصراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة