شبكة ذي قار
عـاجـل










قرار الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نقل ممثله الخاص في العراق إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وصفته المنظمة بأنه إجراء روتيني. بينما الحقيقية غير ذلك إذا أردنا تسمية الأشياء بمسمياتها, فقد رحبت الأوساط الشعبية العراقية بالقرار التي اعتبرته متأخرا . وبعد هذه التطورات أعلن رسميا المدير القطري للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إنهاء مهام عمله في العراق . هذا الإعلان هو من دفعنا إلى التساؤل عن الدوافع الحقيقية التي تقف وراء هذه القرارات المهمة ،


فهل يمكن للمتابع الشأن العراقي إن يضع هذه الخطوات في خانة الصدفة أو يفسرها على أنها مجرد إجراءات إدارية روتينية كما قالت عنها الأمم المتحدة. من غير الممكن تماما , لماذا ؟ لان هذه الأمور لم تأت في بلد تتسم أوضاعه بالاستقرار وتتصف عمليته السياسية بالميتة. لاسيما أن ( مارتن كوبلر) قد تعرض في وقت ليس بالبعيد الى سيل من الانتقادات اللاذعة من قبل قوى سياسية عراقية وشعبية وقوى اخرى تدعي انها تمثل المتظاهرين في محافظات الستة , ومن الأسباب الموجبة لهذا القرار ، مايلي


1- اتهم كوبلر بين الانحياز الى الحكومة العملية وعدم النزاهة بشان التقارير التي يقدمها الى المنظمة .


2- غضه الطرف عن الانتهاكات, حتى اتهمه اخرون بتلقي اموال من سياسيين لتأييد مواقف الحكومة .


3- الشكاوى الكثير التي قدمت الى الامم المتحدة .من قوى شعبية مختلفة. تطالب يأستبدال ( كوبلر ) لكن المنظمة وعلى الرغم مما قيل عن ممثلها اقرت بحنكته الدبلوماسية وحياديته كون ( كوبلر ) دبلوماسي الماني ومشهود له بالاستقامة وفقا للمنظمة .


4- الحملة الدولية التي اقامها المتظاهرين في ساحات الاعتصام وملايين التواقيع والرسائل التي ارسلت الى الامين العام للامم المتحدة اسهمت في هذا القرار


5- دور المقاومة العراقية ومعها الشعب العراقي الذين نظموا حملات مليونيه جمعوا فيها التواقيع التي تطالب بابعاد كوبلر عن العراق ،وأرسلت إلى الأمم المتحدة , وحسب معلوماتي الشخصية سلمت بشكل مباشر الى الامين العام.


6- دور الكتاب والصحفيين العراقيين الوطنيين الذين رفدوا الصحافة العالمية بالمقالات والمعلومات التي أثبتت تواطأ كوبلر وانحيازه .موثقة بالصوت والصورة .مما حدا بكتاب وصحفيين عالميين المطالبه بتغيره امثال الكاتب جون بولتون و الصحفي باتريك كندي و طاهر بومدرة وغيرهم.


7- يقابلها ايضا دور (( منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية )) التي ساهمت بكشف تواطأ كوبلر مع النظام الايراني ومع حكومة المالكي ،مخالفا للقانون الدولي واسهامه في تعرض اكثر من 3000 عنصر من مجاهدي خلق للخطر خين تم نقلهم الى معسكر ليبرتي من اشرف.


, ووسط هذا الشد والجذب يتبين ان الامم المتحدة بشكل عام يائسة من امكانية وصول الزعماء السياسيين العراقيين الى نقاط مشتركة بأعتبار ان هنالك لاعبين فاعلين على الساحة لاتستطيع المنظمة لجم دورهم او التحجيم من نشاطهم لاسيما وانهم يمتلكون المال والتأييد للتأثير على الداخل العراقي, واقصد هنا بعض الدول الاقليمية مثل (( ايران وتركيا )) منها التي لها القدرة على تحريك مواقع احجار الشطرنج بالساعات والدقائق , ما اضعف وسيضعف من قابليات الامم المتحدة في اطفاء نيران الحدث العراقي.


واذا ما اريد لهذا الامر ان يعالج وتعود القوة والفاعلية للدور الاممي في العراق فهو متروك بيد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي شاركت سياساتها الاخيرة المتبعة تجاه الشرق الاوسط وتحديدا دول ما يسمى الربيع العربي في التقليل من قيمة المنظمة الاممية وأقصاء دورها في حل النزاعات وفقدان ثقة الشعوب بعملها فهي مسببات تدعو للخوف من تلاشي دور الامم المتحدة او حتى زوالها في المستقبل .

 

 





الاحد ٧ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة