ان ظاهرة تجميع المليشيات في بغداد وانتشار مسلحيها في العديد من أحياء العاصمة باتت تقلق مرجعية السيستاني ورئيس الحكومة حيدر العبادي من تنامي هذه الظاهرة التي باتت تشكل تهديدا جدياً على الوضع العام في البلاد وخطرا قد يقود الى نزاعات مسلحة بين قوات الجيش وبعض هذه المليشيات. وان هذا الانتشار بات يقلق الجميع ويهدد الدولة العراقية . وتنامي شعور الخوف لدى المواطن .من هذه الاسباب.

1- بات ظهور مسلحي الميليشيات في مناطق الشعلة والبياع والحبيبية والبلديات والامين والنعيرية والكيارة مألوفا بشكل واضح، ان قرارا صدر من قيادتها نهاية الشهر الماضي أمر جميع سراياها وافواجها بالانسحاب من محاور القتال في قاطعي بيجي وسامراء بمحافظة صلاح الدين.

2- تجميع الميلشيات في العاصمة دون توضيح اسباب ذلك، مما اشاع اجواء من الخوف والترقب لدى سكان بغداد خاصة بعد قيام مجموعة مسلحة تابعة للكتائب حزب الله بخطف 18 عاملا تركياً وتصديها المسلح للقوات الحكومية في شارع فلسطين.

3- وجود تنسيق بين كتائب حزب الله و نوري المالكي، وثمة معلومات تشير الى ان الكتائب عينت احد قادتها ويدعى جعفر الحسيني المستشار السابق في الامانة العامة لمجلس الوزراء للتنسيق مع المالكي والتشاور معه، وان الاخير بات الموجه السياسي الاساسي لها وتحريضها على بسط نفوذها المسلح في بغداد وتحدي سلطات حكومة العبادي.

4- ان ظاهرة صعود كتائب حزب الله في العاصمة تحديدا رافقها تراجع مليشيات كانت حاضرة ومؤثرة في الساحة مثل بدر التي يقودها هادي العامري وابو مهدي المهندس والعصائب برئاسة قيس الخزعلي وتشكيلات مليشياوية اخرى وان كتائب حزب الله ارتفع صيتها بعد عملية خطف العمال الاتراك لما احدثته من اصداء واسعة محليا واقليميا ودوليا، و ان نجاح الكتائب في نقل 18 عاملا تركيا الى البصرة واطلاق سراح اثنين مرضى فيهم يؤكد ان للكتائب نفوذ في الجيش والشرطة بدليل ان الخاطفين والمختطفين مروا من امام عشرات المفارز والسيطرات العسكرية والامنية بين العاصمة والمحافظة الجنوبية دون منع او القاء قبض.

5- ينقل عن اوساط متنفذة في بغداد ان هادي العامري زعيم مليشيا بدر غير راض عن أداء كتائب حزب الله وخصوصا في قضية خطف العمال الاتراك ولا ينكر مخاوفه من تداعيات هذا العمل على ميليشيا الحشد الشعبي غير ان نائبه ابو مهدي المهندس يعد ما قامت به الكتائب أمرا مشروعا في الضغط على رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يتهمه المهندس بانه يعمل خارج السياقات الشيعية وبالضد من ائتلاف دولة القانون بقيادة المالكي.