شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

مصر لها مكانتها القيادية القومية في الوطن العربي .. تأثرت هذه المكانة تأثراُ كبيراً وشديداً بزيارة الرئيس المصري " أنور السادات " للكيان الصهيوني وتوقيعه معاهدة "كامب ديفيد" ، وإقامة علاقات دبلوماسية وتبادل السفراء، والسير باتجاه التطبيع مع هذا الكيان، خلافاً لما يريده الشعب العربي ولا حتى الكثير من الدول العربية ، حيث بدأت المشكلات والتداعيات تأخذ مجراها في بنية الأقطار العربية من جهة وفي بنية الشعب العربي في تلك الأقطار، لحد الوقت الحاضر، من جهة ثانية.

 

هذا الخرق الذي حصل والتداعيات التي حلت على العرب جميعاً، قد أوجدت فراغاً جيو- إستراتيجياً تزامن من سقوط الإتحاد السوفياتي وانهيار ركائز الأمن الإقليمية في المنطقة ، الأمر الذي خلق تحالفات جديدة للتدخل في الشأن العربي، كل حسب مشروعه المعد للتدخل، تركيا تعاونت إستراتيجياً مع الناتو، وإيران تعاونت إستراتيجياً مع أمريكا علانية وسراً مع الكيان الصهيوني، فيما شملت الخيمة الأمريكية الجميع كراعٍ لسياسات المنطقة برمتها .

 

زيارة الرئيس المصري "أنور السادات" للكيان الصهيوني، قد أنتجت سياسة خارجية خاضعة لتوجيهات الولايات المتحدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وإستراتيجياً، ومن خلال واقع هذه العلاقة الكائنة مع واشنطن تعززت علاقة مصر مع الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي أدى إلى انتكاسات خطيرة على الواقع العربي بأكمله، لأن مصر الكتلة العربية القومية الأكبر، التي تتكامل فيها مقومات القيادة ولأنها تحمل ميزان تعادل القوى الإقليمي في المنطقة .. وبنهاية "السادات" أستكمل نهج سياساته "مبارك" ، الذي لعب دوراً لا يقل خطورة على الأمن القومي العربي، وذلك بضلوعه المدمر لركائز الأمن الإقليمي العربي عن طريق إعطاء "الشرعية" ومن خلال مؤتمر القمة العربي في القاهرة لتدمير العراق، وليس لحل مشكلة دخول العراق إلى الكويت في البيت العربي حين أعلن العراق الانسحاب منذ الأسبوع الأول .. وبسقوط العراق تلك البوابة التي كانت تمنع تدفق الأطماع الإيرانية صوب المنطقة بشكل عام ومنطقة الخليج العربي بصورة خاصة، انهارت دعامات التوازن الإقليمي في المشرق والخليج العربي، وموجة الانهيار تمددت حلقاتها المؤثرة حتى أقصى المغرب العربي.

 

هذا الفعل الخطير وأفعال سبقته على طريق التراجع، والتسلط والقمع وتفرد النظام الرسمي العربي بالعجز والتواطؤ، الذي فرط بالمكانة القومية والهيبة والمصالح الوطنية والقومية فضلاً عن الكرامة، راكم عوامل الانفجار، وهذا ما رصده الغرب فركب موجة الشعب التي تطالب بالتغيير، ليحرف اتجاهها صوب مصالحه، فأسماها بـ"الربيع العربي" .. وهو الأرضية التي سهلت للمخطط الصهيوني تفكيك المنطقة وإعادة تركيبها على وفق مشروعها الكوني القاضي بالهيمنة على العالم .

 

أمريكا لا تستطيع احتلال الأقطار العربية إنفراداً بالتتابع أو بالجملة، إنما تستطيع السيطرة عليها عن طريق أدواتها في داخل الأقطار العربية، فوجدت في "الأخوان المسلمين" وغيرهم ألأدواة المثلى، ليس للتغيير نحو الأحسن والأفضل إنما صوب الصراع الداخلي الذي يفضي إلى الضعف والتفكك لتأتي من ثم أمريكا بصفة المنقذ .!! 

 

بيد إن إرادة الشعب العربي المصري، الذي اختزن تراكمات الضغط السلطوي وذل الارتهان الإمبريالي والصهيوني طيلة عقود منذ رحيل القائد العربي جمال عبد الناصر، قد استعادت مكانتها النافذة  في الشارع المصري حين أعلنت ثورتها- بغض النظر عن الشوائب التي رافقتها-  فحققت وجودها وهويتها القومية العربية.

 

مغالطات متعمدة ..

1-  هنالك مغالطة تعمد البعض حشرها في خضم نضال الشعب العربي المصري تقول (إن قيام الثورة الإسلامية الإيرانية نهاية السبعينيات، جاءت لتعوض انهيار مصر في نهاية هذا العقد ).!!

فما هي طبيعة الربط الموضوعي الكائن بين إيران بصفتها دولة أجنبية، وبين العرب وبمصر على وجه التحديد ليتم (التعويض) ؟ ، التعويض عن ماذا ؟ لكي تحل محل نضالها من اجل استرجاع كرامتها وحقوقها ومكانتها القومية العربية ؟!

 

إيران لا تعوض تراجع الأمة العربية .. وإيران ليست وصية على تراجعهم بأي حال، وإن ما يسمى مقاومة إيران لأمريكا ولكيانها الصهيوني هو في حقيقته خديعة كبرى رسمتها السياسة الخارجية الإيرانية كمسوغ لاختراق المنطقة من أضعف زواياها، كما تفعل الإمبريالية والصهيونية .

 

2-  والمغالطة الأخرى التي يخفيها البعض، هي " أن زيادة قوة إيران العسكرية والأمنية في المنطقة موجهة ضد أمريكا وإسرائيل في الأساس " ، ولكن لا عداء قائم بين أمريكا وإيران ولا بين إيران و (إسرائيل) ، إنما خلافات ، والخلافات هذه لن ترق إلى مستوى العداء أو الصراع بدليل المفاوضات التي تجري بين إيران وأمريكا ومن خلفها "الترويكا" الأوربية علناً وسراً مع الكيان الصهيوني ، بل أن عداء إيران التاريخي مع العرب حصراً تتطلع إيران لإنشاء إمبراطوريتها البائدة على أنقاضهم .!!

 

التراجع العربي بعد احتلال العراق، شكل فرصة تاريخية للتمدد أو التوسع الإيراني صوب أهداف إيران الصفوية على أساس (الإمبراطورية الفارسية) المزعومة، التي يريد الإيرانيون تشكيلها عن طريق التشيع الفارسي كأداة أيديولوجية طائفية  لسياستها الخارجية والأمنية، وهو الحلم الذي ما يزال يراود حكام قم وطهران، وخاصة منذ عام 1979.

 

3-  ويقول البعض في مغالطته الفاضحة (إن مصر ستبقى عند مواقع التراجع وتزداد ضعفاً إلى أن تثبت الجماهير الثورية مقدرتها على استعادة السلطة من تنظيم الأخوان المسلمين، فأن إيران تبقى مؤهلة وحدها لقيادة التيار الثوري المناهض لأمريكا وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط).!!

 

والتركيز هنا على أهلية إيران ومناهضتها لأمريكا وللكيان الصهيوني.. ولا أدري من أين جاءت هذه المناهضة، وإيران تتعاون إستراتيجياً مع أمريكا في أفغانستان والعراق والبحرين.

 التشيع الصفوي بأوساط المسلمين وليس المسيحيين .. لماذا؟

 

 الدعاة والمبشرون الدينيون، كما تكشف حملات التبشير عبر التاريخ، يتوجهون صوب مجتمعات تؤمن بعقائد دينية مغايرة أو مختلفة. فالمسيحيون يرسلون بعثاتهم التبشيرية (لنصرنة) المسلمين وغيرهم، والمسلمون يرسلون دعاتهم (لأسلمة) المسيحيين وغيرهم أيضا .. والغريب في الأمر، أن الإيرانيين، الذين يدعون الإسلام، نراهم بدلاً من أن يرسلوا مبشريهم إلى مجتمعات غير مسلمة لنشر العقيدة الإسلامية، يرسلونهم إلى المجتمعات الإسلامية لنشر الطائفية في أوساطها وزرع الفتنة في صفوفها على أساس التشيع الصفوي.!!

 

فما هو هذا التشيع الصفوي أو الفارسي، ولماذا تستخدمه إيران في المجتمعات العربية المسلمة ؟ وهل أن التشيع الصفوي مصدراً لتوحيد الأمة أم أداة لتقسيمها وتفتيتها وزرع الفتنة الطائفية بين صفوفها على حساب الدين الإسلامي الحنيف ؟ّ! ثم لمصلحة من تقسم المجتمعات العربية المسلمة إلى طوائف وفئات متشرذمة في ظروف بلغت فيها الهجمة الصهيونية والإمبريالية أعلى مستوياتها خطورة على العرب والإسلام؟!

 

 أن منهج التشيع الصفوي يعد خطراً داهماً على الإسلام إذا ما اتخذ منحاً تبشيرياً في بلاد المسلمين، كما أن الأيديولوجية التي يحتكم إليها هذا المنهج هي ( عقيدية- طائفية- سياسية)، تعد أحد أهم أدوات السياسة الخارجية الإيرانية، حيث زرع الخلايا هنا وهناك لتحويلها إلى أوراق ضاغطة على الحكومات، وإيجاد موطأ قدم لها، وما حصل في جنوب لبنان نموذجاً وفي سوريا نموذجاً وفي العراق نموذجاً وفي البحرين والكويت والإمارات والسعودية واليمن وغزة، فضلاً عن أقطار المغرب العربي دليلاً مؤكد .. وألان يركز الإيرانيون على مصر بإغراءات المال .!!

 

محاولا التشيع الصفوي في مصر .. لماذا؟!

تكشفت الكثير من محاولات تأسيس مقرات للتشيع الفارسي في مصر بعد زيارة الداعية " علي الكوراني" لمصر في مايو- مايس عام 2012 حيث تم الإعلان عن أول (حسينية) تشيعية فارسية في مصر، سميت بحسينية الكوراني.. ثم تبعها وقبلها سراً عدداً من (الحسينيات) في قرى ومدن مصرية، تحت إشراف "علي خامنئي" من خلال " محمد تقي الدين المدرسي"، أحد أقطاب المؤسسة الدينية الإيرانية، التي استطاعت تجنيد نحو (55) مواطناً مصرياً بسيطاً قدمت لهم الأموال لغرض إنشاء مراكز للتشيع الفارسي في خمس محافظات مصرية تدار من ما يسمى (( المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر)).!!

 

وقد نجحت إيران في إقامة حسينيات داخل مراقد ومقامات الأولياء الصالحين ومن أل البيت الكرام عليهم السلام .. ومن أبرزها وأخطرها في التبشير الصفوي (حسينية الأشتر)، التي أنشأها أحد التجار الهنود من طائفة البهرة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية الصفوية .. و(حسينية لمرقد الإمام محمد بن الحنفية) و (حسينية زيد بن الإمام زين العابدين بن علي بن الحسن بن علي) .. تدعم هذه الحسينيات الصفوية بالأموال الإيرانية وتدار من قبل ممثل فيلق القدس في السفارة الإيرانية . والأغرب في هذا الأمر أن وزارة الأوقاف المصرية والجهات المعنية في الأقطار العربية، لم تدرك الأهداف السياسية والإيديولوجية التي تكمن خلف التوجه الفارسي في نشر التشيع.!!

 

مصر وهي مستعجلة لأن تلعب دوراً إقليمياً، اعتقدت بأن القضية السورية قد تكون جسراً لها للعبور صوب تركيا وإيران .. الأولى لكي تسحبها إلى مواقع الحل الإقليمي، والثانية لكي تغريها بمرونة الحل الإقليمي .. وكلا النقلتين المصريتين كانتا في غير محلهما، لأن تركيا غارقة في الشأن السوري لحد تنفيذ مهام الناتو مع تحفظ حول ما يتعلق بأمنها القومي . أما إيران فأن مرونتها غائبة تماماً بفعل القرار الإيديولوجي لدعم النظام السوري، عبر العراق، عسكرياً ومالياً ولوجستياً مباشراً، مع توظيف إمكانات العراق في هذا الاتجاه.

 

إذن ، بدا المشهد أن مصر قد اقترحت مؤتمراً للقوى الإقليمية، وتحركت وحضرت مؤتمر حركة عدم الانحياز في طهران، واستضافت مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي، اعتقاداً منها بأنها رسمت دوراً إقليمياً أعادت من خلاله مكانتها، فيما تركت الشارع المصري يعيش حالة الهلع من السلوك غير الطبيعي لعناصرالسلطة ومنهجيتهم التي لا تتساوق مع طبيعة الثورة المصرية وما يريده الشعب المصري، كما لا تتماشى وروح العصر وحاجاته من جهة، وحاجات الشعب المصري وارتباطه بأمته العربية من جهة أخرى .. فبدلاً من الالتفات إلى الدخل لمعالجة الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنهار، وتعزيز وحدة النسيج الاجتماعي وتحقيق العدالة الاجتماعية، أتجه النظام الإخواني بصورة مستعجلة صوب الخارج لكي يعيد لمصر دورها وتأثيرها الإقليمي والدولي.!!

 

دور مصر ليس هذا .. دور مصر دوراً تاريخياً يقوم على قاعدة السيادة غير المنتقصة بمعاهدة "كمب ديفيد" ، ويقوم على قاعدة الاستقلال السياسي والاقتصادي بعيداً عن شروط برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية، التي تكبل الإرادة المصرية في أن يكون لها الدور القومي المؤثر في المنطقة، كما كان عليه نظام القائد جمال عبد الناصر.. دور مصر دوراً قومياً، كما كان دور العراق بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين دوراً قومياً بامتياز، فهل كانت سلطة النظام المصري الراهنة لا تدرك ذلك؟ وهل هي متعامية عن طبيعة مبدأ الأولويات الإستراتيجي؟ وهل هي تتعمد خلط الأوراق وتعتقد بأن تحركها سيكسب لها التأييد الشعبي العربي والمكانة الإقليمية؟!

 

حسابات مصر غير دقيقة .. وإن إغراءات مصر لإيران غير مجدية أبداً، فالأخيرة تتعامل بمنطق (التقيه)، فلا يصدقها أحد، كما هو حال أمريكا، فإذا كانت مصر تهدف إلى تحقيق حل واقعي وممكن للأزمة السورية بمرونة إيرانية (فك العلاقة)، عندها تقدم مصر على تطبيع علاقاتها سياسياً واقتصادياً مع إيران، فإن الخطوة الإيرانية المتوقعة، هي اقتناص الفرصة لتقديم إغراءات لمصر، ولكن بدون أن تقدم مرونة في المسألة السورية أو الموقف من الخليج العربي ومن العراق، لأن مصر ربما لم تدرك أن النظام في دمشق يعني الكثير لطهران إستراتيجياً وأيديولوجياً، وإن ضياع هذا النظام يحطم أحد أهم مرتكزات الإستراتيجية الإيرانية التوسعية في المنطقة .

 العروض الإيرانية لمصر ..

 

حيال المرونة التي تطلبها مصر من إيران، عرضت الأخيرة على مصر (30) مليار دولار نقداً - حسب الدكتور عبد الله النفيسي - ، إذا ما فتحت مصر سفارتها في طهران، وتضمن إيران لمصر (5) ملايين سائحاً إيرانياً سنوياً ، وستحضر خبراء وفنيين إيرانيين لإعادة تشغيل المصانع المصرية المتوقفة .. ومقابل ذلك أن تسلم مصر كل المساجد التي بناها الفاطميون وستعيد إيران ترميمها وتتحمل مسؤولية إدارتها ، وأن تهيأ مصر (20) ألف طالب مصري سنوياً للدراسة في (قم) ، وأن تسهل لإيران صحيفتين تنطق باسم إيران في مصر.!!

 

إذن .. إيران تلعب على المكشوف كما يقال، وطلباتها غير منطقية وغير عقلانية بحكم واقع مصر العربي الكبير.. إلا أن السؤال المهم، هل أن مثل هذا الطرح غبي إلى هذا الحد أم أن ما وراء الأكمة ما ورائها ؟ والدلائل تشير أن الحركة الإيرانية ليست غبية إنما تجاري الواقع الذي تعيشه مصر ووضع اقتصادها المتدهور وحالة الاحتقان السياسي في شوارعها .. هذا الواقع يعد فرصة تاريخية لها موقعها في المخطط التوسعي الإيراني.

 

أما مصر وهي الدولة العربية الكبرى، فلها مجالها الحيوي المعروف تاريخياً من الصعب التفريط به، لكونه يرتبط بأمنها القومي، ويتمثل بالسودان جنوباً وببلاد الشام شمالاً وبمنطقة الخليج العربي شرقاً .. فكيف تقبل مصر إغراءات التطبيع الإيرانية على حساب مجالها الحيوي، بتطبيع علاقاتها مع دولة إقليمية تناصب العداء بل تسعى من أجل التوسع الإقليمي في المنطقة، فتطالب بالبحرين وتؤكد ملكيتها للجزر في الخليج العربي وتتحدث بصفاقة عن محافظاتها العربيات في جنوب لبنان وسوريا والعراق والبحرين ؟!

 

إن قوة العلاقات الاقتصادية القائمة بين إيران وبعض دول الخليج العربي لا تمنع إيران من تصدير ما يسمى ثورتها الأيديولوجية- الطائفية إليها ، ومن السذاجة الاعتقاد بأن إيران سيغريها التطبيع مع مصر وتتخلى عن أهدافها في المنطقة .. بيد أن الواقع الجيو- إستراتيجي يشير إلى أن قطع الذراع الإيرانية في دمشق يميت حزب الله في الجنوب اللبناني، وتتلاشى الخلايا النائمة في الخليج ويهرب لصوص الطائفية في بغداد .. وكأن التاريخ يعيد نفسه حيال تحرير العراق الذي يستوجب تضافر الجهود العربية لتحريره .

 

يتوجب على مصر أن تسترشد بإستراتيجية الشؤون الخارجية، التي توصف بالشمول والمدى الطويل وتعني بالوسائل الضرورية لتنفيذها، وتشترط أن تكون هادفة ومنسقة داخلياً ومترابطة منطقياً، وتفاعلية .. فإذا كانت تنظر إلى الوطن العربي والمنطقة، عليها أن تنظر إلى الصورة بكاملها، بمعنى اتساعها بالشمول وليست عشوائية أو عرضية أو تدريجية في مقارباتها .. فأزمات المنطقة متشابكة وتأثيراتها متشابكة أيضاً، ومعالجة إحداها على حساب أخرى يجعل العمل السياسي يدور في حلقة مفرغة من الأزمات .. ومن أخطر ساحات الوطن العربي على الأمن القومي العربي هو العراق الراهن، الذي تنطلق منه التهديدات الإيرانية بالإنابة صوب دول المنطقة برمتها ، وما على الدول العربية التي تستشعر هذا الخطر أن تعمل من أجل تحجيمه وإنهائه .. فالسياسة ذات التركيز الإستراتيجي هي التي تطور مقاربة أكثر اتساعاً تجمع بين الإستراتيجية والتكتيك في ما له علاقة بأهداف محددة إقليمية .. فهل تعتقد مصر أن التطبيع مع إيران سيمنع الأخيرة من تشيعها الصفوي في صفوف الشعب العربي المسلم في مصر؟ وهل تقنع إيران بمرونة الحلول الواقعية لأزمات المنطقة على أساس مبادئ حسن الجوار؟!

 

 





الخميس ٣٠ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة