بُشراكَ يا خالد
محمد نصيفأرثـيـهِ أم أبـكـي الـفـراقَ مكـابــدا
والكـونُ مـفـجـوعـاً يـودّعُ خـالـداعَرَضَتْ له الـدنـيـا بـزهـو بريقها
وهو ارتدى ثوبَ الـمـنـيـةِ زاهـدانـَسَجَـتْ لهُ الأخـلاقُ ثوبَ علائِها
واختارَ عـلـيـاءَ الجـنان مـقـاصدافـلـوجـة الـحـبِّ الـنـقـي وصفوهِ
ما كان قلبكِ في المواجـد جـاحـداأمّ المـسـاجـد قـد غدوتِ كـئـيـبـة
فـكـأنـمـا سلبَ الجـنـاة مـسـاجـداهل زار عينيكِ الكرى ونسيتِ مَنْ
سهر الليالي عن جـفـونِـكِ ذائـداعـيـناكِ كيف تـنـامُ لـيـلَ رحـيـلـهِ
وهو الذي هجر المضاجعَ ساهداكيف ارتضيتِ فـِراقـَهُ وهـو الذي
حمل المواجعَ في هـواكِ مجاهدايلقاكِ إذ تصحـو جـراحُـكِ بلسماً
وأخـاً بهمّكِ إن هـمـمـتِ ووالـداكم ألهبَ الساحاتِ سيفُ صمودهِ
وفـواجـعُ الـغـازيـنَ كنّ شواهـدامتوشحـاً نـبـلَ الطـباع ولم يـلِـنْ
مـتحـديـاً ريـحَ الـنـفـاق مـعـانـدافـلـوجـة الـشـهـداء عذراً إن أنا
أوجعتَ قـلـبـكِ بالملامـة قـاصدالا تغـضبـي مني فـمـقـتـلُ خـالـدٍ
نارٌ تـُسعـّرُ في الضلوع مـواقـداأدري بـأنـكِ تـُضمريـنَ تـوجّـعـاً
والدمعُ أبصرُهُ بجـفـنـِكِ شـاهـدالـكـنَّ صبرَكِ قد يـزيـدُ نـزيـفـنـا
طـَمِعَ الـلـئـيمُ به فـزادَ مـفـاسـداكم كوكبٍ سـرقَ الـلـئـامُ ضياءَهُ
سكنَ الثرى بعد التوهّج هـامـدايا خالـدُ الأحزانُ تسحقُ صبرَنا
فـَقـَدَ العراقُ من الفوارس قائداأرثـيـكَ أمْ أرثـي المآثـرَ والعلى
خسرتـْكَ ساحاتُ البطولةِ رائـداجابهتَ كـفَّ الـعـاديـات تـجـلّـداً
ووثبتَ في وجهِ المخاطر مارداوعشقتَ كأسَ الموتِ تطلبُ وردَهُ
فـانعَـمْ بجـنـاتٍ يـطـبـنَ مـواردابشراكَ خالدُ فالجـنانُ تعـطـّرتْ
تشتاقُ من طلبَ الشهادة عابدامن نور سفـركَ أستعيرُ عبارتي
لأرصّعَ الـتـأريـخ منكَ قـصائـدافـتـشِـعُ من وجهِ القصائد أنجـمٌ
تـزدانُ في جيدِ الفـخـار قـلائـدا