شبكة ذي قار
عـاجـل










( نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الآخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح ) الشيخ عمرالمختار


تتداول الان في الوسط الساسي بعض الطروحات والافكار حول اجراء مصالحة وطنية بين فئات الشعب ورموز الحكومة الحالية ، والغريب في هذه الدعوات انها تنطلق من اصوات تطالب بحل وطني وعادل وتصدر من بعض الشخصيات التي تعتبر نفسها وتنظر لها الجماهير بانها وطنية قومية ونزيه ولديها مشروع وطني تنادي به دائما وتكسب بها الاصوات اثناء الانتخابات ، والاغرب من هذا انها تضع هذه المقترحات لقضية الانتفاضة الباسلة وثورة الشعب في المحافظات الست المنتفضة وخاصة في محافظة الانبار ، ناسين ومتناسين ان من بدأ الحرب على الشعب هي الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.


اذن لماذا كانت كل هذه الضحايا والدماء التي سالت والتشريد والتاهجير اصلا ن والان يأتي من يقدم مقترحات افضلها خسارة وفقدان للحقوق واساءة وتشويه للقيم والمبادىء ، من يرضى ويوافق من كافة فصائل قوى الثورة العظيمة والنجباء من شيوخ العشائرالثائرة ان تمد يدها الى من قتل ابنائهم وسبى نسائهم وشرد عوائلهم وهدم دورهم وجوامعهم وحرف الاخضر واليابس وضرب المدن ولم تسلم من نيران الحكومة المجرمة حتى الحيوانات ، كل هذا الذي حصل ويحصل الان من يعيده الى ماكان عليه قبل جريمة الحرب ، من يطيب جراح والم النفس والروح ان هذا صعب جدا بل مستحيل ، ممكن ان تعوض الماديات لكن كيف يمكن ان تنسى المرأة طفلها وزوجها واخوها وابيها وجدها وابناء عشيرتها الذين قتلتهم قوات المالكي ، اللهم ممكن في حالة واحدة ان تهدأ النفس ويخفف الالم والجرح هو بالحفاظ على الكرامة والقيم والمبادىء ومنح الحقوق التي انتفض الشعب من اجلها ، ولكن كيف ومع من يتصافحوا ويمدوا اليد ، هل ممكن ان تتصالح الخيانة مع الوفاء والاخلاص وان تتصافح اليد النظيفة من الملطخة بالدماء ويتساوى الخير مع الشر وتلتقي العمالة مع الوطنية والتضحية مع الغدر بل هل ممكن ان تتصالح القط مع الفار وهل ممكن ان تلد الخنزيرة غزال ، مستحيل القفز على البديهيات والحقائق الخالدة ولايمكن ان نتجاوز قوانين الله سبحانه وتعالى وقوانين الطبيعة ومن غير المنطقي والانصاف ان نفرط بتضحيات والانتصارات التي حققتها ثورة الشعب ونرضي بالجزئيات وانصاف الحلول ، فطريق النصر لم يبقى منه الا بضع امتار ونصل الى خط النهاية مرحلة النصر النهائي بأذن الله القادر على كل شيء .


واود هنا ان اروي واقعة مؤخوذة من مذكرات الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو :
ارسلت الولاياة المتحدة الامريكية احد ضباط مخابراتها المدعو فليب الى كوبا لغرض اغتيال كاسترو الذي كان ثائرا ضد الاستعمار الامريكي والذي كان يتحصن ويشن هجماته في الجبال الوعرة برفقة اخية راؤول الذي كان مسؤولاً عن التنظيم العمالي ، وعند وصول فليب الى الاراضي الكوبية عمل كمزارع في احدى الحقول وكان نشط ووفي ومجد في عمله واسس علاقات قوية ومتينة من الفلاحين الذين كانوا يؤيدوا الثائر كاسترو وانضم اليهم الى التنظيم العمالي الذي يديره راؤول واظهر اعجابه وتحمسه وتأييده لما يقوم به كاسترو ، وقد طلب فليب مقابلة كاسترو وقد سمح له بمقابلته وعند لقائه اعجب بشخصية كاسترو وطلب منه ان يقوم بعمليات قتالية وفعلا اشترك في عدة عمليات قتالية وابلى بلاء حسن ونال اعجاب وتقدير واحترام وثقة كاسترو بحث اصبح الذراع الايمن ولم يفارقة ، ومن شدة الاعجاب والحب لكاسترو ، قال فليب لكاستر لدي اعتراف اريد ان تسمعه مني واعترف له بأنه ضابط مخابرات امريكي وقد ارسل من اجل اغتيالك ، وها انا الان امامك .


بلغ كاسترو اخيه راؤول بالموضوع وكان رأيه ان تتم محاكمته وبصفته مسؤول التنظيم العمالي تشكلت محكمة برئاسته وتم الحكم على فليب بالاعدام وتم تنفيذ حكم الاعدام به ، وقد برر راؤول لكاسترو سبب اعدامة بأن من يخون بلده مستعد ان يخون مرة ومرتين وهكذا .


نقول بان خيانه الوطن من اكبر الكبائر وان الله والشعب لايقبل توبتهم


قال تعالى
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) صدق الله العظيم
عَنِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :


( أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَوْلُ الزُّورِ ) ونقول وخيانة الوطن والشعب


فالخائن تسري الخيانة في دمه وتصبح جزء منه ومكملة له ولايمكنه ان يتحرر منها فهي عزيزة لديه اعز من يده وعينه وقلبه ولايمكن الاستغناء عنها .


واليوم بعراقنا الجديد الذي يحكمه ويتحكم بشعبه خونة تعاونوا مع الاجنبي المستعمر وسهلوا له احتلال الوطن فهم ليس لهم عهد ولاامان ولامواثيق وان من يتعامل معهم ويعقد الاتفاقات يكون مثل الذي يضع فص الثلج تحت اشعة شمش الصيف يذوب تدريجياً ويتحول شيئا فشيئا الى ماء عندها يستحيل جمعه ، كما في المثل الشعبي :
( ضاعت الصاية والصرماي )
 







الاحد ٢٣ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة