شبكة ذي قار
عـاجـل










المستعرقون الغرباء عن سماء وأرض البلاد دعاة العراق الجديد، الذين أقاموا إحتفالية الدم غداة إحتلال بغداد وجعلوا من يوم الحزن في التاسع من نيسان – أبريل جعلوا من يوم الحزن العراقي، مهرجانا للنصر وعيدا بهيجا، يتبادل فيه المهرجون والقتلة واللصوص التهاني وترفع بمناسبته الانخاب، ويتحدث فيه دولة الرئيس، عن منجزات وهمية من بينها؛ معالجة مشكلة العاطلين، وتوفير الطعام والماء والكهرباء !!


وفي أجواء هذه الإحتفاء بـ(عرس الدم) ، لا ينسى مسؤولو "العراق الجديد" أن يجددوا تمنياتهم وإمتنانهم لبطل التحرير الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بفضل بيع الذمم والسقوط الاخلاقي، إختيروا لإشغال المناصب الرئاسية والوزارية والنيابية !!.


إن التزييف الساذج للواقع، والخروج على التاريخ، ومحاولة تغييب الوعي الوطني، لايزال يجد ضالته لدى الجهلاء، أصحاب اللاهوت السياسي ومروجي فتاوى فقهاء السلطان الذين عمدوا الى تحريف النص الديني فإستبدلوا الاصول الثابتة بالفروع المتغيرة، وجعلوا الجزئي كليا، وعدوا فريضة الدفاع عن الثغور ومقاتلة الاعداء الغزاة فعلا مكروها، لأن أركان الجهاد على حد زعم (فقهاء بريمر) لم تكتمل بعد، وأنها غير متوفرة في الظرف الراهن ، فحظروا على المؤمنين القتال، وإفتروا على الله كذبا، فزعموا على طريقة التفسير الامريكي، بأن الاسلام يوجب على العباد التعايش السلمي مع أبناء العم سام، تكيفا مع الإحتلال، وتعايشا معه، فلرّبّ (ضارة نافعة)، لذلك حرَّم فقهاء الاحزاب الدينية الحاكمة، بالاعلان الصريح والبيان الفصيح، حرموا على أي مواطن مقاومة العدو، وكفروا كل من يرفع السلاح في وجه الغزاة أو التصدي لقوات العدوان الانجلو ـ أمريكية، وأنكروا على الشعب العراقي حقه في تحرير وطنه.. ولجأ المزورون دعاة التريث والأناة والحكمة، إلى تحريف الكلم عن موضعه، وأنكروا الواجب الشرعي، فأجازوا الاخذ على يد الغاصب الاجنبي، وحثوا المرتزقة على معاونة المارينز حتى يتموا المهمة الإلهية على حد قول الاحزاب الثيوقراطية ، وهم يرددون بلا وجل ولاحياء مقولة " لنتريث.. ونرى خيرأمريكا من شرها، من يعلم الغيب ، لعلها جادة في تعمير البلاد وإسعاد العباد.!!


لم تكتف أحزاب الدين السياسي (سنية وشيعية) عند حد مهادنة العدو الغاصب، بل حملت نفسها مسؤولية تشجيع "مجالس الصحوات" لملاحقة المرابطين وإقتناصهم، نيابة عن عدو الشعب ، جيش الاحتلال الاجنبي.. وهم بذلك صادقون على ما عاهدوا عليه ولي النعم بوش، يوم كتبوا أسماءهم الصريحة على "وثيقة تحرير العراق" في مؤتمر لندن أواخر عام 2002.


هذه هي ثقافة الاحزاب الدينية ، بتمام ألوانها ومسمياتها، بلا إستثناء من حزب الهاشمي إلى الدعوتي ومابينهما من الثعالب والقوارض ، لانجد من بينهم حزبا أفاق من غفلته.. بل كانوا يتنافسون في تقبيل أحذية الغزاة ، الاحزاب الدينية ، تنازلوا عن دينهم لصالح الدنيا الامريكية..

 

 





الاثنين ٢٧ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد الستار الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة