الليلة َ جاء الغولُ إلى بغدادَ فألبسها ثوبا ً أسودَ واقتلعَ الأشجارَ وأشعلَ فيها النارَ الليلة َ أقبلَ طاغوتُ العصر إلينا مرتديا ً ثوب الموت ِ فعاثَ بأرضي وانتهكَ الأعراضَ وبثَّ سمومَ الفرقة ِ في الناس ِ فسادَ القتلُ وشاع الخطفُ وضاع الأمنُ وسادت في الوطن ِ الفوضى فالحرية ُ في مفهوم ِ المحتل هي الموت على أرصفة ِ الطرقات ِ وقتل الأطفال الليلة جاء إلينا الفجار كي يغتالوا التأريخ فتغدو الحرة في وطني عبدا يهمي الدمع وصار الشيخ يُجرُّ ويسحلُ فوق الإسفلت ِ وتهدمُ فوق رؤوس الناس بيوتُ الله ، الليلة َ يختضُّ الأطفالُ من الخوف فتبكي بغداد وتنثر فوق الأرض جدائلها تندبُ أبناء الملحة ِ تصرخُ كيف يجيء إليَّ الأوغادُ وأذبحُ في عز العصر أمام الخلق وإني سيدة الحلم ِ العربيِّ الليلة تغزوا بغداد وجوهٌ هي أقبحُ ما خلق الله ، شياطينٌ بلحىً يسكنها الشيطان ، فتنهب تسرق كل خزائننا ، الليلة َ يكتئبُ الناسُ وتحتقنُ الطرقاتُ وتـُسمعُ في أرجاء الوطن المعمور الصرخاتُ الكلُّ ينادي آه ٍ ياوطني .
