شبكة ذي قار
عـاجـل










إعتقد المالكي واركان حزبه الطائفي انه نمجرد اصدار قانون اجتثاث البعث , ومن ثم تعديله او تزويقه بتسمية اخرى " قانون المسائلة " , سوف ينهي حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق . وكذلك ظن اسياده ملالي ايران انه من خلال المطاردة والاغتيال والقتل على الهوية سوف ينهون البعث . ولكن خاب ظنهم , لانهم لايعرفون معدن هذا الحزب ولا معدن البعثيين الذين رضعوا حليب مبادئ البعث منذ صباهم , وعشقوا هذه الميادئ فصارت قوتهم اليومي وشرابهم وقت الحر القائض .


يدرك المالكي واعوانه سدنة المعبد الوثني ان البعثيين ساروا في الطريق الصعب والشاق , ويعرفون كل المخاطر التي تنتظرهم , ولذلك لم يهنوا ولم يضعفوا امام الجلادين في السجون والمعتقلات العلنية والسرية , ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا مبادئهم , ولم يرضخوا لمشيئة جلاديهم ممن تنكروا لعروبة العراق وأمجاده العريقة , وإنصاعوا لارادة الملالي المتخلفين في ايران .


المناضل البعثي عندما اختار الطريق الصعبة الشاقة فقد عرف مسبقا أن السير في هذه الطريق يستلزم الاستغناء عن الكثير من الرغبات الشخصية , لانهم يعتقدون أن هذه الرغبات انما تتحقق مع تحقيق اهداف البعث . فحياة المناضل البعثي ليست ملكا خاصا بل هي ملك للحزب في كثير من الجوانب . إن حياتهم هي دائما تشق الطريق للاجيال الجديدة , وهي كما عبر القائد المؤسس عام 1943 مخاطبا جيل الرواد بالقول : " نحن في دور الممهدين , فمهمتنا شق الطريق للجيل الجديد لا تعبيدها , رفع الاشواك لا زرع الرياحين , غرس البذور الخالدة لا قطف الثمار اليانعة " . ولمن لا يعرف سمات البعثيين فلابد ان نعرفهم بها :


1.البعثي جرئ وشجاع مستعد للبذل والتضحية بأغلى ما يملك . وكلما اندفع في اتون المعركة انصقل معدنه النضالي , واصبح اقوى واصلب عودا واقدر على مواجهة المصاعب والتحديات . إن شجاعة البعثي المناضل وجرأته تختلف عن شجاعة المغامر الذي يعشق البروز والظهور واستغلال المناسبات لتحقيق اغراض خاصة وطموحات ذاتية .


المناضل البعثي هو الذي يخلق فرص النضال ويخوض سوح المعارك بارادة وتصميم على صنع الانتصار . كما ان حياة المناضل البعثي تتميز بالمسؤلية والصبر المنظم الذي يكفل خلق فرص الانتصار . والمناضل البعثي لا تستهويه المظاهر والقشور , ولا يجد لذة الحياة إلا ضمن حركة حزبه النضالية .


2.المناضل البعثي مبدئي ومستعد للتضحية من اجل مبادئ حزبه , فلا يعرف المهادنة او المواربة , وإذا ما استخدم قدرا من المرونة فإنه يستخدمها لفترة محددة وإذا كانت تصب في النهاية في مجرى الخط الاستراتيجي .


إن الصلابة في الرأي والثبات على المواقف المبدئية تفرز مواقف واضحة امام الاصدقاء والاعداء . ويتحمل البعثي المناضل تبعات وضوحه ويظل مستعدا لمواجهة الذين لا يروقهم سماع هذه المواقف .


3.المناضل البعثي لايعرف اليأس , فهو الواثق من نفسه , وهو القادر على صنع الممكنات لعملية الاختراق حتى إذا ما حُوصر من قبل الاعداء من حوله , فالمناضل يثق بنفسه وقدرته على الانتصار .


4.المناضل البعثي يستشعر الظلم قبل الاخرين , وينتصر للمظلومين لانه عانى – وما زال – من الظلم واضطهاد الانظمة السابقة والحالية . إن المناضل الذي ذاق مرارة الظلم واكتوى بسياط الظالمين هو الاقدر على تمثل المعاناة مع معاناة الجماهير ورفع الظلم عنها .


5. المناضل البعثي واقعي وعقلاني في الوقت نفسه , فلا يغلب الواقعية ليستسلم لها , ولا يغلب المنطق العقلي البحت ويتعامل مع المواقف الحرجة من منظار النظريات الحسابية والهندسية حتى لا ينحرف باتجاه اليمين والردة . المناضل هو الذي تتسم مواقفه بالثورية العقلانية الواقعية .


6.المناضل البعثي ينبذ التعصب بكل اشكاله , كما يرفض الانانية والتعالي .


لهذه الاسباب صمد البعثيون رغم قساوة الجلادين الذين وصل عنفهم حد الارهاب الذي يدان من قبل منظمات حقوق الانسان . وهاهم يتحدون المحتلين الامريكان والصفويين وقد عاهدوا الله والبعث على كنس كل المحتلين من العراق .


كثيرون هم الذين راهنوا قبل المالكي واعوانه على زوال البعث عندما كان وليدا يشق طريقه وسط الاعاصير السياسية , وكثيرون هم الذين قالوا أن هذا الحزب خيالي وأفكاره مثالية يصعب تحقيقها . ولكن هؤلاء ما عرفوا أن البعثيين ادركوا منذ البداية أن طريقهم طويلة , وسوف يمر عليها أفراد وأجيال , وتبقى المسيرة ببقاء الناس الطيبين الذين يعيشون الحياة بعفوية وصفاء , ويعبرون عن مستلزماتها بما تجود به ضمائرهم الحية .


ورغم معرفة البعثيين بهذه المسيرة الطويلة , ورغم أن الحزب تعرض الى حالات انقسامية وانشقاقات مدمرة , كما تعرض الى مؤامرات داخلية وخارجية شوهت مبادئ الحزب لفترة من الزمن , رغم كل ذلك ظل الحزب مثار استغراب الحاقدين والاعداء العرب او ممن يحملون الجنسية العربية , لانه كان – ومازال – يخرج بعد أزمة أو مؤامرة أقوى من السابق , ويزداد حيوية وعطاء . ولم يعرف المؤرخون حزبا تعرض لكل هذه المؤامرات المدمرة وظل موجودا في سوح النضال , وظل قويا ومعطاء , كما ظل حزب البعث .


صحيح أن البعث تعرض لضربات فنية وحاقدة أثرت على مسيرته وشوهت مبادئه , ولكنه كان يستعيد انفاسه ويعاود العمل من جديد بهمة عالية ويسير على ذات الطريق الطويلة , أكثر حماسة وأشد توهجا .


إن السر وراء بقاء البعث حيا قويا ومقتدرا وسط كل الاجواء الخانقة المظلمة , هو انه نشأ وسط الجماهير , وأستمد قوته منها , فكانت الجماهير هي حاميته وممدته بممكنات البقاء والقوة . فلم تستطع القوانين والمطاردة والاعتقال والقتل والاغتصاب والتهجير ان تفت في عضد مناضلي البعث .


ومع عظمة هذا السر فالجماهير باتت تثق بالبعث وبمبادئه وأهدافه العظيمة لانه قدم أنموذجا عظيما في البذل والعطاء والتضحية من اجل التحرر من نير المحتل الغازي سواء كان المحتل من الغرب او من الشرق .

 

 





السبت ٢٥ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة