شبكة ذي قار
عـاجـل










الوعي يعني القدرة على إدراك كل ما يحيطنا من مخاطر وتحديات تفرضها ظروف قاهرة من طبيعتها ممارسة الضغط على العقل البشري وطرده مركزيا عن التفكير السليم وبالتالي صعوبة الخروج بقرارات أو خيارات تحمل حلولا ناجعة ..


ولطالما قلنا سنحترم خيارات الشعب العراقي .. فلسنا هنا وكلاء عنهم أو ممثلين لهم .. ولسنا نفرض خيارات أجبارية .. بل نحن مثقفون .. واعين ومدركين بقدر كافي لنعلم عن كل صغيرة وكبيرة .. نمتلك من الحس السياسي الكثير .. فقد قضينا السنين الماضية نقرأ ونكتب ونحلل ونختبر القضايا السياسية في مختبراتنا .. نحلل فنخطأ فنعيد التحليل .. حتى وصلنا إلى المرحلة الطبيعية لكل مجتهد ... فبعد كل جهد جهيد نتيجة.. ونتيجتنا لم تكن مادية أو وظيفية أو مناصب نعتلي عروشها ... بل خبرة غزيرة والحمد لله على نعمته ..


كثيرون هم المثقفين والحمد لله.. ويعلم معظمهم واجبهم تجاه شعبنا .. وأهم الواجبات على الاطلاق هو ممارسة التوعية.. لذلك نكتب اليوم للتوعية .. والذي ينبغي أن نستهدف به الشعب الذي انشغل عن الحياة الحقيقية في ظل ضغط نفسي وجسدي كبيرين .. نستهدف الشريحة الواسعة التي وقعت تحت ضغط الافاقين والمرائين واللصوص ممن يسمون أنفسهم سياسيين ..


إن معركة الحق ضد الباطل لم تكن يوما محصورة فقط بالمعارك والحروب .. بل تتعداها بكثير .. إنها معركة الوعي والفهم والثقافة ضد الجهل والتخلف .. فكلما وعت الشعوب لماضيها وحاضرها أستطاعت عبور مطبات الزمن للوصول لمستقبلها .. واستطاعت تجاوز المحن .. بل تجعل من مآسيها جسرا للعبور إلى الأفضل .. لكن دون وعي لن يحقق أي شعب أي شيء يذكر ..


إن معركة الوعي التي يقودها نخبة المثقفين على أختلاف مناشئهم ومنابعهم ستستمر حتى بعد توقف الرصاص وتنكيس فوهات البنادق .. تلك المعركة التي لم ولن تتوقف على مر الزمان .. معركة نقودها نحن اليوم في العراق .. وآخرون في كل البلدان التي تواجه جور وظلم المعتدين ..


لقد مر العراق بعدد من المراحل المشرفة في نشر الوعي قبل الاحتلال .. استطعنا فيها مع الشعب تجاوز كل المصاعب والمصائب لنخرج أقوى وأقوى .. إنه سلاح الوعي الذي يعلو على كل سلاح .. فسلاح الوعي عتاده البندقية والمعول .. تارة يقاتل وتارات يبني ويعمر .. ودون الوعي تسقط كل الأسلحة ..


لكل هذا نقول بأن واجبنا اليوم توعية شعبنا الذي يرزح تحت احتلال التخلف والجهل .. وهذا ليس عيبا..فكل الشعوب التي تعرضت للاحتلالات عانت من الجهل والامية والتخلف .. وواجب المثقفين والادباء والفنانين وكل الوطنيين الشرفاء الاستمرار بالطرق على الحديد حتى يلين الشعب ويعود لوعيه ...


نرى هناك بوادر لوعي الشعب لمشكلته الحقيقية .. وهي العملية السياسية الناقصة .. تلك العملية التي عرف الدجالون والسحرة كيف تؤكل كتفها .. وكان الهدف الاول القضاء على وعي الشعب وارجاعه قرونا إلى الوراء لمراحل من التخلف والجهل .. لأنها الطريقة الوحيدة لانجاح مخططاتهم ... وقد نالوا ما يبتغون .. لكن إلى حين ..


لذلك عندما نقول للشعب قاطعوا الانتخابات فنحن نعي ما نقول.. وليس لنا في ذلك سوى هدف التوعية .. ففي النهاية نحن لا نضع سيفا على رقاب الشعب لنمنعهم عن الانتخاب .. لكننا واعون لدرجة كافية لنعلم بأنها مسرحية هزلية وعقار تخدير لعقول الشعب من أجل استمرار مهزلة سرقة المليارات التي ستتجدد بدماء جديدة من ناخبين قد حدوا اسنانهم انتظارا لقضمة كبرى من لحم العراق الحي .. وإلى حين ..

 





الاحد ٢٠ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الوليــد خالــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة