شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أن وضعت حرب الأخبار العاجلة أوزارها، فيما يتعلق بحادثة صحيفة شارلي أبدو" طبعا، وبعد أن قال الجميع كلمتهم ! ! وأعلنت الدول مواقفها الواضحة والصريحة، التي ربما جاءت متناسقة بالفعل بعد لحظات من الحادثة وكأنهم جالسون في مسابقة للضغط على زر الإجابة ! سنحاول أن نضع هنا مختصرا لكل ما نقلناه تلك الفترة وما احتوته تلك القصة من حلقات مفقودة وعلامات استفهام، وقبل أن تبدأ حربا جديدة أعلنتها الصحيفة نفسها على من وجهت لهم أصابع الاتهام زورا وبهتانا ! ونقصد هنا المسلمين حول الأرض !

نضع تلك العلامات والتي نقلها أكثر من مصدر أخباري فرنسي أو عالمي ليس لإثبات نظرية المؤامرة فحسب ! بل لنكون شهوداً على مسرحية ربما لم تكن بالمستوى المطلوب من الأداء والتنفيذ ! لكنها بالفعل أثبتت ضعف الحبكة السينمائية لحادثة ربما تحمل نتائج وخيمة اعتمادا على سوء تفكير وتدبير الجهات الضالعة في هذه القضية ! لكن توابعها كانت ناجحة باستقطابها لمعظم دول العالم المغفل بمتابعة الأفلام البوليسية.

أولى علامات الاستفهام وأخطرها على الإطلاق جاءت عن طريق الإعلام الصهيوني ! وربما لم يكن مستغربا ذلك بسبب سيطرة اليهود القوية في فرنسا ! لكن أن تقوم قناة إسرائيلية ( i24 ) بكشف هويات المهاجمين الملثمين وقبل خمس ساعات من التعرف عليهم من قبل القنوات الفرنسية الأخرى فتلك علامة استفهام كبيرة ليس لها إلا معنى واحد، وهو ضلوع إسرائيل بطريقة أو أخرى بالحادثة، وكي نكون منصفين فلن نحدد طبيعة هذا التورط !

علامة الاستفهام الثانية هو مسارعة الشرطة بالإعلان عن الشخص المشتبه به الثالث بالرغم من إن كل الأفلام والصور والشهود أكدوا على وجود أثنين من المشتبه بهم فقط على مسرح الأحداث ! ثم تعود الشرطة لتنفي ضلوعه بعد أن شهد زملائه بوجوده معهم وقت الحادث ! تلك أيضا لم يحالفهم الحظ في حبكها جيدا.

نقلت وسائل الإعلام عددا من الأفلام كان من بينها ما يمكن أن يشتت ذهن المتابع بسبب فوضوية الأحداث ! لكن الفديو الخاص بهروب موظفي الصحيفة عبر أسطح البنايات كانت تحمل عدد من أخطاء معدي هذا السيناريو ! فقد نشرت هذه الأفلام عمدا مع تقطيع بعض المشاهد وإعادة تركيبها ! وهذه سقطة مباشرة وليس غلطة ! فكيف يمكن التلاعب بالمشاهدين والحدث لم ينتهي بعد؟

فلم آخر ينقل حركة المهاجمين في شارع ضيق يفترض إنه الشارع الخلفي للصحيفة ! ويبين الفلم وجود سيارة المهاجمين فقط في هذا الشارع الضيق ! الذي يسهل قطعه بأي سيارة قادمة من الاتجاه المعاكس ! وهنا يأخذ المهاجمين وقتهما ليعلنوا عن انتقامهم للنبي محمد في شارع فارغ إلا من المصور ( صدفة ) ! ثم يتأكدون من أسلحتهم فيتحركون باتجاه على ما يبدو المنفذ إلى الشارع الرئيسي ! وهنا تقاطعهم سيارة شرطة ما لبثت أن ولت هاربة إلى الخلف بعد أن نزل المهاجمان من السيارة وأطلقوا عليها النار ! لكن دون رد من الشرطة ! هل حقا هي الشرطة الفرنسية؟

فلم آخر وبنفس الأداء السيء ! ينزل المهاجمان من السيارة وهم في طريقهما للهروب ! وعلى ما يبدو في الشارع الرئيسي الذي خرجا له من الشارع الضيق بعد هروب الشرطة ! وأيضا يعلنان هدفهما بالانتقام ! لكن هذه المرة يشغلان نفسيهما بملاحقة رجل شرطة لا يحمل سلاحا في حركة استعراضية ليس لها مكانا في كل هذا ! وأيضا هنام من يصور صدفة ! لكن هذه المرة كانت اللقطة هي الحكم ! عندما أخترقت رصاصة من بندقية المهاجم رأس الشرطي دون دماء ! ولازالت القضية قيد النقاش !

وبعيدا عن الأفلام، كم أحتاج المهاجمين ليهربوا عبر شوارع باريس الضيقة دون أن تواجههم الشرطة؟ وربما الأمر لو كان في أحد مدن أفريقيا الفقيرة لكانت الشرطة قد أغلقت كل المنافذ وقبل أن يخرج المهاجمين من الصحيفة ! لكن ومع ذلك فقد عرفت الشرطة مكان المهاجمين وقامت بقتلهما ! فهل تركت الشرطة المهاجميّن وتابعتهما إلى ملجأهم الأخير؟ ربما !

السؤال الذي حير الضالعين بالعمليات الاستخباراتية أو البوليسية هو كيف لمسلحين يبدوان من خلال تصرفاتهما الواضحة إنهما مدربين جيدا على السلاح ويتحركون مثل الكوماندوس ويحاولون نقل رسالة أعتبرها العالم متطرفة ! أي يعلمون نهايتهم جيدا ! كيف لهم أن يحصروا أنفسهم في مكان مغلق بانتظار الشرطة؟ لماذا لم تكن هناك مناوشات بالأسلحة طالما يعرف العالم كله نهايتهم؟ فعلى ما يبدو من كلام احدهم مع الإعلام إنه ينتمي للقاعدة ومكلف منهم ! وهذا يعني ببساطة إنهما انتحاريان !

ما عرفناه إن هذه الصحيفة قد تعرضت لعدد من الهجمات والتهديدات ! وقد وضعت الشرطة حراسات أمنية على المبنى ! فأين هم؟ وكذلك من الطبيعي أن تكون هناك كاميرات مراقبة أو أزرار للاتصال بالشرطة حال وقوع الاعتداءات ! مثل البنوك وإجراءات حمايتها ! فأين كانت الشرطة خلال تلك الفترة التي تعتبر ربما كبيرة في مثل هذه الهجمات !

هل من الغريب رؤية الرئيس الفرنسي قريب جدا من مكان الحادث؟ نعم وغريب جدا ! فكيف وهو يزور الصحيفة بمجرد خروج المهاجمين؟ أو حتى بعد ساعة ! فهذا ليس حريق في بناية أو حادث سير يمكن فيه تأمين المنطقة ليزورها ! إنها منطقة فعاليات قتالية انتحارية ولا يمكن التنبؤ بعدم وجود خطوط قتالية أخرى خلف هذه العملية ربما ضمن خطتها انتظار وصول المسؤولين لمهاجمتهم ! وبالتالي فهذه ثغرة في إجراءات الحفاظ على سلامة الرئيس ! فهل هي غلطة فريق حماية الرئيس بسبب عدم منعه من الذهاب هناك؟ أم إنهم مطمئنون من سلامة الموقف !

وفيما يخص الأخوين كواشي المشتبه بهما بقيامهما بهذه العملية ! والتي لم يراهما أحد قط في ساحة الصحيفة بسبب ارتدائهما للقناع ! لتخرج علينا الشرطة بعد ساعات وتعلن التعرف على أحد الأخوين من خلال هويته التي تركها في السيارة ! هنا تسقط الأقنعة ! كيف يمكن لمهاجم بهذه الشراسة والعقلية الجبارة أن يكون بنفس الوقت غبيا ليحمل معه هويته؟ ليس هذا فقط ! بل وينساها في السيارة ! بينما بيّن أحد الأفلام كيف يحاول المهاجمان عدم ترك أي شيء يدل عليهما حتى فردة الحذاء !

لم تنته علامات الاستفهام حول الأخوين ! فقد أوضح شريط صوتي بين سعيد كواشي وبين صحفي لأحد القنوات الإعلامية بأن كواشي كان مسيطرا على نفسه ! ولم يتلكأ أو يرتجف صوته ! بينما هو محاصر وعلى وشك الموت ! ثم يتخلل الشريط حوار ليس مفهوما ! فهو لم يحدد مقتل الصحفيين مباشرة ! ولم يحدد العملية ! بل لم يأتي الشريط على ذكر "شارلي أبدو" ! لكنه يبين بوضوح بأنه التقى بأحد قادة القاعدة ! وهو ما يحتاجه الفرنسيون من هذا الشريط !

وصفت إحدى الصحفيات الناجيات من الحادثة أحد المهاجمين بأن عيناه زرقاوان ! حيث التقت عيناهما بعد أن طلب منها المهاجم أن تقرأ سورة من القرآن ! وهذا يثبت صحة أقوالها ! فمن من المهاجمين يمتلك عينان زرقاوان؟ لا أحد ! وحسب الصور التي وزعتها الشرطة الفرنسية نفسها !

المهم إن المهاجمان قد تم تصفيتهما جسديا لطمس أية حقيقة يمكن أن تظهر في حال التمكن من محاكمتهما ! وهذا ما تنتهي به كل النهايات للقصص المخابراتية ( التصفية الجسدية ) وليبقى الباب مفتوحا أمام التأويلات واتساع رقعة الاتهامات لتشمل الجميع ! لكن الجميع هنا كما يبدو هم المسلمين حول العالم ! لكن يبقى الهدف الرئيسي هو ساحة الأحداث الفعلية في العراق وسوريا ! وربما تمتد إلى أفريقيا بعد أن لعبت فرنسا دورها الرديء باتقان !






الاربعاء ٢٣ ربيع الاول ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الولــيــد خالـــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة