شبكة ذي قار
عـاجـل










سقمنا ومرضنا من قراءة ومتابعة وسماع أخبار الجدل السياسي عن الانتخابات ووجوهها الكالحة المقرفة المكررة والمملة .. فعندما نتابع الأسماء المطروحة للترشيح يصيبنا القرف والاشمئزاز من قذارتها فسيولوجياً وسايكلوجياً.. فهم عبارة عن أكياس قمامة تخفي نتانة الأرض كلها.. وما أن تنفتح حتى تنطلق منها الروائح المقرفة .. وبالرغم من إن خلقة الله لا جدال فيها!! لكن ما نراه من وجوه قذرة يجعلنا نستغفر الله ثم نقول قبح الله وجوهكم كم هي كريهة ونتنة..


لقد وصل بنا الحال إلى الاشمئزاز من ذكر حتى الأسماء .. وكأننا نريد أن نعوذ بالله حينما نذكر أسمائهم وكأنهم الشيطان ... أو أتباعه الصغار.. وفي واقع مؤلم آخر نقول بأن ليس أقبح من هؤلاء سوى أتباعهم المنتشرون بين الشعب.. إنهم كالسوس او الجراد الذي ينخر أما بالجسد أو بالأرض.. هم حشرات تعتاش على دماء الآخرين.. لا يعرفون جني الأموال سوى من السحت الحرام.. ذلك السحت الذي يتكرم به اللصوص الكبار عليهم من صفقات مهولة تذهب بثروات العراق إلى بريطانيا وأمريكا وأوروبا وإيران وربما إلى اسرائيل أيضا.. لا سقف قذر لهؤلاء .. وهذه الحقيقة تقودنا إلى مصيبة أكبر.. وهي إننا نفقد الثقة بكل من حولنا.. فنسمع الكثر ممن يتحدثون عن معارفهم في الحكومة الساقطة خلقاً وأخلاقاً.. طبعا بحكم المصالح.. وبحكم المثل القائل .. إذا كانت حاجتك عند كلب فأدعوه سيد جليب.. ونرى الكثير على الفيسبوك ممن وضع أصدقاء في قائمته لا يتشرف بها أي مواطن شريف.. وكثير منهم دون قناعة.. لكنها المصلحة مرة أخرى.. فلو كانت عن قناعة فسيشملهم تصنيف التُبّع الصغار الذين تكلمنا عنهم آنفاً..


والآن نعود إلى الجدل السياسي عن الانتخابات.. وكي نعلم حقيقة ما يجري وما يجب أن يفهمه المواطن العراقي الذي ليس لديه ناقة أو جمل فيما يجري نقول; ينبغي أن نعي بأن الوجوه التي تدور الأحاديث حولها في دهاليز العملية السياسية باتت مزمنة في مجال السرقة والفساد.. وهذا يعني بحساب المال والاقتصاد انهم أصبحوا أصحاب رؤوس أموال ضخمة .. ولا تحتاج الانتخابات في كل العالم إلا لهذا الشرط.. أما باقي الشروط فتأتي تباعا دون أن تشكل تأثيرا كبيرا عليها.. وفي المقابل ..لا تمتلك الحركات والجهات الوطنية مصادر أموال تستطيع بها مجاراة ذلك الفريق في ساحة الانتخابات..


لقد بات الفقر والجهل المدقعين لشعبنا اليوم الملعب الرئيس لهؤلاء.. فمن جهة يسرقون الأموال ليرفعوا سقف الفقر والجوع والحاجة والعوز .. ومن جهة أخرى تبذل الأموال قبل الانتخابات لاستقطاب الفقراء والمحتاجين والمنافقين والجهلة.. كما إن الطائفية شكلت الوجه السيء الآخر... فبينما تنتشر المفخخات في شوارع العراق ( والتي نعرف مصادرها ) .. ينبري الطائفيون لاستقطاب الجهلة والمنافقين من الطائفيين بوعود كاذبة عن توفير الأمن والأمان لطائفة ضد أخرى.. ويساهمون في شق الصف العراقي.. ذلك فقط من أجل الانتخابات لا غير.. وطبعا دون أن ننسى تنفيذ أجندات خارجية .. فتلك مصيبة أخرى..


في الواقع هذا هو حال الديمقراطية اليوم.. تريد أرنب أخذ أرنب.. تريد غزال أخذ أرنب.. لن تحصل أيها الشعب سوى على ما حصلت عليه سابقا.. وإياك أيها الشعب ثم أياك أن تتمنى غير ذلك حتى ولو في الأحلام... فلن تنصلح الأحوال إلا في ظل وجود ديمقراطية حقيقية.. ولا وجود لديمقراطية حقيقية مع توافر وبذخ في أموال السحت الحرام في الشارع العراقي.. إذن ما نحتاج له هو في الواقع حكومة وطنية قوية وحقيقية لتأمين البلد وتنظيف الوطن من الأوساخ والجراثيم العالقة بالنفس قبل الجسد.. وبعدها يمكن الولوج في تجربة الديمقراطية..
فالعافية درجات..

 





الاربعاء ٨ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليد خالد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة