شبكة ذي قار
عـاجـل










التدخل الإيراني وقح وسافر.

والتدخل هذا غير مقبول عرفاً دولياً وقانونياً .

التهديد المليشياوي الصفوي غير مبرر ومدان .

وبين الوساطة والتهديد .. هل هناك مقايضة .؟

 

ليس غريباً أن يسلك الحكام الطائفيون في بغداد طريقاً ينفذون من خلاله توجيهات إيرانية .. ولكن الغرابة تكمن في الصفاقة التي يبديها هؤلاء الحكام، لسان حال ولي الفقيه في طهران .

 

دعونا ، باختصار شديد، نرجع الى خلفية المواقف المتأزمة وغير المبررة ، التي أتخذتها حكومة العراق حيال السعودية على وجه التحديد، لكي يتم الحديث عن طبيعة الموقف الراهن على هامش الزيارة المزمع ان يحققها رئيس العراق الى العاصمة السعودية الرياض، في خضم التصريحات التي تنطوي على اتهامات، وتجديد الاتهامات التي رافقتها تهديدات مبوبة سياسياً على الخط ذاته :

 

1- ( نوري المالكي ) كان قد اتهم السعودية بأنها وراء اعمال الارهاب .. بينما الارهاب ينطلق اساساً من عمليته السياسية التي هي مصدر الشحن الطائفي والصراعات الحكومية التي رافقتها تفجيرات خاصة بنصفية الحسابات الداخلية .. فيما ترتكب مليشيات السلطة مذابح صنفت تطهيراً طائفياً وضد الانسانية في العراق .

 

2- عاد ( حيدرالعبادي ) واعلن ، بعد أن زار طهران ، أن الأرهاب تغذيه دول الخليج العربي، وفي اشار إلى السعودية .

 

3- ثم اعلن النائب ( موفق الربيعي ) العميل المزدوج لأمريكا و إيران ، أن السعودية تغذي الارهاب وتدعمه ويتوجب تجفيف موارد الارهاب .. ومن المؤكد ان تصريحه هذا لم يكن شخصياً إنما يمثل رأي السلطة تزامن مع التوجه صوب الرياض.

 

4- اعلن ( الرئيس معصوم ) رغبته في زيارة السعودية ( لفتح صفحة جديدة ) .. وكان الرد ، أن هذه الخطوة ستقابلها خطوة مماثلة .

 

5- ويبدو هذه المرة ، ستتضمن اجندة الزيارة فقرة ادرجت في جدول الأعمال، ليس تطوير العلاقات الثنائية وإذابة جليد العلاقات بين البلدين إنما :

 

- اطلاق سراح مواطن سعودي اسمه ( النمر ) حكمت عليه محاكم سعودية بالاعدام على وفق قوانين البلد وتشريعاته الوطنية ، ليس بسبب مذهبه ، إنما بسبب كونه مصدراً لأثارة حالة طائفية من شأنها ان تشيع احتقاناً واختلافاً في مجتمع مسلم وآمن ومستقر .

 

- والوساطة هذه التي يحملها في اجندته رئيس العراق الزائر هي في حقيقتها ايرانية لم تجرؤ ايران ان تطالب السعودية باطلاق سراحه لانعدام المسوغ ، وذلك لأنه مواطن ( سعودي ) وخاضع لقانون ( سعودي ) ومن حق السعودية ان تنفذ قوانينها الدستورية وليس من حق احد ان يتدخل في شأنها الداخلي - حيث تعدم ايران يومياً العشرات من المواطنين العرب الأحوازيين - ومن هنا يأتي التردد الايراني بعدم الافصاح العلني عن وساطة كهذه .. الأمر الذي ألبست طهران الموضوع لباسيين :

 

أولاً- طلبت من عملائها في بغداد ان يضعوا في اجندتهم عند زيارة السعودية هذه الفقرة - واستعجلوا عليها وتلقاها الرئيس معصوم، عند زيارته لـ ( علي السيستاني ) الحاكم الإيراني للعراق - على الرغم من الاتهامات المستمرة التي يكيلها القادة الحكوميون الطائفيون للسعودية ولدول الخليج العربي بصورة صفيقة وغير لائقة ولا تحمل اي رغبة حقيقية لتطوير العلاقات .. وإن خطواتهم صوب دول الخليج العربي مرهونة بالموقف الإيراني من هذه الدول .. بمعنى : انها مرتهنة بالتيرموميتر السياسي الإيراني حيال المنطقة .

 

ثانياً- يحمل الوفد الرئاسي العراقي الزائر للعاصمة السعودية رسالة شفويه من ( علي السيستاني ) هي في حقيقتها رسالة إيرانية أرادتها طهران ان تقدم بلباس طائفي يقوم الوفد بتقديمها الى القيادة السعودية .

 

ثالثاً- فيما يصاحب هذا الطلب ( تهديد ) مليشيات السلطة الطائفية في بغداد بقتل ( السجناء السعوديين في السجون العراقية ( إذا رفضت السعودية طلب اطلاق سراح ( النمر ) المواطن السعودي - وكأن إيران وصية على مواطني السعودية - فيما كان ( بان كي مون ) الأمين العام للأمم المتحدة سبق وطلب رسمياً حين زار بغداد ، الغاء حكم الاعدام في العراق، الذي بلغ معدلات عالية جداً بالقياس مع معدلات الاعدام في ايران .. كانت اجابة ( نوري المالكي ) آنذاك ( اننا ننفذ قانون داخلي معلن يحافظ على السلم الاجتماعي .. كما أن هذا الموضوع هو شأن داخلي عراقي ) ، ورفض بكل صفاقة طلباً أممياً . والآن .. يأتي الطلب العراقي- الايراني بطريقة التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية، وبهذه الصفاقة التي تحمل معاني عديدة :

 

الملاحظات :

1- إن تهديد مليشيات السلطة العراقية بقتل السجناء السعوديين في السجون العراقية إذا لم يطلق سراح المواطن ( السعودي ) المحكوم بالاعدام وفقاً لقانون سعودي وفي ظل التشريع والسيادة السعودية .. يعكس هشاشة الوضع الداخلي في العراق .. كما يعكس أن المليشيات هي العابث والمستهتر بأوضاع العراق السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها .. ويعكس أيضاً عدم وجود وحدة قرار في العراق .. وان القرارات التي يطلقها قادة العملية السياسية لا معنى لها إذ سرعان ما ( يلحسونها ) بطريقة مخادعة ومكشوفة وتحت ضغوط مليشيات الأحزاب الحاكمة - كما اصدر حيدر العبادي قراره باعتبارهً قائداً عاما للقوات المسلحة ، بوقف قصف المواطين بالراجمات والمدفعية الثقيلة وبالبراميل المتفجرة ، ولكن القرار لا احد طبقه على الأرض و ( لحسته ) مليشيات الدمج العسكرية المجرمة .

 

إن اسلوب الطلب موضوع البحث وهو مصحوب بالتهديد الطائفي المقرف والمدان، يعكس ايضاً رسالة تعلن ان طهران وعملاؤها في بغداد لا احد يردعهم في اثارة المتاعب الطائفية في المملكة .

 

2- إن الرسالة التي وجهها ( علي السيستاني ) إلى بعض العناصر من السعوديين لمناسبة التفجير الذي حصل هناك .. تنطوي على ( وصاية ) طائفية إيرانية .. وهذا معناه ، ليس في السعودية فحسب، إنما يمكن استخدام هذا الأسلوب حتى لو كان هناك في اي مكان عنصر طائفي واحد يتبع ولي الفقيه الفارسي .. وتلك حالة مرفوضة ومقززة يسود فيها عامل التدخل ويطغي فيها المذهب ( الطائفي ) على الدين الإسلامي الحنيف وعلى الهوية القومية العربية، فضلاً عن التجاوز على حقوق السيادة الوطنية .

 

3- المطالبة الإيرانية والتهديد ، هما وجهان لعملة طائفية إيرانية واحدة .. يقابلها منهج هادئ ومتزن وعقلاني يتبعه السعوديون في معالجة مثل هذه الحالات التي تريد منها ايران اثارتها وتضخيمها وجعلها قضية يبنون عليها .. وهي حالة داخلية تتعلق بعدد من المواطنين السعوديين تشترط حالة التعامل معهم بمنهج التثقيف الوطني على اساس المواطنة الحقه لا غير من اجل سد الثغرات .

 

ايران .. تفتش ومن ورائها امريكا و ( اسرائيل ) عن الثغرات ومواقع الضعف وكذلك المواضع الرخوة من أجل الضغط والتدخل واستثمار نقاط الضعف.. الآن يفتشون عن ثغرة يفتحونها في جدران دول الخليج العربي .. والحكمة تكمن في عدم منح الفرصة وعدم فسح المجال لأي غطاء للتدخل مهما كان شكله .. وهذا هو منهج التعامل المنطقي الصحيح .!!






الثلاثاء ١٨ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة