شبكة ذي قار
عـاجـل










سنتكلم اليوم بشئ من التعقيد عن عملية الانتخابات المشبوهة التي يسأل عنها العراقيين وعن زواياها المظلمة وتحوطات العملاء ضد أي محاولة لخرقها ضد مصالحهم التي بدأوا ببناءها منذ أول يوم احتلال وبمساعدة أمريكا المجرمة التي هيأت لهم كل مستلزمات بقائهم لأطول فترة ممكنة مهما صعبت الظروف .. ولا شك فإن الدستور وبرغم اختراقه المستمر إلا إنه يمثل قانون العملاء الذي يستمدون منه قوتهم ..


عندما نقول تعقيد فإننا نقصد التقاطعات الكثيرة بين الكتل نفسها .. ثم بين الكتل والأحزاب وبين بعض التوجهات الوطنية التي ترى هناك أملا أو الأصح سراباً في العملية السياسية ... وبين كل هؤلاء وبين المواقف الوطنية الرافضة رفضا قاطعا لهذه العملية المدبرة أمريكيا وإيرانيا واسرائيلياً !!


سنبدأ بالأطراف المتحالفة تحت ما يسمى بمؤتمرات لندن وأربيل .. فهؤلاء يمكنهم عمل أي شيء خسيس لكن تحت قبة البرلمان.. بمعنى إنهم يتصارعون داخل العملية السياسية الناقصة .. فهم يعلمون بأن خارجها سيفتقدون الاوكسجين الكافي ليبقيهم أحياء .. وهؤلاء يمثلون كل أطياف الشعب العراقي .. لا طائفية بينهم .. ولا عنصرية .. ولا تحزبية عندما يتعلق الأمر بتهديد عمليتهم السياسية .. وليس كما يدعون بنصرتهم للطائفة..


ثم نأتي إلى الأحزاب ذات الطابع الطائفي الذين يعتبرون إن هناك انجازا ينبغي الحفاظ عليه..بل الاستماتة في الدفاع عنه حتى ولو كان على حساب أبناء جلدتهم .. وهؤلاء أصبح لهم سطوة كبيرة وخطيرة وهيمنة على الشارع العراقي بسبب لغة الطائفية التي يتاجرون بها .. كما لا ننسى بأن السرقات التي جرت وتجري لم تكن نتيجتها شراء الفلل والفنادق في الغرب فحسب.. بل لتمويل آلتهم الطائفية لإدامة زخم العملية السياسية من خلال تعزيز التكتل الطائفي بما يخدم هدفهم في الحفاظ على مكاسبهم ..


هناك البعض من الذين لا تشملهم المسميات الطائفية تلك ... ويحاولون طرح برامجهم الانتخابية من منطلق العلمانية والليبرالية والاستقلالية وحتى رفض التطرف الطائفي وتدخل دول الجوار في العملية السياسية.. وربما يمثلون هؤلاء الفخ الجديد للشعب العراقي الذي ذاق الأمرين من الطائفيين .. وسيجد الشعب فيهم بصيص أمل في عملية عقيمة ومقعدة لايرجى شفاءها .. وربما لا يعلم الشعب بأن هؤلاء يختلفون عن الطائفيين بسبب ميولهم البعيدة عن الولاء الطائفي .. لكنهم في النهاية يمثل أغلبهم من لم تتح له الفرصة في ظل تعاظم النهج الطائفي لأن يأخذ فرصته في الانتخابات السابقة .. لكن ولاءهم أيضا محسوم ليس للعراق .. بل لمؤتمرات الغرب ..


وهناك أيضا المرشحين الجدد الذين أتيحت لهم الفرصة اليوم لطرح برامجهم بالاعتماد على كشف أخطاء الآخرين خلال المراحل السابقة .. وهذا لا يعني بالضرورة نزاهتهم وبياض أيديهم ... فهم يمتلكون الخبرة الكافية في الأبواب التي تفتحها لهم العملية السياسية .. مع اليقين بأن بعضهم يمتلك من النزاهة ما يؤهله للترشيح ... لكن ليس الثقة به إلى آخر المشوار .. فهؤلاء تنتظرهم مهام كبيرة وصفقات تسيل لعاب حتى الشريف والنزيه ... ونحن هنا لا نشكك بالجميع .. بل نشكك في مستقبلهم مع حيتان العملية السياسية الذين يستطيعون اللعب بالبيضة والحجر ..


الفئة الأخيرة وهي الفئة المؤمنة باسقاط العملية السياسية وقلعها من جذورها .. وبأي الطرق .. وبكل الاساليب المتاحة .. وهؤلاء لن تقنعهم انتخابات طالما تجري بمباركة أطراف خارجية .. فالديمقراطية ليست بعبعا يخاف منه الوطنيون .. وليس صعبا الايمان بالديمقراطية المقننة التي تمنح الحرية جنبا الى جنب قانون قوي يردع المتسللين العملاء من العبث بمقدرات العراق ..


والآن نأتي إلى السيناريوهات المرشحة في الانتخابات القادمة ... ونبداها بمحاولة المالكي لفرض حالة الطوارئ بغية ضمان فترة ضائعة يلعب فيها آخر أوراقه .. ولا تستغربوا القول بأن هذا التحرك سيطيح بالعملية السياسية وسيفتح أفقا جدبداً لأحتمال ظهور صراعات خطيرة بين العملاء يمكن استغلالها لصالح هدف تحرير العراق بعد أن تفقد الديمقراطية إحدى مقوماتها المهمة وتحيل العراق إلى أسوء بلد دكتاتوري على الاطلاق .. وحينها ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير ..


السيناريو الآخر يتم العمل به بالفعل ... فقد تحركت الكتل الطائفية وبامر إيران بمحاولة التضحية بالمالكي والبحث عن البديل الذي لن يكون سوى كلبا أجرب ربما سيكون أخطر من سابقه بكثير ... فالهدف هنا حماية العملية السياسية بعد ان قادها المالكي إلى حافة الهاوية .. ويحاولون اليوم الدفع باتجاه اقامة الانتخابات ودعم المرشحين بكل قوة لضمان الأغلبية البرلمانية التي ستتيح السيطرة على الحكم مرة أخرى ...


ويلعب آخرون في نفس الملعب لكن بفريق اضعف كثيرا كونهم يلعبون على وتر طائفي معاكس يضمن لهم الفوز في الانتخابات مع هامش بسيط من السيطرة داخل البرلمان .. وهذا سيفقدهم عاملا مهما حالوا من خلاله اقناع مؤيديهم بقدرتهم على نيل حقوقهم المسلوبة ... وهو ما لن يستطيعوا تنفيذه بسبب هيمنة الطرف الآخر الذي يعتمد على الشحن الطائفي الممنهج ودعم دول الجوار ...


في النهاية يمكن القول بأن نتائج هذه الانتخابات لن تكون مختلفة كثيرا عما سبقتها بسبب توفر نفس عوامل نجاح العملاء أول مرة ... فبالرغم من ازدياد الوعي الشعبي لهذه المؤامرة إلا أن المخضرمين في العملية السياسية قد أتقنوا اللعبة .. فسرقوا أموال العراق التي ستكون في خدمة دعايتهم الانتخابية .. ولا نغفل هنا أمرا مهما آخر.. وهو إن هناك الكثير ممن يعلنون عن أنفسهم مستقلين هم في الواقع تكتلات صغيرة تحاول تشتيت الأصوات لصالح التكتلات الكبيرة المعروفة .. وليس جديداُ القول بأن الانتخابات ستشهد بعد النتائج تحالفات وائتلافات تجري بطريقة شراء الذمم ... لكن ومن جانب آخر .. سنشاهد وجوها جديدة لن تكون بأفضل من سابقتها .. ولن يكون بمقدورهم الالتفاف على ما تم بناءه من عملية سياسية واضحة الأهداف ...

 

 





السبت ١٩ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليــد خالــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة