شبكة ذي قار
عـاجـل










ركز الإعلام الأمريكي على الصورة الهوليودية من حيث المبالغة والتضخيم والمؤثرات البصرية، ومايسبقها ويرافق بثها من الدعاية الإعلانية الكثيفة، لتهيئة الرأي العام نفسيا، قبل أن يطلق رصاصته السحرية، على النحو الذي أنتج ومنتج وأخرج فيه ؛ أساطيره التعبوية كما في دراما إسقاط تمثال صدام حسين ومآسي "المقابر الجماعية"، ووحشية السجون ، وبالاسلوب المخادع نفسه ، حاول خبراء الميدديا الامريكية تحويل هزيمة أمريكا على أيدي مقاتلي الفلوجة، إلى إنتصار مظفر، على طريقة ( رامبو ) الذي لايقهر، وتبين لاحقا؛ أن هذه السلسلة من المشاهد الدرامية كانت معدة سلفا كرموز تعبوية – تحريضية ، بدليل زوايا التصوير التي لم تكن أبدا عفوية..


وطبقا لاساطير الميديا الامريكية وماروجته وسائلها الاإتصالية من خرافة ( زهور كنعان مكية ) من أن الشعب العراقي سيحتضن قوات الولايات المتحدة حال دخولها البصرة ، وسيطوق اهل الجنوب أعناق المارينز بالورود وأكاليل الغار، فيما أذاقت طلائع الشعب في أم قصر وما تلاها من مدن الجنوب، أذاقت جند العدو كأسا من حميم. ولم تنجح لاصورة التمثال، ولا خرافة المقابر الجماعية.


في مقابل ذلك إعتمد الأمريكيون وحلفاؤهم سياسة التعتيم، ومحاولة التستر على خسائرهم، وسعوا بقوة للسيطرة على وسائط الشبكات الفضائية، واقتنعت معظم وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية مع أول رصاصة أطلقت بإتجاه العراق أن الحرب على العراق واجب حضاري يتوجب دعمه بالصوت والصورة.


توني بلير المهرج الاحمق الكومبارس في الفرقة الامريكية، كان يواصل عقد اللقاءات والمؤتمرات الصحفية وهو يردد مقولات سيده في البيت الابيض، التي ابتكرها وروج لها الإعلام الغربي التابع لقوات التحالف العدواني أثناء الحرب مثل : الحرب العادلة، الحرب النظيفة، النيران الصديقة، رسالة الحرية، تحرير العراقيين، نشر الأخلاق والقيم النبيلة،.. إلى غير ذلك من المصطلحات الهزيلة والالفاظ المخادعة.


أخيرا حاول أساطنة الإعلام الغربي تحسين الصورة الفاشية، وجرى إعداد بعض المشاهد .. التي أفسدها دائما الممثل الفاشل برعونته الهوجاء .. فقد جرى تصوير الرئيس الأمريكي السابق بين جنوده أمام ( ديك رومي ) ضخم في قلب العراق الجريح .. لكن الكاوبوي الأرعن بعينيه الزائغتين وتصريحاته اللاحقة عن ( الديك البلاستيكي )، وتسلله تحت جنح الظلام .. كلها أفسدت المشهد .. وبدلا من أن يوحي بالأمن أظهر بوضوح أن العراق لن يكون أبدا مسرحا يحتفل تحت سمائه جنود التحالف بانتصارهم الوهمي.

 

 





الاثنين ٢٠ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد الستار الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة