شبكة ذي قار
عـاجـل










الى روحك السابحة في ملكوت الشهادة ... الى الابتسامة التي لم تفارق يوما وجهك ...الى بساطة الانسان التي كنت تحتضنها ....اليك ايها الشهيد سليمان البوظ"ابو عمر" اهديك كلماتي
للقلم نكهة الصدق واريج الحرية ... ولا يحلو للقلم التمدد على الصفحات الا اذا كان ما سيكتب مرتبطابحالة من الوفاء ...وأصدق الوفاء هو كلمات تكتب بحق الشهادة والشهداء.


من كل انحاء لبنان دون تمييز لدين ومذهب وطائفة كانوا شهداء مؤمنين برسالة الامة العربية الواحدة وعشاقا فلسطين ولرسالة البعث العظيم الذي أفترش وجه الوطن العربي لكي تكون الشهادة صنوا لرسالة البعث العظيم ...شهداء رسموا لنا الطريق وأضاؤا المشاعل بدمائهم ورحلوا دون استئذان لان الشهيد لا يحب الوداع ولا يطيق ذرف الدموع ولطم الوجوه وتشقيق الملابس...ولك يا ايها الابا عمر ايها البعثي الهاديء والثائر والمقاتل والمناضل ...يا ابن صيدا البعث وصيدا معروف سعد وصيدا الثورات والانتفاضات اعتذر عن اي تقصير قد يصيب الذاكرة فالعظماء مهما تكلمت عنهم لن تحيط بكل جوانب حياتهم.


الرفيق ابو عمر لم تكن معرفتي بك اساسا من بوابة البعث وانما بسنوات قبل لك حين كنت لا زلت اقدم امتحان البكالوريا الاولى في صيدا وكنت مراقبا عاما وقدمت لنا المساعدة في امتحان الادب العربي حول قصيدة رثاء لابن الرومي في رثاء جدته....هكذا صور تطبع في الذاكره وتبقى حية لازمان ومرت الاعوام حتى العام 1976 حين كنا نحضر من بغداد الى لبنان ونتعسكر بسبب طبيعة المرحلة وفجاءة التقيك بجسدك الفارع المتين ويعرفوني بك بأنك الرفيق "ابو عمر" جميل ان الايام تخزن فينا اشياء ثم تبعثها بأشكال اكثر جمالا ودفأ.


في تلك المراحل كنت اكثر ما احب ان ارتدي بذلتي الخضراء والاجمل ان اذهب الى مواقع مواجهة حيث كنا نتفاجيء بحضورك بين فينة واخرى للاطمئنان والسؤال رغم معرفتك التامة ان المواقع كانت دوما تحت نيران الجيش السوري....وتمر الايام حتى تم تخرجي من جامعة بغداد وعدت الى لبنان....لا عمل ولا وظيفة ولا اريد ان احمل والدي هما بأبن له يحمل لقب مهندس ولقب اخر عاطل عن العمل.........احدهم اخبرني ان ابو عمر يريد رؤيتك فذهبت الى مقر عمله في ثانوية صيدا الرسمية القريبة من منزلي بلطفه المعهود اخبرني بأن أذهب الى مدينة صور لالتقي بالرفيق حسن غريب"ابو حسان" رجل رغم مرور الزمن طبع ي داخلي ما لم استطع ان انتزعه من داخلي ....في صور اخبرني الرفيق ابو حسان ان هناك مشروع للحزب بما يسمى "المكتب الزراعي"ولحين استكمال الامر تم تفرغي ولكن ببذلة زيتية اللون وغرفة صغيرة في مكتب جبهة التحرير العربية حين كنا في تلك الاثناء تحت مرمى نار الوجود السوري امنيا وعسكريا الى ان اعلن الميثاق المشترك رحمه الله حيث قام الحزب بتاسيس مكاتبه...في صيدا ولصيدا مكتب ولفرع الجنوب مكتب ورغم اني مارست اكثر من عمل كمهمام اعلاميه ونائب رئيس المكتب الطلابي الجامعي حيث انتسبت مرغما للجامعه كلية الحقوق ومسوؤل لكفاح طلبة بالجنوب وغيرها غير اني كنت استمتع بأرتداء بذلتي الخضراء...كنت دائما متمردا ومزاجيا واحيانا خارج خارطة الالتزام ولكن كنت دائما احاول الاستئناس بمواقف الرفاق الذين يسأنس لمواقفهم...مرة كان الرفيق ابو عمر رحمه الله كعادته يحضر كل يوم مساء للمكتب فجلست اليه وطلب منه تنبيهي اذا ما كان اخطأء لدي فأجاني بأبتسامته المعهوده وقال لي ان الذي لا يعمل هو الذي لا يخطيء والايام كفيلة بتصحيح المسار


ابا عمر عذرا لعدم قدرتي ايجاد كلمات توفيك حقك وانت الاكبر من كل كلمه كنت قائدا ولم تكن مدعيا للنضال كنت تمتلك مقومات الانسانية وشعبويا بعلاقاتك وحبك للاخرين وما كنت من اهل المظاهر وسكان المكاتب .


كنت تنتمي الى جيل من المناضلين والشهداء جمعتكم تلك العلاقة المميزة التي تؤكدون من خلالها سمو العلاقة البعثية الانسانية وما نفع البعث اذا لم يكن اطاره انساني كنتم تلتقون بصيدا الحب والوفاء موسى شعيب...محمد عبد العال ابو وسام....عبد الرحيم احمد"امين سر جبهة التحرير العربية ".احيانا وحاتم مقلد وظافر المقدم رحمهم الله وحسن غريب وغيرهم مع الاعتذار لعدم ذكرهم كانت نمطية علاقتكم مطرزة بالعشق والنكهة البعثية وما اجملها من نكهة...


عام 1982 عام الاجتياح الصهيوني للبنان مع مجموعة من الرفاق كان لنا شرف المجيء الى لبنان من برج ابي حيدر الى برج البراجنه الى محور الليلكي وكلية العلوم الى برج ابي حيدر حملنا حمل سلاح الى اعمال اخرى اتفاجأ بك امامي في بيروت مبعدا كاخرين ...صيدا تحت نار الاحتلال والاخبار المتواتره متناقضه يوما طلبت مني بتكليف ان اذهب الى صيدا بمهمة حزبيه تتعلق ببعض الامر والتعليمات كانت مكتوبة على لفافة ورق ملفوفة بعنايه وموضوعة بمكان لن يتعنى من يريد التفتيش الوصول اليه نعم ..وطلبت مني زياره عائلتك والست ام عمر ...على الطريق تظاهرت بالمرض لايهام الجنود الاسرائليون وتم ذلك والتقيت بمن اردت ونفذت ما طلب مني حتى اني احضرت لك سياره البيجو404 المشهورة للحزب بصيدا الى بيروت في طريق كلها الغام ...ومره ثانية طلبت مني الجيء الى صيدا لاحضار اهلك ونقلهم الى طرابلس لانك كنت قد انتقلت الى هناك قمت بكل ما اردت لاني اعشق تنفيذ اوامر من قادة يمتازون بالحس الانساني كمثلك.


عدت ال بغداد والتقينا بعدها بحر تموز في بغداد بذكرى ثورتها وكنت مجحفلا بكوكبة من الشهداء ابتدأ بموسى شعيب رحمه الله عدت الىلبنان وهناك تلقينا نبأ استشهاد ابي زياد وترافقنا معك لمراسم الدفن والعزاء ولكن لم نكن نعلم انك كنت تهيأ نفسك ليوم مثل هذا .... يوما عرض عليك ان تكون مديرا لثانوية عين الحلوه الرسميه"ثانوية الزعتري"شرط ان تترك الحزب لكنك رفضت ... كل واحد من الممكن ان يكون مديرا ولكن ليس كل واحد يمكن ان يكون بعثيا مميزا مثلك ولانك كنت تهي نفسك للاسمى للانضمام الى عرس الشهاده.


وتمضي السنون ونرحل في كل الاتجاهات .... تغافلونا للرحيل كي لا تشعرونابالحزن والاسى
ترحلون بصمت العظماء وحكمة الحكماء دون ضجيج وضوضاء ...... ترحلون الى المدى الارحب من الحياة لانكم احياء وتشفقون علينانحن الذين نسير على اقدامنا امواتا اموات


تضيئون ظلماتنا بكل قطرة من قطرات الدماء التي نزفتم وتشعلون مصابيح الفجر القادم من رحم الثورات والانتصارات .... لا ربيع عربي لا يحمل بصمات قطرات دمائكم ولا صهيل بدون خيول.


تجلس على بساط التاريخ متلفعا بعباءة المجد ... تنظر من عل مبتسما كعادتك تبتهج بمن سيلتحقون بقوافل الشهداء ....


وانت يا أيها القائد والشهيد أشهد بأنك كتبت سفرك سفر الرجولة والبطولة والشهادة للرحيل.
نم قرير العين متوضا بعبق الشهادة .


عضو الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم المقاومة والشعب العراقي
دكتور مصطفى توفيق الصباغ

 

 

 





الثلاثاء ١١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور مصطفى توفيق الصباغ نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة