شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة :

سؤال أطرحة على الجميع بدون أستثناء، وخاصة الذين يعنيهم الشأن السياسي، وهو سؤال محدد وواضح يستوجب ، ليس فقط الإجابة عليه، إنما العمل على ربطه بالأحداث وهي في تزامناتها ، لأن مشكلات الماضي هي إشكالات للحاضر وعُقَدْ متأزمة للمستقبل، وعملية الربط هذه ينبغي أن تكون موضوعية وقائمة على أساس التحليل العلمي المجرد من الأغراض والمنزه من الدوافع، التي غالباً ما تضع النتائج أولاً وتستبق إرجاع الموقف أو الحدث إلى عناصره الأولية قبل أن تتم عملية التحليل العلمي الهادف والرصين للموقف أو الحدث، حتى أن النهج الخاضع للتخطيط والتنفيذ، يتوجب هو الآخر أن يكون مشمولاً بوضعه على طاولة التشريح.

 

موضوع المقال هذا قد لا تكون له علاقة مباشرة بعنوان المقال، طالما بات من المفيد أن نعرج في مسألة التحليل السياسي، على مسألة التخطيط ولا ندخل في تفاصيل ( نظرية المؤامرة ) التي كثر الحديث حولها.. فالبعض كان محقاً حين تحدث عن مؤامرة كبرى مرسومة منذ زمن بعيد بات وضعها الراهن ناضجاً بما يكفي للتطبيق أو التنفيذ على أرض الواقع.. لماذا ؟ لأن ما بين التخطيط والتنفيذ جملة من الشروط يجب أن تتوفر حتى ترى الأهداف أو ثمرة التخطيط  ظاهرة أو بارزة على الأرض، والشروط هذه ينبغي أن تنضج، ليس وحدها، إنما الظروف الموضوعية التي تحيط بها تشترط هي الآخرى النضج والتناسق- ليس كل الثمار مهيأة للأكل، فهناك ثمار قد يكون أكلها عسيراً  أو علقماً، وربما قاتلاً قبل نضجها ، والحالة هذه يمكن أن نطلق عليها زمن النضج- الثمرة لا تُأكل حتى تنضج- .!!

 

في مسألة التخطيط، لا أحد من الدول الكبرى والعظمى لا يخطط، والسياسة لدى هذه الدول خطط لمديات ومعايير لأوزان، تضعها في ضوء القدرات والإمكانات والظروف، والتقسيم في هذا المنحى يأخذ طابعاً إستراتيجياً، حيث يمكن القول : تخطيط إستراتيجي قريب المدى، وتخطيط إستراتيجي متوسط المدى وأخر بعيد المدى قد تصل مراحل تطبيقة إلى عقود وربما قرن كامل أو أكثر.. والمعنى الإصطلاحي للتخطيط الإستراتيجي بعيد المدى، هو وضع خطة تجمع بين الوسائل والأهداف تعمل من أجل تحقيقها كل الإمكانات والقدرات والطاقات الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية، واخضاع أنماط مختلفة من التعاملات والتحالفات والمناورات والتراجعات في مجرى الهدف البعيد المدى، ولم ننسى الحروب التي تعد مدخلاً مهماً للتحولات في توازن القوى وتوازن المصالح .. هذان الركنان اساسيان في رسم السياسة، لأن الدول، وهي وحدات سياسية، تعمل من أجل مصالحها بمختلف الوسائل الممكنة والمتاحة.

 

في ضوء هذا التقسيم العلمي لواقع السياسة، التي هي المعنية برسم التخطيط الذي يجمع بين الأهداف والوسائل في وحدة التنفيذ، كما أسلفنا، لا ينسينا أيضاً أن التنفيذ يستغرق زمناً قد يطول وقد يقصر تبعاً لطبيعة الهدف والمشروع الذي يضمه بين ظهرانيه بإعتباره هدفاً إستراتيجياً، وخاصة من نوع الهدف الإستراتيجي بعيد المدى.!!

 

وقبل أن نتفحص طبيعة الأهداف الإستراتيجية بعيدة المدى كواقع تكشفة التجربة على مسرح الأحداث، لا بد من تفسير مفاهيم ( نظرية المؤامرة ) و ( نظرية الإحتمالات ) و ( نظرية البدائل ) ، حتى نتجنب الخلط في ما بينها ونتحاشى، من ثم، الإشكالات النظرية في تحليل المواقف والأحداث.

 

هنالك من تلتبس عليه بعض المفاهيم، وأول هذا الخلط، هو اعتبار الجزء كلياً، وليس الجزء يبقى جزء من كل.. بيد أن الصحيح هو أن السياسة تصنع التخطيط، والتخطيط هو الكل، الذي يجمع  بين الوسائل والأهداف، وليس العكس، ويوظف  نظرية الإحتمالات، ونظرية البدائل، وكلتاهما تقعان في حسابا ت الهدف البعيد المدى .. الاحتمالات تبرز عند قاعدة التخطيط، وربما عند حافات التنفيذ ايضاً، فنقول مثلاً : ماذا نفعل إذا برز لنا كذا و كذا؟ سنضع كذا وكذا لمعالجة هذين الإحتمالين، وإذا ما فشلا، بسبب صرامة الواقع المضاد، ماذا نفعل؟ سنضع كذا و كذا لمعالجة تلك الحالات التي تبرز، مثل توظيف عناصر الموقف في هذا الامر.

 

كل ذلك يجعل خطط التنفيذ، تتغير في بعدها الخاص المحدود لكي يسير التخطيط الى هدفه ولا يتأثر كلياً بالمتغيرات التي تظهر.. لماذا؟ لأن هنالك بدائل جاهزة .. أي نظرية البدائل، التي تعالج مضمون نظرية الإحتمالات في أمورالتخطيط السياسي- الإستراتيجي.. فالعالم يعمل في هذا الإتجاه، وأحياناً يبنى الواقع برميم المتهدم منه كما يهدم بعناصره الموظفة للهدم .. إذن هنالك فرق كبير جداً، ولكنه متداخل، بين هذه النظريات، التي ينبغي أن لا يخلط بين مفاهيمها عند التحليل في مجرى الأحداث، التي تطفح بها منطقتنا على وجه الخصوص.

 

والملاحظ .. ليس كل شيء مؤامرة بالمطلق، ومن غير المنطق نكرانها كلياً .. هنالك واقعان صارمان يتصارعان ويتنافسان هما الخارج والداخل .. فحين يكون الداخل غير محصن، بمعنى مخترق، يسهل على الخارج تنفيذ خططه، مهما تكن، ويسهل عليه تنفيذ اغطية التدخل، مهما يكن شكلها، وغالباً ما يبني الخارج خططه في ضوء معطيات الداخل وعيوبه وثغراته وتناقضاته وصراعات قواه، وفيما إذا كان ضعيفاً أو قوياً، متماسكاً أو متخلخلاً.. فخطط الخارج لا تبني على فراغ، إنما تبنى على أساس واقعين، الخارج المخطط والداخل المخطط له.. وهذا يفترض بالمقابل أن يعمل الداخل على معالجة عيوبه ويسد ثغراته ويسوي صراعات قواه، ويقوي ضعفه ويزيد من تماسكه وبالتالي يعالج تناقضاته. مخططات الداخل، هي الأخرى لا تبنى على فراغ، إنما تبنى على أساس واقعين أيضاً، هما المخطط الذي يرسمه الخارج من أجل تنفيذ سياساته- الإستراتيجية ( قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى ) ، والداخل المتلقي الذي يواجه هذا المخطط، الذي قد يكون معني به مباشرة وهو في قلبه أو بصورة غير مباشرة وهو في أطرافه .. مثلاً : العراق بنى سياسته الإستراتيجية قبل الاحتلال على اساس اعتبارات الجيو- سياسة، واخذ بنظر الاعتبار الكتلة السكانية الإيرانية الجاثمة على خاصرته الشرقية، وهي إيران، وكذلك الكتلة السكانية الكبيرة الجاثمة على اكتافه في الشمال وهي تركيا، وحدد طبيعة مخاطر وتحديات هتين الكتلتين، ثم بنى قوته الاقتصادية والبشرية والعسكرية في ضوء هذين الاعتبارين، فيما كان الاعتبار الأول  ينصب على الكيان الصهيوني من جهة الغرب من حيث خطورته، ليس على العراق فحسب بل على أقطار الأمة العربية.  فالعراق كان وما يزال وسيستمر واقعاً جيو- سياسياً مهماً في قلب المخطط الغربي- الصهيوني، محيطه القريب والبعيد يقعان في أطرافه، وحسب نسق مراحل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، ومشروع الشرق أوسطية أيضاً.

 

إذن .. كيف نسلط الضوء على مفهوم نظرية المؤامرة في ظل هذه المفاهيم؟!

 

جهات الخارج لا تكف عن التخطيط، والتخطيط له، كما أسلفنا، مديات قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى إستراتيجياً.. والمقابل، المتلقي، ليست لديه مثل هذا المعطى من التخطيط، إنما لديه فقط ( رد الفعل ) ، بمعنى أن سياساته هي عبارة عن ردود أفعال، وغالباً ما تكون هذه الردود معروفة ومكشوفة، وسرعان ما تعالج بـ ( نظرية الإحتمالات ) .. فردود الأفعال مرة تنجح، ومرة أخرى تفشل، لأن الخارج يدرك طبيعة تنميط هذه الردود فيعالجها، والأرضية جاهزة ومسرح الأحداث يستوعب اللآعبين كما يستوعب المعطيات أيضا.

 

وجهات الداخل هي الأخرى، لا تكف عن أن تتبنى ( ردود الأفعال ) ، وهي لا تملك غيرها على مسرح الأحداث، لماذا؟ لأنها منغمسة كلياً في القضايا الثانوية، أما القضايا الرئيسية فربما متروكة لـ ( القدرية ) في مجابهتها أو معالجتها، والزمن هو الكفيل بحلها.. وتلك مسألة تقع في خارج مفاهيم علوم السياسة ومعادلاتها وتوازناتها وطبيعة تأسيس روابط علاقاتها، وأنماط بناء القوة فيها.

 

الفرق كبير وكبير جداً ، بين من يخطط أو بين من يضع الخطط لمدياتها المعروفة في سياسته الخارجية، وبين من تقوم سياسته على أساس ردود الأفعال.. الأول: الذي يخطط يمتلك المبادرة والمبادئة في الفعل، ويدرك ويتوقع الإحتمالات، فيضع إستباقاً البدائل.. أما الثاني: الذي تقوم سياساته على ردود الأفعال فلا يمتلك المبادرة ولا المبادئة، لا في الفعل ولا في إدراك الإحتمالات ولا في مجرى أهمية البدائل .. إذن .. ماذا نتوقع من هذه العلاقة الكائنة بين الداخل والخارج، وبالعكس؟! 

 

كل النخب السلطوية المتربعة على رأس الحكم مسؤولة عن هذا الواقع المزري، الذي بلغته الأمة العربية.. ولا أحدَ يتوقع أن تبادر مثل هذه النخب لمعالجة الداخل أولاً، ومن ثم لتضع خطط التوازن أو التعادل أو التحصن من اختراقات الخارج (  ( مثلا.. هنالك دعوة لتجميع عناصر قوة دول الخليج العربي في اتحاد.. تخرج سلطنة عُمان وتتحدث خارج السرب.. ماذا نفسر هذا الموقف؟! ومع ذلك، فالقافلة ينبغي أن تسير صوب بناء القوة . )  ) .. الخارج لا يكف، كما قلنا، عن التخطيط من أجل مصالحه ، ولا شيء أسمه صديق دائم ولا عدو دائم إنما مصالح دائمة، وكل إدعاءات صداقة وآيديولوجية أو دينية أو غيرها، لا أساس لها في مخططاته ابدا.

 

دعونا نضع أمثلة للأهداف الإستراتيجية الكبرى بعيدة المدى، لكي تسهل عملية الفهم، وتجنب الخلط والتشويش حول فهم بعض المفردات أو المصطلحات مثل "نظرية المؤامرة" واللبس الذي احاط المتلقي من قبل، والذي غالباً ما يرد إلى ذهنه مفهومها، الإنقلاب العسكري، وقلب نظام الحكم بالقوة.. بيد أن الأمر في التخطيط هو أبعد مدى من ذلك.. فالإبادة الجمعية لأهداف أخرى مغايرة، لها أهدافها البعيدة المدى، مثل ( تفجير سفينة المهجرين اليهود القادمة من لندن عند السواحل الفلسطينية وأمام فندق داوود إبان الهجرة الصهيونية المنظمة التي دعت إليها الوكالة اليهودية، واتهام الفلسطينيين بهذا العمل.. والهدف المركزي، هو دفع المجتمع الأوربي للتعاطف القوي مع اليهود وهجرتهم الموعودة إلى أرض الميعاد وعلى أساس مزاعم شعب الله المختار..!! ) ..

 

هذا التخطيط، كان في صيغة مؤامرة على الشعوب الأوربية التي ابتلعت الطعم، وكما كان قبلها حيث التعويضات الناجمة عن ( المحرقة ) التي اثبت "روجيه جارودي" بالملموس، بعد أن استطلع مقرات الأسر شخصياً، أنها مجرد تخطيط صهيوني بعيد المدى لهدف تكريس اليهود في ارض فلسطين العربية، وليس له قدراً من الصحة، إذ أن المحرقة هي عبارة عن ( غرفة ) محرقة للذين يموتون من الأسرى المصابون بأمراض معدية، مثل الجذام والسل، الذي استشرى في مواقع الأسر، وهم لا يتعدى عددهم الثلاثمائة أسير مصاب أو أكثر قليلاً وليس ثلاثة ملايين..... هذا الكلام للفيلسوف الفرنسي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي "روجيه جارودي".!!

 

المشاريع، التي تتبناها الدول الكبرى والعظمى، تدخل باب التخطيط الإستراتيجي بعيد المدى.. وكما قلنا قد يمتد إلى ربع قرن أو نصف قرن أو قرن أو أكثر.. لماذا ؟ لأن شروط تحويل المشروع ( المخطط له ) إلى واقع عملي ملموس يحتاج إلى النضج بكل أغطيته العمليه، منها القبول والواقعية والحشد وتكسير القوى المضادة وتفريقها وتفكيكها، حتى تتم عملية تمهيد الطريق للتنفيذ في خضم واقع لا خيار فيه سوى القبول بالآمر الواقع :

 

1- لماذا مشروع ( الشرق الأوسط الجديد ) ، هذا المصطلح الذي دخل القاموس السياسي منذ عقود؟ ولماذا مشروع ( الشرق أوسطية ) الذي دخل، من قبل، القاموس ذاته، والذي تبنته أوربا؟ ولماذا تتصرف وتعلن تركيا في إطار ما أسمته بالعمق الجيو- إستراتيجي عن مشروعها للـ ( العثمنة ) ؟ ولماذا تتصرف وتعلن إيران في إطار ما أسمته بـ ( شيعة العالم ) عن مشروعها للـ ( التشيع الفارسي ) ؟ ولماذا تعمل روسيا الإتحادية، ومن قبل الإتحاد السوفياتي للوصول إلى ما يسمى بالمياه الدافئة؟ ولماذا عملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض من أجل قلب أنظمة الحكم في أمريكا اللآتينية والقارة الأفريقية ووالعمق الآسيوي والمنطقة العربية؟ ولماذا عملت الولايات المتحدة وتعمل على شن الحروب وتشجيع الحروب الإقليمية تحت مسميات ونظريات مختلفة؟ ولماذا تشجع الولايات المتحدة مراكز أبحاثها على إنتاج النظريات والفرضيات التي تتناول مسائل القوة وفراغات الأمن وملء تلك الفراغات عسكرياً ، فضلاً عن ما أسمته بالإحتواء المزدوج، ومفاهيم الحرب الضرورة وحرب الإختيار؟ ثم سلسلة من نظريات القوة والردع المتبادل المؤكد، ونزع السلاح وحظر استخدامه ونشره بأي وسيلة كانت؟!

 

كل هذا الفيض اليسير يأتي ويوظف في إطار التخطيط السياسي الخارجي من أجل وضع أهداف الدولة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والروسية والصينية والتركية والإيرانية والإسرائيلية، كلها في موضع التخطيط والتنفيذ، من أجل بلوغ أهداف سياساتها الخارجية .. وهي أهداف بعضها مشروع والبعض الآخر غير مشروع ويتقاطع كلياً مع أهداف دول أخرى .. مثل الأقطار العربية جميعها بدون إستثناء ... كيف ؟!

 

علينا أن نطرح التساؤلات الآتية :؟ 

- هل من مصلحة أمريكا وأخواتها الأوربيات والصهيونية العالمية أن يرجع الإتحاد السوفياتي ومنظومته الإشتراكية إلى سابق عهدها، على الرغم من أن هذا التساؤل هو تساؤلاً إفتراضياً؟ ، الجواب كلا، لأنه ليس من مصلحة تلك الأطراف أن يعود الإتحاد السوفياتي يلعب دور الموازن والمنافس على المسرح السياسي الدولي.. لماذا؟ لأن الطرف الغربي بقيادة أمريكا هو الذي خطط لعقود من أجل تفكيك الإتحاد السوفياتي ومنظومته الإشتراكية عن طريق سباق التسلح .. لماذا ؟ لأن أمريكا تريد أن تستفرد بالعالم وبقوة إنفرادية وتتحكم بمقدراته  وتحقق القرن الأمريكي بامتياز.. وهذا ما عملت أمريكا على تحقيقه منذ انعقاد مؤتمر منظمة الطاقة الدولية وتأسيس قوات التدخل السريع لإحتلال منابع النفط في الخليج العربي عام 1973، أي بعد تأميم نفط العراق عام 1972 .!!

 

- هل من مصلحة أمريكا وأخواتها الغربيات والكيان الصهيوني، وكذلك إيران وتركيا أن تتوحد الأقطار العربية؟  كلا .. لماذا ؟ لأن وحدة الأقطار العربية يعني وحدة عناصر قوة الأمة العربية إذا ما تشكلت ستشكل خطراً كبيراً على مصالح أمريكا والغرب و ( إسرائيل ) ، وكذلك القوى الإقليمية .. لماذا أيضاً ؟ لأن وحدة الأمة وعناصر قوتها تمنع الغرب من الهيمنة والنهب الإستعماريين.. وتعطل مشروع كل من إيران وتركيا حيال المنطقة .. لذلك فأن من مصلحة أمريكا والغرب و ( إسرائيل ) والقوى الإقليمية أن تعرقل وتمنع ظهور هذه الوحدة بكل الوسائل والإمكانات المتاحة.. إذن ، أن تخطيط الغرب الصهيوني بعيد المدى، يمنع قيام الوحدة، ويمنع أي شكل من أشكال التكامل السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري والإجتماعي بين الشعب العربي في كل قطر عربي، ويمنع أي تقارب أو تحالف أو تنسيق يحصل بين البلدان العربية لأمر يتعلق بموقف موحد حيال ما يحدث اقليمياً ودولياً.. ولم يكتف الغرب المتصهين بهذا المنع كخط احمر، إنما بات يعمل على تفريغ مضامين العمل العربي المشترك على جميع الصعد، حتى الجامعة العربية، التي هي من مخلفات الحرب العالمية الثانية، ومن صنع بريطانيا، والتي أعتبرتها بديلاً للوحدة، ونادياً لا يصنع قرارات جدية تتعلق بالمصلحة العربية العليا، قد أفرغت الجامعة العربية تماماً من أجندتها وميثاقها وبالتالي من كل  مضمينها.!!

 

 

يتبع ...

 

 





الجمعة ٢ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة