مجددا عادت لغة التظلم والبكائية تفرض نفسها على المشهد العراقي بسبب خمسة جنود قتلوا في الانبار دون ان نعلم حيثيات الموضوع إلا من خلال قناة واحدة لا تعرف معنى الإعلام المستقل ويعتبرها العراقيون بوق الحكومة الناعق ... ولا أريد هنا أن أقول كما قال غيري بأننا نحرم الدم العراقي وان هؤلاء عراقيين ويدافعون عن الوطن وما الى ذلك من أوصاف .. فأنا عموما ضد القتل ... لكن لم أجد في العراق بعد الاحتلال من هذا الجيش سوى القتل والتعذيب والاعتقال والتهجير والتدمير ... لذا لن أكون مثاليا اليوم .. أصابني القرف وأنا أقرأ وأسمع عن حرمة الدم العراقي ... حقاً إنها لمهزلة عظيمة .. فدماء ابناءنا في الحويجة لم تبرد بعد ... ومجالس العزاء لم تنفض بعد .. ومن المتهم الرئيس والاكيد في قتل هؤلاء المسالمين ؟؟ أليسوا هم من شاكلة الجنود الذين قتلوا في الانبار ؟؟ لماذا نسمع عن اتهامات كثيرة بأن المعتصمين هم ارهابيين وبعثيين وتكفيريين وانهم يستحقون القتل بالرغم من أنهم كانوا نياما في خيمهم ؟؟ نجد من يقول فليذهبوا الى الجحيم هؤلاء الخونة !! من هو الخائن هنا ؟؟ الجندي الذي يقتل معتصمين سلميين ؟؟ أم المعتصمين الذين ظنوا خطئا بأنه يحق لهم يمارسوا حقهم الذي يكفله الدستور المسخ ؟؟ هل يجب ان ننزل لمستوى عقول هؤلاء الطائفيين في مطالبهم بحرمة سفك الدماء ونحن نراهم ونسمعهم يهينون شهدائنا ويبجلون القاتل ويشدون على يديه التي خاضت بدماء الأبرياء ؟؟ هل سنكون حينها منطقيين ؟؟ ولكن أين المنطق اليوم في زمن العبث والجنون وقذارة المواقف ؟؟ وأين كانت مطالبهم حينما كانت الدماء تسيل انهارا والاجساد تقطع والمعتقلين يعذبون ويقتلوان ويرمون في المزابل ؟؟ أين مطالباتكم والمليشيات القذرة تعيث فسادا في المناطق التي يفترض عليهم حمايتها ؟؟؟ أين بكائهم حينما كانت الاعتقالات العشوائية تطال الشباب لاسباب يعلموها جيدا ؟؟ منذ متى وهذا الجيش يذود عن الوطن ؟؟ منذ متى أصبح هذا الجيش وطنيا ويحمي حدود العراق ؟؟ أي مهزلة هذه ؟؟ وماذا عن الحرس الثوري الايراني المتجحفل مع الجيش العراقي ؟؟ ماذا عن السجانين الفرس في سجون العراق ؟؟ وماذا عن تصريح المسؤول الايراني حول مشاركة قوة من الحرس الثوري في مهمة القضاء على الارهابيين ويقصد هنا ابناء الحويجة؟؟ هل تنكرون كل ذلك وتنسونه اليوم ؟؟؟ والسؤال الأهم ،، لماذا ؟؟ كلا .. لسنا ممن يجزئ المواقف والمبادئ ... بالأمس كنا نعتبر هذا الجيش عدو للشعب العراقي .. ونحن لسنا منافقين أو أتباع مفاهيم معيبة كي نعتبره اليوم جيشا وطنيا .. هذا عيب وخزي ... نسيتم كيف تأسس هذا الجيش ومن أسسه ومن أي كائنات مقرفة تكون ؟؟ هل نسيتم أم إن أعتباراتكم الطائفية فرضت نفسها ؟؟ فاذا كانت بعض الأطراف لها عتبارات طائفية في دعمهم لهذا الجيش .. فما هو دافع من نالوا من هذا الجيش كل انواع القمع والقتل والاعتقال والتعذيب ؟؟ أم انكم اليوم تقولون بأن هذا الجيش لم يمسكم لحد الان ولا يهمنا ما جرى لمئات الالاف من المعتقلين والمعذبين في السجون ؟؟ فإن كان كذلك فإبشروا بنار جهنم يحرقكم بها هذا الجيش ومن وراءه الحرس الثوري الفارسي .. يُقتل الجنود في الحروب ليس لأنهم فقط مشاركون فعليين في القتال ... وليس لأن هنالك اثباتات وبراهين على قيامهم بالقتل والتعذيب .. بل لأنهم جنود ويتحملون وزر قرارات قادتهم وأفعال زملائهم ... فهم مشاريع قتل مستمر ... ربما بالامس لم يقتلوا أحدا ولكنهم سيقتلون غدا ... لا قوانين تحكم الفوضى .. وهذه الفوضى لم يخلقها الشعب .. بل خلقتها الحكومة الصفوية الفارسية ومن يقف خلفها ليدعمها لمزيد من القتل والتنكيل ... الشعب أنجرف لهذا الذل والهوان بسبب هذه الحكومة وجيشها الملعون .. كفاكم تباكي وتظلم فلم يعد في الجعاب من كرامة ... وأبشركم بان لا سامح الله لو انتصر هذا الجيش عليكم اليوم فسترون أياما سود ستتمنون فيها الموت لكنكم لن تنالوه دون اشد انواع التعذيب والتنكيل