شبكة ذي قار
عـاجـل










المعايير التي تتحكم بميزان تعادل القوى :

 

إن وجود قوتين عظميين في النظام الدولي، يشترط قيام تكافؤ تقريبي في القوة بينهما، ولا يستتبع هذا التكافؤ توازن مؤسساتي للقوى إلا إذا امتنعتا عن استخدام الموارد والطاقات في الحشد والقوة وسباق التسلح، بهدف المحافظة على توازن القوى من اجل الأمن والإستقرار الدوليين .. أما إذا كان وجود عدد من القوى الكبرى، فأن التفاوت الكبير في القوة قد لا يضع الدولة الأقوى في موضع المتفوق .. وهذا يعني، إن الحفاظ على توازن مستقر للقوى قد يكون أسهل في نظام متعدد الأقطاب منه في نظام ثنائي القطب :

 

1-  هنالك عامل تعقيد يتعلق بتوزيع القوة جغرافياً على مستوى العالم .. فهي ليست موزعة بالتساوي في انحاء الساحات الدولية . ولما كان الأمر كذلك، فأن مسألة توازن القوى بين دولتين عظميين قد لا تكون المعيار الأساس في التوازن العام، لأن قوى إقليمية أخرى راهنة ومحتملة قد تدخل دائرة التوازن عن طريق التحالفات، الأمر الذي يميز حالة الثقل في مسألة التوازن . ومن هنا فأن توازن القوة في روسيا لم يصل بعد إلى مستوى التحقق إلا في مسألة الردع النووي.. أما في مسألة اكتمال عناصر القوة الأخرى فما تزال في طور التشكل ومحاولات التقارب ونسج خطوط التحالفات غير المضمونة .. مثل التحالف الروسي الإيراني .. ومثل هذه التحالفات لم تصل إلى تحالفات استراتيجية إنما تقتصر مقترباتها على التعاون الاقتصادي والتجاري، وهو عامل مهم ، مثل مجموعة دول ( بريكس ) ودول مؤتمر ( شنغهاي ) .!!

 

2-  أما مسألة القوة في الجانب الأمريكي فقد تراجعت مستوياتها كثيراً بفعل الإنهاك نتيجة الإستخدام المفرط للقوة  في حروب عبثية وغير ضرورية،  أسفرت عن انهيارات في التوازنات الإقليمية وأخلت بميزان تعادل القوى في ( الشرق الأوسط ) على وجه التحديد.. فيما مهد أفول الحرب الباردة إلى تلك الإنهيارات وسهل إعادة تشكل المنطقة، ليس على أسس جديدة وحديثة ومتطورة إنما على قاعدة الفوضى والتدمير المتعمد لأغراض إعادة صياغة  الخرائط السياسية، وملء فراغات الأمن التي سببت تلك الإنهيارات، لغرض بناء نظام للأمن الإقليمي يُمَكِنُ الكيان الصهيوني من أن يكون فاعلاً فيه وحسب منطلقات مشروع "شمعون بيريز" سيء الصيت من جهة وإعادة رسم خطوط أنابيب النفط والغاز في المنطقة وعلى حساب شعوبها من جهة ثانية .

 

3-  إن إنهيار التوازن الدولي من شأنه أن يزعزع أسس التوازن الإقليمي .. وهذا ما حدث حين انهار الإتحاد السوفياتي سقط حلف ( وارسو ) ، انفردت دولة عظمى في تدمير التوازنات الإقليمية حين ضربت ( افغانستان ) ، اضطربت آسيا الوسطى، فكرست أمريكا قواعدها هناك على تخوم المجال الحيوي لكل من روسيا والصين وباكستان والهند ، وضربت ( العراق ) ، اضطربت المنطقة العربية، فمهدت لقوة إقليمية لها مطامعها في بسط نفوذها وفرض ارادتها على محيطها القريب، الأمر الذي دفع بمنطقة ( الشرق الأوسط ) إلى الفوضى المشحونة بالعنف الطائفي والإرهاب وارهاب الدولة الطائفية والعرقية ( إيران ) .!!

 

موسكو، وهي تحاول أن تعيد مكانتها الدولية، التي بدأتها بالفيتو المتعلق بزخمها الدبلوماسي - الإستراتيجي في سوريا، وكذلك وراء ملف إيران النووي .. لم تصل بعد إلى الخطوة الأولى للاستقطاب الدولي، والذي مارسه الإتحاد السوفياتي حين بلور هذا الإستقطاب بمنهج آيديولوجي كرس كتلة سياسية على صعيد العالم، أما موسكو الراهنة فقد تخلت عن منهج الإستقطاب وباتت دولة غير آيديولوجية .. وعلى أساس هذين العنصرين اللذين تحدثنا عنهما في مقال سابق، وهما يحتمان تجانسهما واتساقهما في منهج واحد للسياسة الخارجية، فأن الحديث عن عودة حرب باردة مستنسخة حديث سابق لأوانه .. موسكو بزخمها في سوريا، ووقوفها خلف إيران، ودعم ملفها النووي، وضمها شبه جزيرة القرم، وموقفها من الأزمة الأوكرانية، قد جعلها تفقد عنصر الإستقطاب الدولي، الذي يشترط آيديولوجيا تناصر الشعوب وتقف خلف حركات التحرر الوطني ( موسكو تقف مع نظام فاشيستي في دمشق يقتل شعبه ويشرد الملايين .. وتتعاون مع حكومة طائفية وعنصرية فاسدة تابعة لإيران في العراق، تقتل وتقمع شعب العراق وتشرد الملايين أيضا ) ، لا أن تتجاهلها وتحاربها بصيغة تاجر سلاح يسعى إلى المزيد من الربح غلى حساب الشعوب.

 

4-  ابتدع ( الكرملين ) ايديولوجية روسية هي ( الدولة القومية ) ، التي أكدها "بوتين" في خطابه السنوي أمام البرلمان في كانون أول- ديسمبر  2014 ، وإن سياسة هذه الدولة تعتمد على ( البراغماتية والذرائعية ) ، ولا تتحمل أعباء حرب باردة جديدة ما لم ينشأ تحالف إستراتيجي بين روسيا والصين يقوم بعمل الإستقطاب من أجل إيجاد كتلة مهمة تعمل في الاقتصاد والإستراتيجيا، فضلاً عن خلق مرتكزات ذات طابع إساراتيجي في بعض المناطق الحيوية .. بيد أن الصين لا ترغب في مغامرة تحالفية إلا إذا تعرض  أمنها القومي ومجالها الحيوي إلى الخطر، على الرغم من أن روسيا تستشعر خطر التضخم السكاني الصيني في آسيا، وخاصة على حساب الشرق الروسي .

 

5-  إن تغيير خارطة القوة العالمية لها حسابات ولها منظور، والترابط بين خارطة القوة الإقليمية وخارطة القوة العالمية لا يجب إغفالها من أجل إرساء قواعد للتحكم في ميزان تعادل القوى  ما دام العالم لا يستطيع أن يتوحد بحكم اختلافاته وتناقضاته أو أن يسيطر عليه ايٍ من القوى العالمية .. فهو في النهاية ينقسم والحرب الباردة لن تعود كما هي إلا أنها قد تطل برأسها ولكن بشروط واسعة وكبيرة ومن أهمها :

 

أولاً- القدرة على الإستقطاب الدولي .. وإن مثل هذا الإستقطاب لن يتم إلا بشكله الآيديولوجي.. وبما أن موسكو قد عافت الآيديولوجية فأنها تقف أمام معضلة الإستقطاب باعتباره عنصراً مهماً من عناصر الحرب الباردة التي تنشأ بين معسكرين، أما في حالة التعددية القطبية فلا أظن أن الحالة تشترط الحرب الباردة، لأن واقع التنظيم الدولي سيتوزع على القوى التي ستشكل النظام الدولي، والمرجح بروز قطبية ثلاثية، كما اشرنا إلى ذلك في مقال سابق، على طريق استكمال شروط التعددية القطبية في التنظيم الدولي الذي سيتولى قيادة النظام العام في العلاقات الدولية.

 

ثانياً- استكمال عناصر القوة ، ولا أعني قوة الردع النووي الشامل المؤكد، إنما القوة بمعناها الواسع الذي يضم كل عناصرها المعروفة بما فيها التحالفات . ولم تصل روسيا إلى مستوى الإستكمال في القوة ولا في التحالفات، ومن يفكر بمحور روسي إيراني سوري فهو واهم .. لأن العلاقة بين روسيا وإيران لا تتعدى التعاون المتبادل والإستفادة المشتركة من مسألتين اثنتين هما .. حوض بحر قزوين ومبيعات السلاح وبناء المفاعلات أولاً واللعب المشترك سياسياً على الأرض السورية وتحويلها إلى ساحة صراع دولية تعبر من خلالها روسيا عن مطامحها الجيو- استراتيجية على مستوى تأكيد وتعزيز موقع القدم الروسية في حوض البحر الأبيض المتوسط، فيما تعبر إيران عن مطامعها في تثبيت مواقع نفوذها في سوريا ولبنان بدعم  روسي وحماية روسية على المستوى السياسي والدبلوماسي .. فكليهما يجعلان من الساحة السورية مجالاً لتصريف سياساتهما الخارجية وتصدير مشكلاتهما الداخلية صوب الخارج .. ومن هذا تتضح خطوط المشتركات غير الإستراتيجية القائمة بين موسكو وطهران، وهي مشتركات قائمة أساساً على الـ ( براغماتية والذرائعية ) .. لنأخذ هتان المسألتان بشيء من التحليل للوقوف على طبيعة العلاقة بين موسكو وطهران :

 

1-  بحر قزوين .. المشتركات .. واللعب على وتر المصالح :

تقدر احتياطات بحر قزوين من النفط بـ ( 28 ) مليار برميل ، وهذا التقدير يقع بعد احتياطيات نفط الخليج العربي، فيما تُقدر احتياطيات نفط الشمال بـ ( 16 ) مليار برميل .. وعلى أساس هذه الحقائق قررت واشنطن في عام 2002 اعتبار روسيا شريكاً إستراتيجياً للولايات المتحدة لإدارة موارد الطاقة في العالم.. وقبلت موسكو بهذا العرض .. وكما هو معروف أن حوض بحرقزوين يضم ( آذربيجان، وكازاخستان، وروسيا، وتركمانستان، وإيران ) :

 

أولاً- التقرب الروسي من إيران له علاقة بالموقف الإيراني في حوض بحر قزوين النفطي ، فقد التفت موسكو حول العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران -  باعت روسيا ما قيمته من النفط الإيراني ( 20 ) مليار دولار في الأسواق العالمية في اطار اتفاقية مقايضة  -  لدواعي مصالح استراتيجية روسية في حوض بحر قزوين.. وعلى هذا الأساس  دعت موسكو إلى عقد مؤتمر للطاقة حول هذا الحوض في ايلول-سبتمبر2014 .

 

ثانياً- من المفيد الرجوع إلى تاريخ العلاقات الروسية الإيرانية، لمعرفة طبيعة التقييدات وطبيعة حرية الحركة من لدن صانع القرار الإيراني .. فقد حكمت الإتفاقية التي عقدت عام ( 1856 ) بين روسيا وشاه "قاجار" بعدم السماح للقوات الإيرانية دخول بحر قزوين نتيجة لخسارة إيران الحرب بعد أن أغرقت روسيا الأسطول الإيراني في بحر قزوين  .. من هنا ينشأ تقييد الحركة العسكرية الإيرانية، ولا تستطيع طهران أن تنكث بالتزاماتها على الرغم من اخفاقها في عدد من المناورات السياسية والحيل والخداع للتملص من هذه الإتفاقية، إلا أن محاولاتها كانت فاضحة وفاشلة، بحيث أنها أخْلتْ جزيرة ( آشوراده ) من جميع سكانها وأنهت وجودها العسكري في هذه الجزيرة في بحر قزوين .. لماذا ؟ لأن روسيا هي ليست دول الخليج العربي الساكتة على حقوقها المغتصبة في جزرها العربية الثلاث في الخليج العربي، وساكتة عن الأحواز العربية على طول الساحل الشرقي للخليج العربي.

 

ثالثاً- الخطة الروسية الراهنة هي أن تحصل روسيا على 20% من بحر قزوين ، وكازاخستان 27% ، وتركمانستان 23% ، وآذربيجان 18% ، وتحصل إيران على 12% .

 

رابعاً- تفكر موسكو الآن، بعد حركتها في شبه جزيرة ( القرم ) والتأزم في ( أوكرانيا ) ، أن حوض بحر قزوين هو حوض لها فيه الحصة السياسية الكبرى في إدارته بعيداً عن وصاية أحد من خارج الحوض .. والتفكير الروسي هذا جاء في ضوء التحولات في القوة، التي جرت وتكرست خلال العقدين الأخيرين، والتي تظهر مؤشراتها ميل أمريكا إلى الإنكفاء نحو الداخل لترميم أوضاعها الداخلية المزرية مالياً واقتصادياً واجتماعياً، نتيجة لهزيمتها الماحقة في العراق.

 

خامساً- الذي يحكم الحركة الروسية تجاه شبه جزيرة ( القرم ) و ( أوكرانيا ) ، ثلاثة عوامل  أساسية ، الأول: الأهمية الإستراتيجية لشبه الجزيرة، لأنها تطل على البحر الأسود وميناء ( سيفاستوبل ) الذي ترسو فيه قطع الأسطول العسكري الروسي وغواصاته النووية، فيما تضم مدينة ( أوديسا ) أكبر مصانع السفن ومصانع روسية – اوكرانية مشتركة تنتج أجزاء قطع الطيران الحربي الروسي والمولدات العسكرية وغيرها ، وتعد أيضاً المنفذ الحيوي إلى البحر الأبيض المتوسط ، فيما تقع شبه الجزيرة هذه حاجزاً أمام التدخل الخارجي -   ( 300 )  ميل أقرب نقطة لحلف شمال الأطلسي عن موسكو إذا ما أصبحت أوكرانيا عضواً في الناتو - . الثاني : الهوية القومية الروسية في محيط يتمتع بعناصر الإحتكاك والحساسية العرقية والدينية ، مثل ( الأتراك والتتار ، والمسلمين في جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق، وتعدادهم قد يصل إلى أكثر من سبعين مليون مسلم ) .

 

سياسة الـ ( تحييد ) و ( الشد والجذب ) في منطقة متوترة :

أولاً- التقارب الأمريكي الإيراني، هو في حقيقته قد ينطوي على عدد من الدوافع منها : إبعاد طهران عن موسكو أو إضعاف العلاقة البراغماتية بينهما، خاصة في اوضاع منطقة وسط آسيا وبحر قزوين، وكذلك الساحة السورية. ومنها ايضاً : الملف النووي الإيراني وتكريس العلاقة مع الإتحاد الأوربي و الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) بطريقة اضعاف روسيا في هذا الملف الذي باتت فيه تستخدم اسلوب  المساومة والمقايضة حيال القضية الأوكرانية .  

 

ثانياً- مغريات إيران كثيرة تجذب الدعم الروسي، طالما أن روسيا باتت تاجر يسعى نحو المزيد من الأرباح وتكديس الثروة .. ومن هذه المغريات رغبة إيران في بناء ( 20 ) منشأة نووية بعضها تحت الإشراف الدولي وأربعة منها تتولى بناءها روسيا .. وبهذا الإعلان تكون إيران، ربما قد ضمنت إغراء روسيا وإغراء أوربا ، بينما يبقى الملف النووي الإيراني يراوح في مكانه كسباً للوقت وللزمن.!!

 

ثالثاً- نقطة الجذب في المنظور الأمريكي بين إيران وروسيا هي ( آذربيجان ) ، التي تمتلك الطاقة ولها موقع مهم على بحر قزوين وتتعارض آيديولوجياً مع كل من طهران وموسكو.. ومشكلة ( ناغورنو كاراباخ ) وقرارات مجلس الأمن الدولي لعام 1994، ما تزال على وضعها  دون تطبيق.. فيما تجثم روسيا بثقلها العسكري على آذربيجان .. والهدف البعيد هو الإبقاء على تهديد الدول الغربية المستوردة لنفط آذربيجان .. فيما يسعى الغرب وأمريكا إلى هدف إبعاد جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق عن روسيا، ومن هذه الجمهوريات أرمينيا وآذربيجان على وجه الخصوص .. ويتضح أن البيئة التي تقع الأحداث في خضمها هي التي تساهم أو لها دور مؤثر في مواقع الجذب بصورة أساسية وليس قوى في خارج دائرة الشد والجذب تستطيع أن تضمن نصيباً من تحقيق ما ترمي إليه .

 

ومن جانب آخر تظل آذربيجان قنبلة موقوتة في الخاصرة الإيرانية قد تنفجر في أي لحظة في آذربيجان- الإيرانية حيث كثافة الآذريين فيها، وهو الأمر الذي يقلق النظام الإيراني من مغبة الإحتكاك، وخاصة العلاقة التي بلغت مستوى الشراكة بين آذربيجان وتركيا التي تتعارض مع إيران على الخط نفسه .

 

أين هي ملامح الحرب الباردة من كل ما تقدم، وعودتها الإفتراضية مستنسخة على مسرح السياسي الدولي.؟!

لقد أشار معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية إلى ( ..أن روسيا في عهد بوتين لم تعد لديها المطامع العالمية التي كانت تحرك الإتحاد السوفياتي ولا تهدد مباشرة  أياً من دول الحلف الأطلسي .. كما أن التوازن بين الكتلتين لم يعد قائماً على الإطلاق، لأن الميزانية العسكرية لدول الحلف تفوق اليوم أثني عشر ضعفاً ميزانية روسيا ) .. ولكن الملاحظ أن  روسيا زادت من انفاقاتها العسكرية بنحو 30% بعد حربها مع جورجيا عام 2008 .. وإن روسيا في عام  2014 هي ليست روسيا في عام 1991 ، كما هو حال أمريكا عام 2001 ، هي ليست أمريكا في عام 2014 على الإطلاق .. الأولى تتقدم ولكن ببطئ ، والثانية تتراجع ولكن بسرعة خلف أسوار العزلة .!!

 

يتبع ...







الاربعاء ٢٣ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة