شبكة ذي قار
عـاجـل










لا يكاد اليوم الذي تكون في بيتنا جدتي تفاحة يمر بسلام بالرغم ما يكتنفه من فرحة عارمة تسري في عروقنا لأحاديثها المسلية وحكاويها عن أيام الزمن الجميل بكل مافيه من أحزانٍ وأفراح ملئت نفوسهم فتفتح قلوبنا قبل عيوننا على ما مر بهم من بلاوي منذ أن وطئ الأنكليز الغُزات أرض العراق حتى وداعهم لآخر ملوك العراق، فلا يكاد يوم زيارتها يمضي دون أن ينال أحد مِنّا صغيراً كان أم كبير لسعة حكمةٍ من لسانها ومن أفعال أنفسنا الأمارة بالسوء كثيراً وبالخير قليلاً إلا ويُجلد بسوطٍ حامٍ من أحد ألأمثال الدارجة لديها والتي مازالت تلازمنا ليل نهار بحياتنا في كل مكانٍ وزمان قفز اليوم الى خاطري أحد أمثالها الذي يقول ( إللي مابيه خير لأهله مابيه خير لنفسه ) بعد أن تابعت أحد ألاخبار المفجعة واليومية لحكومة المزبلة الخضراء  وقبل أن أشير الى سبب مرور هذا المثل بخاطري للذي لا يعجبه العجب ولا الصيام برجب أود أن أسطر البعض من منجزات الحكومة منذ توليها مهام إدارة الخراب والدمار للبلاد والعباد ولغاية خبر هذا اليوم المشؤم على أهل البصرة وبالذات على أهالي سكنة مدينة البطولة وثغر العراق الباسم أُم قصر الكرام فلم تكتفي دويلة الكويت الهجينة بعد أن أستنزفت موارد العراق بتعويضاتهم بالمليارات من الدولارات ليجددوا كل ما لديهم من منشأت ومتاجر وأسواق وأثاث منازلهم حتى وصلت الى أستبدال خدمهم من الهنود والباكستانيين بآخرين من دول أوروبا الشرقية من الجنس الناعم ذوات الشعر الأصفر لتحسين النسل لديهم ولكل ما وقعت عليهم أعينهم الدنيئة ونفوسهم المريضة فطالبوا بتعويضه دون وجه حق بغضا وحقداً أزلياً على العراق وأهله وبعد أن سلبوا نفطنا وأخذوا يشفطون من آبارنا النفطية ضمن حدودنا التأريخية وأستقطعوا أجزاءاً كبيرة من ميناء أُم قصر وأراضيها بلا أية مسوغ قانوني أو ذمة ولا وازعٍ من ضمير وبمساعدة أسيادهم الأمريكان حتى هدتهم عقول الأنكليز وخططهم التقسيمية في إنشاء ميناء اللامبارك ليضيقوا علينا رئتتنا التي نتنفس منها الخير والنماء وكأن البحر الذي يحيطهم من كل جانب لا يكفيهم إلا ليضعوا في خاصرتنا خنجرهم المسموم وتراهم سُكارا وما هم بسكارا لكنهم على عجلٍ من أمرهم لأنهم يعلمون أن الفارس العراقي حين سينهض يوماً من كبوته وتخرج لهم الأسود من عرينها يوم لا مناص منه ليولوا الأدبار كالجرذان كعادة الجبناء، ولم تكفهم دنائتهم تلك حتى أرغموا الحكومة العميلة وهم صاغرون لهم بتعويضعهم عن خسائرهم المزعومة ليتركوا الخطوط الجوية العراقية الى حالها لتعود أخيرا لأحضان سمائنا العراقية وأراضينا من بعد دفع الملايين من كدح العراقيين وخيراتهم


اليوم كان يوماً مشؤما حين أبغلت قيادة الحدود في محافظة البصرة عشرات العوائل في ناحية أم قصر بضرورة إخلاء منازلهم لانها باتت من ضمن الاراضي الكويتية ظُلماً وعدواناً بعد إتفاق الخونة الأخير بين الحكومتين اللاعراقية والكويتية حول ترسيم الحدود . فقد أشار الخبر من ناحية أُم قصر أن خمسة وتسعين منزلا من حي دور نواب الضباط تم تبليغهم رسميا بإخلاء منازلهم . وقال مدير ناحية أُم قصر صالح عبد المهدي حبيب بغضب أنه ليس من المعقول تهجير نحو مئتين وخمسين عائلة من منازلها وهدم بيوتهم في سبيل إخراج العراق من طائلة الفصل السابع وأن هذا الأمر يجب ان لا يكون على حساب ساكني هذه المناطق الشرعيين من العراقيين منذ مئات السنين وهي ضمن الأراضي العراقية المعترف بها دوليا ..


صُدك لو كَالت جدتي تفاحة ( إللي مابيه خير لأهله مابيه خير لنفسه ) والله لقد ذكرني هذا الأتفاق لما يكتنفه من تشابه في العمالة والغدر للشعوب الثائرة كشعبنا في العراق للخونة المارقين في بغدادنا العظيمة بوعد بلفور وهو وعد ليهب من لا يملك لمن لا يستحق وليعلم الهالكي أن جثته النتة سيلفضها كل شبر من أرض العراق حتى رمال أُم قصر الأبية

 

 





السبت ٢٦ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إبراهيم الصفار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة