شبكة ذي قار
عـاجـل










تعد جريمة تعذيب وقتل المعتقلين المستمرة في العراق ظاهرة غير إنسانية وصلت إلى مرحلة بات فيها السكوت عاراً في جبين من يسكت عنها بدءاً من المواطن مروراً بالمنظمات الانسانية وصولا للدول والحكومات، والتي سجلت خرقاً صارخاً غير مسبوق لأدنى معاني حقوق الانسان التي تجيزها القوانين الوضعية والشرعية.


لازال يلاقي أسرانا ومعتقلينا في سجون الحكومة المنصبة من المحتل أبشع أنواع التعذيب والاهانة الممنهجة والتي يراد منها إذلال المعتقل وتجريده من هويته الانسانية وتعريضه للأصابة بالعاهات الجسمانية والنفسية، وكذلك منع الأدوية والرعاية الطبية من أجل استمرار مسيرة الاضرار بمستقبل المجتمع العراقي عاطفيا وأخلاقياً والتي يهدف لها السجانون ومن يقف خلفهم من هذه الحكومة اللا أخلاقية.


ومع كل هذا يصبر المعتقلون ويصابروا على ما أبتلاهم من ظلم وجور ومن ورائهم آلاف الأسر التي فقدت معيلها أو أبناءها دون وجه حق، ولا تعلم هذه الأسر لمن تناشد غير الله سبحانه في علاه، فلا قائد شريف في العراق ولا رئيس وطني ولا وزراء يحملون ذرة من ضمير ولا برلمان حقيقي يمثل المظلومين ولا قضاء عادل يستطيع أن ينصر المظلومين الذين زجوا في السجون لأسباب لا علاقة لها بالجرائم، بل نتيجة لعمليات كيدية وعشوائية يعتقلون فيها الناس وهم نيام، ولا يقف أمامهم شيخ أو عجوز أو أمرأة أو شاب أو طفل.


وصلتني رسالة من أحد المعتقلين عن طريق أحد الأصدقاء الذين أبتلوا باعتقال أحد أفراد عوائلهم، يستنجد فيها المساعدة للخلاص من الحياة البائسة داخل السجن، وتحمل الرسالة بين طياتها معاني الألم والحسرة لشباب لم يرتكبوا جرماً سوى إنهم مشكوك فيهم لأسباب غير إجرامية!! ويشكو المعتقل من سوء المعاملة في سجن الكرخ المركزي في مطار بغداد ( كروبر سابقاً )، والذي يديره المجرم المدعو ( جلال .... ) وهو من أهالي البصرة، حيث يوضع عدد كبير من المعتقلين في غرف صغيرة خالية من الشبابيك أو فتحات التهوية، ويمنع المعتقلين من الذهاب الى الحمامات من الساعة العاشرة ليلاً حتى الثامنة صباحاً، وهو أسلوب أمريكي للتعذيب النفسي والجسدي مارسوه في سجن غوانتنامو وعلموه لعملائهم فيما بعد.


يواصل المعتقل حديثه ويقول; قبل فترة قصيرة تم قتل اثنين من المعتقلين بالضرب على الرأس، وآخرين تم تكسير أيديهم وأرجلهم، ويستمر مسلسل القتل التعذيب والأهانة كلما دخلت قوات سوات المعتقل، ولا يسمح للمعتقلين باستلام الملابس والادوية من ذويهم، حتى انتشرت الامراض الجلدية وغيرها بسبب قلة الماء وأكتضاض الغرفة الواحدة بعدد كبير من المعتقلين.


نحن إذ ننقل رسالة هذا السجين بأمانة تامة نعلم علم اليقين بأن هناك الآلاف من المعتقلين الآخرين الذي يواجهون خطر الموت يومياً، علماً بأن هؤلاء المعتقلين لم تحال قضاياهم إلى القضاء ليبت فيها، ولم يعتقلوا بأوامر ألقاء قبض رسمية حسبما تنص القوانين، وكلما يمر الوقت يتعرض هؤلاء لخطر تنفيذ أحكام الإعدام العشوائي التي أصبحت ورقة ضغط بيد الحكومة لاستغلالها سياسياً ودون أدنى معارضة من المنظمات الدولية والأمم المتحدة التي تنادي بالديمقراطية والتي دعمت هذه الحكومة العميلة لحكم العراق ووضع الشعب تحت رحمتها.


بالرغم من ذلك وإيماناً منا بطرق جميع الأبواب التي يمكن من خلالها رفع معاناة أسرانا من قادتنا وشبابنا وشيوخنا ونسائنا القابعين في دهاليز السجون السرية والعلنية، فإننا نطالب جميع المنظمات الانسانية الحكومية وغير الحكومية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وشعوب العالم المحبة للحرية ومن ضمنها الجهات التي شاركت بجلب البلاء على شعبنا بداعي الديمقراطية التي خلفت كل هذه الخسائر ، نطالبهم بالتحرك الفوري لتصحيح خطاياهم وأخطائهم القاتلة في العراق، فالواجب الأخلاقي والانساني يحتم على المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الاعتداء على مبادئ الانسانية الذي يمارسه مجموعة من القتلة المأجورين بأسم الديمقراطية ومحاربة الإرهاب، الإرهاب الذي جاء مع استلام حكم العراق من قبل مجموعة من شذاذ الآفاق، الذين جلبوا العار لكل من ساهم فعليا بتسليمهم حكم العراق العظيم.


اللهم أرحم شهدائنا وأسكنهم عليين
اللهم فك أسر أسرانا من سجون المارقين
اللهم أرحم شعبنا وفك أسره من قيود العملاء الفاسدين


وليخسأ الخاسئون







الثلاثاء ١٦ محرم ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة