شبكة ذي قار
عـاجـل










تلك هي عوامل ضاغطة تدفع للهروب إلى الخلف والأنكفاء ثم الأنهيار .. وكما تنطبق هذه العوامل على سقوط الحضارات .. تنطبق هي الأخرى على ضمور القوة قبل إنكفاء الدول التي يتركز منهجها التعبوي على التمدد والغزو.

 

فمنذ عام 1979 حين جيئ بنظام ( خميني ) الى السلطة، والدولة الأيرانية تعمل على توظيف كل طاقاتها المادية في حشد مواردها وطاقاتها المعنوية في الشحن المذهبي من أجل ما أسمته تصدير الثورة عن طريق القوة .. وحين اصطدمت بالعراق انكسرت في حرب ضروس دامت ثمان سنوات اتخذت من العناد الفارسي سلوكاً كانت تعلق عليه الآمال بنصر يعتمد على الشحن الطائفي، ولكنها مع ذلك انكسرت وتبدد شعار تصدير الثورة عن طريق القوة النظامية المسلحة .. فلجأت الى تصدير الثورة الأيديولوجية- الطائفية، ليس إلى العراق فحسب، بل إلى مجتمعات عربية في اطار حسابات ستراتيجية، مصحوبة بتشكيلات مليشياوية مذهبية مسلحة، اعتقاداً منها بأن تدخلها المذهبي- المليشاوي المسلح، وليس جيشها النظامي، سيعفيها من تبعات القانون الدولي وسياقات عمل ميثاق الأمم المتحدة التي تجرم التدخل بأي شكل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ليس بمقدور ايران ان تتمادى في تدخلها السياسي والعسكري الخارجي لولا رضا الأدارة الأمريكية وسكوت الأمم المتحدة ممثلة بمجلس أمنها وأمينها العام .. كما أن ليس بمقدور إيران أن تحقق نتائج أو نجاحات عسكرية لولا خدماتها للأدارة الأمريكية .. فايران رأت أن امريكا بما تمتلكه من قوة هائلة يمكن الأعتماد عليها لتكون ( جرافة ) تعبد لها طريق التمدد والهيمنة، ليس لأن إيران بهذا الدهاء، إنما تعبر عن ضعفها وعدم قدرتها على تحقيق انتصارات بقدراتها الذاتية .. وهذه سمة أساسية تشهد لها حروبها التاريخية.

 

فمنذ خمسة وثلاثون عاماً وايران لم تدع المنطقة ودول الجوار ترتاح حتى ليوم واحد بدون تدخل .. اكثر من ثلاثة عقود وايران تثير المشاكل وتهدد الأمن العام لدول المنطقة.. فخلقت لها أذرع مليشياوية مسلحة في لبنان والعراق وسوريا واليمن والبحرين، ومنظمات مذهبية في اكثر من ساحة عربية . الأمر الذي يستوجب التساؤل: ماذا تريد إيران من كل هذا؟ وماذا تريد أن تحققه من تمددها في عمق الوطن العربي.؟ وأخيراً ألى أين تريد إيران أن تصل؟! ، قبلها حاول المغول غزوهم الوطن العربي فاصطدموا بالعراق وانكسروا وتراجعوا والتاريخ يشهد على هزيمتهم، وكذلك اقوام الفرس ألم ينكسروا ويهزموا وآخر هزيمتهم في القادسية الثانية؟!

 

أي دولة هذه التي تريد أن تبتلع المنطقة بأكملها بطريقة مذهبية تجمع بين العنف المسلح والتفسخ الأخلاقي والقيمي؟ :

إيران أعلنت أنها دولة دينية منذ عام 1979 وتأسس دستورها على أساس مذهبي وليس إسلامي، وهي تعاني من إزدواجية قاتلة بين دولة مدنية تتطلع إلى الحداثة والتطو، وبين دولة تسود فيها عقلية ( ولي الفقيه ) التي ستدمر ايران في نهاية المطاف، ما دام النظام الصفوي مصر على ان يكون في خارج جغرافيتة الدولة الإيرانية يمارس التوسع والغازو بمنهجه الطائفي .. هذا النظام ومنذ ذلك التاريخ لم يجلب للشعوب الأيرانية ولشعوب المنطقة وللعالم سوى التوتر والتأزم والأضطراب والخراب وعدم الأستقرار، وذلك بفعل نزعته التوسعية الدموية وتدخله المسلح الفاضح في شؤون دول المنطقة .. وهذا لا يعني ان نظام الشاه كان مسالماً وليس لديه نزعات ورغبات بالتوسع، ولكن الأمر يختلف عند الطغمة الصفوية الحاكمة، التي تحاول ان تحول الدولة الايرانية المدنية العلمانية الى دولة دينية عن طريق التوسع الطائفي.!!

 

إيران .. بهذا الحال الذي هي فيه لا تستطيع ان تعالج مشكلاتها وازماتها الداخلية.. وهي مشكلات عويصة، ولكنها تحاول أن تصدرها الى محيطها الخارجي القريب .. فتصدير المشكلات الداخلية، عن طريق تغطيتها بأحداث الخارج، يعد أحد أهم سمات سياسة إيران الخارجية، تترافق مع نزعة التوسع .. ومن هذه المشكلات :

 

1- الوضع الأقتصادي والمالي الايراني المزري هو العامل الوحيد الذي يرغمها على التراجع عن مستوى تطلعها للنفوذ في محيطها الخارجي وعلى مستوى ملفها النووي، الذي تتخذ منه ذريعة لمواصلة نهجها الإبتزازي المتعجرف .. وتقع مسبباته في مدخلين اثنين رئيسيين :

 

أولاً- الأنفاقات العسكرية التقليدية الباهظة في بناء المؤسسة العسكرية الإيرانية وتسليحها بمختلف صنوف الأسلحة .. والأنفاقات غير التقليدية على المفاعلات النووية الإيرانية المتعددة الأغراض وكلفها العالية، التي بلغت ارقاماً خيالية أرهقت ميزانية الدولة وحرمت الشعوب الإيرانية من الوصول إلى عتبة الرفاهية.!!

 

ثانياً- الأنفاقات الأستخبارية والعسكرية والاعلامية والتمويلية للتنظيمات والأحزاب والخلايا الصفوية في المحيط الخارجي القريب والبعيد .. فقد تكفلت ايران بالانفاق على حربها في سوريا وتعهدت بدعم نظامها مادياً منذ اندلاع مواجهات النظام مع الشعب السوري حتى الوقت الحاضر .. كما تكفلت بدعم حزب الله في الجنوب اللبناني بالسلاح وبكل المتطلبات اللوجستية بما فيها رواتب عناصر الحزب الباهظة .. والانفاق على تسليح الحوثيين وعلى متطلبات حركتهم التي تعول عليها ايران لاعتبارات ستراتيجية لموقع اليمن على اكتاف السعودية .. فضلاً عن كلف الانفاق على الأحزاب العراقية ومليشياتها وخاصة منظمة ( بدر ) و ( قيادات المجلس الأعلى ) و ( حزب الدعوة ) ومليشياته ومليشيات ( العصائب ) المرتبطة بإيران، حيث يتلقى عناصرها رواتبهم عن طريق تحويلات مصرفية رسمية من طهران، يتولى ممثل ولي الفقيه في كل تشكيل توزيع هذه الرواتب شهرياً .. فضلاً عن انفاقات ايران على عموم الخلايا الصفوية الموزعة في عموم دول الخليج العربي عن طريق السفارات الإيرانية وملحقياتها الثقافية التي يسمونها بالخلايا النائمة في دكاكين البقالة والحسينيات ومواقع العمالة الرخيصة أينما وجدت بعيدة عن أعين رجال الأمن .

 

هذه الأنفاقات الكبيرة، قدرت بـ ( 23 ) مليار دولار، تضاف إليها نفقات المشروع النووي التي قدرت بـ ( 160 ) مليار دولار، وإنشاء مفاعلات نووية جديدة، فضلاً عن الإنفاقات على التسلح الصاروخي والبحري، التي زادت نسبتها في الميزانية العامة ومقدارها ( 300 ) مليار دولار، بنسبة 33% من مجمل تخصيصات وزارة الدفاع .. فأن محصلة الانفاقات العسكرية العامة لا تتوازى مع الواردات العامة بمعنى ( أن المصروفات تتم على حساب الواردات ) .. وهنا يظهر العجز الكارثي الذي له تأثيرة القاتل على القرار السياسي للدولة الايرانية، وهذا الأمر انعكس تماماً وأشر عدداً من المعطيات:

 

- تمثل ايرادات النفط اكثر من 11% من الناتج الاجمالي المحلي الايراني .. كما يشكل في الوقت ذاته 30% من الميزانية السنوية، التي أقرت مؤخراً بـ ( 300 ) مليار دولار.. ومع ذلك وبناء على ما تقدم، تتسم هذه الميزانية بعدم التوازن .. والحقيقة البارزة تؤكد على انه عندما يكون الاقتصاد في حالة تراجع، كما هو شأن الاقتصاد الايراني، فأن خفض الانفاق العام، الذي يعني خفض الطلب على البضائع والخدمات، وهو الأمر الذي يزيد الأوضاع الداخلية سوءاً .. حيث تؤكد مؤشرات ( معهد التمويل الدولي ) ، ان الاقتصاد الايراني بدأ بالأنكماش والتراجع منذ عام 2012 وصلت نسبته 8.6% .. الأمر الذي ادى الى زيادة معدل البطالة من 11 إلى 16% وكانت نتيجته انخفاض حاد في الوضع الاستهلاكي.. هذا الوضع المتدهور ولد ردود افعال شعبية باتت واضحة تساوقت مع حالة القمع السلطوي وارتفاع معدل الاعتقالات وحالات الاعدام .!!

 

- وفي اطار معالجة الوضع الاقتصادي الايراني المتدهور، عمدت حكومة طهران الى خفض الدعم الحكومي للطبقات الفقيرة .. حيث ارتفع سعر رغيف الخبز بزيادة 30% ، فيما يعد الغذاء الرئيس لـ ( 90% ) من الأيرانيين.. كما عمدت في اطار معالجاتها لتغطية العجز في الميزانية الى زيادة الضرائب غير المباشرة والرسوم الكمركية واصدار سندات خزينة ليس لها غطاء قانوني .. مع ما يصاحب ذلك من انخفاض قيمة التومان الايراني بنسبة اكثر من 20% من قيمته، وزيادة معدل التضخم بنسبة 30% بالمقابل، والتي زادت من معدل الفقر حسب الخبراء، الى اكثر من 6% .. كما حاولت التخفيف من هذا الوضع الاقتصادي المتدهور، قطع التمويل عن اكثر من ( 4000 ) مشروع في إيران .. فيما قامت في الوقت ذاته بزيادة التخصيصات العسكرية في الميزانية بنسبة 33% ..!!

 

- إن زيادة تخصيصات ميزانية الحرس الثوري الايراني من هذه النسبة ارتفعت ميزانية الحرس بنسبة 50%، أي أنها بلغت ( 6.7 ) مليار دولار، الأمر الذي يؤكد حجم التخطيط العسكري والأستخباري الإيراني، الذي ترسمه لعملياتها الخارجية، ( ودور الحرس في التخطيط العسكري الإيراني الخارجي ) ، في العراق وسوريا وجنوب لبنان واليمن وعملياتها السرية في ساحات اخرى .. على الرغم من وضعها الاقتصادي المتدهور.!!

 

فقد بلغت الأنفاقات العسكرية الايرانية في لبنان وسوريا ( 2.8 ) مليار دولار... فيما بات من المؤكد ان إيران توجه حكومة بغداد بدفع مليارات الدولارات لدعم عملياتها العسكرية في سوريا عن طريق جنوب لبنان.. الأمر الذي تفصح عنه الخزينة العراقية الخاوية تماماً إلا من ( 2.8 ) ملياران وثمانمائة مليون دولار فقط ، وآخر طلب ايراني من الحكومة العراقية دفع ( 800 ) مليون دولار لنظام دمشق من اجل تغطية احتياجاته العاجلة، لمصلحة إيران ونظام دمشق على حساب مصلحة الشعب العراقي.!!

 

- إن ميزانية الحرس الايراني منفصلة عن ميزانية فيلق ( قدس ) الايراني المخصصة لتصدير الثورة بواسطة شبكة موزعة على أكثر من سبعة عشر دولة عن طريق حزب الله في الجنوب اللبناني والخلايا المعدة للتدريب في المعسكرات التي لم تعد سرية ( في الجزر الأيرتيرية المستأجرة من قبل ايران، وفي الأراضي الايرانية ، وفي العراق وفي سوريا ..ألخ ) .

 

- في عهد شاه ايران كانت الدولة تهيمن على الاقتصاد، اما في عهد النظام الصفوي فقد ظهرت قوى ومؤسسات، تعد الدولة واحدة فيها وهي ( الحرس الثوري والمؤسسات الثورية الايرانية وشبه الرسمية والشركات التي تتعامل مباشرة مع المرشد الاعلى ( علي خامنئي ) والبازار الذي يسيطر عليه رجال الدين ..إلخ ) ، كل هذه القوى والمؤسسات تجمع بيت الصفة الرسمية وشبه الرسمية تتحصن بالمذهب ولا تدفع ضرائب ولها سياساتها الخاصة في تصريف شؤونها بطريقة الالتفاف تحت مسميات مذهبية . الأمر الذي جعل الاقتصاد الايراني مرتعاً لمراكز التأثير المتعددة في الدولة الايرانية.

 

تداعيات انخفاض اسعار النفط الايراني العامل الأكثر تأثيراً :

 

الكل يتذكر تأثير انخفاض اسعار النفط في الاسواق العالمية على الاقتصاد السوفياتي، اضافة الى عوامل اخرى تقع في مقدمتها سباق التسلح في ظل الحرب الباردة، حيث بلغ سعر البرميل الواحد من النفط ( 9 ) دولارات .. فتأزمت أمور وتأخرت مشاريع وتدهورت أحوال التنميات وتراجعت ميزانيات وارتفعت مديونيات وتراكمت ارقام جدولة الديون..إلخ .. هذا الواقع يكاد أن يتكرر حيث هبطت اسعار النفط العالمية من ( 100 ) دولار للبرميل الواحد من النفط الى ( 60 ) دولاراً .. والأرقام مرشحة للهبوط الى ( 9 ) دولارات للبرميل الواحد، وكأن التاريخ يعيد نفس سياساته الاقتصادية .. هذا الواقع ايضاً وضع الاقتصاد الايراني في مأزق خطير انعكس مباشرةعلى العملة الايرانية حيال سلة العملات العالمية ومنها على وجه التحديد الدولار الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمبيعات النفط وانتاجه وتسويقه .. حيث أن سعر العملة الإيرانية قد انخفض بنسبة 9% خلال مفاوضات الملف النووي الايراني، فيما كانت انعكاسات ذلك واضحة ادت الى انكماش دفع مستحقات الشركات العالمية، وارتفاع سعر القمح المستورد بنسبة بلغت 95% .. الأمر الذي أدى إلى تذمر داخلي وخاصة بين الطبقات الفقيرة الكبيرة والواسعة من الشعوب الايرانية.. فيما أستمر النظام الفارسي ينفق على مشروعه النووي لأشباع طموحاته للحصول على السلاح النووي من اجل النفوذ والأبتزاز والتوسع على حساب المنطقة العربية.

 

الأيرانيون متلهفون الآن للتوقيع على الاتفاقية النووية لانقاذ اقتصادهم المتدهور وهم في الوقت نفسه يكابرون ويخاتلون ويراوغون من اجل إبقاء خط التسليح غير التقليدي قائم في مجمل مشروعهم النووي تحت يافطة ( المشروع السلمي ) ، إلا ان الوضع الاقتصادي المتردي- إذا لم ينقذه أوباما- سيضطرهم الى التراجع عن خطوات تعنتهم المراوغ .. والمؤشرات كلها تؤكد أن الانهيار الايراني، الذي بدأ منذ عام 2005 ، اخذ بالأتساع ولهذا الأتساع نتائجه وتداعياته الوخيمة :

 

1- نظام دمشق نتيجة شحة الدعم الايراني بات في حالة ضمور وتراجع وفقدان السيطرة على معظم اراضيه .. ومن المحتمل ان تكون هنالك صفقة سياسية في اطار تسوية تقبل بها ايران لمصلحة وضعها الاقتصادي المتدهور.

 

2- حزب الله في الجنوب اللبناني بات يعيش حالة من الفساد ليس لها مثيل سوى في العراق .. فقد اخذ هذا الحزب، نتيجة لشحة الموارد الإيرانية، يتاجر بالمخدرات ومبيعات السلاح لمعالجة ازمته الناجمة عن خسائره في سوريا، حيث يحتاج الى انفاقات باهظة على تسليح مليشياته وصرف رواتب لعائلاتهم.. الأمر الذي دفع بالحزب الطائفي الى ممارسة اساليب من شأنها ان تحقق نتائج مالية غير مشروعة باساليب التجاوزات المالية والأتجار بالأدوية الفاسدة والمخدرات وزراعتها في الجنوب اللبناني واحتكار بعض المشاريع خلافا للقوانين وتبييض الاموال والتهرب الضريبي.. أما عناصر حزب الله فقد ارتكابوا جرائم خطف الناس من اجل الفدية كما يحصل في العراق حين عمدت منظمة ( بدر ) الأرهابية و ( العصائب ) و ( السلام ) وعصابات ( صولاغ ) الى الأسلوب ذاته بتوجيه مركزي ايراني .. حزب الله يحتاج الى ملايين الدولارات لتمويل عملياته وتمشية اوضاعه، وحين وجد اليد الايرانية قد باتت خاوية عمد الى كل الوسائل غير المشروعة باسم ( ولي الفقيه ) وبأسم ( أل البيت الكرام ) من اجل استمرار نهجه الأبتزازي المتسلط .. هذا الفساد الذي استشرى في بنية حزب الله عمودياً سيقوده الى التفسخ والتفكك ثم الأنتحار.. حيث بدأت بوادر هذا التفسخ واضحة بعد شوط تدخله الفاضح في سوريا واحتراق اوراقه تماماً.!!

 

3- في العراق فقد نهبت احزاب العملية السياسية خزينة العراق، كما افلسها ( ولي الفقيه ) بأوامره للحكومة الطائفية في بغداد دفع الملايين من الدولارات لدعم الأقتصاد الايراني ولأنفاقات الحرب في سوريا ولأنفاقات الحرب في العراق ولأنفاقات الحرب في اليمن.. فضلاً عن المليارات من الدولارات التي سرقها ( نوري المالكي ) وابنه ( احمد ) وزبانيته من العسكريين والمدنيين الذين فروا بهذه المليارات .. وكذلك فعل ( هادي العامري ) وابنه ( ...... ) الذي سرق المليارات الأربع ونصف المليار من مبيعات بنزين الطائرات .. والشهرستاني .. والحكيم الذي استحوذ على الأملاك العامة وأملاك الوقف الحكومي واراضي الدولة .. والقائمة تطول ولا مجال لسردها .. كما أن افلاس خزينة الدولة جعل رواتب الموظفين في خبر كان كما يقال .. والعجز في الميزانية بلغ اكثر من 40% ، ومعظم القوات المليشية المسلحة بدون رواتب ومنها الحشد الطائفي، حيث تركت عناصره مواقعهم وانسحبوا الى منازلهم لعدم وجود موارد لهم ، والحكومة الطائفي تريد استمرار حربها العدوانية على الشعب العراقي تحت اغطية محاربة الأرهاب.. والأنهيار حالة حتمية لا مجال لأنكارها ابداً .. واذا كان الأمريكيون قد هربوا في السابق .. وعجز من خلفوهم .. وعادوا من جديد لأكمال دورة القتل، فلن يحصدوا منها شيئاً ابداً.

 

4- أما الحوثيون فلا مستقبل لهم في بلاد اليمن، على الرغم من تسليحهم وتدريبهم والأنفاق عليهم وتحت اشراف السفارة الايرانية في صنعاء.. لأن شعب اليمن عربي يتمسك بانتمائه وهويته واعتزازه بقبائله العربية الأصيلة، ولا يرتضي حكماً فارسياً شأنه شأن العراق وسوريا وباقي اقطار الأمة العربية وسيقاوم النفوذ والتدخل الفارسي بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وينهي هذه المهزلة التي تقودها امريكا بأدوات إيرانية فاضحه اسمها محاربة الأرهاب.

 

الخلاصة :

أولاً- ايران باتت تشعر بأن المأزق الاقتصادي أخذ يهدد وضعها الداخلي .. وان نفوذها في سوريا ووجودها فيها لم يعد قادراً على حماية النظام من سقوطه الحتمي او تغييره, لأن الأمر بات يتعلق بالمصالح الإيرانية أو بالأخرى بمصير النظام في طهران .. والحقيقة الراسخة هي أن نظام طهران لا يربط مصيره بنظام دمشق ولا بنظام بغداد ولا حتى بالنظام الداعم والمساند له في موسكو.. وان إيران باتت ايضا تشعر بالأرتباك الشديد نتيجة الثورة الشعبية العارمة في العراق وفشل الحكومة المليشياوية فيه، وخواء ميزانيتها التي استنزفها الايرانيون في ادارة عملياتهم العسكرية في سوريا والعراق واليمن.

 

ثانياً- ايران باتت تشعر بأن تعنتها في مارثون مفاوضات الملف النووي الايراني، الذي اصبح عقيماً وسخيفاً في لعبته الفاضحة، التي تشكلت باتفاق العواصم ( واشنطن - طهران - تل أبيب ) والتي تقوم على ستراتيجية الحوار الفارغ منذ اثنا عشر عاماً التي، على ما يبدو، قد وصلت إلى طريق مسدود ( يريد في نهاية ولآيته أوباما أن يحقق لنفسه وتاريخه ثلاثة اهداف : غلق معتقل غوانتانامو - ورفع الحصارعن كوبا - وعودة العلاقات مع ملالي طهران الطائفيين - ثم يخرج من البيت الأبيض بوجه أسود .. ) .. حيث بدأت دول العالم ومنها الدول الاوربية بالأمتعاض والشك في السلوك الامريكي حيال هذه اللعبة القذرة، وفي مقدمة هذه الدول فرنسا والمانيا على وجه التحديد.!!

 

ثالثاً- بدأت ايران تشعر بأن مستقبل نفوذها في سورياً بات مهزوزاً وكذلك في الجنوب اللبناني حيث وجود حزب الله ، نتيجة الأستنزاف في القوة وفي الموارد .. الأمر الذي دفعها للتفكير ان تكرس وضعها في العراق لأعتبارات الجغرافيا والحشد الطائفي، الذي بدأ هو الآهر يتفكك نتيجة للفساد والتفسخ والتناحر والخواء المالي .

 

خياران أمام إيران :

1- إما الأستمرار في نهج التوسع الخارجي ( الآيديولوجي والمليشياوي ) ، الذي يحتاج الى انفاقات مالية هائلة .. وإيران غير قادرة على الاستمرار في نهج الأستنزاف .

 

وإما التراجع الى الداخل لمعالجة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة .. حيث ستواجه ثورة الشعوب الايرانية التي كبدها النظام الصفوي خسائر هائلة في الارواح منذ عام 1979 ولحد الآن، والأموال الطائلة التي اوصلت الشعوب الايرانية الى دون حافة الفقر، فضلاً عن تبديد ثرواتها في حروب لا ناقة لها فيها ولا جمل .. وكلا الخياران مران كالعلقم .. وعليه فأن النظام الصفوي قد يجد نفسه مرغماً، ليحمي نظامه من الأنهيار الكامل والشامل، على شرب كأس آخر من السم الزعاف .. ولكن بعد مراوغات ومماطلات ومساومات يعرف كنهها العالم .!!






الاحد ٢٩ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة