شبكة ذي قار
عـاجـل










 

اكدت وقائع الاحداث طيلة القرن العشرين ولحد الان صدق وصحة مانبه وحذر منه العراق عبر قيادته الثورية في الحزب والدولة بان هناك استهدافا فارسا للامة العربية وفي مقدمته رمح الله في الارض العراق من خلال مشروع صفوي ايراني يلتقي مع اهداف ومصالح ارادات الشر والعدوان من صهيونية وامبريالية استعمارية ، وقد بذلت جهود ورسمت سياسات وخطط ورصدت له امكانات هائلة للاندفاع نحو الامة العربية للسيطرة عليها وانهاء دورها كأمة لها حقوق ولها اهداف عظيمة تريد تحقيقها والمساهمة في رفد الحضارات بتراثها الثري في خدمة الانسانية جمعاء ،كما صرحت اغلب القيادات الدينية والعسكرية والسياسية واركان الحكومة في ايران على هدف واحد ( الانتقام والثأرمن العرب لانهم قوضوا الامبراطورية الفارسية ) . وكان قدر العراق ان يتحمل مسؤولية مضاعفة في التصدي للمشروع الصفوي العدواني والذي احتوى اشتهدافات مختلفة حسب طبيعة الانظمة الحاكمة وملائمة الظرف الزماني والمكاني وبصيغ واساليب وصيغ متعددة على امتداد مساحة الوطن العربي ، وقد اخذ هذا المشروع شكلين من الاستهداف وهما :

 

الاول : الاستيلاء على الاراضي العربية واقتطاعها وضمها والسيطرة على خيرات الامة من الثروات الطبيعية وفي مقدمتها النفط وحرمان الامة من الاستفادة لموقعها الستراتيجي الحيوي وعدم تمكنه من لعب دور اقليمي وعالمي في الدفاع عن مقدساته واسترداد اراضيه المغتصبة واعاقة تطوره واسعاد شعبه .

 

الثاني : محاربة العروبة والدين الاسلامي الحنيف ونشر الافكار والمبادىء والقيم المجوسية التي تدعو وتثير وتزرع وتنمي روح الانشقاق تحت مظلة وستار الدين وحماية الاماكن المقدسة .

 

من اجل تسليط الضوء اكثر على سلسلة الاستهدافات العدوانية التي نفذتها ايران ضد العراق والامة العربية خلال القرن الماضي وبدايات القرن الحالي :

 

اولا : فترة ماقبل ثورة 17- 30 تموز عام 1968

1-  انتهزت ايران فرصة ضعف الامبراطورية العثمانية التي كانت تسيطر على كافة الاقطار العربية وقيام الحرب العالمية الاولى للفترة من 1914 – 1917 من ان تمدد ايران حدودها وتستولي على امارة الاحواز العربية وضمها الى اراضيها برضا وسكوت بريطاني بعد الاتفاق بينهما .

 

2-   تمددة ايران بعد استيلائها على بعض الاراضي العراقية على طول الحدود وخاصة ضمن محافظتي واسط وميسان ( هيلةزين القوسسيف سعدمنطقة مجنون الغنية بالنفط ) .

 

3-   اثارة الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي وتأسيس احزاب طائفية تابعة لها لغرض تحريكها في تقويض اقامة اية حكومة وطنية تشكل خطر امام اطماعها واطماع الكيان الصهيوني .

 

4-   تقديم الدعم العسكري والسياسي للتمرد الكرد في شمال العراق من اجل اضعفاف الحكومات المركزية وعدم قدرتها على تأدية واجبها القومي في المشاركة مع الاقطار العربية في التصدي للكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين .

 

5-    اقامة تحالف وتعاون بين ايران والكيان الصهيوني في المجالات العسكرية والامنية والاقتصادية والسياسية ولهما تمثيل دبلوماسي في كلا العاصمتين اي هناك اعتراف بدولة اسرائيل .

 

6-   ايران مرتبطة بحلف شمال الاطلسي عن طريق ( حلف السنتو ( الاطلسي من اجل اجهاض اي ثورة تحررية للاقطار العربية التي كانت تحت الانتداب البريطاني والفرنسي وذلك لحماية اسرائيل وتأييدها في التوسع وضم المزيد من الاراضي الفلسطينية وتشريد شعبه مقابل السكوت والصمت على ماتفعله ايران في الاستحذواء على الحقوق والمصالح العربية . واصبحت ايران اكبر قاعدة تابعة لامريكا في المنطقة واطلق عليها شرطي الخليج .

 

7-   اتبعت ايران سياسة الهجرة المنظمة الى اقطار الخليج العربي على شكل عمالة وخبراء وخاصة في البحرين من اجل خلخلة التركيبة السكانية لهذه الاقطار بالاتفاق مع المحتل البريطاني .

 

8-   تشكيل وادارة شبكات التجسس من عناصر ايرانية ويهودية في عموم العراق من اجل تقويض استقلال العراق سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا .

 

9-   التدخل السافر في شؤون العراق الداخلية من خلال دعم ومشاركة وتشجيع الزيارات والمواكب والشعائر الطائفية وتغلغل عناصرها الامنية والمخابراتي في التواجد والنفوذ الى كافة المرافق الحيوية للدولة العراقية وزيادة الشحن الطائفي كما حدث في عام 1966 عندما ارسلت ايران القفص الذهبي الى مرقد الامام موسى الكاظم(رض) والسير به في شوارع العاصمة وخاصة في الاعظمية تسبقة قذف وسب وكلمات نابية على شكل هتافات طائفية ولكن الحكماء في الحكومة انذاك غيرت اتجاه الموكب لوأد الفتنة .

 

ثانيا : مرحلة مابعد قيام ثورة 17-30 تموز 1968

1-   الغاء معاهدة عام 1937 من الطرف الايراني التي ترسم الحدود البرية والنهرية بين البلدين والتي تمنح العراق السيادة الكاملة على شط العرب وذلك في عام 1969 .

 

2-   تدبير مؤامرة بتخطيط وقيادة عناصر السافاك الايرانية بالاشتراك عملائهم من الاحزاب الطائفية مثل حزب الدعوة والحزب الفاطمي وعناصر من التبعية الايرانية الذين رفضوا اكتساب الجنسية العراقية رغم ولادتهم في العراق وذلك عام 1970 .

 

3-   احتلال ايران للجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى ، وطنب الصغرى ، وابو موسى العائدة الى دولة الامارات العربية المتحدة بعد خروج المحتل البريطاني من الخليج عام 1971 .

 

4-   قام النظام الايراني في عام 1975 بالمشاركة الفعلية في القتال الى جانب المتمردين الاكراد عند تطبيق بيان 11 آذار ، وقصفت المدفعية الايرانية القوات العراقية وسمحت للعناصر المتمردة من استخدام اراضيها وكذلك دخلت القوات الايرانية الاراضي العراقية واخذت مواقع فيها .

 

5-   الغاء معاهدة الجزائر عام1975 من الجانب الايراني مباشرة بعد وصول نظام خميني الى السلطة عام 1979 والاعلان الصريح عن ازالة النظام الثوري في العراق رغم ارسال القيادة العراقية ببريقة تهنئة والتاييد التي بعثت الى القيادة الايرانية الجديدة وكان الجواب سلبي وعدائي .

 

6-   قيام عملائهم في الداخل بتنفيذ عمليات تخريبة ضد المراكز الحيوية ومؤسسات الدولة واستهداف القيادة العراقية في مطلع عام 1980 وابرها المحاولة الفاشلة لمخطط اغتيال الرفيق الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) من قبل عناصر ايرانية في قضاء الدجيل عند زيارته للقضاء وتفقد شعبه هناك.

 

7-    شن حرب عدوانية في 4/9/1980 والاصرار على استمرارها طيلة ثمانية سنوات رغم الدعوات والجهود الدولية والاقليمية والعربية الى ان رضخوا بعد اعترافهم بهزيمتهم المنكرة في يوم النصر العظيم بتاريخ 8/8/1988 .

 

8-   قامت عناصر من المخابرات الايرانية في عقد الثمانينيات بأثارت الشغب والتهجم على رموز الاسلام وعلى الحجيج عند موسم الحج في مكة منطلقين من اهداف عدائية ضد العرب والاسلام منها محاولتهم البائسة انتزاع ادارة المملكة العربية السعودية لها وتحقيق حلمهم وحلم الصهيونية بوضع مكة والمدينة تحت الادارة الدولية وحرمان العرب من حقهم الرباني والطبيعي في الادارة وسيادتهم على مقدساتهم .

 

9-    محاولة استهداف حياة امير دولة الكويت من قبل عناصر ايرانية اثناء الحرب العراقية الايرانية وكان رد العراق قاسيا على هذه المؤامرة من خلال دك اوكار الشياطين في قم وطهران .

 

ثاثا : بعد معركة ام المعارك الخالدة عام 1991

1-   التعاون التنسيق مع دول العدوان بتنفيذ وتوزيع ادوار الاجهاض على العراق حيث اثبت الوقائع بان دور ايران هو تنفيذ صحفحة الغدر والخيانة والاجهاز على النظام الثوري في العراق وتدمير وتخريب ماتبقى من بنى تحتية للعراق وتنفيذ رغبة امريكا وحلفاءها من العودة بالعراق الى ماقبل العصر الصناعي الذي هدد به وزير خارية اميركا جيمس بيكر الى وزير خارجية العراق الاستاذ طارق عزيز ( فك الله اسره ) قبل بدا العدوان . حيث ادخلت ايران عناصرها من مخابرات وحرس خميني وتبعية ايرانية والاسرى من التوابين ومليشيات الاحزاب العميلة من افراد حزب الدعوة وقوات بدر الاراضي العراقية حال انتهاء العمليات الحربية وانسحاب الجيش العراقي من الكويت واشاعت القتل والتخريب والحرق والنهب والسلب للاغلب محافظات القطر وخاصة التصفيات الجسدية لمناضلي البعب وقادة الجيش العراقي والاجهزة الامنية ورجال الدول من الكوادر المدنية والكفاءات العلمية وحرق دوائر السجلات المدنية والطابو والمحاكم من اجل ضياع حقوق المواطنين وتخليص عملائهم من الخونة والعملاء من العقاب.

 

2-   مصادرت الامانة التي اودعها العراق من الطائرات المدنية رغم الاتفاق والتفاهم قبل العدوان متذرعة بحجة الحصار الدولي .

 

3-    طبقت ايران الحصار الظالم على شعب العراق اكثر من دول العدوان التي اصدرت القرار من اجل ايقاع اقصى ضرر للشعب والقيادة ومراهنتها على تمرد الشعب على القيادة .

 

4-   المضي في مسلسل الاغتيالات والتخريب من قبل ايران وكانت محاولة اغتيال نجل شهيد الاحج الاكبر الشهيد عدى واحدة منها ، واليوم تعترف حكومة العمالة والخيانة وتتبجح بتنفيذها العميلة القذرة .

 

رابعا : بعد احتلال العراق في 9/ نيسان عام 2003

1-   تقسيم مشروع العراق من خلال اتفاق وتنسيق وتفاهم والى مرحلتين تقوم اميركا وحلفائها بتفيذ الصفحة العسكرية والاحتلال المباشر وتدمير والقضاء على الحكم الوطني ومؤسسات الجيش والاجهزة الامنية والحزب باصدار قرارات حل الجيش والاجهزة الامنية والحزب وتفكيل الدولة العراقية بكل مفاصلها واصدار قوانين وتشريعات ودستور جديد يتماشى مع اهداف ورغبات كل من امريكا والصهيونية وايران مقابل دور ايران في تسهيل وتقديم الدعم لمشروع الاحتلال العسكري من خلال التوغل بعناصرها وميليشياتها ودفع العملاء والخونة من الاحزاب الطائفية التي تربت وتدربت في ايران ودخلت العراق مع بدا العمليات الحربية ، من اجل استلام زمام الامور واستخدامهم في ادارة الدولة كسياسيين عراقيين .

 

2-   مساعدة اميركا في بناء عملية سياسية وكتابة دستور طائفي يقسم البلد على اساس طائفي وعرقي ومناطقي للحيلولة دون وحدة الشعب العراقي والشروع في مشروع تقسيم العراق المعد سلفا ويكون في طليعة قادة العملية السياسية عناصر دخلوا مع الاحتلال ومن طائفة ترعاها ايران وتدعمها من اجل مقاومة التيارات الوطنية والقومية والجهادية التي رضت الاحتلال وقاومته منذ الايام الاولى من الاحتلال .

 

3-   اطلاق يد ايران للتوغل في العراق ونشر عناصرها المجرمة في تنفيذ اقذر عمليات القتل والتصفيات الجسدية للشعب العراقي وفي مقدمتهم قادة وآمري وضباط الجيش العراقي الباسل وقادة البعث العظيم وكوادره والكفاءات من حملة الشهادات العليا والعلماء والشخصيات الوطنية والقومية وكل نفس عروبي اصيل .

 

4-   الدعم والتعاون والتنسيق مع اميركا في محاربة الفصائل المقاومة العراقية البطلة ، وحصرها في المناطق السنية وتقسيم الشعب لنصفين مقاوم ومهادن للاحتلال واعتبار ان احتلال العراق هو تحرير وحث القيادات الشيعة من الخونة والعملاء الى العمل على عدم مشاركة اهلنا في الجنوب مقاومة المحتل واصدار فتاوي من قبل المرجعيات الشيعية بتحريم جواز ضرب المحتل والانصراف الى الاستحواذ على السلطة بعد الاركاع والخضوع وارضاء المحتل لتسليمها لهم دون باقي اطياف الشعب العراقي .

 

5-   سيطرة ايران على الحكومة العميلة وسلب القرار والتحكم بمصير البلد وفرض ارادتها وتنفيذ اجندتها المسومة ضد العراق واهله تحت مظلة الحكومة العراقية المنتخبة في ظل ديمقراطية اميركا المسلفنة .

 

6-   نهب وسلب خيرات العراق من خلال السيطرة على اهم مناطق النفط مثل حقول مجنون وزيادة الاستيراد للسلع والبضائع الايرانية الرديئة وباسعار باهضة من اجل التخفيف من الحصار الاممي الذي فرض عليها بسبب مشروعها النووي .

 

7-   الدعم والاسناد والمشاركة المقدمة من النظام الايراني الى جماعة الحوثيين في اليمن ضد الدولة بنفس طائفي للسيطرة على الحكم والانطلاق نحو الجزيرة العربية وخاصة السعودية لشق وحدة المسلمين .

 

8-   عدم السماح باقامة اي صناعة او تطور في العراق والاعتماد الكلي على ماتقدمة ايران للعراق اي ربط اقتصاد العراق بها ويصبح تابعا للسياسة الاقتصادية الايرانية ويكون الميزان التجاري احادي الجانب ، لذا عملت ايران على منع اي توجة لتطورير الطاقة الكهربائية وبناء مشاريع ومصانع انتاجية ووضع خطط لتطوير البلد .

 

خامسا : مرحلة بعد ثورة الشعب في 10/6/2014

1-   الوقوف العلني والسافر ضد ثورة الشعب من خلال الدعم الاسناد التي تقدمه الى حكومة المالكي .

 

2-   المشاركة الفعلية في الحرب على الثوار والاهالي في المدن الثائر من خلال الطلعات الجوية للطائرات الحربية والعامودية بطيارين ايرانيين وكذلك زج قادة من القوات الايرانية في المعركة مع مليشيات فيلق القدس وقد اثبت هذا من خلال عدد القتلى الايرانيين في المواجهات مع الثوار واسر العديد منهم مع قادة كبار .

 

3-   زيادة التواجد الايراني في الساحة العراقية والسيطرة الشبه كاملة على كافة شؤون الدولة ، والتدخل والسيطرة على قرارات الداخلية وكما يحصل الان في الموافقة على تسمية الحكومة القادمة وتسمية رئيس الوزاء .

 

4-   ارسال مليشيات لمساندة النظام السوري ضد ثورة الشعب السوري والاعتراف بذلك والدعم والمساندة والتحريض الحوثيين في اليمن والوقوف وتحريض الجماعات الطائفية بالقيام باعمال شغب في كل من البحرين و السعودية .

 

بعد هذا الاستعراض للاحداث والوقائع التي كانت ايران بطلتها هل من احد يتعذر من القادة العرب بانه لم يعرف الحقائق وهل احد منهم يبرر موقفه السلبي من الاحداث الدامية التي تحدث الان بحق الاشقاء .

 

واخيرا هناك تساؤلات تطرح على القادة العرب وتحتاج الى توافق في اجوبتهم

·       ماذا تريد ايران من سوريا والعراق ؟

·       هل ايران مخلصة وصادقة مع العروبة والاسلام فعلا ام ضدها ؟

·       لماذا تعادي ايران حزب البعث في العراق وتؤيده وتدعمه في سوريا ؟

·       ماذا تريد ايران من دعم وتأييد الجماعات الطائفية في كل من اليمن والبحرين والسعودية ؟

·       لماذا تقف ايران ضد ثورتي شعبي العراق وسوريا وتبارك اعمال الشغب في البحرين واليمن ؟

·       لماذا التباين في مواقف ايران وبعض الحكام العرب من الشعب العربي في كل من فلسطين والعراق وسوريا الذي يتعرض للابادة والقتل والتدمير ؟

 

·       هل تلتقي وتنسجم الستراتيجيات للدول الثلاثة ( اميركا – اسرائيل – ايران ) في استهداف الامة العربية ؟

·       لماذا تصر ايران على احتلالها للجزر العربية الثلاث العائدة للامارات ؟

 

اذا اجاب الحكام العرب على هذه الاسئلة باخلاص وتجرد وبروح اسلامية وعروبية سوف نصل الى اهم موقفين تحتاجها الامة العربية الان الا وهما :

 

اولا : الخروج من الصمت الرهيب لما تتعرض له اقطار الامة العربية من استهدافات وعدوان .

ثانيا :الخروج بمواقف وبقرارات موحدة وقوية لصالح النضال العربي وصيانة حقوقها ورد اعدائها .

 





الاحد ٢٢ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة