من اطلع على رأي صحيفة ( القدس العربي ) الصادرعددها اليوم 21/آذار/2014، ويتصدر هذا الرأي شعار الحزب ( حزب البعث العربي الإشتراكي .. أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة .. وحدة ، حرية ، اشتراكية ) ، لا بد أنه شعر بشيء من الإمتعاض والإستغراب معاً، طالما أن الهجمة الشاملة وواقعها العربي الفعلي لا يستوجب مثل هذه الحالة من فتح النار أولاً وان اعداء الأمة ما تزال سكاكينهم تقطع أشلاء الشعب العربي في كل الساحات، وشبح الطائفية قد فَرَخَ أشباحاً طائفية مقيتة تزاول أعمال التطهير العرقي قد توزعت في كل مكان ، والإيرانيون والأمريكيون ما يزالون على طريق تنفيذ صفقة لن تنج منها حدود ولن تتخلص من تأثيراتها تحصيات إذا قدر لها النجاح .. والإسرائيليون يتفرجون ويزعقون بضرب إيران التي برعت بقواعد اللعبة المخادعة على طاولة ( الشرق الأوسط ) .. والشعب الليبي يتفكك ويذبح ويتوزع حصصاً .. والشعب السوري تسفك دمائه يومياً وتشرد عن دياره الملايين .. والشعب العراقي ينزف بغزارة منذ أكثر من عشر سنوات، وما زالت المجازر الوحشية ضد الإنسانية قائمة على قدم وساق، وسجون السلطة الدموية الطائفية مملوءة بالنساء المحرومات من عائلاتهن وأطفالهن ومنهن من تعرضن للإغتاب تحت انظار السلطة العميلة وانظار ممثل الأمم المتحدة وكافة ممثليات الأمم المتحدة السياسية والإنسانية وسفارات الدول.. والشعب البحريني مهدد بأن تقدم أمريكا البحرين لإيران على طبق من ذهب في ضوء الصفقة .. والشعب اليمني يعاني التفكك ونزيف الدم والتقسيم وهو الذي يضم اعرق القبائل العربية اصلاً شأنه شأن الشعب العربي الذي لا يرتضي الضيم .. والشعب المصري ما يزال الأخوان الذين يركعون ويصلون ويتعبدون ولكن بدون رحمة ولا حياء ولا اخلاق، لأنهم ينسفون ويقتلون المسلمين بدم بارد باسم الشرعية خلافاً لقيم السماء والأرض .. والشعب اللبناني يأكله القلق من المجهول وهو على اعتاب صراعات مسلحة بسبب التدخل الإيراني وتطاول إيران على السيادة اللبنانية بدواعي المقاومة والممانعة التي سقطت كل ذرائعها .. والشعب السعودي مهدد من كل الجهات، من العراق طغم الطائفيين الفرس الحاكمين في بغداد ومن الجنوب الحوثيين الذين تسلحهم إيران ، والعالم يتفرج على مسرحية عامة في الشرق الأوسط أسمها ( محاربة الإرهاب ) .!!   في خضم هذه الأجواء الخطيرة، تظهر علينا فجأة ( القدس العربي ) برأي يهاجم القوى الوطنية والقومية وتيارهما العروبي .. يهاجم من طرد الغزاة الأمريكان من العراق شر طردة ومرغ أنوفهم بالوحل ، يهاجم من ساند الأمة في أخطر مراحلها وساند شعبها في أوقات الضيق والمخاطر .. رأي الصحيفة هذا اليوم يفتح النار على البعث لكي يفتحوا جبهة جانبية في الوقت الذي يقاتل فيه البعث وكل قوى الشعب الوطنية في العراق مخلفات الاحتلال من الفرس والعملاء والدخلاء وافرازاتهم الفاسدة ، ويقاتل قواعدهم ومخلفاتهم التي كانت قد تدفقت كالوباء على العراق مع الاحتلال لكي تنتشر إلى باقي الأقطار العربية .. وما أصاب العراق باتت تداعياته تصل إلى ابعد ساحة في الوطن العربي .. ولولا احتلال العراق واختلال التوازن الإستراتيجي بسببه لما تجرأت إيران ولا غيرها على هذا التطاول على كرامة الأمة وحقوقها التاريخية وأمنها واستقرارها منذ عام 2003 ولحد الآن .   والتساؤل هنا .. موجه إلى صحيفة القدس العربي، التي يفترض بها أن تكون عربية تدافع عن المصالح الجوهرية للشعب العربي ولا تنساق لمن يدفع أكثر على حساب دماء الشعب العربي ودماء شهداء الأمة، مهما كانت صفتهم، واليقين في ذلك، كانت الصحيفة تحاول ان تبقي نفسها على مسافة حيال القوى الأجنبية المهددة للوجود العربي في المشرق والخليج العربي على وجه التحديد ، مثل إيران والكيان الصهيوني وامريكا وغيرها ,, تطلع الصحيفة برأيها على الأمة والعالم في وقت مشكوك فيه تفتح النار على من يتصدى للتدخل الأجنبي من أي نوع سواء كان إيرانياً أو أمريكياً أو  أو تركياً أو أي جهة تناصب العداء للأمة .. كان يفترض بالقدس العربي أن لا تثير الشكوك حول أطروحاتها، التي جاءت لمصلحة جهة  لها مصلحة في تمزيق الشعب العربي وتغيير خرائط المنطقة السياسية عن طريق الفوضى ، وهو تصرف غير مسئول مدفوع الثمن على ما يبدو .. وإلا لماذا تتجاهل الصحيفة ما يحدث في العراق على وجه التحديد، منذ أن كان على رأس تحريرها السيد عبد الباري عطوان ؟   وأخيراً .. لمصلحة من يا قدس العربي تصبين ناركِ في وقت صراع الأمة مع أعدائها ؟