شبكة ذي قار
عـاجـل










( ان الخيانة بحد ذاتها حقيرة ميتة )

كنعان كنفاني


اذا كانت فترة حكم المالكي الماضية طلية ثمانية سنوات كُرستْ للتفرد والتسلط والتهميش والاقصاء والمطارة والملاحقة والتصفيات الجسدية لرموزنا الوطنية والقومية ، وعقد صفات مريبة مع خصوم واعداء العراق كبلته بسلاسل لعقود طويلة ورهنت ثروات وخيرات العراق وقضي على كل شيء اسمه صنع في العراق وحتى مياه الشرب لبلد الرافدين مستورد ، اصبح العراق احادي الاقتصاد والنفط هو المصدرالوحيد للدخل القومي له وكما حذرت منظمات دولية من خطورة الحالة على مستقبل العراق وشعبة ، ومن المضحك المبكي تسعى حكومة المالكي على المطالبة بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية حيث قوبل الطلب بالسخرية والاستخفاف وهو يعلم بان صادراته الوحيدة هو النفط هذا من جانب ، ومن جانب اخر استحوذ حزب الدعوة العميل الذي يرأسه المالكي على معظم مراكز القرارات المهمة للدولة وسيطر هو وزمره الطائفيين على الاجهزة المهمة والحساسة واهمها الملف الامني ، فالمالكي نصب نفسة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ، ووزع باقي مناصب الجيش من قادة فيالق وفرق وآمري الوية والافواج على اتباعه والمقربين منه ومن الذين رضوا لانفسهم ان يتنكروا لشرف المهنة وعملوا معه على تنفيذ مشروع الاستهداف الطائفي الذي يتزعمه ويقوده ضد العراق وشعبه ، كما أحتكر وزارة الداخلية وجعلها وزارة مطاردة وملاحقة لأبناء الوطن من الوطنيين المخلصين للبلدهم وشعبهم والصق بهم الارهاب كتهمة جاهزة ، واسند معظم دوائر وتشكيلات هذه الوزارة الى عناصر فارسية ومليشيات مجرمة وضباط تحقيق ايرانية ، وهذا ما شهد به بعض منتسبي الداخلية والموقوفون في معتقلات السرية للوزارة . وبعد كل هذا يطالب المالكي بكل وقاحة وصلافة من الشعب والسياسيين المشاركين في العملية االسياسية موافقتهم على بقائه في السلطة لولاية ثالثة ، بعد ان ضمن وعد من امريكا بأنها لاتمانع اذا فاز في الانتخابات ، وحصولة على تأييد ودعم واسناد من ملالي طهران الذين ما انفكوا يضمرون الحقد والشر للعراق واهله ، وحين ايقن بأن اغلب قطاعات الشعب ومعارضية وحلفائه غير راغبون بأستمراره في السلطة ، عندها اصيب بهستريا افقدته عقله وصادرت توازنه واتلفت اعصابه واصبح كالكلب المسعور اعمى العين والقلب ولايفرق بين من هو معه ومن هو ضده من هو الجاني والضحية شمل كل الشعب ووضعه في مرمى نيرانه لينتقم من رجال العراق ابطال القادسية وليأثر لمن ذاق مر الهزيمة والخذلان من قوات الامريكية الغازية ومن الذي تجرع السم من جراء الهزيمة المنكرة في حرب القادسية الثانية ، وبات عليه ان يعمل على تنفيذ حرفي لمطالب حلفائه في الداخل واسياده في الخارج قبل نهاية فترة حكمه المظلمة ، فأخذ يتشبث ويقدم تنازلات على حساب الشعب والوطن لبعض من قادة الكتل والقوائم والاحزاب ومساومتهم من اجل عدم الاعتراض عليه ، وعندما لمس بأن كل هذا الذي قام به لم يغير ويقلل من مستوى وحجم الرفض الجماهيري المتزايد لسياسته وطريقة حكمه للبلاد ، وخصوصا تصاعد حجم الصمود الرائع الذي اظهره المتظاهرون والمتعتصمون في ساحات الشرف والكرامة في المحافظات الست الثائرة ، وبدفع من اعداء العراق التقليديين امريكا وايران واسرائيل ، انزلق المالكي نحو الهاوية واتخذ قرارات جائرة واجرامية لم يسبق لحاكم ان اقدم عليها ضد شعبه، الا السفاح السوري بشار الاسد وقبله والده حافظ الاسد ، واقترف جريمة المواجهة المسلحة للشعب المسالم ودفع بقوات الجيش المفترض انها تحمي وتدافع عن الشعب والوطن ان تشن هجوم بربري همجي راح ضحيتها الابرياء من اطفال ونساء وشيوخ ، وازال بقوة السلاح خيم المعتصمين السلمية بالقوة المسلحة بأسم الديمقراطية المستوردة من امريكا ، واصدر قرارات متسرعة وغير ناضجة لتحويل نواحي الى اقضية واقضية الى محافظات وهو نهج خطر يحمل بين طياته توجهات مثيرة للقلق ومقيدة للحريات، وكل هذا جاء لرغبة خارجية لم يتم اخذ راي الشعب او ابناء المحافظة ، واذكر هنا حالة شاهدتها وانا في باريس عام 1985 حيث لفت انتباهي توافد الناس لمكان كبير واستفسرت عن سبب هذا وكان الجواب بان هناك استفتاء شعبي لمقترح تبديل اسم شارع فرعي .


واستناجنا لما افرزه الوضع الحالي ونلخصه ادناه
اولا : ان هجوم المالكي على ساحات الاعتصام وزج الجيش في محاربة القاعدة وداعش ماهي الا ستار لكسر شوكة المقاومة العراقية البطلة وشيوخ العشائر الاصلاء ومطاردة وملاحقة افراد الجيش العراقي السابق .


ثانيا : افرزت المواجهات جيشين الجيش الوطني العراق من خلال تشكيلات المجالس العسكرية وجيش المالكي المليشياوي والخونة .


ثالثا : كشف زيف وادعاء من يتاجر بالوطنية والتقدمية والاخلاص للشعب من خلال الانحياز وتأيده الظاهري للثوار من السياسين او من المشاركين في الحكومة او من المحسوبين على قوى الرفض والمقاومة من اهالي المناطق .


رابعا : توريط المالكي في اقتراف المزيد من الجرائم ضد الشعب العراقي ويصبح مجرم حرب وبهذه العمل الاجرامي سوف يحقق الحلف الثلاثي هدفين تدمير العراق بشعبه واقتصاده ووحدته والتخلص من عميلهم الذليل الذي شارف على انتهاء الصلاحية .


خامسا : ان ملامح قرب حل الازمة مستبعدة رغم المبادرات القليلة والضيقة ولكن ليست مستحيلة بسبب تداخل الالوان وصعوبة التميز والفرز بينهم الكل يستظل بظلها ويتعطر بعطرها ولكن يخشوها لانها تحرق الا الرجال المؤمنين اصحاب الموقف والمبادىء .

 

 





الجمعة ٣٠ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة