شبكة ذي قار
عـاجـل










ظل الرئيس الأمريكي " أوباما " ساكتاً على المجازر والمذابح التي حلت بالشعب العراقي على يد الحكومة الطائفية المجرمة في بغداد، لأنها تدافع عن المصالح الأمريكية وتضمن استمرار النهب الأمريكي لثروات الشعب العراقي .. كما ظل ساكتاً على مذابح الحويجة، ومذابح الفلوجة وتل اعفر وكركوك ومذابح صلاح الدين والرمادي، وسكت على قتل السجناء والموقوفين العراقيين في سجون المالكي وسجون مليشياته وقواته المليشية المسلحة .. وسكت على مهزلة الولاية الثالثة لمجرم الحرب "نوري المالكي" في اطار الديمقراطية الامريكية، وسكت على الفساد والسرقات، وسكت على التهجير القسري والتهديد في كل مكان في العراق، وسكت على كل شيء مخزي في هذا البلد .. ولم تحرك هذه المجازر والمذابح والإبادة ضد الإنسانية، شعور " أوباما" ، ولكنه تحرك حين شعر بأن سفارته في بغداد قد وضعت تحت إحداثيات صواريخ الثورة .. نطق "أوباما" حين شعر بأن الثورة في العراق جدية وليست ككل الثورات ، فهي تأخذ طابعاً تحررياً عاماً شاملاً تدافع فيه عن كل العراقيين وكل العراق بدون تمييز .. " أوباما " نطق حين شعر بأن إيران لم تعد وكيلاً مضموناً وقادراً على حماية المصالح الأمريكية في العراق والمنطقة، فهي ( إيران ) باتت في وضع يتأكلها التهتك وينخرها التراجع في اكثر من موقع وخاصة في العراق وثورته التي فاجئت الجميع بزخمها وقدراتها وتلاحمها مع الشعب .. الأمر الذي جعل "أوباما" ينطق بأهدافه الغامضة في العراق ويحددها بالآتي :

 

أولاً- حماية مصالح الولايات المتحدة في العراق .. والمقصود بهذه المصالح نهب ثروات العراق وشعب العراق النفطية والغازية .

 

ثانياً- حماية السفارة الأمريكية وقنصلياتها وموظفيها في العراق ... فأذا كان "أوباما " يخاف على أرواح الموظفين الدبلوماسيين والإداريين والحراس المارينز الذين يبلغ عددهم الآلآف خلافاً لقاعدة التعامل الدبلوماسي والقنصلي المبنية على التعامل بالمثل، فليسحب هؤلاء من السفارة ويترك تمثيلاً بسيطاً كما هي العادة في ظروف الأزمات التي خلقتها أمريكا وإيران والكيان الصهيوني .

 

ثالثاً- مواجهة تهديدات إرهابية محتملة .. وهذا الهدف يعد مخاتلة بائسة لمواجهة ثورة الشعب العراقي ضد الاحتلال ووكلاء الاحتلال من القتلة واللصوص والجواسيس والعملاء .. فالأرهاب هو من صنيعة أمريكا، والإرهاب هو من صنيعة إيران، والإرهاب هو من صنيعة ( إسرائيل ) .. فمصدر الإرهاب هو الاحتلال ، ولولا الاحتلال ما كان هناك مقاومة، التي يسميها المحتل الغازي إرهاباً .. ومن أجل أن يجهض المقاومة صنع إرهاباً من نوع آخر.. وتلك لعبة بائسة وساذجة، أنطلت على الساحة السورية، ولكنها لا تنجح في العراق، لأن الثورة تعرف وتفرز عدوها من صديقها وتتعامل على أساس المعايير والمباديء التي يعرفها الشعب العراقي كله بكل مذاهبه وقومياته ومكوناته .

 

الأهداف الأمريكية هذه، التي أعلنها المتحدث باسم البيت الابيض ( جوش ايرنست ) في مؤتمره الصحفي قد تحددت بــ :

 

1- أن أي عمل عسكري أمريكي محتمل سيكون محدوداً جداً في مداه للتعامل مع الهدف الأمريكي الجوهري ... وهنا يبدأ الغموض واللف والدوران، اعتقاداً من هذا الغبي بأن حجم العمل العسكري يرتبط بمدى تعرض المصالح الأمريكية الجوهرية، وهي النفط وخزينه الإستراتيجي.. وهو الأمر الذي يعكس حقيقة ساطعه بأن أمريكا لا يهمها المسيحيين ولا يهما الأيزديين ولا الشيعة ولا السنه ولا العرب ولا الكرد ولا التركمان أبداً إنما مصالحها الجوهرية التي حددها أوباما الصهيوني وهي النفط .

 

2- إن العمل العسكري المحدود مرتبط بالإختلافات السياسية في العراق ... وهنا يبقى الغموض هو الذي يسيطر على مسألة الربط بين العمل العسكري المحدود وبين وضع فرقاء العملية السياسية المتهتك أصلاً، وفي ما إذا سينتهي وضع الصراع بهؤلاء على قاعدة الإستقرار... ومحصلة هذا القول.. أن لا قاسم وطني مشترك يجمع هؤلاء عدا القتل والنهب واللصوصية بأعلى مستوياتها غير المسبوقة في التاريخ، وهو الأمر الذي يؤكد أن لا استقرار في العراق ما دامت هذه العناصر الدموية الفاشلة الملوثة على رأس السلطة .. فكيف يرتجي "أوباما " من هؤلاء الإستقرار لكي يحدد طبيعة التعامل العسكري الأمريكي في ما إذا كان محدوداً أو غير محدود ؟ وهل أن بإمكان أمريكا ان تعاود قتالها ضد الشعب العراقي الذي يطالب بحريته واستقلاله ؟

 

3- أهمية انتخاب رئيس جديد للوزراء وتشكيل حكومة بطريقة تعكس تنوع الأطياف في العراق ... ومن يدعو إلى تحقيق هذا الهدف، وهو المحتل وصاحب القرار الذي نصب " نوري المالكي" وغيره، عليه أن يسهل إزاحته للحفاظ على مصالحه واستقرار البلاد والعباد .. لا أن يزود هذا القاتل الدموي بالطائرات والصواريخ والأسلحة والذخيرة وبالمستشارين .!! ، ثم كيف يدعو "أوباما" إلى مشاركة اطياف الشعب العراقي وتغيير رئيس الحكومة المجرم ، وهو يساند هذا المجرم ويسكت على جرائمه

 

ضد الإنسانية حين يلقي بطائرات أمريكية براميل البارود على مساكن المواطنين في مدن العراق وقراه ؟!

 

4- توجيه ضربات محددة لمساعدة القوات العراقية في قتالها ضد مسلحي ( الدولة الإسلامية ) .. وهذا ما أمر به " أوباما " .. هذا المنطق الرخيص يدعو إلى السخرية، حين يختزل "أوباما " ثورة الشعب العراقي بهذا الحجم بمحاربة ( الدولة الإسلامية ) ، وهو يعلم والعالم أجمع بأن الثورة لا يمكن أن تختزل بهذا المنطق الرخيص، على الرغم من الحملة الإعلامية الشعواء التي تديرها السلطة الإعلامية الرابعة على مستوى الصحافة وفضائيات الأخبار وشبكات النت واسعة الإنتشار.. إلا أن الحقيقة الباهرة تظهر أن الثورة هي لكل العراقيين ، للمسلمين والمسيحيين والعرب والكرد والتركمان والإيزديين وغيرهم من أبناء عراقنا العظيم .

 

5- إن القوات البرية الأمريكية لن تعود إلى العراق ... بمعنى أن الفعاليات العسكرية الأمريكية سيقتصر دورها على الطيران الحربي وعلى طائرات بدون طيار وعلى مستشارين عسكريين وتكثيف الحمايات على المنشأءات الأمريكية في العراق ، سفارة وقنصليات وقواعد عسكرية أربع ومكاتب لإدارة ما يسمى بالعملية السياسية من وراء الكواليس .

 

6- إن أمريكا ستدعم القوى المعتدلة التي يمكنها جلب الإستقرار إلى العراق ... وهنا يفتش الأمريكيون عن عملاء جدد معتدلين من أجل الإستقرار والحفاظ على المصالح الأمريكية من مخزون النفط والغاز الهائل في العراق .

 

إن سياسة خلط الأوراق التي تتبعها أمريكا وعميلها الصغير في بغداد ووكيلها القبيح في طهران، لا تجدي نفعاً .. سواء ابتدعوا جواسيس للتصادم ، أو خلقوا منظمات للتصادم ، أو ابتكروا وسائل للتشويه والتضليل الفاضح أو نشروا حملات الترويع والتزوير وتغيير الحقائق .. كل ذلك لا يجدي نفعاً .. لأن الثورة لا تعتدي على شعبها وتلك من البديهيات أو المسَلَمات .. لا تعتدي على مكوناتها الشعبية الأساسية .. ولا تجهض شعبيتها .. لا تقاتل مسيحييها ولا مسلميها ولا شيعتها العرب ولا سنتها العرب ولا كردها ولا تركمانها ولا يزيدييها .. الثورة لا تعتدي على ابنائها بل هي ما جاءت إلا من اجلهم ومن اجل مستقبلهم .. فالثورة ترى الشيعي العربي في العراق مهان في كرامته، والسني مهان في كرامته، والكردي والتركماني وغيرهم مهانون ومضطهدون .. فكيف يعقل أو أن عاقلاً يصدق خلاف ذلك غير الذين في قلوبهم مرض الطائفية والعرقية والحقد الأسود.؟!

 

الذي يحكم الموقف هو القدرة على تغيير المعادلة على الأرض .. تغيير المعادلة على الأرض .. يغير السياسات .. ويغير التحالفات .. ويغير أنماط التعامل .. الإستراتيجية الأمريكية تقوم على اساس منطق القوى على الأرض .. لأن لا خرائط سياسية نهائية تحكم واقع الصراع ما دام متحركاً كالرمال التي تسف قبل أن تبدأ العاصفة .!!

 





الجمعة ١٢ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة