شبكة ذي قار
عـاجـل










السياسة .. في اللغــة , مــشتقة من ساس ويسوس , أي ينصرف الى معالجة الأمور . والسياسة بهذا هي .. الأجراءات والطرق المؤدية لأتخاذ قرارات من أجل المجموعات والمجتمعات البشرية . ومع ان هذه الكلمة ترتبط بسياسات الدول وأمور الحكومات , فان كلمة سياسة قد تستخدم أيضا للدلالة على تسيير أي جماعة وقيادتها ومعرفة كيفية التوفبق بين التوجهات الأنسانية المختلفة , والتفاعلات بين أفراد المجتمع الواحد بما فيها التجمعات الدينية والأكاديميات والمنظــــات . وتعرف السياسة بكيفية توزع القــوة والنفــوذ بمجتمع ما أو نظــــام معـــين .


بهـــــذا فان .. " العمــــل السيـــاسي " أمــر لابــــد منــــه . وهو بوضعه الصحيح , حيث يمارس كحق , تعبيرا عن حرية الرأي والخيــار في الفــكر , وما تتطلع اليه الأرادة في العمــل . وهو في النشاط والممارسة , عمل مشروع ومطلوب في الدولة , مؤسسات وأحزاب وتنظيمات . وهو لايمكن أن يأتي صحيحا وسليما ومعبرا الا في أجواء من الحرية والديمقراطيـــة . في دولة الدستور والقانون والمؤسسات . مع الأستقلال والسيادة الكاملـــة . فمنــذ أن وجدت وعرفت " الدولـــة " بشكلها القانوني , في التعريف , المحدد لكيانها ووجودها وطبيعتها , بأنها الحالة المادية والمعنــوية , التي تتشكل في الوجود , بتوافر عناصر أربع , هي " الوطن . الشعب . الحكومة . السيادة والأستقلال " . وعلى مر التــاريخ الطويل للأنسانية في مسيرتها الشاقة والحافلـــة . وهي تبذل الجهد للوصول الى أفضل ما يمكن تحقيقه في بنــاء أنظمتها .. السياسية , الأجتماعية , الأقتصادية والفـــكرية والثقافيــــــة ... , في ظل دولة المؤسسات . بكل ما يمكن أن يحقق الخير العام للوطن والمواطن , عليه كان " العمل السياسي " بشكل عام واحد من أهم السبل في الطرق والأساليب , لتحقيق هــــذا الغرض .


بهــــذا فأن " العمل السياسي " الذي تتطلع اليه " ثــورة الشــــعب " تتمثـــل بمــــا يلــي :


ـ ادانـــة .. " الحرب الجريمــة " وكل ما ترتب عنهــــا .


ـ تقديم ملف كامل الى " محكمة العـــدل الدولية " لأصدار الحكم القانوني بعدم " شرعية الحرب " وما يترتب عن ذلك من :
آ . الأعتـــذار الرسمي من قبل حكومة الولايات المتحــدة .


ب . التعويض عن كل ما تسببت به الحرب من أضرار " مادية ومعنوية " للوطن والمواطن في العــــراق .


وهـــذا ما يســتدعي التكليف بهذا الملف الى " هيئة قانونية عراقية " تشكل لهـــذا الغرض .
أما ما يتعلق بالشأن الداخلي , فالأمر يذهب الى .. " الغـــــــاء " كل القرارات التي جاء بها المحتل وما أوكله لعمـــلاءه في السلطة . والتي منها :


1 . الدســـتور الهــجين .
2 . قرار حل الجيش العراقي .
3 . قرار اجتثــــاث البعث .
4 . اجراءات الأعتقالات العشوائية .
5 . المادة ( 4 ) ارهــــاب . والمخبر السري .
6 . المحاصصـــــة . وغيرها كثير ......, وعودة الى تصريح لـ " كوندا ليزا رايس ـ وزيرة خارجية ـ بوش " والذي جاء فيه .." لقــــد ارتكبنــــا آلآف الأخطـــــــــــاء في العـــــراق ".


هــــذا في ايجــــاز الأيجــاز لما يعنيه " العمل السياسي " ... فمــاذا عن .. " العمليــــة السياسية " ...؟.
ان .. " العمليــــة الســـياسية ... !!!. " وبهذه التسمية بما لها من دلالات , " خصوصية مشبوهة " من الأساس . بما يؤكد كونها حالة ليست هي " العمل السياسي " المتعارف عليه في عمل كل دولة . وانما صيغة خطط لها بحقــد ولـــؤم , مغلف بكل ما هو مزيف ومخـــادع , يراد به تحقيق كل أهـــــداف العدو , بواسطة عمــــلاء وأذناب ومأجـــورين ....... .


عليــه .. فانها , وهي بهذا الحال , لايمكن أن تقـــدم , ما يمكن أن يكون فيــه أي خـــيرا للوطن والمواطن . ففي بلــــد جرى احتلاله , وفقــد استقلاله وسيادته , بمعنى فقد " الحريــة " التي هي الأساس في التعامل السياسي الصحيح , تعبيرا عن الرأي , في أجواء من .. " الممارســة الديمقراطيـــة الحقيقية " دون أن يكون هناك أي نوع من أنواع الضغط أوالتأثير بأي شكل , وهذا غير متوفر أساسا , ان " العملية السياسية " ومريديها ... يعرفون جيــدا واقع الحال الذي .. " هـــي .. وهــــم " فـــيها والتي تسببت وتسببوا بموجبــها الكثير مما لم يكن يحلم به العــدو من تقديم خدمات بالمجـــان له , وذلك فــــي أنهـــا :


ـ قدمت بدرجـــات مختلفــة , غطـــاءا لـ .. " شــــرعنة الأحتــلال " في قبول العمل تحت هيمنتــه ومظلتـــه .


ـ شجعت , بما وفرت من أجواء العمل , بممارساتها وأساليبها , وهي في الحال الخطــأ , بالمساعدة على تعميق شقة الخلافات والتناحر فيما بين أطرافـتها , وهي تتحرك في الوسط الذي لايشجع فيه المحتل , الا على ما يساعد على وجوده وبقـــاء مصالحه .


ـ تحول العملية السياسية , في واقع الحـــال الى " بــــازار " لرواتب ومخصصات خيالية وامتيازات , مقابل ما يقدم للمحتل ووكـــــلاءه من خدمــات .


ـ ماذا قدمت , وهي تتذرع بذرائعها الواهيــة , بأنها تعمل على خدمة الوطن والمواطن . بما كان يفترض أن يوضع على قائمة الأولويات في جدول الأعمــال , المفروض به , بذل كل الجهود لأنجازه . فمـــاذا تحقق على مدى أكثر من عقــد من الزمــــان .؟. وعل سبيل المثــال وليس الحصــــر ...


ـ استعادة .. حرية الوطن والأستقلال والسيادة .
ـ اعادة بنـــاء ما دمرته وخربتـــه .. الحرب الجريمـــة .
ـ الحفاظ على " الوحــدة الوطنيـــة " وحمايتها من التعرض للتمزق والتفتيت والتشــرذم ..
ـ حماية الوطن من التدخل في شؤونه الداخلية , من قبل دول وقوى أجنبية عديدة طامعـــة .


ـ في اعلان حق المواطن الشرعي والقانوني في الدفاع عن وطنــه , في المقاومة ورفض الأحتــــلال .
ـ في العمل على الغاء كل القرارات والأجراءات الجائرة , غير القانونية , والمخالفة لكل الشرائع والمواثيق الدولية .
ـ اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين , الذي جرى اعتقالهم عشوائيا , ولم تقدم ضدهم تهم ولم يحالوا الى قضــاء عـــادل .


هــذا غيض من فيض , واستمرت الأمور والأوضاع من سيئ الى أسوء , لــذا لامكان بعـــد للحديث أبــــدا عن حال تـــدعى .. " العمليـــــة السياسية " , فقد تجاوز الوضع الكارثي في ظل أحكامـــها , في الوطن العزيز, كل حــــدود .. الى أن طفــح الكــأس والكيـــــل ... فــــــــــــــكانت ..


الثـــــورة . ثـــــورة شــــعب , لم يعـــــد هنـــاك من خيــــار أمامه الا .... خيـــــارها . فأهـــــلا بهـــــا , رائعــــة ومباركـــــة ومنتصــــــرة . بأذن اللــــــــــــه , وما النصـــر الا من عنــــــــــده ـ جلت قــــدرته .

 

 





الاحد ٢٢ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. خالـد السـامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة