شبكة ذي قار
عـاجـل










المثقفون يمثلون ضمير الأمة وعقلها"، هذه العبارة تتكرر كثيرا في الخطاب العام بصوره المختلفة، ليس فقط في عالمنا العربي، وإنما أيضا في العالم الغربي منذ عصر التنوير أذكر ما قاله أحد كبار المثقفين في الوطن العربي ( محمد حسنين هيكل ) في تعريفه للمثقف:" أن المثقف هو الإنســان الذي يستطيع أن يكـّـون لنفسـه رؤية وموقف من الإنســان بالدرجة الأولى.. ومن المجتمع بالدرجة الثانية..ومن الطبيعة والكون بالدرجة الثالثة .. وإنــه يستطيع أن يعبر عن هــذه الرؤية وهذا الموقف برموز الكلمات والألوان والأصوات ويقول الكاتب والمحرر ديفيد بروكس فى مقال ساخر له بصحيفة نيويورك تايمز" لم يعد الأمر متعلقا بما تقرأ أو تعرف ولا بمدى قدرتك على فهم ما تقرأه وتستهلكه من مواد ثقافية، بل يتعلق الأمر بأن تجد لنفسك مكانا فى فضاءات الصخب الثقافى، ولا تقلق إن لم يكن لديك شىء لتقوله، فلا أحد سيصغى اليك على أية حال. وأصبح من السهل أكثر من أى وقت مضى أن تبدو مثقفا، فلم يعد ضروريا الآن حمل كل تلك الكتب الثقيلة ، فقد تغيرت قواعد اللعبة ، يمكنك اليوم أن تكون عضوا ناشطا فى النخبة الثقافية من دون أن تضطر لقراءة شكسبير أو دوستويفسكى أو نيتشة،و بوسعك أن تناقش وتجادل فى كل شىء يستطيع كومبيوترك أو هاتفك الخلوى أن يلتقطه من الأنترنيت، يمكنك مثلا أن تكتب مقالات فى شؤون العصر وأن يكون لك رأى فى كل القضايا، وكل ما عليك هو أن تتبع الموضة الثقافية كما فعل المثقف علي الشلاه رئيس لجنة الثقافة والأعلام البرلماني الذي سيقود المثقفين من خلال فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية ..

 

حيث صرح لأحدى الوكالات وقال من دُرر الكلام وجواهر المعرفة وسِعة الأفق وعين العقل وقوة التعبير والتصفيط بلا أية رابط قالت لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية أن هناك معوقات كثيرة في إقامة مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 المقرر أنطلاق فعالياته في أواخر شهر آذار وقال رئيس اللجنة النائب علي الشلاه "هناك معوقات كثيرة في المشروع أهمها البنى التحتية للثقافة التي لم تُرمم ربما منذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي ما جعلها غير مواكبة للتقنيات الحديثة في المسرح وقال هناك مؤسسات ثقافية لم تفتتح حتى الآن والتي كُنا نأمل أفتتاحها قريبا كمسرح الرشيد وشارع الرشيد أننا من حيث التحضيرات المحلية نجد على الرغم من أهميتها لكن بعض الفعاليات تعبر عن فعاليات أحتفالية و ( ليس لها عمق ثقافي ) ولكن مع هذا وذاك تبقى مطلوبة ونأمل ان يجري التركيز على المعالم الحضارية العمرانية كساعة القشلة وشوارع الرشيد والمتنبي والاستربادي حتى يمكن ان نعطي لبغداد عمقا اكبر في هذا الجانب الحضاري  هل يستطيع أحد أن يفك طلاسم هذا التسفيط ؟


كل ما يخفيه المرء يظهر على فلتات لسانه .. ولأنه متعهد الحفلات للمهرجان وضمن قائمة واجباته الأساسية هي في أعداد مالذ وطاب للبعض من أدعياء الثقافة الذين دعوهم للمهرجان لينفخوا بقائد جمعهم المؤمن بالفساد ولتنتفخ جيوبهم وبطونهم فقد أعتبر المهرجان كما يدور في عقله وضمن أولوياته التجارية مشروعاً أستثماريا وليس مهرجاناً كما صرح به لسانه وأشار المثقف الوردة العالمي عَلّو الى أن البنى التحتية للثقافة لم تُرمم منذ نهاية الثمانينات، فلماذا لم تبادر حكومتك الديمقراطية بالترميم والتجهيز للمواقع الثقافية التي يُفترض أنها ستستخدم من خلال الفعاليات المتعددة للمهرجان؟ علماً أن تسمية بغداد عاصمة للثقافة العربية قد أقر في صنعاء 2004 أم أنه كان مشغولاً بمهمات في رحلات مكوكية لبنوك سويسرا لإيداع السحت والمال الحرام لأعضاء حزبه الأسلامي الجديد؟


وكان يأمل بأفتتاح مسرح الرشيد وهو إن كان يعلم فتلك مصيبة وإن لم يكن فالمصيبة أجبشُ في أن مسرح الرشيد وبعد أن أمتدت عليه أيادي الخبث والجاهلين التي عبثت به وأحرقت أجزاءً منه لم تمتد إليه أياد وزراء الثقافة المتخلفين من حكومته لأنقاذه من الأندثار والأهمال وإعادته كما كان رمزاً وطنياً للثقافة والمثقفين ولكن هو يأمل في أن يكون التركيز على ساعة القشلة والشوارع ليعطي عمقا أكبر لبغداد  هل نسيت يا سيد علّو أنك قلت لم يتم أفتتاح شارع الرشيد وعدم قيام حكومتك بترميمه ؟


فهل يمثل هذا المسخ الممجوج ضمير الأمة العراقية وعقلها ؟


مبروك عليكم أيها المثقفون العراقيون قائدكم الجديد المثقف الوردة العالمي عَلّو من ذوي أصحاب الشهادات المزورة ومن أشباه الرجال والمتعلمين وأنصاف المثقفين .. وصُدكَ لو كَال أبو المثل
من قِلة الخيـــل شَدّو على الكلاب سروج .

 

 





الاحد ٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب إبراهيـــم الصفـــار نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة