شبكة ذي قار
عـاجـل










تحدثنا في الحلقة الأولى عن اهمية الذهاب إلى وقفات مع التاريخ لتفسير السلوك السياسي للنظام الإيراني، سواء كان في زمان "الشاه" أو في زمان "خميني" و " خامنئي" ، وأدوات هذا النظام المستخدمة في اطار الإستراتيجيا والأيديولوجيا معاً في الوقت ذاته على مر العقود :

 

13-  أكد "خميني" على الأهداف الأيديولوجية لإيران مع ضمان عدم متابعة تلك الأهداف بطريقة نشطة بالضرورة ، كما اكد على (( أن تحرير القدس سيبقى أداة خطابية للفوز بالشرعية في العالم العربي ، ومع هذا ، فينبغي السعي إليها عبر القيام بأعمال ملموسة لكي لا تتعرض حاجات إيران الأمنية قصيرة المدى إلى الخطر)) .!!

 

14-  (( إن دعم إيران لحزب الله في الجنوب اللبناني كان مدفوعاً بجهودها الهادفة إلى نشر نموذجها ( الإسلامي- السياسي)، لكي تتبوأ مركزاً قيادياً في العالم الإسلامي، وإن وجود (حركة إسلامية) في جنوب لبنان سيثمر عن ظهور (حركات إسلامية) في مختلف أنحاء العالم العربي)) .. هذا ما قاله "عباس مالكي" نائب وزير الخارجية الإيراني السابق.!!

 

15-  بعد مرور ثلاثة أيام على الحرب التي شنتها إيران على العراق قطع احد كبار الصهاينة زيارته الخاصة إلى فيينا، وعقد مؤتمراً صحفياً حث فيه أمريكا على مساندة إيران لمواصلة (دفاعها) .. فيما قال " مردخاي زيبوري " نائب وزير الدفاع الإسرائيلي لصحيفة (معاريف) الإسرائيلية ( أن إسرائيل ستقدم مساعدات عسكرية مهمة لإيران لكي تتمكن من مواصلة حربها مع العراق) .

 

16-  وفي إثر ذلك ، تم عقد لقاء بين مسؤولين إيرانيين وإسرائيليين رسميين في (ميونخ) لإبرام صفقة الأسلحة، التي ستقدم إلى إيران .. وكان كل من العقيد الإسرائيلي " بن يوسف " والعقيد الإيراني " زارابي " مدير المجمع الصناعي العسكري الإيراني، قد ناقشا اقتراحات موسعة، منها : اتفاق يسمح لتقنيين إسرائيليين بتدريب الجيش الإيراني على تعديل العتاد الحربي الأمريكي الصنع بحيث يتلائم مع قطع الغيار الإسرائيلية الصنع .. فيما تم استئناف شحن الأسلحة وقطع الغيار الإسرائيلية إلى طهران .

 

17-  لم تنقطع علاقات (اسرائيل) مع الجيش الإيراني بعد عام 1979، الأمر الذي مهد اكثر لتدخل الكيان الصهيوني في الحرب العراقية – الإيرانية لصالح إيران .. ففي تاريخ 7 / يوتيو- حزيران 1981 ، قامت طائرات حربية إسرائيلية بشن هجوم على مفاعل البحث العلمي النووي العراقي، وكانت (إسرائيل) – وحسب صحيفة صنداي تلغراف اللندنية – قد استعانت بإيران التي زودت (إسرائيل) بصور فوتوغرافية وخرائط إيرانية للمنشآت النووية، فيما ناقش موضوع الهجوم ضباط إسرائيليون كبار مع مندوب عن نظام "خميني" في فرنسا قبل شهر من تنفيذ (اسرائيل) هجومها الجوي على المفاعل العراقي .. وذلك استناداً إلى " آري بن ميناشي "، الذي شارك عن قرب في الإتصالات الإسرائيلية – الإيرانية في بداية عقد الثمانينيات في تلك الإجتماعات .. حيث شرح الإيرانيون هجومهم الفاشل على الموقع العراقي بتاريخ 30/ سبتمبر- أيلول 1980 ، ووافقوا على السماح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في مطار إيراني في مدينة (تبريز) الإيرانية في حالة الطوارئ .. وبهذا الفعل كانت الحرب على العراق في حقيقتها حرباً إيرانية- إسرائيلية مشتركة .

 

18-  كان المحافظون الجدد في امريكا يخططون للتقرب من "خميني" ، وكان الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان يوم 6/ يونيو- حزيران 1982 قد هيأ المناخ لإيران لتصدير ثورتها إلى محيطها العربي من جهة، وحفز الشعب اللبناني على الدفاع عن ارضه بصور طبيعية من جهة ثانية .. وكان (الشيعة) اللبنانيون في الجنوب يقاتلون الغزاة الإسرائيليين كجزء من الوطنية اللبنانية، التي طردت العدو الإسرائيلي المحتل .. هذا الواقع، ونتيجة لعوامل متراكمة أخرى كانت قد ساعدت حزب الله التابع لإيران على اغتصاب المقاومة اللبنانية، وكانت طهران مستعدة لكي تلعب دور المقاوم، ليس ضد (اسرائيل) التي تمدها بالسلاح، إنما لإيجاد موقع قدم لها في دولة عربية هي لبنان، بعد فشل إيران في العراق الذي قاتل شيعته وكل اطيافه إيران طيلة ثمان سنوات في خندق واحد .. والمعنى في هذا .. إن (اسرائيل) ساعدت إيران على تصدير ثورتها في المشرق العربي، ومن رحم الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان ولدت الحركة الطائفية  هناك وكرست نفسها من خلال الدعم الإيراني .

 

19-  والملاحظ .. انه كلما اصبحت العلاقات العربية الايرانية متوترة ، كلما قامت ايران بتصعيد خطابها السياسي ضد (إسرائيل) ، وضد كافة الحكومات العربية، وخاصة تلك التي تفكر في التفاوض مع الكيان الصهيوني .

 

20-  كانت (إسرائيل) في زمن "بيريز" و " رابين" قد بذلت جهوداً لتحسين علاقاتها مع نظام "خميني" لكي تستطيع (إسرائيل) أن تحتل المركز الأول في (الشرق الاوسط) ، وإبقاء إيران تشكل الخطر الوهمي عليها .!!

 

21-  يعتقد الإسرائيليون ، بأن اقتراب العرب منهم، خسارة استراتيجية لإيران - هنا تبرز مخادعة إسرائيلية - لأن (إسرائيل) تعرف أن إيران عدو للعرب تاريخياً، والعرب يشعرون بأنهم مهددون من إيران ، فيما لا تشكل إيران خطراً على الكيان الصهيوني.!!

 

22-  كما يعتقد الإيرانيون بأن اقتراب العرب من الإسرائيليين، خسارة لإيران - وهنا ايضاً مخادعة إيرانية فاضحة - لأن إيران تسعى إلى تغيير المعادلة الجيو- سياسية للمنطقة على اساس مصالحها والحفاظ على مشروعها الإمبراطوري الفارسي للهيمنة على المنطقة .

 

يتبـــــــع ...

 

 





السبت ٧ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة