شبكة ذي قار
عـاجـل










المتابع لتاريخ الشعوب يفهم ان العالم القديم هو ثلاث قارات اسيا واوربا وافريقيا وان فيها اقدم الشعوب والامبراطوريات قامت على ارضها وهي السباقة في بناء الحضارات والتطور الذي حصلت في المجالات العلمية والادبية والفنون والفلسفة ولها الفضل في نشوء نظريات التطور الاجتماعي والانساني الذي كان لها الفضل على ما وصل العالم اليوم من رقي وحضارة وتقدم الان ، ونود ان نشير الى ان هذه المقدمة ليس الغاية منها الخوص او البحث في التاريخ لانه مُدون ومُدرس ومُعلوم لمعظم الناس ، ولكن اردت من هذا ان يكون مدخل لأبدأ بطرح فكرة الموضوع .


ان انسياق اروبا والرضوخ الى توجهات وستراتيجيات وخطط اميركا ليس غير لائق وتفقد من مكانتها وهيبتها ودورها الايجابي على مستوى العالم فحسب وانما يضعها في وضع عدائي مع شعوب ودول العالم وتؤدي بها الى خسارة اقتصادية وانسانية واجتماعية بالاضافة الى المساعدة في تحقيق وتنفيذ مطامع واهداف عدوانية للارادة الامريكية الاستعمارية ، صحيح قد قدمت اميركا شيئاُ لأروبا في مساعدتها عند دحر دول المحور التي قادته المانيا ابان الحرب العالمية الثانية عام 1939 -1945 ، وكذلك كان لها دور فعال في توازن القوى اثناء الحرب الباردة بين القوتين اميركا وحلف الاطلسي الذي يضم دول اوربا الغربية والاتحاد السوفييتي السابق وحلف واشو الذي يضم الدول الشيوعية الشرقية بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية ، ومقابل ذلك لعبت السياسية الاميركية الدور الوصي على اوربا وحاميها من الخطر الروسي وخلال هذه الفترة صادرت اميركا استقلال القرار السياسي لدولها وكان لدور الديغوليين في فرنسا نهجا استقلاليا حيث قادة حملة قوية من اجل وحدة دول اوربا وفك الارتباط مع اميركا هذا كان عام 1958 في عهد الرئيس الفرنسي ( شارل ديغول ) ، وحققت الاتحاد الاوربي والوحدة الاقتصادية الاوربية وتوحيد العملة بحيث اصابة اميركا الهلع والفزع من فقدان تواجدها على اهم منطقة ستراتيجة في العالم وبادرت الى الاعلان عن منظمة التجارة العالمية لربط اقتصاديات دول اوربا مرة اخري بالاقتصاد الامريكي لتحتفظ بتواجدها والسيطرة والتدخل في شؤون دولها وجرها للاشتراك معها في صراعاتها في العالم ، وهذا ماحصل بالفعل من خلال الصراع العربي الاسرائيلي وحرب الخليج الثانية عام 1991 ( ام المعارك الخالدة ) وزج دول اوربا في الاشتراك في العدوان على ليبيا والان جرها في الاشتراك الى مايسمى الحرب على الارهاب بعد ان صورته لهم بان العالم كلهم مستهدف وخاصة دول اوربا مما انزلقت بعض الدول الاوربية الى الاسمام والمشاركة في التصدي على قواعد الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا وليبيا .


نقول الى متى تبقى دول اوربا مسايرة وسائرة في السياسية الامريكية بعد ان فقدت مبررات الوصاية السابقة ومنها :


1- تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1990 الى دول متناثرة .
2- الغاء حلف وارشو التي كان يجابه حلف الاطلسي .


3- ازديار السخط والعداء للسياسة الامريكية وخاصة ضمن دول الشرق الاوسط وامريكا الجنوبية وحوض البحر الكاريبي .


4- التدهور الذي اصاب الاقتصاد الامريكي التي ارهقته مغامرات قادتها وخاصة في جريمة احتلال العراق والحرب على الارهاب .


5- زيادة منظمات التطرف التي تسعى الى استهداف اميركا كما حصل في 11 سبتمر 1991 الذي اصاب الضرر دول اوربا لانسياقها الى التهور الاميركي في احتلال افغانستان .


اما الى اين تتجه ؟
1- ارهاق اقتصاديات بعض دول اوربا المنضوية في الحلف الناتو والتي اشتركت في احتلال افغانستان واستمرارها في مايسمى الحملة ضد الارهاب .


2- التخلى عن المبادىء والقيم التي نادت وقامت عليها التطور التي شهدته دول اوربا ونشرته بين معظم شعوب العالم الحر .


3- ازدياد المواقف المعادية للاوبين من قبل دول وشعوب الشرق الاوسط بسبب اتباعها السياسة الامريكية المعادية .


4- فقدان معظم الاسواق في منطقة الشرق الاوسط وخاصة الوطن العربي بسبب تأييدها لسياسة العدوانية الامريكية .


5- فقدان دورها الايجابي في المساهمة العقلانية في فض النزاعات في العالم والجري وراء الحلول المبادرات العسكرية التي تتبناه الادارات الامريكية .


ما المطلوب ان تفعله الان


1- العودة والتمسك بالوحدة الاوربية والتوجه الجدي والفعال بأن أمن بلدانها لا يصنعوه الا دولها وان اية حرب تسعى اميركا الى اشعالها بحجة الدفاع عنها ضد خطر الروسي او التنظيمات الارهابية سوف تدفع ثمنها الساحة الاوربية لا الساحة الامريكية لانها قارة منعزلة .


2- الوقوف على الاسباب الحقيقية لظهر التطرف لدى بعض التنظيمات المسلحة وطرحة حلول ومعالجات تمهد الى انهاء وانحصار لهذه التنظيمات عكس ما تسعى اميركا الى استخدام القوة المفرطة في مواجهتها لان استمرار بقاء تهديد هذه المجموعات يخدم الستراتيجية الامريكية للهيمنة والتدخل في العالم وخاصة دول اروبا .


3- بناء علاقات سياسية واقتصادية بين دول اوربا ودول الشرق الاوسط مبنية على المصالح المشتركة واحترام خيارات كل طرف بعيدا عن السياسة المتفردة التي تقوم بها اميركا بأستخدام العضى الغليظة في بناء العلاقات .


4- ضرورة التكثيف من التفاهمات وبناء علاقات مشتركة فيما بين دول اروبا وخاصة مع الكتلة الشرقية والتي تقود الى استقرار وابعاد شبح الحرب التي تسعى اميركا الى خلقها من اجل تحقيق اهدافها واولها ضمان تواجدها على الساحة الاوربية واستنزاف قواها الاقتصادية والعسكرية ثانيا ، لانها تدرك ان اي حالة توحيد وانسجام ورخاء في القارة يعني انعكاسه سلباُ على مجمل اوضاع اميركا وله تاثير واضح في تراجع وهزيمة الاستراتيجية الاميريكية التي تقوم عليها في اوربا بل في انحاء العالم كافة .

 





الاربعاء ٨ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة