شبكة ذي قار
عـاجـل










من المتعارف عليه تاريخياً أنه لا يوجد بلد في العالم يخلوا من الخونة وبائعي الضمير والهوية الوطنية، من اجل مصالح شخصية ضيقة أو من أجل نفع مادي رخيص، لكن شرِهها لاحدود له.


ونادراً ما نراها تمارس أفعالها بصورة منفردة، بل تحاول دائماً أن تكسب وتستقطب أكبر عدد ممكن "من الأنقياء الثقاة الوطنيين" لتضمهم إلى دائرة السقوط والتلوث الأخلاقي، والتي سرعان ما تظهر على السطح ويفتضح أمرهم فيتساقطون الواحد تلو الأخر تباعاً وبنفس الطريقة التي سقط بها من كسبوهم... فأحذروا أيها الثقاة الانقياء من فرائس الملوثين والعملاء.

 

ولكثرة إنتشار هذه الأمثلة التي تحمل تلك الشخصيات الموبوءة في عالمنا العربي والدولي، خصوصاً بعد ما يسمى بالربيع العربي، سنختصر ونركزعلى ما يخص العراق فقط ونأخذ لمحة بسيطة من التاريخ القديم ممن امتهنوا الخيانة او العمل مع مخابرات الدول والجهات التي كان لها الأثر الفاعل والأكبر في إحتلال أو تدمير العراق سياسياً وإجتماعياً عن طريق :

 

الخيانة "التجسس لصالح دولة أجنبية"

 

أو الأنخراط في تنظيمات وتيارات لديها أجندتها الخاصة " إقليمية كانت أم كونية" وتعمل ضد مصلحة العراق أرضاً وشعباً .

 

النوع الأخير من تلك الشخصيات  تتاجر بالقضايا الوطنية وتعمل من أجل جمع المزيد من السحت الحرام على حساب الحاجة الملحة لبعض الأنقياء والصادقين ممن يحملون الهوية الوطنية اسماً وفعلاً على إختلاف أعراقهم ومذاهبهم ودياناتهم.

 

ولعل أول ما يتبادر إلى أذهاننا ونحن نستعرض تاريخ الخيانة ومدلولاتها، هو الضابط العراقي المسيحي "منير روفا 1966" الذي هرب بطائرته ميج-21 إلى إسرائيل، ولاحقاً تم تهريب عائلته عن طريق شمال العراق بعد أن استطاع الموساد "المخابرات" الأسرائيلية الانتشار بكثافة وتوزيع شبكاته المعروفة والمجهولة في المراكز المهمة للجيب الكردي في شمال العراق، واستطاع تجنيد الكثير من العملاء والخونة مستغلاً أوضاعهم المادية والسياسية الصعبة التي كانوا يمرون بها في ذلك الوقت.


وأفضل من نشر وكتب عن هذه الشبكات وتفرعاتها ومحطاتها معززاً بالصور والشهادات الشخصية لبعض من تعامل معهم، وقسماً كبيراً منهم لازال على قيد الحياة، هو ضابط الموساد الأسرائيلي "نكدينو شليمون" مؤلف كتاب " الموساد في شمال العراق".


ورغم التسميات والمصطلحات البراقة التجميلية، التي أدخلت على هذه الأنشطة اللاخلاقية لتبريرها " ولو لغوياً فقط"على الأقل من وجهة نظر القائمين بها!"، إلا أنها تبقى أنشطة رذيلة معيبة بحق أي شخص القيام بها مهما كانت هويته أو جنسيته. المثير في الأمر أن هذه الأنشطة الخيانية بدأت تتخذ أشكالاً وتفسيرات مختلفة بحسب الموقف السياسي والشخصي أحياناً، ولعل أول ما سمعنا عن من قدموا مع المحتل الأمريكي، هم ما تسمى مجموعة المعارضة العراقية السابقة" الحكومة العراقية حالياً" التي شاركت المحتل عمليته السياسية وكانت أداة مهمة من ادواته في احتلال وتدمير العراق.


ومنذ 2003 وحتى يومنا هذا بدأ تعريف الخيانة والعمالة يتغير بحسب الشخوص والتوجه الحزبي والمتغيرات السياسية، فأصبحت الخيانة لدى ساسة المنطقة الخضراء في العراق شهادة عزٍ ومدعاة للفخر، ولاننسى حديث علاوي وتصريحه بأنه عميلاً لعدة أجهزة مخابرات اجنبية، وأمسى التعاون مع المحتل مسألة فيها نظر! كالعميل الخائن رافد الجنابي ودوره في صنع إكذوبة معامل اسلحة الدمار الشامل المتحركة التي استند عليها المجرم "توني بلير" وشارك في غزو العراق، إضافة إلى مشاركة البعض من الأنتهازيين والمشبوهين في العملية السياسية وصنع الحكومة التي تعتبر أساس معاناة الشعب العراقي بكافة أطيافه، أما من يقاوم ضد العملية السياسية وضد أذنابها وعرابيها فذاك إرهابي ولا يعد من البشر..!!


ولازلنا نذكرموقف بعض قيادات الحزب الشيوعي العراقي التي وقفت ضد اقرانهم من القيادات التي شاركت المحتل في عمليته السياسية، بالأمس كانت هذه القيادة، تعتبر من يتعاون مع حزب البعث "عميلا" تصل لدرجة "الخيانة" فكيف بها بالتعاون وبتفانٍ مع المحتل الأجنبي (أمريكي أو ايراني!!) ... يتحكم بها ويحدد لهم إتجاه سيرهم...فهؤلاء في نظر الوطنيين العراقيين كالعنزة الـ( جرباء ) خطرهم يزداد بأرتباطهم مع الأحتلال ومشروع الاحتلال!


وبغض النظر عن تاريخ ومواصفات من شاركوا المحتل عمليته السياسية التي يتسترون بها اليوم، وما تحمله لهم من حماية ( مؤقتة ) ولو لحين! لكننا لاندري إذا كانت ستحميهم أمام الضمير الأنساني إن كان فيهم بقية منه، وأمام عيون اليتامى والأرامل، والقانون العراقي الحقيقي حين يأتي يوم الحساب.


نحن نتكلم هنا عن جرح ينزف كل يوم، ونعيش ألامه التي صنعوها بأيديهم وخططوا لها مع الأحتلال وقبله، من أشخاص معروفين بخبث نواياهم، بأسمائهم الشخصية وصفاتهم الحزبية ومسؤولياتهم ومواقعهم ومهماتهم في حكومات الأحتلال الأمريكي قبل الغزو والأحتلال وإلى يومنا هذا.

 

ألا أننا نستغرب إنجرار الوطنيين خلفهم بعد أن أوهموهم بالتوبة عما قاموا به من قبل، وصدقوهم وساروا ورائهم وباتوا يدافعون عنهم بنرجسية وعدوانية غريبة وشرسة، بل باتوا يجرحون ويدوسون الايادي التي عانقت اياديهم يوم حملوا مشروع تحرير العراق سوية رغم الأسى والمعاناة والمرارة التي ذاقوها وهم صابرون مثابرون من أجل تحرير العراق منذ 2003.


"من هنا جاء المثل الشعبي (لا تربط الجرباء حول صحيحة خوفأ على الصحيحة أن تجرب) . وهو تحذير للسليم المعافى من الانزلاق الى الطريق غير الصحيح ، الذي لا يؤدي الا الى ايذاء البسطاء والكادحين الوطنيين من ابناء شعبنا ."


لاشك ابداً من أن هؤلاء الملوثين بالاحتلال وعمليته السياسية لن يتوقفوا عن سعيهم ولهثهم وراء شق الصف الوطني وتلويث أكبر عدد منهم بما هم ملوثون به من داء سرطاني خبيث، لانهم لا يريدون أن يعيشوا لوحدهم مرارة هذا الداء الذي اشتروه بانفسهم لانفسهم، لغايات مادية وسياسية واغراض خبيثة عاشوا وسطها وسيموتون وهم فجاراً بغاة باعوا الارض والعرض من أجل حفنة من السحت الحرام. ويبقى الدور النهائي والقرار الشجاع على الأنقياء أصحاب المواقف المبدئية الوطنية والشجاعة، أن يعوا خطورة هذه الادوار الخبيثة التي يقوم بها اؤلئك الملوثون، مهما برقت عناوينهم وزركشت بمعان الوطنية والانسانية المزيفة، حالهم حال الديمقراطية الأمريكية التي جلبوها وجعلوا من العراق بؤرة للأرهاب يدفع ثمنه الأبرياء من العراقيين يومياً


وتذكروا أنهم سبب المعاناة التي نعيشها منذ 2003 وإلى يومنا هذا، والعجب كل العجب بمن ياتي ليقول أنهم تابوا! بعد ماذا ! بعد كل ما جرى في العراق؟! بعد مليونا شهيد ولازالت قافلة الشهداء تسير والدم العراقي ينزف حتى ساعتنا هذه!..بعد ماذا تابوا؟!


تأكدوا تماماً أنهم يعيشون أقذر مرحلة في أعمارهم ويريدون أن تشاركونهم هذا العار، فهم مستعدين لفعل أي شيء من أجل أن تتلوثوا معهم وبهذا يكونوا قد أنقصوا عدداً اخر من أعداد الوطنيين التي بدأت تتناقص كل يوم، والأمثلة كثيرة..ولا حصر لها... للأسف!


وما مؤتمر اسطنبول الاخير الذي عقد يوم 6-8 تموز 2013 إلا محاولة خبيثة لجر الوطنيين والانقياء من العراقيين ممن لم يتلوثوا بالعملية السياسية التي وضعها الأحتلال. ورغم الحضور الكبير لتيارات وشخصيات وطنية مشهودا لها إلا أن هذه الحيلة الخبيثة لم تنطلي على الكثير منهم واستطاعوا الوقوف بكل شجاعة وتجرد لتشخيص هذه المحاولة البائسة، اما إذا تصور الراعون للمؤتمر أو من أشار إلى حضور أحد قيادات المقاومة العراقية البطلة فهو إفتراء فاضح لدعم المؤتمر بشكل التوائي رخيص، إذ لم يحضر المؤتمر أي من قادة فصائل المقاومة مطلقاً، والأسماء والعناوين موجودة جلية واضحة ولا لبس فيها...وقافلة المقاومة العراقية البطلة ماضية في دربها والعواء خلفها خواء


في الأيام القليلة المقبلة سنكشف بالأدلة والبراهين مكر الملوثين ودجلهم والتفافهم على النخب الوطنية التي باتت اليوم تدافع عنهم .... فانتظرونا .!

 

 

 





الاثنين ٢٠ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المرابط العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة