شبكة ذي قار
عـاجـل










الدلائل تشير إلى أن خط التسلح النووي الإيراني هو الخط المخفي في الملف والذي تبنى عليه الشكوك المتزايدة نتيجة لأرتباطها بسيناريو استخدام التقنية من جهة، وبالسلوك السياسي الخارجي للدولة الإيرانية طالما يفصح هذا السلوك عن معطيات التمدد الخارجي وفرض النفوذ عن طريق القوة خلافاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة .

لقد حددت العقوبات الأمريكية على إيران ثلاثة مسببات جوهرية هي :

أولاً- رعاية إيران للأرهاب .

ثانياً- وتسابقها في صنع الصواريخ الهجومية .

ثالثاً- وخرقها لحقوق الأنسان .

وعلى أساس هذه الحقائق التي رافقت السلوك السياسي للنظام الإيراني الصفوي، فأن النيات الإيراني هي نيات مختبره أساساً على أرض الواقع وليس هناك من حاجة لأختبارها لسنين قادمة، كما يقترح هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.!!

أولاً- رعاية إيران للأرهاب :

النظام الإيراني، وكما هو معروف عنه، لديه القدرة على الإخفاء والمراوغة والخداع والتملص من الألتزامات بطريقة ( التقيه ) ، ومكشوفٌ هو سلوكه على أكثر من ساحة عربية وإعلانه نياته في الهيمنة ذات الطابع الأستراتيجي على المنطقة، وخاصة المنافذ المائية المطلة على البحار العالية كمضيق هرمز الذي يتحكم بمنابع النفط والغاز العربي وطرق إمداداته، ومضيق باب المندب الذي يتحكم بمداخل ومخارج البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي .. وما تمثل هذه الهيمنة من اهداف الأبتزاز السياسي والأقتصادي للمنطقة ولدول العالم المختلفة وخاصة الدول المستهلكة للنفط والغاز العربي، فضلاً عن مخاطر النظام الصفوي الناجمة عن تشكيلها المليشيات الطائفية من بلدان المناطق التي تهيمن عليها وتعمل على أدلجتها وتدريبها وتسليحها وتمويلها لأغراض الأستراتيجية الفارسية التوسعية .

قيل على خلفية محادثات سابقة في أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( IAEA ) وفي لجنتها المتخصصة ( Technical Assistant Committee ) التابعة لها .. أن أهم شيء في مسائل العمل هو الثقة في السلوك ، فلا خوف من أي دولة تطلب المساعدات الفنية في اطار الألتزامات المضمونة ، إذا ما كان سلوكها سليماً وعقلانياً وثابتاً بعيداً عن التهور وردود الأفعال الأنفعالية والثأرية والأنتقامية بسلاح القدرة على الأفناء الشامل المؤكد.!!

إذن .. الثقة هي المعول عليها على اساس الضمانات .. والسلوك هو الذي يكشف عن مضمون الثقة ومدى الضمانات المكفولة ، ومن خلاله يمكن الأستنتاج فيما إذا كانت الشكوك في محلها، والتعامل لن يحصل ما لم يتغير سلوك الدولة في الفكر السياسي والمنهج .. وإلا فأن الكارثة ستحل، ليس في بلد أو بلدان إنما في البشرية بأسرها نتيجة نزعة السلوك الطائفي الهمجي الثأري التي تتحكم بتوجهات النظام الفارسي المرصودة على أرض الواقع في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وغيرها من الأنتهاكات والتمدد .

لو راقبنا .. السلوك السياسي الإيراني طيلة العقود الثلاثة الماضية وتحديداً منذ عام 1979 ، لوجدنا الآتي :

1- إنه سلوك يدعو إلى تصدير الثورة الإيرانية بوسائل ( الطائفية السياسية الأرهابية ) ونشر هذه الثورة على العالم تحت شعار طائفي ( يا شيعة العالم اتحدو ) و ( حماية المراقد والأضرحة والقبور ) .. فهو سلوك عدواني يؤجج دواخل البشر ويحرض على الكراهية والأحتراب والأقتتال المذهبي والطائفي والديني والعنصري .. وهو بالمحصلة مدفوع بنزعة الهيمنة والأنتقام الطائفي بعقد التاريخ .. كما هو مدفوع لتكريس الأضطراب وزعزعة الأمن والأستقرار وتعريض مصالح دول المنطقة والعالم إلى الخطر .. فهل أن مثل هذا السلوك يصلح التعامل معه على أساس ( الثقة ) أو على أساس التعاون معه على أساس ( المستقبل ) عسى أن يتغير؟!

2- ولما كان هذا السلوك يرعى الأرهاب ، كما تشير إليه الولآيات المتحدة والدول الغربية .. فكيف يمكن لدول ( متمدنة وحضارية ) مثل أوربا وأمريكا أن تتعامل مع دولة ترعى الأرهاب .. وفي الوقت ذاته نرى هذه الدول على أرض الواقع إيران وهي تمارس أبشع وسائل الأرهاب وحشية بحق شعوب دول المنطقة.. فيما تشارك أمريكا وأوربا إيران ( التي ترعى الأرهاب ) في تحالف يسمى محاربة الأرهاب؟! ، أليس ذلك مدعاة للضحك على الذقون؟ ألم تساعد وتشارك أمريكا مليشيات إيران الطائفية المسلحة وهي تراها تقتل وتنهب وتجرف البشر والحجر وتحرق الأخضر واليابس تحت يافطة محاربة الأرهاب.؟! ، ثم ماذا يعني أن يقود إيرانيون عسكريون المعارك على أرض العراق وسوريا واليمن. ؟!

3- لعبة إيران تكمن تقنياً في ( رفع قدراتها على التخصيب في وقت كانت تدرك فيه أن هذا ( الرفع ) ستعتمده ورقة للضغط والمساومة على طاولة المفاوضات، وإن التنازل عن هذه الورقة ليس مكلفاً، وهي ورقة صنعتها لوقت الحاجة، والتخفيض جعل طهران تحتفض بـ ( 6000 ) جهاز طرد مركزي يتم تشغيلها مقابل ( 19 ) ألف جهاز للطرد حالياً.. بيد أن نوعية جهاز الطرد المركزي قد غيرته طهران بأكثر فاعلية لتسريع التخصيب .. فالموضوع لا يكمن في العدد إنما في النوعية .. بمعنى أن أجهزة الطرد المركزي التي جهزتها إيران كانت نوعيتها تكمن في تعجيل التخصيب والحصول على الكميات المطلوبة والعمل على إخفائها .. وإن ( 6000 ) جهاز ومن ضمنها أجهزة الطرد النوعية المركزية تساوي في المحصلة الراهنة ما يقرب من ( 19 ) ألف وحدة طرد حالياً .. فما الذي تغير؟!

4- ليس ذلك خطراً داهماً ، إنما الخطر الدهم هو كيف تضبط السلوك الطائفي الهمجي الإيراني في العراق وسوريا وجنوب لبنان واليمن والبحرين؟! ، كيف يضبط العالم المفاوض مثل هذا السلوك الذي يزعزع الأستقرار والأمن في المنطقة والعالم .. وكيف يمكن ردعه؟ أليس هنالك قانون دولي ومبادئ ميثاق للأمم المتحدة تحرم وتجرم مثل هذا السلوك؟ فلماذا يمتنع مجلس الأمن، وهذا من واجباته، عن القيام بمهامه في حفظ الأمن والأستقرار والسلامة الأقليمية للدول والمحافظة على السلم الأجتماعي في تلك البلدان التي دخلها الأرهاب أو أشعل فيها الأرهاب الإيراني فتيله الطائفي؟

5- وإذا كانت طهران قد وافقت على تقليص مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب البالغ ( 10 ) آلآف كيلوغرام إلى ( 300 ) ثلآثمائة كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.67% لمدة ( 15 ) خمسة عشر عاماً.. فمن يضمن أن طهران على وفق مبدأ الشك في سلوكها المريب أن تخفي كميات من الكيلوغرامات الناتجة عن التسريع المتعمد والمدروس لعملية التخصيب؟

6- هنالك عدداً كبيراً من الأسئلة تتعلق بالمعايير غير المنطقية التي اعتمدها ( باراك أوباما ) في تسريع الأتفاق النووي، الذي يمثل كما قال " جون بينز " رئيس مجلس النواب الأمريكي ( إنحرافاً مثيراً للقلق عن أهداف أوباما المبدئية ) .!!

ثانياً- مسألة الصواريخ البالستية الإيرانية :

التسليح الإيراني واسع النطاق الذي شمل صنوف قوات الحرس الإيراني، وبصورة تضخمية غير مسبوقة .. هذا التسليح يؤشر مخطط تنوي طهران تنفيذه ليس في إطاره الدفاعي - لأن لا أحد من الدول الأقليمية ولا الدولية يهدد إيران قبل عام 1979 وبعده وحتى الوقت الحاضر.. لا الدول العربية تهدد إيران ولا الكيان الصهيوني يهدد إيران ولا أمريكا وحتى الدول الأوربية - فلماذا تتسلح إيران تسليحاً هجومياً ، طالما رسمت الآيديولوجيا الإيرانية للسياسة الأستراتيجية الإيرانية خارطة لأمبراطوريتها الساسانية البائدة وحددت بغداد عاصمة لها.!!

هذا التسليح موجه إلى المنطقة العربية على وجه التحديد، وهو يدفع نحو سباق التسلح كما يدفع إلى صراعات قد تتوسع إلى حروب أهلية إقليمية .. هذا كله تعرفه أمريكا وتعرفه ( اسرائيل ) وتعرفه أوربا وتعرفه روسيا وتعرفه الصين.. ولكن في هذا المدخل لا عواطف ولا دفاعات لوجه الله، إنما مصالح دول هي التي تتحكم بالمواقف السياسية وبقرارتها.

ثالثاً- مسألة انتهاكات حقوق الأنسان :

الأنتهاكات في داخل إيران قبل الخارج تعد من أبشع ممارسات النظام السياسي الحاكم في طهران ضد الشعوب الإيرانية وفي مقدمتها الشعب العربي في الأحواز المحتل، حيث يمارس النظام الطائفي العنصري اساليب محو الهوية القومية للعرب والكرد والتركمان والآذريين وغيرهم، والعمل على تفريسهم على وفق منهج التشيع الفارسي كما يعمل هذا المنهج في أي مكان تقطن فيه الطائفة الشيعية العربية لفرض الوصاية الفارسية عليها وعناصرها جميعهم مواطنون عرب لا سلطان لأحد من خارج الحدود عليهم ولا وصاية، لأنهم مواطنون سوريون ولبنانيون وعراقيون وخليجيون وغيرهم ، ولا أحد يستطيع أن يتدخل في شؤون تلك البلدان تحت أي مزاعم أو أغطية للتدخل .

الأنتهاكات الإيرانية السافرة في البلدان العربية وفي مقدمتها العراق، ألم يستوجب الأمر أن يكون لمجلس الأمن ومنظماته المعنية بحقوق الأنسان موقف معاقب ورادع للنظام الإيراني ورجالاته العسكريين ومليشياته الطائفية، التي تمارس الأرهاب في خارج حدود الدولة الإيرانية ومحاسبتهم لدى محكمة الجنايات الدولية؟ لماذا أنشأت محكمة الجنايات الدولية ولأي غرض إذا كانت سياسة أمريكا تغطي على الجرائم الإيرانية؟ ثم ماذا تقول امريكا ومجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية بشأن اكثر من ( 500 ) خمسمائة مواطن عراقي حكم بالأعدام وفق الفقرة ارهاب بأنتظار التنفيذ الثأري من الحكومة العراقية الطائفية الموالية لأيران؟! وهل أن منظمات حقوق الأنسان تسجل الحوادث والأحداث دون أن يكون لذلك أي فعل أو الدفع بتفعيل الملفات الجرمية التي بلغت التطهير العرقي والطائفي، صوب محكمة الجنايات الدولية؟! وساحة العراق تعج بالأنتهاكات التي تقوم بها مليشيات إيرانية ارهابية تقتل وتسرق وتحرق منازل المواطنين ومحالهم ومزارعهم حتى مؤسسات الدولة لم تسلم من أيديهم الملطخة بالدماء ، وهي مليشيات قد تم تشكيلها رسمياً من لدن الحكومة وهي جزء من اجهزتها وقواتها المسلحة، وبالتالي فأن هذه الحكومة تتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والأعتبارية والتاريخية عن كل الدماء التي سفكت والبيوت التي هدمت واحرقت والمجازر التي ارتكبت .. فيما يتحمل المحتل الغازي الأمريكي كامل المسؤولية الجنائية باعتباره المسبب الأول لكل هذه الكوارث وشريكاً لهذه المليشيات.

7- " باراك أوباما " وعقيدته المشحونة بالتناقضات .. كيف نراها ؟

يتبــــــــــــــــــع ...





الاثنين ١٧ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة