شبكة ذي قار
عـاجـل










﴿ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ {البقرة/263}


لم يكن الشعب العراقي الفريد في ممارسة الطقوس الدينية وهي صفة وميزة تفتخر بها الشعوب لدخولها ضمن التراث الشعبي للبلد ، ولكل شعب له ثقافة التعبير عن هذه الطقوس بحيث يراعي من يمارسها جملة من قواعد الاخلاق حتى تعكس ايجابيات من يشاهد هذه الطقوس بل تصل الى ان يبذل الشخص الجهد والمال من اجل حضوره هذه الممارسات الشعبية ، وان اغلب دول العالم يتكون مواطنيهم من مزيج من القوميات والاديان والمذاهب والاعراق وهذا ليس بضعف بل قوة في التنوع يساهم في التطور وجذب العالم اليه للخصوصيات التي تميزه بين منطقة واخرى او مدينة واخرى ، وليس للدولة ممثلة بالحكومة اي دور في هذه الممارسات كونها لاتعبر عن طائفة او قومية اي جزء من الشعب وبل انها تعني بعموم الشعب وراعيته ووجب عليها ان تبتعد عن التدخل او المشاركة بصفة رسمية في هذه الشعائر وتحتفظ لنفسها ان توفر الامن والامان ومحاسبة كل من يخرج على الذوق العام وتجاوز المالوف وخرق القانون والنظام مهما كانت صفته الدينية والحكومية والاجتماعية ، انا ليست ميال الى فئة او طائفة بل ارى الموضوع من باب الحفاظ على النظام والذوق العام وعدم حدوث تجاوزات على الحق العام وتقيد حريات الاخرين بحجة الممارسة هذه او تلك كما الابتعاد عن عرقلة واعاقة اداء الواجبات وحرمان الشعب من ان يمارسوا اعمالهم اليومية وهو مصدر رزقهم بصورة عادية ومستمرة ولكي يستطيع عموم الناس التجوال والحركة بحرية في انحاء المناطق لم تعترضهم عوارض ولا اقفال شوارع بل مدن كاملة .


هنا اود ان انقل بعض الممارسات التي تحدث في بعض بلدان العالم وانا حضرتها فمثلاُ في ماليزيا هناك ممارسة لطقوس في بداية السنة الصينية يقام احتفال كبير اشبه ما موجود عندنا في مناسبات المفرحة اوالمحزنة ولكن شتان بين المكانين والممارستين وكمايلي :


1- يتم اختيار مكان محدد للاقامة الشعائر فمثلا كان في ماليزيا باحة فندق كبير ومفتوح للجميع .


2- تقوم المجموعة بالحضور الى المكان بصورة سلسلة ولاتثير الانتباه او تعرقل السير وتقطع الطرق وتمنع الناس او المار من الوصول الى غايتهم


3- الدولة واجهزتها ليس لهم وجود وتمثيل في هذه الممارسة وكأن اليوم يوم عادي كباقي الايام دون اثارة واستفزاز احد .


4- تكون الممارسة لوقت قصير ولاتتعدى الى ايام واسابيع كما يحدث في ممارسات اخرى في بعض الدول .


5- الممارسة كانت للجميع وليس لطائفة بعينها لانها تعبر عن حدث وتكون غير مستفزة لقومية او طائفة اودين اخر ولاتسيء بكلمات وهتافات تعادي الطوائف الاخرى لتثير الحقد والعداوات والكراهية .


6- انها ممارسة داخلية وطنية بحته لاتوجد ايادي غربية في صياغتها او تمويلها لكي تتحول من ممارسة دينية الى عمل سياسي معادي للدولة او انها تروج لدولة اوجهة سياسية اومنظمة .


7- تمارس في ايام العطل الرسمية ولاتعطل الدوائر وتقف اعمال الدولة بأعطاء عطل رسمية لعدة ايام لانها تؤثر على اقتصاد الدولة وكذلك يتضرر من ذلك القطاع الخاص وبعض الحرف التي تعتمد على تواجد المواطنين وذهابهم الى اعمالهم .


والمشهد الاخر الذي انتبهت اليه هو في لندن حيث خصص مكان خاص لممارسة مثل هذه الممارسات والتعبير عن مواقف وهو مكان حديقة كبيرة تسمى ال ( هايت بارت ) وهناك افراد من الشرطة تحافظ على النظام وفرضه على كل من يتجاوزه .


اذن نقول الى من يمارس مثل هذه الطقوس في العراق ماذا استفتم طلية سنوات طويلة تضعوا النار امام بلدكم وانتم تعلمون انها غربية حارقة لاتفرق بينك وبين مواطن اخرى الم تعجزوا من ان تمارسوا هذه الطقوس وبهذه الطريقة العدائية المشوه طيله السنة ، هل انه لم يبقى لدى الحكومة مبرر لبقائها سوى هذه الممارسات التي جعلت منها الهدف والوسيلة في حياة العراقيين البسطاء ، الم تمثل الحكومة جميع الشعب ام طائفة او فئة ،الى متى يتم تسخير القوات المسلحة ( الجيش ، والشرطة ، والامن ، والمخابرات ) لحماية العراقيين البعض من البعض الاخر وتاركة ارض العراق ساحة مفتوحة لاعدائه يدخلون متى وكيفما يشاؤون ويعبثوا بأمن المواطن ويتآمروا على البلد ، الم يكن من الاجدر ببعض العقلاء في الحكومة ان وجدوا ان يسخروا امكانيات اجهزة الدولة بتقديم خدمات ضرورية للمواطن الذي يعاني من نقص في الكهرباء والماء ولم يكن هناك شارع مبلط بصورة صحيحة في معظم احياء ومناطق بغداد والاوساخ تملأ الساحات والشوارع اين هي امانة النواب والمسؤولون الحكوميون الذين اقسموا ان يقوموا على خدمة ناخبيهم بتقديم افضل الرعاية الصحية للطفل والمواطن كل هذه الجهود سخرت كذباُ وبهتاناُ لخدمة ال البيت في مناسبات عاشوراء ، هل الائمة وال البيت يحتاجون الى مثل هذا لكي يرضى الله عنهم ام سوف يصل اي قرباناُ يقدم لهم انهم حصدوا ما عملوا في دنياهم من خيرا وخدمة واخلاص ووفاء لله ورسوله وفازوا بالجنة الويل والحيف عليكم نسيتم الاخرة ومراعاة حقوق الناس ولن تفعلوا خيرا للاخرتكم ورضيتم بمنافع ومطامع ومراكز الحياة الدنيا .


نقول بأختصار أن :
1- ان هناك ايادي اجنبية خبيثة تدعم وتسعى الى ادخال بعض الاجراءات العقابية والمرفوضة ضد مناطق بعينها وهي معروفة ويمكن تشخيصها .


2- ضرورة ادراك ووعي الحكومة الحالية ان هذه الممارسات هي عادية وطبيعية يمارسها الشعب عفوياُ من غير المبرر ان تجعلها انجازاُ وطنياُ عظيماُ وان عملها الاساسي والرئيس بل مبرر استلامها السلطة هي من اجل دعم وتنشيط مثل هكذا ممارسات .


3- على الحكومة ان تراعي المواطنين كافة ولاتجعل من اي ممارسة تقام ضرر واهانة الى بعض الساكنين ضمن مسار الممارسات .


4- يجب ان تراعي الحكومة ساكني المناطق ومصالحهم عند اتخاذ الاجراءات الامنية ولا تبالغ في تشديد الاجراءات الامنية بحيث تغلق المنطقة وتحرم ساكنيها من الدخول والخروج وممارسة اعمالهم وخاصة القطاع الخاص .


5- على الحكومة ان تراقب بل تمنع اي هتافات او شعارات ترفع تثير حفيظة الطوائف الاخرى للابتعاد على حدوث رد فعل معاكس ويحصل مالا يتمناه الوطني الا الاعداء .


6- الاجدر بالحكومة ان تجعل الجيش والاجهزة الامنية للعراق والعراقين لا ان تضع علامات تميز كونهم يابعون الى طائفة اي الجيش العراقي اي الشرطة الاتحادية هل هي تسمية فقط وايهام .






الاثنين ٩ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة