شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد حسمت امرها القوى الوطنية وفصائل المقاومة الوطنية والاسلامية والتي تمثل الجماهير الغاضبة والساخطة على اداء الحكومة كونها حكومة فاقدة الاهلية والشرعية وعاجزة عن ايفاء بالتزاماتها الاخلاقية والدستورية اتجاه الشعب بعد ان رهنت البلاد والعباد وسلمت مقود القيادة الى جهة تضمر الحقد والكراهية والثأر الاعمى للعراق وشعبه ، بحيث اخذت تتحكم بمصير ومستقبل العراق السياسي فهي التي تقرر من سيكون رئيس الوزراء وكيف تكون تشكيلة الحكومة وهي ترسم سياستها وخططها لفترة الاربع سنوات القادمة بما يخدم مشروعها الصفوي ويؤمن مصالحها ويعزز من سطوتها وسيطرتها على العراق واهله .


نقول من بعتقد ان مايجري حاليا هو حراك سياسي او مخاض او توافقات او تفاهمات لولادة حكومة وطنية تتوافق عليها شرائح وقوى المجتمع الفاعلة فيه هو واهم وواقع في خطأ التقديرات ، لان مجمل هذه التحركات والزيارات والاجتماعات هي في الحقيقة خارج حقيقة مايدور في الخفي بان قرار تسمية رئيس الوزراء قد اتخذ وحسم من قبل الجهة التي تتحكم وتسيطر على القرار العراقي الوطني ، اي ان كل هذا الذي يجري باجواء صاخبة امام الملأ ماهي الا عبارة عن مزنة صيف لم تروي وتشبع الارض البور ، فجميع المشاركين في العملية السياسية المشبوه يغردون خارج السرب فهم في وادٍ ومايجري من دمار وتقل وتهجير وتمزيق للعراق والشعب في واد ولاتوجد اي ارتباط وصلة مابينهما سوى صدى الكلام الغير مفهوم .


هذا يذكرنا بواقعة حدثت اثناء الحرب العالمية الاولى عندما تقدم الحلفاء واصبحوا على مشارف ( الاستانة ) اسطنبول حاليا عاصمة الامبراطوية العثمانية التي تمثل دول المحور في الحرب كان هناك مجموعة من رجال الدين المعممين مجتمعون في احد جوامع العاصمة يتناقشون ويتجادلون حول ايجاد جواب لسؤال عنوانه ( هل الشيطان ذكر ام انثى ) .


اليوم اشبه بالبارحة وصل العراق الى حالة التقسيم وتدمير كل شيء خير ونافع وحضاري وتراثي ورقي وسحقت كل الفضائل وقيم الاخلاق والنظم والقواعد والروابط الاجتماعية للمجتمع العراقي بحيث اصبح كل فرد في المجتمع يفكر في منطقته وعشيرته وعائلته بل وصل اهتمامه بنفسه فقط ونسي العراق العزيز القوي المقتدر الذي بني خلال عقود من النضال والعمل الدؤوب والتضحيات الجسام وبات على حافة الهاوية تنهش به كلابُ سائبة قدمت من الغرب والشرق مقابل تخاذل وجبن وخيانة من خلال تسابق وهرولة وانشغال معظم المشتركين في العملية السياسية في الاستئثار بالمناصب الوزارية والمردود المالي والجاه الذي يحصل عليه وصمت رهيب من المجتمع الدولي ولا مبالاة وتفرج والتنصل من المسؤولية القومية على مايحدث من جرائم لمعظم حكام الامة العربية الذي كان لهم الدور الخبيث والحاقد على ماجرى ويجري حاليا للعراق وشعبه .


ان جريمة مسجد مصعب بن عمير في ديالي وما سبقها من جرائم في الحويجة وجامع سارية ومازال يجري للفلوجة الباسلة هو انذار للخطر المحدق بالعراق وشعبة من ان المؤامرة متعددة الاطراف مختلفة الوجوه تنفذ وفق مخطط عدائي بتسلسل زمني للوصول الى هدف التدمير النهائي للعراق لا سامح الله ، وهنا تبقى المقاومة الباسلة بكل فصائلها وثوار العشائر امل العراق وشعبة في التصدي والصمود لهذا المشروع الخبيث الذي هو ليس بجديد وانما تم وضعه منذ عقود وهذا ما جاء في كلمة الشهيد الراحل صدام حسين بعد الانصار في يوم النصر العظيم على ايران ، حيث حذر من ان هناك مؤمرة دولية اقليمية عربية للنيل من العراق وكسر شوكتة انتقاما للنصر والتطور الذي تححق وكانت تقدم له تقارير من المخابرات العراقية لما يحيك ويدبر من خطط ضد العراق وكان منهم دول عربية وكان يكتب عليها ويحفظها عسى ان تبدل هذه السياسية ولكن بعد ان اصبحت المؤامرة قريبة وتأثيرها كبير قال لن نسكت الان وارسل وفود الى البعض ونكروا ذلك وقد اوصلوا سعر البرميل النفط ثمانية دولارات وتجاوزوا على حقوق العراق في الارض والخيرات واساءوا الى سمعة العراقيات وبات الوضع لايتحمل اكثر وكانت هي دخول الكويت التي فرضت على القيادة العراقية ام حماية الشعب والعراق واما الاستسلام والخضوع وضياع حقوق العراق وغيرها الكثير من المؤمرات .


اليوم وقد فك التداخل الذي حصل بين الخنادق واصبح كل شيء واضع وبَين ، وجب الان تسمية الاشياء بأسماءها الصريحة والواضحة لاتوجد هناك محرمات ومحددات للوطنية والقيم والاخلاق والمبادىء والشرف والنضال والتضحية بل هي التي نلسمها ونرها في الافعال والمواقف ليس بالكلام والاقوال ، والافعال المشينة والمواقف الانتهازية والعدائية هي ما نلمسها الان على الواقع وهي الدليل القاطع على من يدعي الدفاع عن الشعب والعراق زيفاً وبهتاناً .
 






الثلاثاء ٣٠ شــوال ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة