شبكة ذي قار
عاجل










لن يكون من السهل فصل القضايا العربية الراهنة عن بعضها البعض !! فلابد وإن نتفق على إن أعدائنا يتفقون فيما بينهم على توحيد أهدافهم تجاه قضايانا العربية !! وهذا ما سيصعّب علينا فصلها عن بعضها عند تحديد الخلل ومحاولة معالجته !! فكريا على الأقل !! لكن في الواقع هناك خللا في منظومة الحكومات العربية وعلاقاتها الدبلوماسية فيما بينها على الأقل !! فمن الواضح إن العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية لا تحكمها سوى المصالح الشخصية !! أو لنحددها أكثر المصالح الداخلية للبلد !! ولا يهمها فيما لو كانت حكومة البلد المستهدف بالعلاقات فاشلة !! أو عميلة !! أوساقطة !! فليس في قوانين الدبلوماسية أية معايير لهذا الأمر تماما !! لنأخذ العراق مثلا !! يتفق العالم حول وضاعة وهشاشة حكمه !! وهذا لم يمنع من التعامل معه طبقا للمواثيق الدولية وكما أشرنا للمصالح الداخلية !! ناهيك من أن الإحصاءات تشير إلى سقوط أركان الدولة فيه !! فهو أسوأ بلد اقتصاديا وعمرانيا وأمنيا وعسكريا وعلميا وتربويا إلى ما شئنا من المجالات !! لكن دولنا العربية لا زالت تعترف بحكومته التي يدركون جيدا آلية تنصيبها !! كما قلنا !! لن تشكل هشاشة هذه الحكومة مشكلة في تعميق بعض العلاقات وتهميش أخرى !! وهذا يبدو واضحا من استقبال هذه الدول لرئيس وزراء المنطقة الخضراء ( هكذا يدعونه الوطنيين ) في بلدانهم !! فهو يمثل العراق كما يقولون !! او يدعون !! ومن كان يظن بأنه يختلف عن المالكي فذاك أيضا كان عومل معاملة الرؤساء في زياراته إلى الدول العربية !! لا فرق هنا طالما نتكلم عن علاقات الدول ببعضها البعض دون الإشارة لأخلاقيات الرئيس ومنطقية تعامله مع شعبه !! هذا كله لا يشكل أي أهمية على المستوى الخارجي !! لكنه مهم جدا على مستوى الشعب العراقي !! فنحن نعرف قيمة هذه الحكومة الآيلة للسقوط !! ونعلم المستنقع الذي تخوض فيه !! والعلاقات المشبوهة بدول تخوض بالدم العراقي !! ويرى الجميع سياسات التهميش والتفرقة والطائفية والقتل والتهجير والفساد الذي أزكم الانوف !! مما يجعلها من أسوأ الحكومات على الإطلاق خلال التاريخ الحديث !! إذن أين تكمن المشكلة !! في الواقع تبدو لنا إنها قضية أخلاقية بعيدة عن المصالح !! هكذا يعتبرها المثقفين الوطنيين !! ونرى بأن من يضع يده بيد العبادي فإنما يضعها بيد منغمسة بالدم العراقي !! كمن يضع يده بيد قاتل شعبه !! ولا يمكن بأي حال من الأحوال القيام ببحث عن أية مصالح مع هكذا مجرمين !! ولا لأي سبب أو مبرر !! فما الذي يمكن ان تجنيه أية دولة من وراء حكومة عميلة وقاتلة لشعبها وسارقة لثرواته؟؟ ربما تظن بعض الدول إن لتبعية حكومة العراق لإيران أهمية في بعض الحلول المطروحة !! وهي ليست حلول لوضع العراق بالطبع !! بل على المستوى الإقليمي !! وربما ستزيد تلك الحلول وضع الشعب في العراق سوءا !! فلن يكون هناك حوار حول مأساة الشعب العراقي في أي حوارات أو مناقشات طالما أصبح أمرا واقعا لكثير من الدول !! بالطبع ينطبق هذا على جميع دول العالم !! لكن ما يهمنا هو كيف يمكن لحكومات عربية أن تتجاهل دماء العراقيين حتى ولو كان هناك شعورا بعدم مساهمتهم بهذه الجريمة !! وكيف يضعون العراق ضمن الدول التي يمكنها المساهمة في حل المشاكل الإقليمية وهم يعلمون بأنها الحكومة الأكثر دموية عبر تاريخ العراق؟؟ والسؤال الأهم أين شعب العراق من كل تلك الاتفاقيات والمحادثات والمؤتمرات التي تستقبل قتلة الشعب كرؤساء حقيقيين لشعوبهم بينما يعلم الجميع بأنهم لا يسيطرون سوى على نصف العراق !! وإنهم مجرد تبع رخيص لإيران !! وإنهم من الممكن أن يكونوا الحل !! عندما يمثلون المشكلة الحقيقية ذاتها !! لن يكون العراق في ظل هكذا حكومات عميلة سوى عبئا مضافا لأعباء أمتنا العربية !! ولن يشكل العبادي أي وسيلة ضغط باتجاه حل أصغر مشكلة طالما لا يملك أمره بيده !! وطالما يتم تجاوز معاناة ومأساة الشعب العراقي من أجل انقاذ حكومات تافهة أخرى .




الجمعة٢٥ ÑÈíÚ ÇáÇæá ١٤٣٦ ۞۞۞ ١٦ / ßÇäæä ÇáËÇäí / ٢٠١٥


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الوليد خالد طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان