شبكة ذي قار
عـاجـل










أولاً- المرجع الإيراني "علي السيستاني" الذي يحكم العراق .. يقولون عنه أنه لا يعمل بالسياسة .. ولا يتدخل في أمرها وشؤونها .. وهو على مسافة واحدة من كل الأحزاب وكتل القمامة السياسية في العراق . ولكن " علي السيستاني" في حقيقته ومنذ الاحتلال الأمريكي البغيض للعراق يمارس السياسة .. كيف ؟

 

1- تعامل مع " بول بريمر " تعاملاً غير مباشر عبر رسائل عديدة متبادلة يتم خلالها التنسيق في المسائل السياسية التي تخص العراق والمنطقة .. وما تطلبه أمريكا يمر عبر هذا المرجع الإيراني إلى بقية الاحزاب الطائفية المشتركة في العملية السياسية .. وإن الكثير من المشكلات والتفاهمات حلت عن طريق هذا المرجع الذي لا يشتغل بالسياسة.!!

 

2- وقبل أن يتعامل المرجع الإيراني السيستاني مع "بول بريمر" ، كان قد تعامل مع "دونالد رامسفيلد" وزير الدفاع الأمريكي الأسبق عام 1978 عبر وسيط يعرف " جواد المهري" المقيم في الكويت، وذلك حسب ما جاء في مذكرات رامسفيلد .. وقد حصد هذا المرجع، الذي لا يشتغل بالسياسة من رامسفيلد الكافر هدية ثمينة قدرها ( 200 ) مليون دولار مقابل صمته بفتوى عدم تعرض الأحزاب المواليه لإيران لقوات الاحتلال الأمريكية التي غزت العراق عام 2003 ..!!

 

كما أن العديد من السياسيين والبرلمانيين ورؤساء الكتل النيابية قد التمسوا رأي المرجعية في مناسبات مختلفة وخاصة حين تدخل العملية في نفق الانتخابات والتأزمات، تبرز شخصية هذا المرجع الإيراني، الذي يحكم العراق ليضع مؤشرات تتعلق بمسارات تلك الشخصيات والأحزاب بما يؤمن إعمام مبادئه الايرانية على العراق، وآخرها توسل "المالكي" له بتجديد ولآيته الثالثة، التي قابلها المرجع بناء على أوآمر أمريكا وإيران بعدم قبوله لولآية ثالثة طالما أمعن هذا الطائفي الدموي بإفساد المشروع الأمريكي والإيراني المشترك في العراق والمنطقة، ومطالبته بالتنحي عن الحكم فوراً .. ومع كل هذا .. هنالك من يقول بصفاقة وبدون خجل أن السيستاني لا يتدخل بالسياسة .!!

 

3- وحين شعر حاكم العراق الإيراني "علي السيستاني" بأن حكم الصفويين في العراق بات مهدد من لدن الشعب العراقي وقواه الوطنية ، ارتعب وأمــر بتحشيد المليشيات الطائفية لحمل السلاح .. وفتح باب الفتنة الطائفية يقتتل فيها أبناء الشعب العراقي بعضهم ببعض وهم أخوة في الدين والمواطنة منذ مئات السنين .. هذا الايراني الذي يتفذ قرارات دولته ايران .. لا تهمه مصلحة العراق ولا مصلحة العراقيين .. فيما راح ضحية فتواه الطائفية المئات من شباب العراق على أساس الشعار الذي رفعته إيران إستراتيجياً وهو ( حماية العتبات المقدسة ) .. هل ترون أن هذا المرجع الأجنبي المتحكم برقاب الناس البسطاء والسذج الذين ينساقون لإوآمره المضللة يتحمل مسؤولية الدماء التي سفكت على أرض العراق قانونياً وشرعياً ودينياً وأخلاقياً .. ومع كل ذلك يقولون أنه لم يشتغل بالسياسة.!!

 

ثانياً- يقولون أن تغيير ( المالكي ) بـ ( العبادي ) سيغير نهج السياسة في العراق :

ولكن .. الأشخاص لوحدهم لا يغيرون السياسات الممنهجه .. لأن السياسات موضوعة في منهج حزب الدعوة والأحزاب الطائفية المؤتلفة معه في حكم العراق، والمُعَبَرْ عن هذا المنهج بالسلوك السياسي والعسكري المليشياتي .. ومثل هذا المنهج الطائفي والسلوك الطائفي مرتبط بالسياسة - الإستراتيجية الإيرانية القومية تحت غطاء الإرتباط الطائفي الإرهابي .. وإن السلسلة تبدأ من رأس الأفعى في ( قم ) وطهران وتمر برأس الأفعى ( علي السيستاني ) لتعبر إلى رأس الأفعى ( حسن نصر الله ) ، وتنتشر بيوضها وأصلالها الصفراء السامة من بغداد إلى دمشق فالبحرين واليمن لتلتفَ حول السعودية وما جاورها.. والغريب في الأمر .. أن هنالك من يعتقد، وربما يعقد الآمال على تغيير ( المالكي ) بـ ( العبادي ) ، وسيتغير الحال كلياً .. ولكن الحال شكل .. والمنهج الطائفي شكل.. وتغيير الوجوه عملية تجميلية على مسرح ولي الفقيه وأذرعه في بغداد شكل آخر..

 لأن : - المحاصصة الطائفية ستبقى .. وإن الحديث عن توسيع المشاركة .. يقصد بها تجميع عناويين من المتساقطين تحت مسمى مكون معين وحشره على أساس تمثيلي، فيما لا يمثل البرلمان الشعب العراقي طالما هو خاضع للإحتلال الأمريكي واتفاقيته الأمنية، كما هو خاضع للإحتلال الإيراني .. والحقيقة هي عملية خلط أوراق مكشوفة قواعدها للشعب العراقي تماماً .

 

- الأمريكان والإيرانيين يلعبون هذه اللعبة .. فيما يتحدث آخرون عن شيء سخيف اسموه ( المصالحة ) .. ولا أحد من هؤلاء يسأل نفسه .. مصالحة مع من ، وبين من ؟! هل بين الشعب الذي يرفض الاحتلال والطائفية وبين الطغم التي تمارس في سلوكها كل اشكال الجرائم من خلال العملية السياسية وأحزابها وأجهزتها ؟ وهل المصالحة النقصودة هي بين مكونيين رئيسيين ؟ والجواب كلا ، لأن هذان المكونان ليس بينهما احتراب مذهبي أو طائفي .. لا فقهي ديني ولا فقهي سياسي .. إنما الذي يشعل مثل هذه الصراعات ويعلنها ويغذيها بأساليب القتل والتصفيات والتطهير والتهجير القسري هم قادة الأحزاب الطائفية والذين يمثلونهم في العملية السياسية الإستعمارية .. هذه الحقيقة يعرفها الشعب العراقي.

 

الأمريكان يعرضون على العراق والعراقيين سياسة – إستراتيجية قديمة جديدة أسماها "أوباما" ( لا منتصر ولا مهزوم ) ، وقالها بكل وضوح أنه ترك ( المالكي ) لمصيره دون ان يتدخل، وترك الأمور تتفاقم والدماء تسفك دون أن يتدخل ( لكي لا يعتمد على امريكا ) ، والهدف هو إنضاج إسقاط المالكي الذي ما عاد ينفع لمرحلة تستوجب التغيير، ليس على مستوى العراق فحسب، وإنما على مستوى المنطقة والعالم .. نعم العالم ، لأن صفحة ( محاربة الإرهاب ) قد تأكلت وأفلتْ ، الأمر الذي يحتاج إلى صفحة جديدة لصراعات أخرى يتم بمقتضاها الحشد الدولي وراء أمريكا لأهداف أوسع واكبر.

 

- سقط المالكي لأنه بات يفسد على الأمريكيين مشروعهم، بدليل ثورة الشعب العراقي وزخمها القوي المؤثر، كما بات يفسد على الإيرانيين مشروعهم، بدليل تفكك البيت الطائفي وتهتكه المزري الذي تعول عليه إيران .. ومن هنا التقت مصالح كل الفرقاء على تنحية المالكي وترشيح ( العبادي ) بديلاً له من حزب الدعوة ومن الأيديولوجية الطائفية المتطرفة التابعة فقهاً مذهبياً وفقهاً سياسياً للدولة القومية الإيرانية .. إذ من المستحيل أن يخرج ( العبادي ) عن سياسة حزبه وسياسة إيران حتى وإشارات المحتل الأمريكي، وينحاز إلى العراق والعراقيين ويرفض التدخل الأمريكي والإيراني في العراق .. ويتخلى عن هيكلية الاحتلال ودستوره الملغوم بالتمييز والتفرقة المذهبية والتشرذم .

 

- تغير الوجوه فرضته معادلة الثورة .. بمعنى أن الثورة هي التي عجلت بتغير الظروف الموضوعية وانضجتها إلى الدرجة التي اسقطت طاغية بغداد، الذي كان حصان أمريكا وإيران على ساحة العراق والمنطقة .. ولكن تغيير الوجوه لا يغير المنهج الذي كرسه الاحتلال وتعهد نظام طهران الصفوي بتطبيقه .. والتطبيق هنا يأتي في شكل .. تقسيم العراق على وفق مخطط منهج الاحتلال وبما يتماشى مع المشروع الإيراني الصفوي.

 

- لذلك ، فأن براميل البارود ستستمر، والقصف الحربي سيستمر، والحشد الطائفي سيستمر، ومشاركات فيلق القدس والباسيج الإيراني في عمليات القتل وارتكاب المجازر الطائفية والأثنية ستستمر تحت غطاء ( محاربة الإرهاب ) .. فما الذي تغير إذن في الحالة العامة للبلاد ؟ المتغير الوحيد ، هو الأسم لا غير، فبدلاً من ( المالكي ) جاء ( العبادي ) وكليهما قياديان في حزب الدعوة ويرتبطان وحزباهما بالدولة الصفوية الإيرانية .. وكليهما يتمسكان بدستور الاحتلال وبعمليته السياسية التشرذمية .. فما الذي تغير أو سيتغير؟!

 

ثالثاً- أما دعات الأقاليم .. فهم كومبارس معد للتقسيم .. تقسيم الشعب وتقسيم أرض العراق .. ليس ذلك فحسب، إنما الخضوع المخزي لقوى أجنبية تحتل البلد وتهين الشعب .. فيما لا تكفل قوانين الأقاليم كرامة المواطن ولا حياته ولا أمواله ولا أرضه ولا مصالحه ولا مستقبل أجياله ما دام الأحتلالين الأمريكي والإيراني جاثمان على أنفاس الجميع .. فهل هناك سخرية أكثر من سخرية المطالبة بالإقليم مقابل ضياع الكرامة وضياع الهوية وفقدان الشرف الوطني ؟!






السبت ٤ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة