شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كثر الكلام على ان التغير الذي حصل اخيرا بتنحي المالكي جاء بفعل فلان وعلان ، وذلك الحزب او الكتله ، وهذه الدولة اوتلك ، او بفضل وحكمة هذه المرجعية او ذلك رجل الدين ،وهذا السيد وذلك الشيخ ، والحقيقة كل هذه العناوين لم يقدموا شيئاُ الى هذا الشعب ، ولم يأتي التغير بفعل احدهم وانما اصبحوا تحت الموجة العاتية لفعل المقاومة العراقية الباسلة وخوفا وتخوفا من ضياعهم وفقدانهم للمكاسب ارتضوا ان يؤدي كل واحد من هذه الاطراف رايا يتواكب او يساير المد القوي للقوى الرافضة للعملية السياسية وكل ماخلفه الاحتلال .


هل أن التغير هو حقيقة ؟ ولماذا انبرى كل هؤلاء الان وارتفع صوتهم ؟


نقول ببساطة ان فشل العملية السياسية والدستور الذي اتى به المحتل والنهج الطائفي الذي انتهجه معظم المشاركين في العملية السياسية وعلى رأسها المالكي واركان الحكومة قد تم تأشيرها والتحذير من مخاطرها قبل أكثر من ثمانية سنوات من قبل القوى الوطنية والمخلصين من بين الشعب ، ولكن لم تكن هناك اذان صاغية ، ولا عقول تفكر ، ولا ضمير يصحى ، ولا قلب يرحم ، بل ركبوا موجة العنجهية والعناد والسيرة بالشعب والبلاد الى التدمير والهلاك وفقدان الامن والامان وتبديد ثروات الوطن والذهاب بالعباد والبلاد الى المجهول واصبح العراق وشعبه فريسة لكل طامع لئيم ، كل هذا حصل خلال حكم دكتاتور ظالم اهوج اسند ودعم من كتل واحزاب ومرجعيات خلال ثمانية سنوات عصفت بالبلاد اعاصير مدمرة انتقل العراق من ازمة الى ازمة والجميع يتفرج بل انهم راضون وساكتون من اجل مصالحهم ومكاسبهم الذي تدر عليهم ، الى ان جاء تدخل سيدهم الامريكي وطرد المالكي بعد ان قرأ جيداُ التطورات التي حصلت على الارض من خلال ثورة الشعب في المحافظات الست المنتفضة بحيث اصبحت عمليته السياسية والديمقراطية التي اتى بها في خطر فكان له الموقف المنقذ لها وليس للعراق وشعبه ، ولوح بعصاه بوجه السياسيين العراقيين ، وقال لهم اذا لم تشكل حكومة يرضى عليها كافة مكونات الطيف العراقي فأن الذئب على الباب ، وهو يقصد انه هو سيدهم ، وهو الناهي والامر ، والقرار بيده وكلكم موظفين اذا مو خدم عند سيدكم الامريكي ، وفعلاُ حصل ماراد وطرد المالكي وبدأت الكلاب تنبح بعد ان طمس صوتها خلال ثمانية سنوات من الويل والظلم والاجرام بحق العراق وشعبه .


والان نرى بعض من الخونة والعملاء الذين اتوا مع المحتل واستقووا به يبدل لهجته ويتكلم بالمصلحة العليا وحق الشعب والوحدة الوطنية والقصاص من القتلة والسراق وضرورة استقلال القرار السياسي العراقي بعدما كان يستلم من الخارج ، هل هي صحوة ضميرمذنب اوغفلة عميل مجرم ، وهل يصدق ان عراب العمالة والخيانة المزدوج موفق الربيعي وهو يصرح ، علينا ان نشكل نحن العراقيون حكومة ولا دخل لأيران وامريكا فيها .


ان مؤشرات تغير السياسة الامريكية بالتخلي عن بعض عملائه والتدخل الواضح والتركيز على الازمة العراقية لم يخلو من اهداف وغايات مرتبطة بستراتيجية تنفذ بمراحل وفق جدول زمني تبعاُ للتطوات التي تظهر على الارض ، والايام القادم سوف تكشف لنا ان هناك مفاجئات للاحداث ومتغيرات وتحالفات جديدة بعد ان وصلت معاهدة سايكس - بيكو الجديدة على نهايتها لرسم خارطة للمنطقة وفق المصالح الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني وقد ظهرت ملامحها تظهر في كل من العراق وليبيا وسوريا .


فالشعب العراقي الغيور عليه ان يلتف حول المقاومة العراقية ويدعم ثوار العشائر فأنها هي المنقذ وهي الامل للحفاظ على مستقبل العراق وشعبة من المخططات الخبيثة التي تحاك ضده ، وان كل مايجري من ترقيعات وتحويرات للعميلة السياسية ماهي الا خداع لتهبيط الروح المعنوية للشعب وشق صفوف المقاومة وسحب البعض منهم لينزلقوا في مستنقع العميلة السياسية بنثر المال والمكاسب ، لمغادرة مواقعهم الجهادية لأضعاف المقاومة العراقية الباسلة ، مثل اعادة تشكيل الصحوات واسناد مناصب حكومية .






السبت ٤ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة